جوهرة الاسلام
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 13 ماي 2009
- المشاركات
- 176
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
تَنْويرُ السَّبيل
للتَّحذير من (التَّكفير) بلا تروٍّ ولا دليل
من كلمات العلاّمة (ابن عثيمين) رحمه الله
قال الإمام العلاّمة محمّـد بن صـالح العثيميـن رحمه الله وأسكنه فسيحَ جنّاته:-
"هؤلاء الذين يتسرَّعون ويتعجَّلون..كلُّ شيءٍ عندهم محرَّم!! كلُّ شيءٍ عندهم حلال!! هؤلاء قد افتروا على الله الكذب, وقد قال الله تعالى:](إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يفلحون, مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النّحل:116و117].
كذلك أشدُّ من هذا وأعظمُ أولئك الذين يتسرَّعون بـ(التَّكفير) .. يُكفّرون عبادَ الله, ويُخْرِجُونَهم من الملَّة بغير دليلٍ من الشَّرع.
هؤلاء الذين يُكَفِّرون بلا دليـلٍ؛ يعود تكفيرهم إليهم, بأنْ يكونوا هم الكفَّار ـ والعيـاذ بالله ـ.
فلو قلتَ لمسلمأنت كافر) ولم يكفِّرْه الله ورسولُه كنتَ أنتَ الكافر, كما صحَّ عن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه مَنْ دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدوَّ الله وليس كذلك رجع على القائل(1).
القائل كيف يكون كافرًا وهو يصلِّي؟
نقول: نعم, وهو وإنْ كان يصلِّي الآن لكن يُخشى أن تكون عاقبتُه الكفر ـ والعياذ بالله ـ, يُطبع على قلبه في النِّهاية؛ لأنَّ كلام الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم حقّ, وقد أخبر أنَّه لا بدَّ أنْ يكون الكافر إمَّا: الذي رُمِيَ بالكفر أو القائل.
ولا تستغربْ, فقد قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام:"]إنَّ الرَّجُـلَ لَيَعْمَـلُ بِعَمَـلِ أهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُـوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَـهَا إِلاَّ ذِرَاع, فَيَسْبِـقُ عَلَيْهِ الكِتَـابُ فَيَعْمَـلُ بِعَمَـلِ أهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُـها).
مَنْ يقولُ إنَّ هذا يَسْلَم, هذا الذي يكفِّر المسلمين بلا دليل؟!
التَّكفيرُ ليس بالأمر الهيِّن, ليس هو مجرَّدُ أنْ يُقالإنّ الإنسان كافر) حتَّى تكونَ كلمةً عابرة, بل هي ستتضمَّن حِلَّ دمه – أي: دم المُكَفَّر -, وحِلَّ ماله, وجواز قتله, وإذا كان وليًّا فلا بيعة له, فالمسألة خطيرةٌ جدًّا.
وهؤلاء الذين ابتُلوا ـ والعياذ بالله ـ في الآونة الأخيرة بالبحث في هذه الأمور, ومحاولة أن يُكَفِّروا ولاةَ الأمور؛ من أجل أن يستبيحوا بذلك الخروج عليهم؛ هؤلاء هم ورثة (الخوارج), الذين قال فيهم الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام:"يَقْرَؤونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ, يَمْرُقُوْنَ مِنَ الإسْلام مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّة"(3) ـ والعياذ بالله ـ, وأمَرَ بقتالهم وقَتْلِهِـم؛ لأنَّهم كفَّروا عبادَ الله.
والعجبُ أنَّ هؤلاء يَحْرِصُون على البحثِ في هذه الأمور والمناقشةِ فيها وإتعابِ أنفسهم وإتعابِ غيرهم, ولو فتّشتَ ما فتشتَ لوجدتَ عندهم إخلالاً في أعظم أركان الإسلام, وهو شهادة أن لا إله إلا الله, وأنَّ محمدًا رسولُ الله, وإقام الصَّلاة, وإيتاء الزَّكاة, وصوم رمضان, وحجّ البيت الحرام؛ لأنَّ هؤلاء يريدون أنْ يكونوا شركاء مع الله في التَّشريع, وفي التَّكفير وعدم التَّكفير.
والشَّرع لِمَنْ؟ لله عزَّ وجلّ, والتَّكفيرُ لله عزَّ وجلّ.
فهؤلاء يريدون أن يكونوا شركاء مع الله يُكفّرون من شاءوا, ويُؤّمِّنون من شاءوا.
فاحذروا هؤلاء..احذروا هؤلاء..
والبحثُ معهم لا يأتي بفائدة؛ لأنَّهم ـ غالبُهم ما أقول: كلُّهم ـ يتكلَّمون عن هوى, وليس للهدى, والبحثُ مع من يتكلَّم عن هوى بحثٌ لا طائل تحته, وليس فيه إلا مجرَّد ضياعِ الوقت أو التّلبيسِ والتَّشبيهِ على النَّاس بأنْ يباحثَك في مجلسٍ ثم يوردَ عليك من الشُّبَه ما يَضِلُّ به كثيرٌ من النَّاس الحاضرين.
فمثل هؤلاء الأحسنُ أن يُقال فيهم كما قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام للصّحابة حين قال أبو سفيان: أفيكم محمَّد؟ أفيكم ابنُ أبي قحافة؟ أفيكم عمر؟ قال: "لا تُجِيْبُوهُمْ"(4).
لا تجيبوهم .. اتركوهم؛ لأنَّ إجابةَ هؤلاء إعزازٌ لهم، لكنْ عدمُ إجابتهم إذلالٌ لهم.
وهم إذا عَرَفوا أنّهم لن يُجابوا فسوف تتقطَّع قلوبهم من الحسرة والحرارة, ولكنَّ الحقَّ أحقُّ أن يتَّبع.
الأمَّةُ الإسلاميَّة أمّةٌ هادئة.. أمَّةٌ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. أمّةٌ تحذِّر من أسباب الفتن ما ظهر منها وما بطن.. هذه هي الأمَّة الإسلاميَّةُ حقيقة.
وانظروا ما حصل في عهد السَّلف الصَّالح, كيف كانوا يُعَامِلُون الناس, إذا تكلَّم أحدٌ بشيءٍ يُحْتمل أن يكون كفرًا حملوه على أحسن المحامل مهما أمكن, بقدر الإمكان, ثمّ دلّوه على الحقّ, وقالوا: هذا الكلام لا ينبغي, فإنْ كان كُفرًا صريحًا قالوا هذا: كفر, وإنْ كان ليس بصريحٍ حذّروه منه؛ لئلاّ يتكلَّم بما يوهم.
وإذا كانوا أولياءَ أمورٍ أيضًا يَلْتَمِسُون لهم العذر, ويَحْمِلُون تصرَّفَهم على أحسن محمل.
ووليُّ الأمر ليس ينظر بعينٍ واحدة, بل ينظر بعينين, وله جناحان: جناحٌ يأمر بالخير, وجناحٌ يأمر بالشرّ, فهو لا ينظر إلى قول واحد, بل ينظر إلى كلِّ من حوله, فقد يفعل الشَّيء متأوِّلاً, ويأتي هؤلاء المتسرِّعون ويقولون: هذا كافر!! اخرجوا عليه!! قاتلوه!! ثم يُفْسِدون أكثر ممَّا يُصْلِحُون.
ولنا في بعض الدُّول التي تعرفونها ولا تخفى عليكم لنا فيها أسوة, كم ذهب من الأموات والقتلى؟
يُدْخَلُ على القرية الهادئة الوادعة, ليس عندهم سلاح, ويذبحونهم ذبح الشِّياه ـ والعياذ بالله ـ وهم مسلمون, أو يضربونهم بالسَّواطير.
وربَّما يكونُ بعضهم يتجرّأ ويختطــفُ النِّسـاء ـ والعياذ بالله ـ بعد أن يقتلَ أهلَها!!
كلّ هذا من التّسرّعِ وعدمِ التّأنِّي وعدمِ الحكمة في معالجة الأمور.
والمهمُّ أنَّ الإحلال والتَّحريم والتَّكفير والتَّبديع والحكم بالإسلام أو بالإيمان ليس إلينا؛ لأنّا نحن عبادٌ مربوبون مُتَعَبَّدُوْن.
الأمر إلى مَنْ؟ إلى الله عزَّ وجلّ.
من كفَّره الله ورسوله كفَّرناه ولو كانوا آباءنا أو أمَّهاتنا, ومن لم يكفِّرْه الله ورسولُه لم نكفِّرْه ولو كان أبعد الناس منَّا, هذا هو الواجب.
أما التَّسرُّعُ والهَوَجُ واللَّغَطُ وإقامةُ الفتن فهذا ليس من شأن المسلمين, هذا من شأن الخوارج, إرثٌ من طريق الخوارج ـ والعياذ بالله ـ.
فنسأل الله تعالى أن يجمعَ قلوبنا على الحقّ, وأنْ يهديَنا الصَّراط المستقيم, وأنْ يهديَ هؤلاء إلى سواء السَّبيل, إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير.
* المصدر: (الشَّرح المختصر للبلوغ: مؤسَّسة الاستقامة الإسلاميَّة)(الشَّريط رقم:16/ الوجه الثَّاني / شرح كتاب اللِّباس), بتصرُّفٍ يسير.
للتَّحذير من (التَّكفير) بلا تروٍّ ولا دليل
من كلمات العلاّمة (ابن عثيمين) رحمه الله
قال الإمام العلاّمة محمّـد بن صـالح العثيميـن رحمه الله وأسكنه فسيحَ جنّاته:-
"هؤلاء الذين يتسرَّعون ويتعجَّلون..كلُّ شيءٍ عندهم محرَّم!! كلُّ شيءٍ عندهم حلال!! هؤلاء قد افتروا على الله الكذب, وقد قال الله تعالى:](إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يفلحون, مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النّحل:116و117].
كذلك أشدُّ من هذا وأعظمُ أولئك الذين يتسرَّعون بـ(التَّكفير) .. يُكفّرون عبادَ الله, ويُخْرِجُونَهم من الملَّة بغير دليلٍ من الشَّرع.
هؤلاء الذين يُكَفِّرون بلا دليـلٍ؛ يعود تكفيرهم إليهم, بأنْ يكونوا هم الكفَّار ـ والعيـاذ بالله ـ.
فلو قلتَ لمسلمأنت كافر) ولم يكفِّرْه الله ورسولُه كنتَ أنتَ الكافر, كما صحَّ عن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه مَنْ دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدوَّ الله وليس كذلك رجع على القائل(1).
القائل كيف يكون كافرًا وهو يصلِّي؟
نقول: نعم, وهو وإنْ كان يصلِّي الآن لكن يُخشى أن تكون عاقبتُه الكفر ـ والعياذ بالله ـ, يُطبع على قلبه في النِّهاية؛ لأنَّ كلام الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم حقّ, وقد أخبر أنَّه لا بدَّ أنْ يكون الكافر إمَّا: الذي رُمِيَ بالكفر أو القائل.
ولا تستغربْ, فقد قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام:"]إنَّ الرَّجُـلَ لَيَعْمَـلُ بِعَمَـلِ أهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُـوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَـهَا إِلاَّ ذِرَاع, فَيَسْبِـقُ عَلَيْهِ الكِتَـابُ فَيَعْمَـلُ بِعَمَـلِ أهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُـها).
مَنْ يقولُ إنَّ هذا يَسْلَم, هذا الذي يكفِّر المسلمين بلا دليل؟!
التَّكفيرُ ليس بالأمر الهيِّن, ليس هو مجرَّدُ أنْ يُقالإنّ الإنسان كافر) حتَّى تكونَ كلمةً عابرة, بل هي ستتضمَّن حِلَّ دمه – أي: دم المُكَفَّر -, وحِلَّ ماله, وجواز قتله, وإذا كان وليًّا فلا بيعة له, فالمسألة خطيرةٌ جدًّا.
وهؤلاء الذين ابتُلوا ـ والعياذ بالله ـ في الآونة الأخيرة بالبحث في هذه الأمور, ومحاولة أن يُكَفِّروا ولاةَ الأمور؛ من أجل أن يستبيحوا بذلك الخروج عليهم؛ هؤلاء هم ورثة (الخوارج), الذين قال فيهم الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام:"يَقْرَؤونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ, يَمْرُقُوْنَ مِنَ الإسْلام مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّة"(3) ـ والعياذ بالله ـ, وأمَرَ بقتالهم وقَتْلِهِـم؛ لأنَّهم كفَّروا عبادَ الله.
والعجبُ أنَّ هؤلاء يَحْرِصُون على البحثِ في هذه الأمور والمناقشةِ فيها وإتعابِ أنفسهم وإتعابِ غيرهم, ولو فتّشتَ ما فتشتَ لوجدتَ عندهم إخلالاً في أعظم أركان الإسلام, وهو شهادة أن لا إله إلا الله, وأنَّ محمدًا رسولُ الله, وإقام الصَّلاة, وإيتاء الزَّكاة, وصوم رمضان, وحجّ البيت الحرام؛ لأنَّ هؤلاء يريدون أنْ يكونوا شركاء مع الله في التَّشريع, وفي التَّكفير وعدم التَّكفير.
والشَّرع لِمَنْ؟ لله عزَّ وجلّ, والتَّكفيرُ لله عزَّ وجلّ.
فهؤلاء يريدون أن يكونوا شركاء مع الله يُكفّرون من شاءوا, ويُؤّمِّنون من شاءوا.
فاحذروا هؤلاء..احذروا هؤلاء..
والبحثُ معهم لا يأتي بفائدة؛ لأنَّهم ـ غالبُهم ما أقول: كلُّهم ـ يتكلَّمون عن هوى, وليس للهدى, والبحثُ مع من يتكلَّم عن هوى بحثٌ لا طائل تحته, وليس فيه إلا مجرَّد ضياعِ الوقت أو التّلبيسِ والتَّشبيهِ على النَّاس بأنْ يباحثَك في مجلسٍ ثم يوردَ عليك من الشُّبَه ما يَضِلُّ به كثيرٌ من النَّاس الحاضرين.
فمثل هؤلاء الأحسنُ أن يُقال فيهم كما قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام للصّحابة حين قال أبو سفيان: أفيكم محمَّد؟ أفيكم ابنُ أبي قحافة؟ أفيكم عمر؟ قال: "لا تُجِيْبُوهُمْ"(4).
لا تجيبوهم .. اتركوهم؛ لأنَّ إجابةَ هؤلاء إعزازٌ لهم، لكنْ عدمُ إجابتهم إذلالٌ لهم.
وهم إذا عَرَفوا أنّهم لن يُجابوا فسوف تتقطَّع قلوبهم من الحسرة والحرارة, ولكنَّ الحقَّ أحقُّ أن يتَّبع.
الأمَّةُ الإسلاميَّة أمّةٌ هادئة.. أمَّةٌ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. أمّةٌ تحذِّر من أسباب الفتن ما ظهر منها وما بطن.. هذه هي الأمَّة الإسلاميَّةُ حقيقة.
وانظروا ما حصل في عهد السَّلف الصَّالح, كيف كانوا يُعَامِلُون الناس, إذا تكلَّم أحدٌ بشيءٍ يُحْتمل أن يكون كفرًا حملوه على أحسن المحامل مهما أمكن, بقدر الإمكان, ثمّ دلّوه على الحقّ, وقالوا: هذا الكلام لا ينبغي, فإنْ كان كُفرًا صريحًا قالوا هذا: كفر, وإنْ كان ليس بصريحٍ حذّروه منه؛ لئلاّ يتكلَّم بما يوهم.
وإذا كانوا أولياءَ أمورٍ أيضًا يَلْتَمِسُون لهم العذر, ويَحْمِلُون تصرَّفَهم على أحسن محمل.
ووليُّ الأمر ليس ينظر بعينٍ واحدة, بل ينظر بعينين, وله جناحان: جناحٌ يأمر بالخير, وجناحٌ يأمر بالشرّ, فهو لا ينظر إلى قول واحد, بل ينظر إلى كلِّ من حوله, فقد يفعل الشَّيء متأوِّلاً, ويأتي هؤلاء المتسرِّعون ويقولون: هذا كافر!! اخرجوا عليه!! قاتلوه!! ثم يُفْسِدون أكثر ممَّا يُصْلِحُون.
ولنا في بعض الدُّول التي تعرفونها ولا تخفى عليكم لنا فيها أسوة, كم ذهب من الأموات والقتلى؟
يُدْخَلُ على القرية الهادئة الوادعة, ليس عندهم سلاح, ويذبحونهم ذبح الشِّياه ـ والعياذ بالله ـ وهم مسلمون, أو يضربونهم بالسَّواطير.
وربَّما يكونُ بعضهم يتجرّأ ويختطــفُ النِّسـاء ـ والعياذ بالله ـ بعد أن يقتلَ أهلَها!!
كلّ هذا من التّسرّعِ وعدمِ التّأنِّي وعدمِ الحكمة في معالجة الأمور.
والمهمُّ أنَّ الإحلال والتَّحريم والتَّكفير والتَّبديع والحكم بالإسلام أو بالإيمان ليس إلينا؛ لأنّا نحن عبادٌ مربوبون مُتَعَبَّدُوْن.
الأمر إلى مَنْ؟ إلى الله عزَّ وجلّ.
من كفَّره الله ورسوله كفَّرناه ولو كانوا آباءنا أو أمَّهاتنا, ومن لم يكفِّرْه الله ورسولُه لم نكفِّرْه ولو كان أبعد الناس منَّا, هذا هو الواجب.
أما التَّسرُّعُ والهَوَجُ واللَّغَطُ وإقامةُ الفتن فهذا ليس من شأن المسلمين, هذا من شأن الخوارج, إرثٌ من طريق الخوارج ـ والعياذ بالله ـ.
فنسأل الله تعالى أن يجمعَ قلوبنا على الحقّ, وأنْ يهديَنا الصَّراط المستقيم, وأنْ يهديَ هؤلاء إلى سواء السَّبيل, إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير.
* المصدر: (الشَّرح المختصر للبلوغ: مؤسَّسة الاستقامة الإسلاميَّة)(الشَّريط رقم:16/ الوجه الثَّاني / شرح كتاب اللِّباس), بتصرُّفٍ يسير.