- إنضم
- 10 أفريل 2008
- المشاركات
- 2,966
- نقاط التفاعل
- 1,140
- النقاط
- 191
شــاعــــرة بـني سـُليــــــم
الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا- .
كانت الخنساء من نساء العرب الخالدات في التاريخ وديوان شعرها من أجمل دواوين الشعر، وروي أن عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا (أي طي ) أشعر الناس واسخى الناس و افرس الناس ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: سمهم. قال: أما أشعر الناس فامرؤا القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد (يعني آباه)، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب . فقال: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس الخنساء بنت عمروا ، وأما اسخى الناس فمحمد (يعني نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأما أفرس الناس فعلي ابن أبي طالب. والخنساء لقب لها وأباها عمر بن الشريد السلمي سيد قومه وعظيم أهله وأخويها صخر ومعاوية وهما من أجرى وأشجع فتيان العرب وأكثرهم إقداماً و وفروسية ، وقد كان أخيها صخر إلى جانب فروسيته وكرم خصاله من أجمل فتيان العرب في الجزيرة العربية وقتئذ قبل الأسلم بفترة قصيرة وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات. واشتهرت الخنساء وعلى صيتها كشاعرة من فحول الشعراء ، وقد تفوقت على كثير من جهابذة الشعراء وكان يعرفها القاصي والداني وأكثر شعرها رثاء في أخيها صخراً، وضربة الخنساء في مجال الشعر والرثاء والتصدي بأكثر من سهم ، وقال فيها جرير ذات مره : والله لأني أشعر الشعراء لولا هذه الخبيثة ! يقصد الخنساء ، أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل إمرةً قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فإذا به يقول: الخنساء فوق الرجال !!، وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيليه والخنساء السلمية . وهاجرت الخنساء إلى المدينة المنورة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويطرب له وقد تعود صلى الله عليه وسلم أن يقول لهاء " هيه يا خناس " أي أحسنت وأبدعت بفصاحتك ، وقيل إن الخنساء ظلت تقول الشعر والرثاء في أخيها صخراُ وتبكي عليه وقدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن العويل والبكاء الذي يأباه الدين الإسلامي والشريعة السمحاء . وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الخنساء ذات مره فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لمل ماتوا عليه من الضلال ، قال : صدقت يا بنت عمرو. وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات مع العرب المسلمين وصحبة الجيوش الظافرة في مسيرها ، وسميت " بأم الشهداء" لما إنهاء حرضت أولادها الأربعة على الخروج مره واحدة للجهاد وإعزاز دين الله الحق ، وقد نالوا الشهادة جميعاً في معارك القادسية مع الفرس والتي أنتصر فيها العرب نصراً حاسماً وأصبح أمامهم الباب مفتوحاً لتحرير العراق من نير الفرس المجوس ، ثم فتح فارس وأعلا دين الله في هذه البلاد، وقد قالت الخنساء كلمات خالدة قبل الزحف الأعظم لفتح العراق وفارس: ( يا أبنائي إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو ما هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وأعلما إن الدار الآخرة خير من الدار الفانية ، ويقول الله تعالىيا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) الآية.
فبعد انتهاء المعركة حمل النعاة إلى الخنساء أنباء استشهاد أبناءه الأربعة مرةً واحدة وتملكتها هزة المفاجئة ، ورفعة رأسها بعد ذلك إلى السماء في إيمان بالغ ، تسأل الله تعالى أن يعجل بهاء لتلحق بالأحبة في جواره الكريم وتظفر بما ظفروا به من النعيم المقيم وقالت : ( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً في ميدان الشرف وتحت راية الجهاد في سبيل الله وأعز شرفي في هذا بأن أتم نعمة النصر الأكبر على المسلمين ) . ومن أشعار الخنساء الكثيرة في الرثاء لأخيها صخراً الذي كان من أجمل فتيان مضر العدنانية(في آخر سنوات الجاهلية) .
للخنساء فى رثاء اخويها صخر ومعاوية ،قصائد تحفل بالعاطفة الرقيقةوالانفعال الوجداني وتصور أحلى تصوير سموعاطفة المرأة القوية ، وتميزها فى الوفاء للاحبة ، والالم للفجيعة ... من ذلك قول الخنساء فى معاوية :
ابعد بن عمرو من آل الشر
يد حلت لمت به الارض اثقالها
سأحمل نفسي على آلة
فأمـــا عليهــا وأمالهــا
وخيل تكدس بالدارعيــن
فازلــت بالسيـف ابطالهــا
يهيـن النفـوس وهـون
النفوس يوم الكريهة أبقـى لهـا
فان تك مرة اودت بــه
فقد كــان يكثــر تقتالهــا
فزال الكواكب من فقــده
وجللــت الشمـس إجلالهــا
وداهية جــرها جــارم
ثقيـل الحواضــن احبالهــا
كفاها ابن عمرو ولم يستعن
ولو كان غيـرك أدنـى لهــا
وتقول في رثاء اخيها صخر
لهفي على صخرفإني أرى له
لمولاه إن نعلّ بم ولاه زلّــت
ولهفي على صخرلقد كان عصكة
إذ ا ما الموالي من أخيــها تخلت
يعود علىمولاه منه برأفة
ترجي نوالاً مــن سحابك بلّت
زكنت إذا كفّأتــــتك عديمة
و غمته عن وجـــه فتجلت
ومختنق راخىابن عمرو خناقه
غداة غد من أهلها مـــااستقلت
وظاعنة فيالحيّ لولا عطاؤه
إذا نحن شئنا بـالنوال استهلت
وكنت لــناعيشاً وظل ربابة
إذا ما الحبى من طائفا لجهل حلت
فتًى كان ذا حلم أصيل وتؤدة
و لا أبصرته الحبل إلاّ اقرشت
وما كرّ إلاّكان أوّل طاعن
فمثل أخي يومــا ً بها العين قرت
فيدرك ثأراًثم لم يخطه الغنى
ويصبر يحميهم إذاالخــيل ولّت
فإن طلبواوتراً بدا بترابهم
فـــأذكره إلا ســلت وتجـلًت