السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كلمات
في زمننا ، زمن الجبن و التواطؤ. زمن الذل و التقاعس ، زمن أصابنا فيه الوهن و ألهانا فيه التكاثر.
زمن لم يبق لنا فيه سوى بعض الكلمات نحاول الجهر بها لكن جبننا يمنعنا ، نود إطلاقها كحمم لكنها تفقد بريق شعلتها منذ أول الوهلات .
كلمات نريد بها الإنعتاق لكنها دوما تتحجج بالممهلات.
كلماتنا ليست دوما من يجب لومه فالواقع بدوره ذلك - الحجة الأزلية- ليس منزها من اللوم ، واقع بائس لا دفء فيه ، واقع يخلو من الحب. من التآزر. من الحميمية . من الجد و الأمل.
قد أسروا الأمل فينا ، أعلمونا ... حدّثونا ... عن مشاريع تبعث الحياة فينا ، عن فرص للعمل ، و ملايين الدور، عن عبقرية فينا .
لست بصدد التجريم ، لست بصدد التهرب من مفارقة حبي للعزيز و عدم ثقتي فيه كرئيس ، حب قد يكون مبعثه الضعف ، فأنا كأمثالي نحب دوما أن يكون لنا رئيسا يسهر حين ننام ، يشحننا حين نفتقد للوئام.
لكن هل يجوز لنا أن نحب في زمن عز فيه الحب . هل بقايا الحب فينا منزهة أم أننا أصبنا بالوساوس و كبلتنا الشكوك.
كل هذا ليس مهم ، المهم فقط هو أن نبحث أو ننجب من يعرف قيمة الإنسان ، من يمتلك حسابات أخرى غير التي رتلت على مسامعنا.
المهم أن ندرك أن الحل الأخير يكمن في منظور الثابت فيه هو المواطن و كل ما سواه هم متغيرات و هوامش.
بيت القصيد أن نوزع الثروة الوطنية أو جزء منها على خلق و تطوير مواطن قادر على الصمود و لما لا قادر على التطوير .
حين نجد من يرى أن قيمة الأمة و من بعدها الدولة تكمن في مدى إمتلاكها للمواطن الفعال ، حينها فقط قد تتغير الكلمات.
و حين نرى أن كل فرد فينا يتحصل على حقوقه غير منقوصة سنكون أول الداعين للواجبات ، ملايير هي تلك التي إختلست من خزينة الدولة ، خزينة أصابتها الثقوب فإنتفخت بها بعض الجيوب.
كفانا حديثا عن الصناعة كفانا حديثا عن التكنولوجيا و الشراكة و عن إحتياطي الصرف و عن الأجيال القادمة ، فكلها خدع ما عادت لتنطلي.
إذ لا أحد اليوم بإمكانه إقناعنا أن تكوين شعب طيب الأعراق ، منشغلا بأمور العلم و تنشئة أبنائه، مرفه لا ينشغل بتأمين قوت يومه و تسديد ديونه .... شعب ثري بماله و علمه خال من الأمراض و الأوبئة .
شعب لن تجد حيل باقي الحكومات الإمبريالية سوى كسب وده و التهافت للإستثمار عنده ، شعب أفقه واسع شاسع لا هم لديه سوى تأمين مستقبل أبنائه بيده لا بوصاية و لا بخزينة مثقوبة ظالم أهلها.