رجل ضيعته وسط الزحام

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

T.I.KING

:: عضو منتسِب ::
إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
48
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
مهداة : إلى كل من تحسب نفسها ...... و هي تقول يا أرض إتهدي ما عليك قدي



هذا الشتاء جاء ،، الجو مكفهر ثقيل .. في الخارج غضب الطبيعة على أشده .. رياح عاتية و أمواج متضاربة و أمطار تنهمر
كأنها السيل ...
و هناك ينبعث ضوء خافت من شقة .. الشقة في حي راقي يسكنه أصحاب الجاه و الفخامه ..
مصدر الضوء غرفة نوم بها حسناء كأنها البدر ليلة التمام .. ببذلة نومها الوردية ،، تتقلب ذات اليمين وذات الشمال ،، فارق النوم جفنيها شاردة الذهن تفكر بأمر ما .. لا يمكن التوصل إليه ،، تلهو بـ " جوالها " الأحمر اللون .. متأرقه حد الغضب

فجأة .. ضغطت على أزرار الموبايل .. اخترعت أرقاما من مخيلتها و وضعته على أذنيها تترقب ..
سمعت صوت الطلب .. انتظرت و تاهت مع الرنه .. لم تنتبه إلا على صوت هو أحن ما سمعت منذ استعملت الموبايل
انتابها شعور بالخوف .. أغلقت و أنهت المكالمة ..

تهالكت على كرسيها تفكر .. ثم أعادت نفس الرقم .. هذه المرة لم يطل الإنتظار .. نفس الصوت الرخيم .. تلعثمت ثم ما لبثت أن استجمعت شجاعتها ..

ـ أخي أنا آسفة لأني طلبتك في هذا الوقت ..
ـ لا بأس .. خير إن شاء الله
ـ في الخقيقة ،، في الخقيقـ....
قاطعها : في الحقيقة أرقك النوم فأردت التسليه
ـ أجابت : عفوا أخي إنها الحقيقة
اسمحلي على ازعاجك .. تصبح على خير
و قبل أن تقفل الخط قال لها
ـ أنا أيضا مؤرق و لم يأتني النوم ،، انتظرته كثيرا لكنه لم يأت
اطمأنت لكلامه .. شدها صوته و النبرة الموجودة فيه و التي لم تعرف كنهها

تبادلا بعض المواضيع ،، تحدثا عن المرأة عن الرجل عن الحريه عن العمل عن كل ما يتصل بهما كمخلوقين في هذه الدنيا
حلا بينهما السمر و اتفقا على تجديد الإتصال غدا في نفس الوقت ..

يا إلهي عقارب الوقت بطيئة مرت عليها .. شعرت بالضيق لم تصبر أعادت تشكيل الرقم
جاءها نفس الصوت .. قال لها : كنت أحاول أن أتصل بك و لكنك سبقتني
على العموم مرحبا بك ..
ـ مرحبا أخي ،، كيف هي أمورك ؟؟
ـ بخير و الحمد لله
هه مالجديد عندك
كانت تنظر أي سؤال منه لتباشر الحديث و تقطع حبل التفكير
ـ اسمع .. أنا " مروه " بنت .........
و بدأت في عرص سيرتها و تاريخها و تاريخ عائلتها .. أعطته أدق التفاصيل .. اطمأن إليها فراح هو الآخر يتحدث عن
نفسه ..
في ليلتهم الثانية عرف كل واحد منهما الآخر .. انشدت إليه و فتن بها
و توالت الأحداث بينهما .. كل ليلة و في نفس الموعد بالضبط .. تولدت لديهما أحاسيس حارقة و نار ألهبت قلبيهما و لم يعودا يطيقان صبرا عن بعضهما .. و انتقل الحديث بينهما إلى النهار و منتصفه و صبحه أما الليل فحدث و لا حرج

كان عزاؤها الوحيد صاحبتها " زينه " مخزن أسرارها حكت لها عنه و كيفا تآلفا و عشقا و غرقا في بحر الهوى
استمعت " زينه " لكل أحاديث صاحبتها .. ثم ما لبثت أن قالت لها :
3 أشهر و أنتما على هذه الحال ، لماذا لا تلتقيان لتتعارفا عن قرب
فاجاءها الطلب الصادر عن صديقتها و قررت أن تطلب لقاءه
اتصلت به ليلا و طلبت منه أن يتقابلا غدا .
ـ نلتقي ؟؟ و لكن أخاف إن رأيتني أن تغيري رأيك في .. فأنا لست ندك
ـ لا تخف أنت في عيوني أغلى من عيوني
اتفقا على اللقاء لأول مرة في الحديقة العموميه
باتت ليلتها تحلم باللقاء ، كانت قد اتفقت معه على كل التفاصيل حتى اللباس لكي يتعارفا ..
أما هو فلأنه انكوى من نار الأنثى فبات قلقا .. نوى أن تكون شريكة لحياته و لكن الفارق الإجتماعي ظل حاجزا


جاء الغد .. الشمس بازغة و لكنها باردة لم تؤثر في المحيط .. اتصلت بصديقتها .. جاءتها و خرجا مع بعض صوب الحديقة مكان اللقاء .. كانا قد اتفقا على أن لا يتكلم هو حتى تنتهي هي من حديثها


جلست هي و صديقتها في ركن تحت الشجرة .. نظرت إلى ساعتها حان الموعد.. ارتجفت ثم ما لبثت أن استجمعت قواها

فجأة طل عليهما شخصان الأول على كرسي متحرك .. بنفس تفاصيل اللباس و الثاني يقود الكرسي المتحرك
تسمرت مكانها ..
غير معقول إنه " معوق " يا إلهي لا ... لا ... لا يمكن أن أرتبط بإنسان أعيش عمري كله خادمته و ممرضته و أنا من أنا .. ابنة العز و الجاه و الخدم و الحشم

اقتربت منهما ،، صافحته .. رحبت به .. كيف حالك أخي
تغير وجهه .. البارحة كانت حبيبته و اليوم لما رأته في حالته خاطبته بكلمة أخي

أضافت .. لا أستطيع أن أجلس معك أكثر من ربع ساعة عندي موعد هام
أنت تعرف رقم هاتفي و عنوان بيتي .. اذا احتجت لأي مساعدة أنا تحت أمرك
ثم أمسكت يد صديقتها و انصرفا


حان و قت الإتصال الليلي .. أحست أن يومها لم يكتمل .. شعرت بحاجة تنقصها و فجأة مدت يدها الى " الموبايل " و طلبت نفس الرقم
جاءها نفس الصوت .. مرحبا أختي كيف أنت الآن ؟؟؟
تبادلا الحديث قليلا ثم طلب منها أن تصغي إليه
ـ لماذا تغيرت لما رأيت الكرسي المتحرك
الإنسان بطبعه و سيرته و أخلاقه و ليس بجسمه و أطرافه
على العموم إليك ما تجهلينه
ـ أنا لست المعوق ،، ذلك أخي التوأم اصطحبته معي لأن لديه موعد مع الطبيب .. و لكي أتمكن من لقائك و اصطحابه الى الطبيب .. فالموعدان كانا متقاربان و أنا لم أشأ أن أتخلى عن أخي و لا أرضى بالتخلي عنك
أنا سليم معافى و الحمد لله


شعرت بالذنب يكسوها من أخمص القدمين حتى تلافيف المخ ... طار صوابها.. يا لها من متعجرفة
و لم تشعر إلا و قد أقفلت الخط لعظيم ذنبها ...

باتت ليلتها تتقلب على الجمر ...
أعادت الكرة مرة و مرة .. غير أن صوتا كان يرد عليها
" إن الرقم الذي طلبتموه خارج نطاق العمل "


3 أيام و هي على تلك الحال ،، تتصل و لا من مجيب

و في اليوم الرابع جاءها صوت مفاده " إن الرقم الذي طلبتموه لم يعد في الخدمه "

تهاوت صارخــــة " آآآآ ه يا رجلا ضيعته وسط الزحام
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top