وقفة مع أختي المسلمة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

نسمات إيمانية

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ماي 2008
المشاركات
2,605
نقاط التفاعل
939
النقاط
91
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها الأخت المسلمة؛ سلام الله عليك ورحمته وبركاته.

أحمدُ الله الذي هدانا للإسلام وجعلنا من خير أمةٍ أُخرجت للناس، أرسل إلينا خاتم رسله، وأنزل عليه أفضل كتبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.

أختاه: ها أنذا أكتب لك هذه الرسالة مذكرة لا معلمة يدفعني قول الله تبارك وتعالى: فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى [الأعلى:9-11] وأحسب أنكِ ممن قلوبهن تخشى الله، بل ويحدوني توجيه نبينا محمد في الحديث المتفق عليه { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } ووالله إننا نحب الخير لكل مسلم ومسلمة، وأي خير أعظم من الدلالة على الهُدى والبر والتقوى.

أختاه: لولا ثقتي باعتزازك بدينك واحترامك لعقلك واستجابتك لأمر نبيك عليه الصلاة والسلام لما خاطبتُكِ، بل ولولا قناعتي باستجابتك للذكرى وقبولك لهذه الدعوة الصادقة لما اقتطعت جزءاً من وقتكِ لقراءة هذه الرسالة.

تابت إلى الله بسبب قول تستري

أختي: تحدثت فتاة كانت غافلة عن سبب هدايتها فقالت: كنتُ في أحد الأسواق أتجول بملابس هي آخر ما أنتجته بيوت الأزياء! وعباءة تحكي أحدث صرعات الموضة! وخمار يوحي بنجاح جهود سنوات طويلة من التغريب للعقول، والتغيير للحجاب! وإذا أنا بشاب - أدركت فيما بعد أن قلبه يتقطع ألماً لما يرى من حال أخواته المسلمات، وتتحسَّر نفسُهُ حزناً على ضحايا كيد الشيطان ومثيري الشهوات - وإذ به يقول لي بلسان المشفق الناصح والواعظ الصادق: ( تستري، الله يستر عليك في الدنيا والآخرة! ) الله أكبر... لقد هزت هذه الدعوة كياني وخفق منها جنابي واستفاق بسببها عقلي فتساءلتُ في نفسي: أيعرفُني هذا الناصح؟ لا.. فلا شيء يميزُني عن الكثيرات أمثالي، إذاً كيف يدعو لي بالستر؟ ليس في الدنيا فحسب بل وفي الآخرة أيضاً، إنه والله يريد لي الخير والستر، ويخشى عليَّ من عذاب القبر وعقوبة النار، وبعد تفكير عميق تُبتُ لربي والتزمتُ بحجابي، فعزَّت نفسي وسعدت روحي بترك زبالات أفكار مصممي الأزياء وتُجار الموضة بعد أن زالت غشاوة الحضارة المزيَّفة عن عيني وبريق العصرية الكاذب واتضحت لي حقيقة العبودية لله والانتماء للإسلام.

أختي: إن الطبيب المخلص في عمله الناصح لمراجعيه هو الذي يخبر المريض بمرضه وحقيقة شكواه ويصدق معه في وصف الدواء النافع بإذن الله، وإن ما أراه عليك يا فتاة الإسلام من لباس هو أقرب للتبرج وإظهار الزينة منه للستر والحشمة.

نعم فلا تظني أيتها العفيفة أن مجرد كون اللباس أسود اللون يكفي ليُسمى ستراً وحجاباً، لا بل ليس المقصود بالتبرج إظهار شيء من الجسد للرجال الأجانب فحسب، فالتبرج معناه التزين، وتبرجت السماء أي تزينت بالكواكب [المعجم الوسيط]. قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: ( التبرج أن تتزين المرأة للرجال باللباس، والزينة، والقول، والمشية، ونحوذلك مما تُظهِر به نفسها للرجال وتُوجِبُ لفت النظر إليها ).

فاحذري - هداك الله - من عقوبة لبس الملابس التي تُظهِرُ زينتك للرجال الأجانب، فقد صح الخبر عن نبينا أنه قال: { صنفان من أهل النار لم أرهما } وذكر منهما: { نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة }. [رواه مسلم].

وفي صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام: { رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة } كاسية بثوبٍ ضيقٍ أو شفافٍ أو قصيرٍ أو فاتنٍ للرجال.

أختي: إن امرأة شرَّفها الله بالإسلام ورفع قدرها بالإيمان وحدَّد لها صفة لباسها وسياج زينتها يجب ألا تتنازل عن ذلك أو ترفضه بحجة الحرية والعصرية! وفي نفس الوقت تقبل بل وتتفاخر بألبسة صنعتها أيد غربية كافرة أو علمانية فاجرة بحجة الموضة والتمدن والحضارة!! لا وألف لا، فالحضارة والعصرية التي تتعارض مع الدين مرفوضة لدى المسلمة الصادقة في إسلامها.

ناشدتُكِ الله أُختي المسلمة... هل الحضارة معناها ترك الدِّين؟ لا، بل يجب أن تتحطم أمواج الموضة ورياح الأزياء المتبرجة على صخرة إيمانك الراسخ وقناعتك التامة بفرضية حجابك الساتر وأنه جزءٌ من دينك الذي تنتمين إليه.
 
باركـ الله فيكـ ... سلمت يداكـ ...
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top