• [ مسابقة الماهر بالقرآن ]: هنيئا لأختنا فاطمة عليليش "Tama Aliche" الفوز بالمركز الأول في مسابقة الماهر بالقرآن التي نظمت من قبل إذاعة جيجل الجهوية وتحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية جيجل. ونيابة عن كافة أعضاء وطاقم عمل منتدى اللمة الجزائرية نهنئك بهذا الفوز فألف ألف ألف مليوون مبروك هذا النجاح كما نتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق وأن يكون هذا الإنجاز إلا بداية لإنجازات أكبر في المستقبل القريب بإذن الله. موضوع التهنئة

المعنى ابن باديس وفشل الوحدة المغاربية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,568
نقاط التفاعل
17
نقاط الجوائز
457
المعنى ابن باديس وفشل الوحدة المغاربية
نظّمت مؤخراً مؤسّسة ''الإمام عبدالحميد بن باديس''، بقسنطينة، ملتقى وطنياً حول ابن باديس والوحدة المغاربية، حاولنا من جهتنا المساهمة في إعادة قراءة الخطاب الباديسي وإعادة انتظامه داخل شروطه التاريخية والثقافية، وإحضار هذا النص إلى واقعنا اليوم الجزائري والمغاربي، دون تأويل متعسّف ينزع النص عن سياقاته المعرفية والتاريخية. نتذكر ابن باديس القائل ''أعيش للجزائر وللإسلام'' الذي خصّص ركناً قارياً في ''الشهاب'' عن أخبار وهموم ''الشمال الإفريقي''.. وفي ظروف الحملة الإعلامية اليوم الشرسة التي يُسعّر أوارها من حين لآخر من طرف أصدقائنا الإعلاميين والسياسيين في المملكة المغربية، وتحميل الجزائر وزر فشل تحقيق ''الحلم العنيد'' ـ وحدة المغرب العربي ـ ويصادقهم في ذلك بعض التونسيين رسميا وإعلامياً بصوت خافت. من هنا العودة إلى مؤتمر طنجة الشهير 1956، أو الحديث عن المقاومة في الجزائر والريف المغربي والسنوسية في ليبيا يكون محمّلاً بصراعات الحاضر. وقد يحول هذا دون رؤية تاريخية علمية. وهنا أرى التفريق بين رؤية ابن باديس وجمعية العلماء المسلمين التي كانت تنظر إلى هذه الوحدة ضمن أفق ''الهوية التاريخية والثقافية'' وتخلو من عنصر ''الأرض'' بالمعنى السياسي الذي يعني ''الاستقلال'' حتى وإن كان ذلك حلمه عن طريق تحرير العقول قبل تحرير الأرض. والوحدة ضمن ''رؤية وطنية تحررية'' يكون عنصرها الأساسي ''الأرض'' كمحددّ وجوهر للهوية التاريخية من لغة دين وثقافة. وغنى التجربة السياسية والإعلامية والثقافية عند الجزائريين في هذا الموضوع لا يستطيع أحد إنكاره؛ فابن باديس وقف إلى جانب الثورة في الريف المغربي، وحاول حضور أربعينية شيخ الإصلاح في المغرب أبوشعيب الدكالي، ومنعته الحكومة الاستعمارية من الدخول، كما تضامن مع عبدالعزيز الثعالبي والخضر حسين في تونس، وهما في الأصل جزائريان، وفي نفس الوقت شنّ حملة علمية ضدّ شيخه الزيتوني الطاهر بن عاشور لأنه أيّد البدعة وتحالف مع الفرنسيين. كما أيّد السنوسية المقاومة في ليبيا رغم طرقيتها وتصوفها وصاحبها من أصل جزائري كذلك. هكذا كان الأصل الجزائري موزعاً بين أقطار المغرب، وهم في الأصل واحد كما كان يردّد ذلك ابن باديس عبارة ''شعوب الأطلس''. فعلاقته بالعلماء والمتصوفة في البلدان العربية الأخرى كان يقوم على أساس العلاقة مع الاستعمار أو البعد والمقاومة، ومن هنا رفضه للوظيفة ومطالبته باستقلال الشؤون الدينية. وهنا مسألة أخرى كانت تتحكم في شعوره ورؤيته التاريخية وهي ''القومية الوطنية''؛ أي رؤية مركزية جزائرية فيها الافتخار بالبعد التاريخي للجزائر تشكّل العروبة كثقافة مميزة لتطوره والإسلام كدين وكقيم ومحرّر. وحين يذكر صنهاجيته الأمازيغية وأجداده ومنهم المعزّ بن باديس، جدّه الأول، الذي أعاد انتشار المالكية في المغرب العربي، فليس بالمعنى العرقي التعصبي، ولكن مضمونه حالة المزج التاريخية بين العروبة والأمازيغية التي شكّلت شعباً مازال يقاوم إلى اليوم من أجل استرداد لغته العربية وهويته. وهو الفهم الذي جعله يؤيّد فك الارتباط بين مصر والدولة العثمانية ونقد شيوخ الأزهر المؤيدين للملك فاروق وقال ''المصائب لا تأتينا إلا من تحت هذه العمائم''. كما نقد جهل المشارقة بتاريخ المغرب العربي واعتباره تابعاً ثقافياً لهم. فهل يمكننا القول إنّ ابن باديس كان ''مركزياً'' بمعنى يرى الجزائر محور المغرب العربي ووحدته مستقبلاً؟ ولم نستطع نحن بعد الاستقلال أن نستثمر هذه الرؤية طبعاً بتفتح مغاربي وعربي ومتوسطي عكس الرؤية المركزية المغربية عند بعض المؤرخين المغاربية التي ترى شعوب أقطار المغرب العربي امتداداً لها عرقاً وثقافة، وبقيت محصورة في تعداد مناقب الدولة المرينية والوطاسية والعلوية في مراكش؟ ألم يكن أيضاً مستقلاً ومتميزاً حين يستلهم من المصادر الفقهية والعلمية المغاربية ويرفض أن ينسب إلى الوهابية والعبدوية ''محمد عبده''؟ إنها ''سلفية جزائرية'' نتحدث عنها لاحقاً.
 
t017.gif
على الموضوع
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top