الصداقة و الحياة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

احمدالجزائري

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
19 سبتمبر 2006
المشاركات
4,872
نقاط التفاعل
84
النقاط
317
العمر
46
الصداقة تمثل المعني العميق فى الحياة ، وهي ليست قاصرة فقط علي العلاقات الإنسانية المعقودة بين البشر ، بل تمتد لتشمل مجالا أوسع يندرج تصاعديا لتحقيق هذا المعنى العذب ، فالصداقة حياة ، فأنت تحيا مرتين ، مرة في نفسك ومرة أخرى فى نفس صديقك ، فقد قيل أن الموت ليس فقط الموت المادى بذهاب الروح عن الجسد ، ولكنه أيضا المعنى المعنوي الآخر وهو ذهاب الذكر ، ورحم الله أمير الشعراء حين قال في شطر بيته ذائع الصيت الذي سري مثلا : \" فالذكر للإنسان عمر ثان \" .
ولأن الصداقة حياة وذكر ، فقد تعددت أنواع الصداقات لتشمل أنواعا منوعة منها صداقة الفكرة والصورة فى كتابة الأديب ، وصداقة القارئ لكتابه وهي من أسمي وأرقي ألوان الصداقات ، وصداقة العاطقة للعقل بحيث يكون العقل نافذة للمشاعر ، والقلب وسيلة من سبل التعبير عن الأفكار ، وصداقة الروح والمادة في ميزان معتدل مستقر ، صداقة القرطاس واليراع ، فالقلم صديق الأوراق ، والأوراق أصحاب الأقلام ولا تكون حياة أحدهما إلا بالآخر ، وهكذا دواليك ، وبذات الطريقة يمكن تدوين صورا شتى من نماذج الصداقات بين البشر والأشياء ، بين المعانى والأفكار ، ثم أخيرا بين الناس بعضهم البعض ، ولعل الصورة الأخيرة هى التى تستحوذ على اهتمام الناس طالما ذكرت كلمة صداقة ، ولا أسرف فى القول بأن المفهوم الواسع للصداقة يعين على اشتقاق معانى جميلة تثري الحياة ، ومعنى آخر يترامى إلينا حول الفكرة بأن الفقر الحقيقى هو وحدة المرء بلا صديق فهى تعد حياة لا تطاق ولا تستساغ إلا لبليد الإحساس ، مكدر الفكر ، وتزهر معانى الصداقة زاهرة لتشمل نطاقا يصعب حصره ، ووجه الصعوبة فى تحديد قيمة الصداقة أنها ذات وجوه شتى فتتعدد جوانب تلك القيمة من نفسية واجتماعية وأدبية وسلوكية وأثر ذلك جميعه فى الفرد والمجتمع ، فالصداقة نعمة كبرى من نعم الله تعالى علينا ، ويكفى أن نذكر هنا أن الصديق يستطيع أن يواجه الصعاب بصديقه فيقاسمه أحزانه ويسرى عنه ويشاركه أفراحه فيضاعفها له ... وهكذا ،
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top