التضحية والعطاء

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

معتز94

:: عضو منتسِب ::
إنضم
21 أفريل 2009
المشاركات
23
نقاط التفاعل
0
النقاط
2

التضحية والعطاء​



هي لمسة ربانية ، وسر إلهي بثه الخالق عز وجل في مخلوقاته .... لمسة تتلاشى معها وتضمحل صفة هي من أقبح الصفات في المخلوقات هي صفة الأنانية .... بل إن التضحية كالموجة التي تمحو ما على الشاطئ من درن و أوساخ ، فتحيله نظيفا طاهرا .... أو هي كالمطر الذي يحيي الله به موات الزرع ... والأرض البور ... فيحيلها جنة ... فالتضحية تحيي موات الأنفس المنغمسة في الأنانية وحب الذات ...
التضحية والعطاء
هي ليست صفة آدمية فحسب ... بل هي صفة في مخلوقات كثيرة ، ترقى بها إلى مراتب عليا من الخلق العظيم ... وتبعث في نفسك العجب والإعجاب مما بثه الله عز وجل من هذه الآية العظيمة في الخلق ...
التضحية والعطاء
هي ليست حكرا على الكبير .. أو القوي .. أو العالم .. أو العاقل .. بل إنها صفة يشترك فيها الجميع ، فقد يضحي الصغير من أجل الكبير ، وقد يضحي الضعيف من أجل القوي ، وقد يضحي الحيوان غير العاقل من أجل الإنسان العاقل ، وقد يضحي الجاهل من أجل العالم ..
التضحية والعطاء
هي قرار يتخذه المضحي ... عند انعدام الحلول ... وتراجع النفوس ... وتردد العقول ... وتخاذل الإرادة ... قرار يغلب به النفس .. ويكسر به الهواجس .. ويؤثر به الغير .. فتسمو مكانة المضحي ... وتعظم في النفوس مكانة المضحى لأجله ..
التضحية والعطاء
في الحياة صور للتضحية .. رائعة ..:
· فليس كمثل الأنبياء بين الناس من ضحى .. بماله .. ونفسه .. وعياله .. ووقته ..... فليس كمثل سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – حين قال : << يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري . على أن أترك هذا الأمر ما تركته ، حتى يظهره الله أو أهلك دونه >>
· وليس كمثل سيدنا نوح – عليه السلام – إذ ضحى بابنه فتركه يغرق وهو ينظر إليه ، وكان ذلك في سبيل الله والدعوة التي كلف بها ...
· وليس كمثل سيدنا إبراهيم – عليه السلام – وقد أخذ أهله إلى وادٍ غير ذي زرع في أرض قفار وتركهم لعناية الله ورحمته .. وليس كمثله إذ أوشك أن يذبح ابنه استجابة لأمر الله تعالى فقد امتحن – عليه السلام - في مواطن ثلاث فقد امتحن في نفسه بالحرق وضحى ، وامتحن في أهله وضحى وامتحن في ابنه وضحى ...
· وليس كمثل سيدنا إسماعيل – عليه السلام – إذ أطاع والده وربه راضيا محتسبا .....
· وانظر إلى الصحابة – عليهم رضوان الله جميعا – تركوا أموالهم ، وأولادهم ، وزوجاتهم وكل الدنيا ، وخرجوا إلى الحبشة بدينهم ... وإلى يثرب من بعدها ..
· وانظر من بعدهم إلى قوافل الشهداء والمجاهدين في كل أرض .. فقد رخص عندهم كل شيء في سبيل الله والوطن ....
· وانظر اليوم إلى أبناء فلسطين .. رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا .. كيف يتقاطرون على الشهادة .. حبا لله ، وفداء للوطن ...و ألسنة الآباء تلهج بالدعاء والتكبير .. و ألسنة الأمهات لا تكف عن الزغاريد ....
· ولن ننسى .. الأم .. حملها .. وألمها .. وسهرها .. ودعاؤها .. وأملها .. وحرصها .. وتعبها .. لا يكف ولا ينقطع .. إنها بالتأكيد رمز لكل تضحية وعطاء .. فكيف بتلك التي تدفع كل هذا إلى الشهادة في سبيل الله والوطن ...نذكرك يا خنساء الإسلام بالأمس ، ونذكرك يا خنساء الإسلام اليوم ...
والتضحية ليست حكرا على المسلم ...
· فالنصارى يرون أن المسيح – عليه السلام – هو رمز التضحية والفداء .. فهم يعتقدون أنه ضحى بنفسه من أجل تخليص البشر ... وهكذا يعتقد كل صاحب ملة ودين - من غير المسلمين - في دينه ومعبوده . أنه المضحي من أجله والمخلص له ....
وليست التضحية حكرا على البشر ...
· بعض النمل إذا اعترضه عارض .. حفرة .. أو طريق مقطوع .. تقدمت مجموعة منه لتسد تلك الحفرة أو تشكل جسرا يعبر عليه الآخرون ....
· وكم قرأنا ورأينا وسمعنا قصصا وصورا للتضحية بطلها .. الحصان .. الكلب .......
· كل المخلوقات إذا كان خيار الموت بينها وبين صغارها بيدها ، اختارت التضحية دفاعا عن صغارها ....​
 
وتتساءل .. هل سيظل الحنين وهل ستظل معلقاً في ذاكرتهم !
أم ستطويك الأيام والسنين ..!
وستصبح مجرد شخص مجهول الهوية بعد سنين قادمة !!
عاشر من تعاشر فلابد من الفراق ..

 
شكرا يعطيك الصحة
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top