رويـدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ريحانة الشرق

:: عضو مُشارك ::
إنضم
12 أفريل 2009
المشاركات
263
نقاط التفاعل
3
النقاط
7
رويـدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ

شعر * د/ عبد الرحمن العشماوي

رويـدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ ... وبالله لا بـالـناس تُقضى المطالبُ
أرى لـكَ فـي شـأني أموراً غريبةً ... أقـاومُ شـكـي عـندها وأُغالِب
أرى لـك فـي وقت اللقاء بشاشةٌ ... بـها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ
ويـسـعـدنـي منك ابتسامُ مودَّةٍ ... وقـولٌ جـمـيلٌ لم تشبهُ الشوائبُ
وتـنـصـحني نُصح المحبِّ ، وإنما ... بـنُـصح سليم القلب تُمحى المثالبُ
ولـكـنـنـي أشقى بأمركَ ، كلما ... دعـانـي إلـى نشر المبادئ واجبُ
كـأنـك لم تلمس صفاءَ مشاعري ... ولـم تـنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ
لماذا أشكُّ في سلامة مقصدي ؟ ... فـيـا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ
وربِـكَ مـا أرسـلْتُ شعري لِرِيبةٍ ... ولا صَـرَفـتني عن همومي الرغائِبُ
أصـدُّ جـيوش الوهم عني وفي يدي ... حـسامٌ - من الإيمان بالله - ضاربُ
ومـا أنـا مـمن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ ... عـلـى غـير بابي تستقرُّ العناكبُ
ومـا أنـا مـمـن يسرِقُ المالُ لُبَهُ ... ولا أنـا مـمـن تـستَبِيهِ المناصبُ
أُسـيِّـرُ فـي درب الصلاح مواكبي... إذا طـوحـتْ بـالسائرين المواكِبُ
وأحـمـلُ فـي كـفي يراعاً أسلُّهُ ... عـلـى كـل فِكر ساقطٍ وأحاربُ
ولـولا اقـتـدائي بالرسول ونهجهِ ... لـسارتْ بشعري في الهجاء المراكبُ
أخـا الـحق لا تفتحْ لِظنك مسلكاً ... إلـيَّ فـإنـي فـي رضى الله دائبُ
وإنـي مُـشـيـدٌ بالصوابِ إذا بدا ... وإنـي لِـمن لايُحسنُ الفعلَ عاتبُ
وأغـسـلُ أخـطائي بشلال توبتي ... أتـوب إلـى ربي ، وما خاب تائبُ
أخـا الـحـق ما بيني وبينك فُرْقَةٌ ... كـلانـا مُـحبٌ للصلاح وراغبُ
كـلانـا إلـى ديـن المهيمن ننتمي ... إذا ذهـبـتْ بـالـواهمين المذاهبُ
عـتـابـي عـلـى قدر الوفاء أبثُّهُ ... وعـنـدي لأصحاب الوفاءِ مراتبُ
ولـولا صفاء الودِ في النفس لم تجدْ ... صـديقاً - إذا جار الصديقُ- يعاتِبُ
فَـطَـمْئِنْ على حالي فؤادكَ ، إنني ... أُعـادي عـلى نهج الهدى وأصاحِبُ
ولـلـه وجـدانـي ولـلـه نبضُهُ ... ومـن أجـلِهِ أرضى وفيهِ أُغاضِبُ
أخـا الحقِ - عفواً - إن شعري مُبَلِّغٌ ... رسـالـةَ قـلبي ، والقوافي رَكائبُ
أسـيِّـرهـا في كلِّ أرضٍ فترتوي ... بـها أنفسٌ عَطْشَى ، وتُجلى مواهِبُ
بـعـثْـتُ إليكَ الشعرَ يُشرِقُ لفظُهُ ... وضوحاً ، فما في قاع شعري رواسِبُ
أخـا الـحق .. يَفْنَى كلُّ شيءٍ وإنما ... نُـقَـاسُ بـما تُفضي إليه العواقِبُ
يـدومُ لـنـا إخـلاصُـنا ويقينُنا ... ومـا دونَـهُ في هذه الأرض ذاهِبُ


2330181061_d8177dc6e7.jpg

 
قصيدة جد رائعة بارك الله فيك أختي الفاضلة ريحانة الشرق على نقلها وبارك الله في الشاعر الكبير عبد الرحمان عشماوي....ولا يسعني في هذا المقام الشعري الجميل إلا أن أرد بقصيدة رائعة من روائع الشعر العربي ...قالها شاعر السيف والقلم أبوفراس الحمداني وهو في الأسر في غياهب سجون الروم...فأتمنى أن تروقك وتنال إعجابك لما أتلمس فيك من ذوق رفيع للشعر العربي خصوصا والأدب عموما.

أراك عصي الدمع

أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟

بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!

إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى
وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ

تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي
إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ

مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!

حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدَّةَ بيْننا
وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ

وما هذه الأيامُ إلاّ صَحائفٌ
ِلأحْرُفِها من كَفِّ كاتِبِها بِشْرُ

بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غادَةً
هَوايَ لها ذنْبٌ، وبَهْجَتُها عُذْرُ

تَروغُ إلى الواشينَ فيَّ، وإنَّ لي
لأُذْناً بها عن كلِّ واشِيَةٍ وَقْرُ

بَدَوْتُ، وأهلي حاضِرونَ، لأنّني
أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْرُ

وحارَبْتُ قَوْمي في هواكِ، وإنَّهُمْ
وإيّايَ، لو لا حُبُّكِ الماءُ والخَمْرُ

فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولمْ يَكُنْ
فقدْ يَهْدِمُ الإيمانُ ما شَيَّدَ الكفرُ

وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفاءِ مَذَلَّةٌ،
لإنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدْر

وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبا يَسْتَفِزُّها،
فَتَأْرَنُ، أحْياناً كما، أَرِنَ المُهْرُ

تُسائلُني من أنتَ؟ وهي عَليمَةٌ
وهل بِفَتىً مِثْلي على حالِهِ نُكْرُ؟

فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى:
قَتيلُكِ! قالت: أيُّهمْ؟ فَهُمْ كُثْرُ

فقلتُ لها: لو شَئْتِ لم تَتَعَنَّتي،
ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بي خُبْرُ!

فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنا
فقلتُ: معاذَ اللهِ بل أنتِ لا الدّهر

وما كان لِلأحْزان، ِ لولاكِ، مَسْلَكٌ
إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلى جِسْر

وتَهْلِكُ بين الهَزْلِ والجِدِّ مُهْجَةٌ
إذا ما عَداها البَيْنُ عَذَّبها الهَجْرُ

فأيْقَنْتُ أن لا عِزَّ بَعْدي لِعاشِقٍ،
و أنّ يَدي ممّا عَلِقْتُ بهِ صِفْرُ

وقلَّبْتُ أَمري لا أرى ليَ راحَة،ً
إذا البَيْنُ أنْساني ألَحَّ بيَ الهَجْرُ

فَعُدْتُ إلى حُكم الزّمانِ وحُكمِها
لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ وليَ العُذْرُ

كَأَنِّي أُنادي دونَ مَيْثاءَ ظَبْيَةً
على شَرَفٍ ظَمْياءَ جَلَّلَها الذُّعْرُ

تَجَفَّلُ حيناً، ثُمّ تَرْنو كأنّها
تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَزَهُ الحَُضْرُ

فلا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ

ولا تُنْكِريني، إنّني غيرُ مُنْكَرٍ
إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْزِلَ النّصْرُ

وإنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أن لا يُخِلَّ بها النَّصر

وإنّي لَنَزَّالٌ بِكلِّ مَخوفَةٍ
كَثيرٍ إلى نُزَّالِها النَّظَرُ الشَّزْرُ

فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَوي البيضُ والقَنا
وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْبُ والنَّسْرُ

ولا أًصْبَحُ الحَيَّ الخُلُوفَ بغارَةٍ
و لا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِيَ النُّذْرُ

ويا رُبَّ دارٍ، لم تَخَفْني، مَنيعَةً
طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنا والفَجْر

وحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْلَ حتّى مَلَكْتُهُ
هَزيماً ورَدَّتْني البَراقِعُ والخُمْرُ

وساحِبَةِ الأذْيالِ نَحْوي، لَقيتُها
فلَم يَلْقَها جافي اللِّقاءِ ولا وَعْرُ

وَهَبْتُ لها ما حازَهُ الجَيْشُ كُلَّهُ
ورُحْتُ ولم يُكْشَفْ لأبْياتِها سِتْر

ولا راحَ يُطْغيني بأثوابِهِ الغِنى
ولا باتَ يَثْنيني عن الكَرَمِ الفَقْرُ

وما حاجَتي بالمالِ أَبْغي وُفورَهُ
إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَرَ الوَفْرُ

أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى،
ولا فَرَسي مُهْرٌ، ولا رَبُّهُ غُمْرُ

ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ
فليْسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ، ولا بَحْرُ

وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟
فقلتُ:هما أمرانِ، أحْلاهُما مُرُّ

ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعيبُني،
وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهما الأَسْر

يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بالرَّدى
فقُلْتُ: أما و اللهِ، ما نالني خُسْرُ

وهلْ يَتَجافى عَنّيَ المَوْتُ ساعَةً
إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْرُ والضُّرُّ؟

هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْرُهُ
فلم يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الذِّكْرُ

ولا خَيْرَ في دَفْعِ الرَّدى بِمَذَلَّةٍ
كما رَدَّها، يوماً، بِسَوْءَتِهِ عَمْرُو

يَمُنُّونَ أن خَلُّوا ثِيابي، وإنّما
عليَّ ثِيابٌ، من دِمائِهِمُ حُمْرُ

وقائِمُ سَيْفٍ فيهِمُ انْدَقَّ نَصْلُهُ،
وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُمُ حُطِّمَ الصَّدْرُ

سَيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ،
وفي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ

فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الذي يَعْرِفونَهُ
وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّرُ الشُّقْرُ

وإنْ مُتُّ فالإنْسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ
وإنْ طالَتِ الأيامُ، وانْفَسَحَ العُمْرُ

ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بهِ
وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَقَ الصُّفْرُ

ونَحْنُ أُناسٌ، لا تَوَسُّطَ عندنا،
لنا الصَّدْرُ دونَ العالمينَ أو القَبْرُ

تَهونُ علينا في المعالي نُفوسُنا
ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ

أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلى ذَوي العُلا،
وأكْرَمُ مَنْ فَوقَ التُّرابِ ولا فَخْرُ
tahyat.gif
 
بارك الله فيك اختي ريحانة الشرق قصيدة جميلة للشاعر عبد الرحمان العشماوي وفعلا بالله ليس بالناس تقضى المطالب
وهذية مني اليك قصيدة لنفس الشاعرعبد الرحمان العشماوي بعنوان:


[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]**مشاهد من يوم القيامة** [/font]​
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وقفت جميع مشاعري تتأمل ...وفمي عن النطق المبين معطل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ما كنت في حلم ولا في يقظة... بل كنت بين يديهما أتململ [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى ... إلا دخانا تائهـا يتجول [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وحشود أسئلة تجر ذيولها ... نحوي وباب الذهن عنها مقفل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أحسست أن إرادتي مسلوبة ... وشعرت أن مخاوفـي تترهل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وشعرت أني في القيامة واقف ... والناس في ساحاتها قد هرولوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]يسعون كالموج العنيف عيونهم ... مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]والكون من حولي ضجيج مرعب ... والأرض من حولي امتداد مذهل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]قد أخرجت أثقالها وتأهبـت ... للحشر وانكسر الرتاج المقفـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]والناس أمثال الفراش تقاطروا ... من كل صوب هاهنا وتكتلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]كل الجبال تحولت من حولهم ... عهنا وكل الشامخـات تزلـزل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وجميع من حولي بما في نفسهم ... لاه فلا معـط ولا متفضــل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]كل الخلائق في صعيد واحـد ... جمعت فسبحـان الذي لايغفـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وأقيم ميزان العدالـة بينهـم ... هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وتجمعت كل البهائم بعضهـا ... يقتص من بعض وربـك أعـدل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت ... من بعضها نزل القضاء الأمثـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا ... صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا ... يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]هيهات لا تجدي الندامة بعدما ... نصب الصراط لكم وقام الفيصل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية ... إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى ... حولي وقد كشف الستار المسدل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]هذا هو النمرود يندب حظـه ... والدمع مـن هول المصيبة يهطل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وهناك فرعون المألـه نفسـه ... يسعى بغـير بصيرة ويولول [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وهناك كسرى تـاه عند إيوانه ... مترنـح فـي سـيره متملمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وهناك قيصر نفسـه مكسورة ... وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وهنا ابو جهل يراجع نفسـه ... عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا ... غير الذي كنـا نقـول ونعمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن ... فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]سبحان ربك هؤلاء جميعهـم ... كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]لكنهم كفروا بمن أعطاهــم ... ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ورموا بشرع الله خلف ظهورهم ... عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى ... ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم ... فاليوم ينظر في الأمور ويبطل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه ... واليوم يشقى الفاسق المتحلل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]واليوم يمتد الصراط فمسـرع ... نحو النعيم وزاحف متمهل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ومحمل بالذنب زلـت رجلـه ... فهوى ونار جهنم تستقبل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]فأجلت طرفي ساعة فرأيت من ... أمر القيامة مايروع ويذهل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]هذا أب يسعى إلـيه وحيـده ... وبمقلته ترقب وتـوسل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي .. شيء يسير لايمض ويثقل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]شيء من الحسنات ينقذني وقـد ... خفت موازيني وفيك أؤمل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أنت الذي عودتني فيما مضـى ... بذلا ومثلك في المصائب يبذل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وإزور وجه أبيه عنه مـرددا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ومضى كسيف البال يسأل نفسه ... ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟ [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وبدت له بين الجموع حليلة ... كانت تفضله وكـان يفضـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وغدا يناديها رويدك زوجتي ... فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ريحانتي أنسيت أيام الصبا ... أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟ [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أنا من وهبتك في فؤادي منزل ... ماكان فيه لغير حبك منزل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيك أؤمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]قالت له والهـم يشعـل قلبهـا ... لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ومضى كسيف البال حتى لاح في ... وسط الزحام خيال من لايبخل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أم رؤوم راح يركـض نحوهـا ... جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟ [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]حملته في أحشائهـا وتحملـت ... من أجل راحته الذي لايحمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا ... فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيـك أؤمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]قالت له والدمع يغلب صـبرها ... نفسي أحق بما تقـول وأمثـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا ... لاتستريح له النفـوس وتقبـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا ... مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : ... أهل الربا بئس المقام المخجـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا ... عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ماصدهم عن أكلـه بطلانـه ... وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وأخذت ناحية أفكـر بالـذي ... يجري وأرسل ناظـري وأنقـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه ... طوق وفي رجليه قيـد محجـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي ... من عنده خـبر يقـين ينقـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]هذا الذي خان العهود وعاش في ... دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]يسطوا على مال الضعيف وأرضه ... واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا ... سبع من الأرضين بئس المحمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم ... نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]من هؤلاء البائسـون أراهـم ... هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]فأجابني : هم كل مختـال لـه ... فيما مضى كـبر عليـه يعـول [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وذهلت عنهم حين أبصر ناظري ... رجل يساق الى الجحيم ويعتــل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا ... حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]من ذلك الرجل الشقي وهذه ... تجـري علـى أعقابـه وتولـول [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي ... كانت تجول على النـبي وتجهـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وأخذت ناحية فـلاح لناظـري ... روض وأزهـار ونـور مقبـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]غرف بطائنهـا الحريـر وتربها ... مسك بماء المكرمـات مبلـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ونساؤهـا حور فوجه مشـرق ... كالشمس ساطعة وطرف أكحل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة ... للشاربـين وشربهـا لايثمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وبناؤها من فضـة من فوقهـا ... ذهب وعند الله ماهو افضـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أقـل من فيهـا نصيبا حظـه ... أضعاف دنيانا وربـك يجـزل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]رأيت فيها الساكنين ربوعهـا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]على الأرائك يجلسون حديثهم ... مستبشرين بما رأوه وحصلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]يتذكرون حوادث الدنيا الـتي ... صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]طوبى لكم هذي منازلكم فمـا ... خابـت مساعي من يجد ويعمل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي ... وجه بدا وكأنما هـو مشعـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وجه الرسول يشع نورا صادقـا ... قد جاء في حلل السعادة يغفل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي ... نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا ... مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]نهر كأن الـدر يجـري بينـه ... أو أنه النور الذي يتسلسـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]سبحـان ربك هاهنا حصل الذي ... ماكان لولا فضل ربك يحصل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن ... لاشيء يشبهـه وليس يمثـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]نور تجلـى للخـلائـق كلهـا ... فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وقعوا سجودا يلهجون بذكـره ... والكون بالصمت المهيب مكلل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا ... أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وصحوت من حلمي ونفسي بالذي ... شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي ... لهوى ..مظاهر نشوة لا تكمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وعلمت ان الله يمهـل عبــده ... عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif]وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة ... تحنـو علي غصونهـا وتظلـل [/font]
[font=verdana, arial, helvetica, sans-serif] هي روضة الإيمان يجري نهرها ... عذبـا ويشدوا في رباها البلبل[/font]

تقبلي تحياتي.....................
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأفاضل (( جبران / جمال ))
ممتنة جدًا لحضوركم البهي وتعليقكم الشجي...
وإضافتكم التى زادت الموضوع إشراقا ...
هذا إن دلّ فإنّما يدلّ علي كرم اعتدناه منكم, وليس عليكم بجديد...
وأنا أتعلم منكم ..فأنا والله فاتنى الكثير والكثير وما عندى إلا اللاشيء
فجزاكم الله عني كلّ الخير
وأسأل الله لكم الصحة ، العافية ، السعادة و طول البقاء ..أينما كنتم
خالص التحية والتقدير

أختكم في الله
 
قصيدة في غاية الروعة مشكورة اختي واصلي تميزك
 
بارك الله بيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top