لمسة من الماضي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 20 ماي 2007
- المشاركات
- 306
- نقاط التفاعل
- 16
- النقاط
- 7
هذه قصة من قصصي ...........التي كتبتها انا يوما ................اردت ان اضعها في مندى اللمة ..........
.....................................................................................................................................................
المدينـــة النائمـــة
خرجت من البيت قاصدا ساحة المدينة و قد تعودت على ذلك كل مساء لا لشيء سوى التجوال و
الإستمتاع بأحوال الناس في تصرفاتهم الذين أخنقتهم حرارة هذا الصيف مثلي , لأحمل في فكري أحلامهم ,
أحزانهم , ألامهم , لأجسدها في لوحة زيتية أخيرة لمعرضي الذي لم يبقى عليه سوى شهورا معدودة و قد قررت
أن تكون لوحتي هاته المرة قصة من قصص سكان هاته المدينة التي كانت محطة أخرى لرحلاتي المألوفة , و
أنا اجوب الشارع الكبير فإذا بي أجد سكوت غير عادي , لا وجود لأية حركة , الشارع خالي من المارة , ظنيت
نفسي تائه في مدينة لا أعرفها , رجعت من حيث أيت لأسلك دربا أخر لأجد نفس الأزقة صامت , و كأ، الناس
أخذهم الطوفان لأصبح أنا البطل الذي نجا , تركوني وحدي مجنونا يسأل نفسه : ماذا حدث ؟ بماذا أشغل
تفكيري اليوم ؟ لا حركة و لا انين , لا شجارات و لا قهقهات , و اين أختفت طوابير مخبزة عمي علي , و طوابير
دكان الحاج أحمد ؟ و أطفال كشك الشيخ محمود لا أ ثر لهم , و الغريب حتى صناديق الخبز و علب الحليب وحتى
أكياس الحلوى فارغة , ماذا سأجسد على لوحتي و قد سئمت الطبيعة الصامتة . ما هذا الصمت الرهيب ؟ حتى
الحشرات المقرفة أنتحرت رغم أكوام الأوساخ و القاذورات في أما كنها ؟ أسئلتي مع نفسي كثرت لألقي نظرة
عاى ساعة جيبي , ربما أكون تأخرت هذا المساء أو العكس ؟ و إذا بي لا أجدها , و مرة أخرى ينتابني
القلق لأعود أسأل نفسي من جديد , يا رى هل نسيتها و أنا أغير ملابسي , ام ضاعت هي الأخرى ؟ لأحاول ان
أقف في الشارع الأخير لترسم ففي مخيلتي صورة للمدينة خالية من البشر , حتى أطيافا لم تمر , ليس هناك
سوى المطر و امطار أيام اوت و بهذا الشكل ؟ و كأن الفصول أنقلبت موازينها قلت : ربما هذا هو سبب مكوث
الناس في بيوتهم , حينها ذهب تفكيري بعيدا . هل المطر فعلا هو السبب , لا أظن ذلك , ولكن كيف أفسر هذا
الهدوء , ماذا لو لم يتوقف المطر اليوم ؟ ماذا عن الناس , ما مصير حلمي و معرضي ؟ لأضحك بعمق على خيبة
أملي , محاولا إغلاق أذني بأحكام لكي لا أسمع رد فعل الصوت المخيف , محاولا الهروب من حقيقة هاته
المدينة و سكانها , إنما هي حقا مدينة نائمة , و كيف أنكر ما أرى ؟ ليتني لم أخرج هذا اليوم و مكثت في
غرفتي مثل الناس ؟ ليتني لبيت دعوة صديقي ؟ و لكن لم أتوقع خوف الناس من المطر ؟ فقط هل أنا البطل أم
هناك سر أخر و حقيقة أخرى لهاته المدينة ؟ , ليتني أستطيع أن أخترق الشارع الرئيسي لأعود ؟ و قد غربت
الشمس و توقف المطر .
بعد حوالي فترة طويلة من الزمن و انا بين الخيال و الحقيقة بعيدة , أجد نفسي واقفا على قمة صخرية حينها
وعيت كم أنا بعيد بخيالي الواسع , فأدركت للمرة الأولى أن وجه المدينة يبدو مختلفا , تخيلتها قصرا عظيما
عل ظفاف البحر , و كأن الناس حقا رحلو و تركوا سرهم مدفون , و لكي ارضي فضولي , و اجعل من لوحتي
الأخيرة صورة أروع من الخيال , رأيت المدينة حقا أسطورة من أساطير حكا يا جدتي قبل النوم , أحسست
حينها برغبة جامحة في الركض كفهرس
متمردة , ترفض الوقوف و قد أعلنت ثورتي لتخطر ببالي فكرة بأن أغير برسمي وجه الحضارة لتكون لوحتي
الأخيرة قصة المدينة النائمة التي أستيقضت على عرشها الأميرة الحسناء و جاريتها تحملن مناديل الوداع ,
لأجسد فكرة من الخيال فكرة المراكب المسافرة , و نبيذ الرهبان , لأشعر أني على عتبة غرفتي و قد تأقلمت
مع كل المفجأت و الإنفعالات التي هزتن و كل التخيلات التي انتابتني في تلك الامسية لأعود إلى ريشتي و
ألواني , إلى تفاصيل معرضي القريب إلى عنوان هاته اللوحة بالذات التي توقفت عند محتواها طويلا , في
الحقيقة كان هناك أكثر من اسطورة , أكثر من حكاية .
حررت بتاريح .............27 سبتمبر 2002
.....................................................................................................................................................
المدينـــة النائمـــة
خرجت من البيت قاصدا ساحة المدينة و قد تعودت على ذلك كل مساء لا لشيء سوى التجوال و
الإستمتاع بأحوال الناس في تصرفاتهم الذين أخنقتهم حرارة هذا الصيف مثلي , لأحمل في فكري أحلامهم ,
أحزانهم , ألامهم , لأجسدها في لوحة زيتية أخيرة لمعرضي الذي لم يبقى عليه سوى شهورا معدودة و قد قررت
أن تكون لوحتي هاته المرة قصة من قصص سكان هاته المدينة التي كانت محطة أخرى لرحلاتي المألوفة , و
أنا اجوب الشارع الكبير فإذا بي أجد سكوت غير عادي , لا وجود لأية حركة , الشارع خالي من المارة , ظنيت
نفسي تائه في مدينة لا أعرفها , رجعت من حيث أيت لأسلك دربا أخر لأجد نفس الأزقة صامت , و كأ، الناس
أخذهم الطوفان لأصبح أنا البطل الذي نجا , تركوني وحدي مجنونا يسأل نفسه : ماذا حدث ؟ بماذا أشغل
تفكيري اليوم ؟ لا حركة و لا انين , لا شجارات و لا قهقهات , و اين أختفت طوابير مخبزة عمي علي , و طوابير
دكان الحاج أحمد ؟ و أطفال كشك الشيخ محمود لا أ ثر لهم , و الغريب حتى صناديق الخبز و علب الحليب وحتى
أكياس الحلوى فارغة , ماذا سأجسد على لوحتي و قد سئمت الطبيعة الصامتة . ما هذا الصمت الرهيب ؟ حتى
الحشرات المقرفة أنتحرت رغم أكوام الأوساخ و القاذورات في أما كنها ؟ أسئلتي مع نفسي كثرت لألقي نظرة
عاى ساعة جيبي , ربما أكون تأخرت هذا المساء أو العكس ؟ و إذا بي لا أجدها , و مرة أخرى ينتابني
القلق لأعود أسأل نفسي من جديد , يا رى هل نسيتها و أنا أغير ملابسي , ام ضاعت هي الأخرى ؟ لأحاول ان
أقف في الشارع الأخير لترسم ففي مخيلتي صورة للمدينة خالية من البشر , حتى أطيافا لم تمر , ليس هناك
سوى المطر و امطار أيام اوت و بهذا الشكل ؟ و كأن الفصول أنقلبت موازينها قلت : ربما هذا هو سبب مكوث
الناس في بيوتهم , حينها ذهب تفكيري بعيدا . هل المطر فعلا هو السبب , لا أظن ذلك , ولكن كيف أفسر هذا
الهدوء , ماذا لو لم يتوقف المطر اليوم ؟ ماذا عن الناس , ما مصير حلمي و معرضي ؟ لأضحك بعمق على خيبة
أملي , محاولا إغلاق أذني بأحكام لكي لا أسمع رد فعل الصوت المخيف , محاولا الهروب من حقيقة هاته
المدينة و سكانها , إنما هي حقا مدينة نائمة , و كيف أنكر ما أرى ؟ ليتني لم أخرج هذا اليوم و مكثت في
غرفتي مثل الناس ؟ ليتني لبيت دعوة صديقي ؟ و لكن لم أتوقع خوف الناس من المطر ؟ فقط هل أنا البطل أم
هناك سر أخر و حقيقة أخرى لهاته المدينة ؟ , ليتني أستطيع أن أخترق الشارع الرئيسي لأعود ؟ و قد غربت
الشمس و توقف المطر .
بعد حوالي فترة طويلة من الزمن و انا بين الخيال و الحقيقة بعيدة , أجد نفسي واقفا على قمة صخرية حينها
وعيت كم أنا بعيد بخيالي الواسع , فأدركت للمرة الأولى أن وجه المدينة يبدو مختلفا , تخيلتها قصرا عظيما
عل ظفاف البحر , و كأن الناس حقا رحلو و تركوا سرهم مدفون , و لكي ارضي فضولي , و اجعل من لوحتي
الأخيرة صورة أروع من الخيال , رأيت المدينة حقا أسطورة من أساطير حكا يا جدتي قبل النوم , أحسست
حينها برغبة جامحة في الركض كفهرس
متمردة , ترفض الوقوف و قد أعلنت ثورتي لتخطر ببالي فكرة بأن أغير برسمي وجه الحضارة لتكون لوحتي
الأخيرة قصة المدينة النائمة التي أستيقضت على عرشها الأميرة الحسناء و جاريتها تحملن مناديل الوداع ,
لأجسد فكرة من الخيال فكرة المراكب المسافرة , و نبيذ الرهبان , لأشعر أني على عتبة غرفتي و قد تأقلمت
مع كل المفجأت و الإنفعالات التي هزتن و كل التخيلات التي انتابتني في تلك الامسية لأعود إلى ريشتي و
ألواني , إلى تفاصيل معرضي القريب إلى عنوان هاته اللوحة بالذات التي توقفت عند محتواها طويلا , في
الحقيقة كان هناك أكثر من اسطورة , أكثر من حكاية .
حررت بتاريح .............27 سبتمبر 2002