لماذا ....أنا....بالذات

[سمير الديمشقي]

لماذا ....أنا....بالذات
​

تركتها لما أصرت علي
كانت تحكي لي عذابها مع الحياة
و تسرد لي ما كان بينها و بين العذاب
بعبارات كلها خوف و دموع
تركتها و هي تبكي في صمتها
و صمتها يقطع في ذاتي كل أجزاء قلبي
كان صوتها بين الأنين و الآهات يترنح
اشد علي من وقع الدمار و خراب الديار
كانت و لازالت تسرد صفحات العذاب
قلبها لم يعد ليصبر
فقدت كل الآمال
و راحت تقلب الرماد
علها تجد وسطه بصيص دفئ
أو فتات جمر تنير به الدرب
علها تجد يوما طريقها إلى مملكة النسيان
علها تسمع ذات الأمسيات غدير السعادة
تشرب منه حتى تروى كل جروحها
و تجهش باكية...
و تجيش عواطف الأمومة في ذاتي المتألمة
تتساقط دموعها الواحدة تلوى الأخرى
حارقة لتحرق إرجائي و تمزق كل أوصالي
تمد ذراعيها إلى كل من يراها
دون جدوى
ليتني استطيع عمل أي شيء
ينسيها أنينها و لو لثواني
لكن الغاية لا ترام
و الوسيلة معدومة
رحت اروي لها حكاية علها...
تصغي إلي و تنسى
كنت اروي و استمر في حكاياتي
كان الصمت يلفنا من حولنا
تذكرت ألمها
نظرت إليها...
كانت تئن في صمتها
دموعها ترقرق في عيناها
كقدر فوق نار العذاب
قالت لي في صمتها...
لماذا أنا...
لما أنا بالذات
ماذا عن أحلامي و حياتي
و ماذا عن....
ثم أجهشت بالبكاء
تمنيت لو كان بوسعي أن أضمها
أو امسح عن رأسها عذابات الحياة
آه....آه
لما تكزن الحياة بلون العذاب
لما تصير الأفراح أحزانا ... أحزان
و تتكدر الهموم في قاع القلب
و تتعاقب النكبات على الذات حتى تموت
يطول عذابها و يكبر همها يوما بعد يوم
نظرت إليها و الصمت و الذهول يمزقانها
لماذا أنا...
كلمات أحرقت كياني
أغرقت كامل ذاتي في محيطات الالم
دمرتني كخراب مهجور
بنت لي في الجحيم مملكة
صدت نفسي عن الابتسامة
هاج ألمي و اغرق سعادة أيامي
و أخيرا ...
فقدت وعيها في هدوء تام
لقد نامت و ارتاحت
نهضت من على الكرسي
مشيت و أنا احمل راسي بكامل قوتي
أحسست أن راسي ثقيل على
تسارعت دقات قلبي
قلت في ذاتي...
لن اذهب بل سأبقى
حينما تستيقظ...
يستيقظ معها حزنها
يجب أن أكون معها مهما كان...
اروي لها عن ذا الزمان
و امسح دموعها حتى تنام
و...........