- إنضم
- 11 نوفمبر 2008
- المشاركات
- 2,274
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 76
القائد ::عبد المجيد دودين :: راوغ الاحتلال والسلطة وارتقى مقاتلا شرسا وداعية فذا
القسام ـ وكالات :
فرحت أجهزة أمن الاحتلال الصهيوني كثيرا عندما تمكنت من اغتيال القائد في كتائب القسام عبد المجيد دودين من بلدة دورا جنوب محافظة الخليل بعد مطاردة استمرت أكثر من 14 عاما لم تتمكن خلالها أجهزة الاحتلال وعملائها وأجهزة سلطة أوسلو من اعتقاله او اغتياله.
حيث أعلنت سلطات الاحتلال وفي بيان رسمي لقيادة جيش الاحتلال بالضفة الغربية تعلن " انتصار " جنودها المدججين بأكثر أنواع السلاح تطورا وألياته وطائراته من قتل مجاهد قسامي وحيد بسلاحه الخفيف بعد ساعات من حصاره داخل بئر كان يتحصن فيه الشهيد ، بعد أن هدموا البئر على الشهيد القائد خوفا من الاقتراب منه .
وفي الجانب الأخر المكمل للمهمة فكانت أجهزة سلطة عباس حاضرة وذات علاقة مشتركة في ارتكاب جريمة الاغتيال بحق الشهيد الفذ دودين ، حيث كانت خفافيش الليل الصفراء قبل ليلة واحدة فقط من استشهاده تحوم في محيط المنزل منتظرة صيدها لعله يحاول الدخول لمنزله للقاء أبنائه خلال رحلة المطاردة الطويلة التي عاشوها ، وكان قبل ذلك ما أعلنه أحد عمالقة هؤلاء العملاء وهو المدعو " أكرم حامد أبو هاشم العواودة " من ضباط جهاز الأمن الوقائي في بلدة دورا حسبما ذكر موقع امامة التابع لحركة حماس بالضفة الغربية ، حينما صرح في تجمع مع المواطنين بأن " راس كبير من حماس راح انخلص عليه قريبا " وهو ما حصل فعلا ظهر الخميس .
ليس مسلسل التنسيق الخياني الذي تعتبره أجهزة عباس بالجديد ولا هذه الجرائم المشتركة مع قوات الاحتلال أيضا بالغريبة فقد سبقه إلى ذلك الكثير من الشهداء الذي ارتقوا ضحية التنسيق الخياني العلني أمثال الشهيد شهاب النتشة قائد كتاب القسام في الخليل والشهيد القائد محمود عثمان عاصي قائد القسام في سلفيت والقائد الشهيد طلال عابد من جنين القسام ... .
وتنحدر أصول الشهيد القسامي عبد المجيد علي عبد الله دودين (47 عاما) من قرية البرج غرب بلدة دورا جنوب الخليل حيث ولد هناك بتاريخ 15/1/1962م ، ونشأ بين ظلال عائلة مسلمة ملتزمة مجاهدة لم تلن يوما للاحتلال وأعوانه فقدمت العائلة المجاهدة كل ابنائها قربانا على سلم النصر وساحة الدعوة .
وانطلق الشهيد مع ركب الدعوة الأول ملتحقا بسفينة النصر الإسلامي لينشأ داعية صلبا قويا لا تلين له جنب ولا يهزه عدو أو متخاذل ، وانطلق في العمل الدعوي من اليمن بعد أن أنهى تعليمه الجامعي هناك ، وأصبح من الناشطين في مجال الدعوة في مدارس اليمن ، قبل أن يعود إلى فلسطين ويعمل مدرسا منذ أواسط الثمانينات في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل .
وتزوج من المربية الفاضلة ميسر محمد دودين التي تعمل مدرسة وأنجبا أربعة أبناء هم أمامة (19 عاما) وهمام (17عاما) وكتائب (14 عاما) وعلي (10 أعوام) .
ويسجل لشهيدنا القسامي الداعية شرف تأسيس الكتلة الإسلامية في جامعة " بوليتكنك فلسطين " في الخليل ، وكذلك المساهمة في إعادة ترتيب صفوف حركة حماس وخلاياها بالضفة الغربية خلال فترة إبعاد قادتها إلى مرج الزهور جنوب لبنان ، كما سجل اعتقاله أكثر من مرة من قبل قوات الاحتلال وتعذيبه في سجونها دون أن تنال منه اعترافا واحدا على إخوانه في الكتائب .
والتحق الشهيد القسامي أبو همام في صفوف الكتائب ، وبدأ مشواره الجهادي الحافل إلى جانب الأسير القسامي القائد عبد الناصر عيسى وينتقل مع القادة محي الدين الشريف وغيرهم الكثير .
وأمضى الشهيد ما يقارب العامين في سجون الاحتلال ووجهت له عدة تهم خلال فترات اعتقاله، منها الانتماء لحركة حماس وذراعها العسكري والعمل مع الشهداء عماد عقل ويحيى عياش.
وفي سجله البطولي الحافل كانت أبرز عملياته القسامية الموجهة التي نفذها المجاهد الاستشهادي سفيان جبارين في صبيحة يوم الاثنين الموافق 21 آب (أغسطس) 1995 في محطة الحافلات المركزية في الشطر الغربي من القدس بعد شرح طريقة تشغيل المتفجرات.
وما أن وصلت الحافلة رقم (26 أ) إلى المحطة، حتى أخذ المجاهد سفيان مكانه في الجزء الخلفي منها، إذ أنها حافلة مزدوجة تتكون من شطرين موصولين بنظام خاص. وسارت الحافلة مخترقة الشوارع المزدحمة في حي رامات اشكول، وهو أول حي يهودي أقيم في القدس الشرقية بعد احتلالها عام 1967. وعند وصول الحافلة إلى مفترق ليفي اشكول في نحو الساعة السابعة وثلاثة وخمسون دقيقة، وهي ساعة الذروة الصباحية، وقف المجاهد سفيان ليكبس على جهاز التفجير مستغلاً اقتراب الحافلة رقم (9) التي تسير من جبعات رام إلى جبل الزيتون من الحافلة (26 أ)، ليدوي انفجار ضخم شطر الحافلة رقم (26 أ) إلى شطرين مدمراً الجزء الخلفي بشكل كامل، بينما لحقت أضرار بالغة في الحافلة الثانية من جراء ضغط انفجار العبوات التي قدر الخبراء زنتها بين 4 و6 كيلوجرامات.
وظل المفترق حتى الساعة التاسعة والنصف أشبه بمستشفى ميداني حيث نشط موظفو شركة دفن الموتى في جمع أشلاء جثث وأجزاء من أجساد بشرية تناثرت في دائرة اتساعها عشرات الأمتار حول الحافلتين. ودفعت هذه المشاهد، ما زال بار- ناتاف، وهي شاهدة عيان أصيبت كغيرها بصدمة من هول ما شاهدته لأن تصرخ في وجه عيزرا وايزمان (رئيس الدولة) الذي حاول تهدئة الجمهور الغاضب بزيارته لموقع العملية:" مستحيل أن يحصل مثل هذا في قلب مدينة القدس.. هنا لسنا في غزة "
كما تتهم دولة الاحتلال الشهيد دودين بالمسؤولية عن عدد من العمليات التي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الصهاينة، من بينها عمليتا تفجير حافلتين بالقدس ورمات غان عام 1995.
وفي هذه الفترة كانت مخابرات سلطة أوسلو تعتقل المجاهد دودين بعد مطاردته في شهر نوفمبر تشرين ثاني في عام 1994م الذي كان أقدم المطلوبين لسلطات الاحتلال، وبناءً على ملف قدم ضده حكمت محاكم سلطة أوسلو الفلسطينية بتاريخ 23/8/1995 على الشهيد القسامي بالسجن 12 عاما بتهمة " المشاركة في عملية رمات اشكول وتجهيز احد الاستشهاديين في نفس العملية " ، ليقضي منها خمس سنوات في سجن أريحا ثم نقل بعدها الى سجن مقاطعة الخليل - العمارة سابقا – وأمضى فيها المدة الواقعة بين 1998/2001م .
وفي سجون السلطة الفلسطينية وضع دودين مع سجناء أمنيين وجنائيين وقد قام احد العملاء بوضع مادة سامة في ملابسه أدت الى وجود تقرحات في قدميه لم يشف منها حتى تاريخ اختفائه من سجن الظاهرية حتى عام 2001 وهنا بدأت رحلة المطاردة للشهيد القسامي .
حيث كان خلال فترة اعتقاله في سجون السلطة لم يكن يقوى على المشي أو التحرك ثم أصيب بمشاكل صحية أخرى حسب آخر تقرير طبي قبل مغادرته لسجن الظاهرية ، وكان يعاني من البواسير والتهابات في الكلى ومشاكل في القلب ، كما تعرض لخلع الأظافر خلال فترة التحقيق معه في سجون السلطة .
وقبل ذلك كانت مخابرات الاحتلال وضعت اسم الشهيد القسامي على لائحة ثلاثين مطاردا فلسطينيا ممن أسمتهم بـ " أخطر المطلوبين الفلسطينيين وأقدمهم " ، كما نسفت قوات الاحتلال منزل الشهيد في بلدة دورا بتاريخ 20 آذار عام 1996م حيث كان معتقلا في تلك الفترة في مدينة أريحا بسجن تابع لسلطة أوسلو .
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى تمكن الشهيد القسامي من الهروب من سجن الظاهرية التابع لعباس في مدينة الخليل واختفى عن الأنظار بشكل كلي ، وبدأت هنا رحلة جديدة من فصول المطاردة ، وخلال تم اعتقال زوجة الشهيد أكثر من مرة كان أخرها قبل استشهاد بتاريخ 01/8/2006 بعد اقتحام منزله واعتقالها ونقلها لمعسكر عتصيون ومكثت فيه بضعة أيام من ثم نقلت للمعسكر المسكوبية حيث خضعت للحقيق القاسي وحرمان من النوم والإهانة والسب طيلة فترة اعتقالها البالغة ثلاثين يوما.
وخلال تلك الفترة كانت معظم الأسئلة التي وجهت لها من قبل المحققين الذين تعاقبوا في التحقيق عن زوجها المطارد منذ سنوات للاحتلال، وعرضت على المحكمة عدة مرات، وأفرجت عنها المحكمة العسكرية الصهيونية بكفالة مالية.
وفشل الاحتلال في الحصول على أي معلومة تتعلق بزوجها تعمد إلى أسلوب المداهمة الليلة بشكل همجي وقام بهدم المنزل عدة مرات وتشريد عائلته ، وفي تاريخ 15/6/2006م اقتحمت قوة صهيونية منزل الشهيد وحطموا وكسروا وهددوا ، وكانت مخابرات الاحتلال تتصل باستمرار على هواتف المنزل وخاصة أبنائه وتقول لهم " أين بابا ومن هو رجل البيت" وأحيانا يتصلون وهم يتقمصون أسماء شركات او رجال أعمال ويريدون الحديث مع أي رجل في البيت.
وطالت ملاحقات الاحتلال للشهيد القائد أقارب زوجتها حيث اعتقلت سبعة منهم بتهم مساعدة الشهيد ونقل الطعام ، لكن كل هذه الضغوط لم تحرك شيئا في الشهيد الذي كان يعرف بقلب حديدي لا يلين أمام العدو وأساليبه الجبانة
فيما لم تترك أجهزة السلطة سبيلا إلا واتبعته في ملاحقة الشهيد من خلال اقتحامها المتكرر لمنزل عائلة الشهيد وأقاربه وأقارب زوجته في محاولة منها لأن تكون السباقة في نصيب اعتقال الشهيد لكنها فشلت في كل مرة ، كما اعتقلت كل من تتوقع أنه على علاقة بالشهيد دون ان تحصل على معلومة واحدة عدا عن مئات المندوبين (العملاء) الذي جندتهم من كوادر فتح لصالحها لتعقب الشهيد وعائلته .
وكان ظهر الخميس شاهدا على أخر مشاهد سيرة البطل القائد الفذ عبد المجيد دودين حينما باغتته داخل بئر ماء كان متحصنا داخله في خربة سكاكا شرق بلدة دير العسل جنوب غرب الخليل، حيث هدمت قوات الاحتلال البئرا بواسطة التفجير وتم نبش البئر بالجرافات لتفشل في اعتقاله حيا وتتمكن منه بمكرها شهيدا رافعا الرأس بعد أن خاض اشتباكا مسلحا بما كان يحتفظ فيه من سلاح يرد فيه كيد الأعادي .
ولم تمر ساعتين على اغتياله كانت قوات الاحتلال تداهم منزل عائلة الشهيد في بلدة دورا بقوة كبيرة ، واعتقلت زوجته للمرة الثالثة على الأقل ونقلتها إلى جهة مجهولة لتحرمها من وداع زوجها الغائب منذ أكثر من خمسة عشر عاما
وبعد مرور ثماني ساعات على اغتيال الشهيد قامت بتسليم جثمانه الطاهر إلى عائلته ، ونقل لمستشفى الخليل الحكومي، لمعاينته من قبل الطبيب الشرعي قبل تسليمه لذويه لموارته الثرى.
ونشر جيش الاحتلال بيانا عقب اغتيال دودين ، قال فيه " إن قواته بالتعاون مع جهاز المخابرات الصهيوني اغتالت عبد المجيد علي عبد الله دودين القائد في كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس، وطلبت منه تسليم نفسه الإ أنه جرى تبادل لإطلاق الرصاص أدى قتله دون إصابة أحد من جنوده " .
فيما كانت تصريحات الإشادة بجنود الاحتلال من قادتهم متتابعة بعد أن تمكنوا من هذا القائد ، حيث أشاد ما يعرف بـ " قائد المنطقة الوسطى في جيش الدفاع الميجر جنرال غادي شامني وقائد قوات جيش الدفاع في الضفة الغربية البريغادير نوعام تيبون " بقيام جنود الجيش باغتيال رئيس الجناح العسكري لحركة حماس في جنوب جبل الخليل عبد المجيد دودين .
وقال المدعو " البريغدير تيبون أن يد جيش الدفاع ستطال المخربين الذين تلطخت أياديهم بدماء الصهاينة في كل مكان " على حد زعمه ، بعد أن فشلوا طوال عشرات الأعوام الماضية في النيل منه .
أما حركة حماس فقالت في بيان لها في نعي الشهيد :" إننا إذ نزف إلى أبناء امتنا وشعبنا شهيدنا البطل ، لنؤكد أن دماء الشهيد أبو همام لن تذهب هدرا ،وأن المقاومة ستبقى خيارنا في مقاومة الاحتلال واستعادة حقوقنا ،وان الاحتلال إلى زوال بإذن الله مهما عظمت التضحيات " .
من جهتها زفت كتائب القسام القائد القسامي المجاهد "عبد المجيد دودين" الذي سلم روحه إلى بارئه في جريمة اغتيال صهيونية جبانة ويتواصل العطاء القسامي من غزة الأبية إلى الضفة الغربية، ويقدّم قادة القسام كل يوم نموذجاً جديداً في الصمود والثبات والجهاد والشهادة، ويرتقي القادة قبل الجند في موكب مهيب يرسم ملامح جيل النصر ويشكّل طلائع العودة والتحرير القادم بإذن الله.
وقالت كتائب القسام في بيان لها ان الشيخ القسامي القائد/ عبد المجيد علي دودين "أبو همام" (48 عاماً) هو أحد قادة القسام الأبطال والذي كان على موعد مع أمنيته في الشهادة صباح اليوم الخميس، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دورا بمدينة الخليل المحتلة، بعد أن كانت قوات أمن سلطة رام الله تراقب منزل الشهيد ومحيط المنطقة طوال الأيام الماضية، واستقدمت قوات العدو عدداً كبيراً من الآليات العسكرية والجنود وضربت حصاراً محكماً على المنطقة بكاملها، وقامت بتفجير عدد من المغارات وإطلاق النار المكثف، وبعد اشتباك عنيف ارتقى إلى العلا أحد فرسان فلسطين و قائد كتائب القسام في الخليل.
وأوضحت الكتائب خلال بيانها ان القائد القسامي دودين مطارد لقوات الاحتلال منذ 15 عاماً، حيث يحمله العدوّ المسئولية عن قتل عشرات الجنود والمغتصبين الصهاينة والإشراف المباشر على عدد من العمليات الاستشهادية في القدس وقضاء تل الربيع، وقد اعتقل في سجون الاحتلال عام 1993م، كما اعتقل في سجون سلطة أوسلو أكثر من 10 سنوات، وقضى حياته مجاهداً في سبيل الله بين السجون والمطاردة والملاحقة وتنفيذ العمليات والإشراف على المهمات الجهادية، وملاحقة العملاء.
وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام إن اغتيال قادتنا ومجاهدينا أو اعتقالهم لن يزيدنا إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة الطريق الذي خطّوه بدمائهم وعبّدوه بأشلائهم حتى يأذن الله لنا بالنصر المبين.
وأضافت " لقد خلف قائدنا "أبو همام" للصهاينة عشرات المجاهدين الصناديد الذين يتوقون إلى الشهادة ودك حصون العدو الصهيوني، وإنهم لن يتأخروا في الثأر لدماء قائدهم وشيخهم بإذن الله.
وشددت على ان مجاهدي كتائب القسام في الضفة الغربية لهم الحرية المطلقة في الرد على هذه الجريمة وغيرها بالطريقة المناسبة وفق ظروفهم الميدانية والأمنية، وكل صهيوني على أرض فلسطين هو هدف مشروع لهم.
وحملت سلطة رام الله مع قوات الاحتلال المسئولية عن هذه الجريمة كونها كانت تلاحق وتراقب منزل الشهيد وتجمع المعلومات عنه بشكل متواصل وتسعى لاعتقاله باستمرار، حتى قبيل استشهاده بليلة واحدة.
أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس "ان اغتيال القائد القسامي عبد المجيد دودين جريمة صهيونية جبانة تؤكد أن الاحتلال يحسب حساباً للمجاهدين الأبطال الذين يؤرقون الاحتلال حتى أثناء تواجدهم في الجبال.
وقال أبو عبيدة الناطق الإعلامي في تصريح خاص لموقع القسام :" كتائب القسام تدرس جريمة اغتيال القائد القسامي "عبد المجيد دودين" والسبل المتاحة للرد عليها، ونؤكد أن دماء شهيدنا ودماء كل أبناء شعبنا لن تضيع هدراً، وعلى العدو أن لا يفرح كثيراً باغتيال قائد شارف على الخمسين من عمره، فقد خلف شهيدنا العشرات من المجاهدين الذين يرفعون الراية ومستعدون لحمل اللواء من بعده حتى نهاية المشوار.
واضاف" هذه الجريمة الصهيونية الجبانة تؤكد أن الاحتلال يحسب حساباً للمجاهدين الأبطال الذين يؤرقون الاحتلال حتى أثناء تواجدهم في الجبال، ويقضون مضاجع العدو حتى وهم في مكامنهم وكهوفهم، فهؤلاء هم الذين يقلقون الصهاينة لا أولئك المدججين بالسلاح المشبوه الذي سمح لهم الاحتلال بحمله لملاحقة المجاهدين والمقاومين".
واوضح "ان الشهادة هي خاتمة طبيعية لرجل حمل روحه على كفه وقضى زهرة شبابه وعمره في الجهاد والمقاومة والسجون والملاحقة والمطاردة والعمليات والرباط، فالمجد لهذا الشهيد القائد والذل والعار لمن اعتقله سنوات عديدة بتهمة مقاومة الاحتلال والجهاد ضد أعداء الله الصهاينة".
وشدد على ان مجاهدي القسام في الضفة لهم الحرية المطلقة في الرد على هذه الجريمة بالشكل المناسب وفي الوقت والمكان المناسبين، فنحن ندرك حجم الهجمة على المجاهدين والمقاومين في الضفة الغربية المحتلة من قبل العدو الصهيوني وأذنابه من مليشيات دايتون، ولكن كل هذه الهجمة لن تستطيع استئصال نموذج وإرادة المقاومة والجهاد بإذن الله تعالى.
أما حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية فقالت في تصريح صحفي : " تنعى قيادة حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس في الضفة المحتلة القائد الإسلامي الكبير "عبد المجيد دودين" قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالخليل.
وقال "أبو إبراهيم" أحد أبرز قيادات الحركة في جنوب الضفة " أن عملية اغتيال القائد الإسلامي الكبير عبد المجيد علي دودين" (أبو همام) لن تمر دون رد من قبل المقاومة الإسلامية في كافة أنحاء الضفة".
وأضاف "للمقاومة حق الرد كيفما تشاء ومتى تشاء، وأن اغتيال القائد "أبو همام" سيفتح أبواب النار على العدو الصهيوني باستهدافه مجاهداً أفنى عمره في خدمة قضية وطنه بالرغم من كل الصعاب التي واجهته في مراحل حياته المختلفة".
وأكد "أبو إبراهيم" على أن القائد دودين كان أحد رموز المقاومة الإسلامية بفلسطين، مضيفاً "كان قائداً برباطة جأشه وعزيمته وصبره وحسن خلقه، وحدوياً بعمله التنظيمي ومكانته الاجتماعية بين الناس".
"دودين" قضى حياته مجاهداً في سبيل الله بين المطاردة وتنفيذ العمليات
القسام ـ وكالات :
فرحت أجهزة أمن الاحتلال الصهيوني كثيرا عندما تمكنت من اغتيال القائد في كتائب القسام عبد المجيد دودين من بلدة دورا جنوب محافظة الخليل بعد مطاردة استمرت أكثر من 14 عاما لم تتمكن خلالها أجهزة الاحتلال وعملائها وأجهزة سلطة أوسلو من اعتقاله او اغتياله.
حيث أعلنت سلطات الاحتلال وفي بيان رسمي لقيادة جيش الاحتلال بالضفة الغربية تعلن " انتصار " جنودها المدججين بأكثر أنواع السلاح تطورا وألياته وطائراته من قتل مجاهد قسامي وحيد بسلاحه الخفيف بعد ساعات من حصاره داخل بئر كان يتحصن فيه الشهيد ، بعد أن هدموا البئر على الشهيد القائد خوفا من الاقتراب منه .
وفي الجانب الأخر المكمل للمهمة فكانت أجهزة سلطة عباس حاضرة وذات علاقة مشتركة في ارتكاب جريمة الاغتيال بحق الشهيد الفذ دودين ، حيث كانت خفافيش الليل الصفراء قبل ليلة واحدة فقط من استشهاده تحوم في محيط المنزل منتظرة صيدها لعله يحاول الدخول لمنزله للقاء أبنائه خلال رحلة المطاردة الطويلة التي عاشوها ، وكان قبل ذلك ما أعلنه أحد عمالقة هؤلاء العملاء وهو المدعو " أكرم حامد أبو هاشم العواودة " من ضباط جهاز الأمن الوقائي في بلدة دورا حسبما ذكر موقع امامة التابع لحركة حماس بالضفة الغربية ، حينما صرح في تجمع مع المواطنين بأن " راس كبير من حماس راح انخلص عليه قريبا " وهو ما حصل فعلا ظهر الخميس .
ليس مسلسل التنسيق الخياني الذي تعتبره أجهزة عباس بالجديد ولا هذه الجرائم المشتركة مع قوات الاحتلال أيضا بالغريبة فقد سبقه إلى ذلك الكثير من الشهداء الذي ارتقوا ضحية التنسيق الخياني العلني أمثال الشهيد شهاب النتشة قائد كتاب القسام في الخليل والشهيد القائد محمود عثمان عاصي قائد القسام في سلفيت والقائد الشهيد طلال عابد من جنين القسام ... .
نشأته وحياته
وتنحدر أصول الشهيد القسامي عبد المجيد علي عبد الله دودين (47 عاما) من قرية البرج غرب بلدة دورا جنوب الخليل حيث ولد هناك بتاريخ 15/1/1962م ، ونشأ بين ظلال عائلة مسلمة ملتزمة مجاهدة لم تلن يوما للاحتلال وأعوانه فقدمت العائلة المجاهدة كل ابنائها قربانا على سلم النصر وساحة الدعوة .
وانطلق الشهيد مع ركب الدعوة الأول ملتحقا بسفينة النصر الإسلامي لينشأ داعية صلبا قويا لا تلين له جنب ولا يهزه عدو أو متخاذل ، وانطلق في العمل الدعوي من اليمن بعد أن أنهى تعليمه الجامعي هناك ، وأصبح من الناشطين في مجال الدعوة في مدارس اليمن ، قبل أن يعود إلى فلسطين ويعمل مدرسا منذ أواسط الثمانينات في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل .
وتزوج من المربية الفاضلة ميسر محمد دودين التي تعمل مدرسة وأنجبا أربعة أبناء هم أمامة (19 عاما) وهمام (17عاما) وكتائب (14 عاما) وعلي (10 أعوام) .
ويسجل لشهيدنا القسامي الداعية شرف تأسيس الكتلة الإسلامية في جامعة " بوليتكنك فلسطين " في الخليل ، وكذلك المساهمة في إعادة ترتيب صفوف حركة حماس وخلاياها بالضفة الغربية خلال فترة إبعاد قادتها إلى مرج الزهور جنوب لبنان ، كما سجل اعتقاله أكثر من مرة من قبل قوات الاحتلال وتعذيبه في سجونها دون أن تنال منه اعترافا واحدا على إخوانه في الكتائب .
رحلة الجهاد
والتحق الشهيد القسامي أبو همام في صفوف الكتائب ، وبدأ مشواره الجهادي الحافل إلى جانب الأسير القسامي القائد عبد الناصر عيسى وينتقل مع القادة محي الدين الشريف وغيرهم الكثير .
وأمضى الشهيد ما يقارب العامين في سجون الاحتلال ووجهت له عدة تهم خلال فترات اعتقاله، منها الانتماء لحركة حماس وذراعها العسكري والعمل مع الشهداء عماد عقل ويحيى عياش.
وفي سجله البطولي الحافل كانت أبرز عملياته القسامية الموجهة التي نفذها المجاهد الاستشهادي سفيان جبارين في صبيحة يوم الاثنين الموافق 21 آب (أغسطس) 1995 في محطة الحافلات المركزية في الشطر الغربي من القدس بعد شرح طريقة تشغيل المتفجرات.
وما أن وصلت الحافلة رقم (26 أ) إلى المحطة، حتى أخذ المجاهد سفيان مكانه في الجزء الخلفي منها، إذ أنها حافلة مزدوجة تتكون من شطرين موصولين بنظام خاص. وسارت الحافلة مخترقة الشوارع المزدحمة في حي رامات اشكول، وهو أول حي يهودي أقيم في القدس الشرقية بعد احتلالها عام 1967. وعند وصول الحافلة إلى مفترق ليفي اشكول في نحو الساعة السابعة وثلاثة وخمسون دقيقة، وهي ساعة الذروة الصباحية، وقف المجاهد سفيان ليكبس على جهاز التفجير مستغلاً اقتراب الحافلة رقم (9) التي تسير من جبعات رام إلى جبل الزيتون من الحافلة (26 أ)، ليدوي انفجار ضخم شطر الحافلة رقم (26 أ) إلى شطرين مدمراً الجزء الخلفي بشكل كامل، بينما لحقت أضرار بالغة في الحافلة الثانية من جراء ضغط انفجار العبوات التي قدر الخبراء زنتها بين 4 و6 كيلوجرامات.
وظل المفترق حتى الساعة التاسعة والنصف أشبه بمستشفى ميداني حيث نشط موظفو شركة دفن الموتى في جمع أشلاء جثث وأجزاء من أجساد بشرية تناثرت في دائرة اتساعها عشرات الأمتار حول الحافلتين. ودفعت هذه المشاهد، ما زال بار- ناتاف، وهي شاهدة عيان أصيبت كغيرها بصدمة من هول ما شاهدته لأن تصرخ في وجه عيزرا وايزمان (رئيس الدولة) الذي حاول تهدئة الجمهور الغاضب بزيارته لموقع العملية:" مستحيل أن يحصل مثل هذا في قلب مدينة القدس.. هنا لسنا في غزة "
كما تتهم دولة الاحتلال الشهيد دودين بالمسؤولية عن عدد من العمليات التي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الصهاينة، من بينها عمليتا تفجير حافلتين بالقدس ورمات غان عام 1995.
في سجون السلطة العميلة
وفي هذه الفترة كانت مخابرات سلطة أوسلو تعتقل المجاهد دودين بعد مطاردته في شهر نوفمبر تشرين ثاني في عام 1994م الذي كان أقدم المطلوبين لسلطات الاحتلال، وبناءً على ملف قدم ضده حكمت محاكم سلطة أوسلو الفلسطينية بتاريخ 23/8/1995 على الشهيد القسامي بالسجن 12 عاما بتهمة " المشاركة في عملية رمات اشكول وتجهيز احد الاستشهاديين في نفس العملية " ، ليقضي منها خمس سنوات في سجن أريحا ثم نقل بعدها الى سجن مقاطعة الخليل - العمارة سابقا – وأمضى فيها المدة الواقعة بين 1998/2001م .
وفي سجون السلطة الفلسطينية وضع دودين مع سجناء أمنيين وجنائيين وقد قام احد العملاء بوضع مادة سامة في ملابسه أدت الى وجود تقرحات في قدميه لم يشف منها حتى تاريخ اختفائه من سجن الظاهرية حتى عام 2001 وهنا بدأت رحلة المطاردة للشهيد القسامي .
حيث كان خلال فترة اعتقاله في سجون السلطة لم يكن يقوى على المشي أو التحرك ثم أصيب بمشاكل صحية أخرى حسب آخر تقرير طبي قبل مغادرته لسجن الظاهرية ، وكان يعاني من البواسير والتهابات في الكلى ومشاكل في القلب ، كما تعرض لخلع الأظافر خلال فترة التحقيق معه في سجون السلطة .
وقبل ذلك كانت مخابرات الاحتلال وضعت اسم الشهيد القسامي على لائحة ثلاثين مطاردا فلسطينيا ممن أسمتهم بـ " أخطر المطلوبين الفلسطينيين وأقدمهم " ، كما نسفت قوات الاحتلال منزل الشهيد في بلدة دورا بتاريخ 20 آذار عام 1996م حيث كان معتقلا في تلك الفترة في مدينة أريحا بسجن تابع لسلطة أوسلو .
رحلة مطاردته امتدت لاكثر من 15 عاماً
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى تمكن الشهيد القسامي من الهروب من سجن الظاهرية التابع لعباس في مدينة الخليل واختفى عن الأنظار بشكل كلي ، وبدأت هنا رحلة جديدة من فصول المطاردة ، وخلال تم اعتقال زوجة الشهيد أكثر من مرة كان أخرها قبل استشهاد بتاريخ 01/8/2006 بعد اقتحام منزله واعتقالها ونقلها لمعسكر عتصيون ومكثت فيه بضعة أيام من ثم نقلت للمعسكر المسكوبية حيث خضعت للحقيق القاسي وحرمان من النوم والإهانة والسب طيلة فترة اعتقالها البالغة ثلاثين يوما.
وخلال تلك الفترة كانت معظم الأسئلة التي وجهت لها من قبل المحققين الذين تعاقبوا في التحقيق عن زوجها المطارد منذ سنوات للاحتلال، وعرضت على المحكمة عدة مرات، وأفرجت عنها المحكمة العسكرية الصهيونية بكفالة مالية.
وفشل الاحتلال في الحصول على أي معلومة تتعلق بزوجها تعمد إلى أسلوب المداهمة الليلة بشكل همجي وقام بهدم المنزل عدة مرات وتشريد عائلته ، وفي تاريخ 15/6/2006م اقتحمت قوة صهيونية منزل الشهيد وحطموا وكسروا وهددوا ، وكانت مخابرات الاحتلال تتصل باستمرار على هواتف المنزل وخاصة أبنائه وتقول لهم " أين بابا ومن هو رجل البيت" وأحيانا يتصلون وهم يتقمصون أسماء شركات او رجال أعمال ويريدون الحديث مع أي رجل في البيت.
وطالت ملاحقات الاحتلال للشهيد القائد أقارب زوجتها حيث اعتقلت سبعة منهم بتهم مساعدة الشهيد ونقل الطعام ، لكن كل هذه الضغوط لم تحرك شيئا في الشهيد الذي كان يعرف بقلب حديدي لا يلين أمام العدو وأساليبه الجبانة
فيما لم تترك أجهزة السلطة سبيلا إلا واتبعته في ملاحقة الشهيد من خلال اقتحامها المتكرر لمنزل عائلة الشهيد وأقاربه وأقارب زوجته في محاولة منها لأن تكون السباقة في نصيب اعتقال الشهيد لكنها فشلت في كل مرة ، كما اعتقلت كل من تتوقع أنه على علاقة بالشهيد دون ان تحصل على معلومة واحدة عدا عن مئات المندوبين (العملاء) الذي جندتهم من كوادر فتح لصالحها لتعقب الشهيد وعائلته .
رحيل الفارس
وكان ظهر الخميس شاهدا على أخر مشاهد سيرة البطل القائد الفذ عبد المجيد دودين حينما باغتته داخل بئر ماء كان متحصنا داخله في خربة سكاكا شرق بلدة دير العسل جنوب غرب الخليل، حيث هدمت قوات الاحتلال البئرا بواسطة التفجير وتم نبش البئر بالجرافات لتفشل في اعتقاله حيا وتتمكن منه بمكرها شهيدا رافعا الرأس بعد أن خاض اشتباكا مسلحا بما كان يحتفظ فيه من سلاح يرد فيه كيد الأعادي .
ولم تمر ساعتين على اغتياله كانت قوات الاحتلال تداهم منزل عائلة الشهيد في بلدة دورا بقوة كبيرة ، واعتقلت زوجته للمرة الثالثة على الأقل ونقلتها إلى جهة مجهولة لتحرمها من وداع زوجها الغائب منذ أكثر من خمسة عشر عاما
وبعد مرور ثماني ساعات على اغتيال الشهيد قامت بتسليم جثمانه الطاهر إلى عائلته ، ونقل لمستشفى الخليل الحكومي، لمعاينته من قبل الطبيب الشرعي قبل تسليمه لذويه لموارته الثرى.
ونشر جيش الاحتلال بيانا عقب اغتيال دودين ، قال فيه " إن قواته بالتعاون مع جهاز المخابرات الصهيوني اغتالت عبد المجيد علي عبد الله دودين القائد في كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس، وطلبت منه تسليم نفسه الإ أنه جرى تبادل لإطلاق الرصاص أدى قتله دون إصابة أحد من جنوده " .
فيما كانت تصريحات الإشادة بجنود الاحتلال من قادتهم متتابعة بعد أن تمكنوا من هذا القائد ، حيث أشاد ما يعرف بـ " قائد المنطقة الوسطى في جيش الدفاع الميجر جنرال غادي شامني وقائد قوات جيش الدفاع في الضفة الغربية البريغادير نوعام تيبون " بقيام جنود الجيش باغتيال رئيس الجناح العسكري لحركة حماس في جنوب جبل الخليل عبد المجيد دودين .
وقال المدعو " البريغدير تيبون أن يد جيش الدفاع ستطال المخربين الذين تلطخت أياديهم بدماء الصهاينة في كل مكان " على حد زعمه ، بعد أن فشلوا طوال عشرات الأعوام الماضية في النيل منه .
ورحل أسد القسام
أما حركة حماس فقالت في بيان لها في نعي الشهيد :" إننا إذ نزف إلى أبناء امتنا وشعبنا شهيدنا البطل ، لنؤكد أن دماء الشهيد أبو همام لن تذهب هدرا ،وأن المقاومة ستبقى خيارنا في مقاومة الاحتلال واستعادة حقوقنا ،وان الاحتلال إلى زوال بإذن الله مهما عظمت التضحيات " .
من جهتها زفت كتائب القسام القائد القسامي المجاهد "عبد المجيد دودين" الذي سلم روحه إلى بارئه في جريمة اغتيال صهيونية جبانة ويتواصل العطاء القسامي من غزة الأبية إلى الضفة الغربية، ويقدّم قادة القسام كل يوم نموذجاً جديداً في الصمود والثبات والجهاد والشهادة، ويرتقي القادة قبل الجند في موكب مهيب يرسم ملامح جيل النصر ويشكّل طلائع العودة والتحرير القادم بإذن الله.
وقالت كتائب القسام في بيان لها ان الشيخ القسامي القائد/ عبد المجيد علي دودين "أبو همام" (48 عاماً) هو أحد قادة القسام الأبطال والذي كان على موعد مع أمنيته في الشهادة صباح اليوم الخميس، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دورا بمدينة الخليل المحتلة، بعد أن كانت قوات أمن سلطة رام الله تراقب منزل الشهيد ومحيط المنطقة طوال الأيام الماضية، واستقدمت قوات العدو عدداً كبيراً من الآليات العسكرية والجنود وضربت حصاراً محكماً على المنطقة بكاملها، وقامت بتفجير عدد من المغارات وإطلاق النار المكثف، وبعد اشتباك عنيف ارتقى إلى العلا أحد فرسان فلسطين و قائد كتائب القسام في الخليل.
وأوضحت الكتائب خلال بيانها ان القائد القسامي دودين مطارد لقوات الاحتلال منذ 15 عاماً، حيث يحمله العدوّ المسئولية عن قتل عشرات الجنود والمغتصبين الصهاينة والإشراف المباشر على عدد من العمليات الاستشهادية في القدس وقضاء تل الربيع، وقد اعتقل في سجون الاحتلال عام 1993م، كما اعتقل في سجون سلطة أوسلو أكثر من 10 سنوات، وقضى حياته مجاهداً في سبيل الله بين السجون والمطاردة والملاحقة وتنفيذ العمليات والإشراف على المهمات الجهادية، وملاحقة العملاء.
وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام إن اغتيال قادتنا ومجاهدينا أو اعتقالهم لن يزيدنا إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة الطريق الذي خطّوه بدمائهم وعبّدوه بأشلائهم حتى يأذن الله لنا بالنصر المبين.
وأضافت " لقد خلف قائدنا "أبو همام" للصهاينة عشرات المجاهدين الصناديد الذين يتوقون إلى الشهادة ودك حصون العدو الصهيوني، وإنهم لن يتأخروا في الثأر لدماء قائدهم وشيخهم بإذن الله.
وشددت على ان مجاهدي كتائب القسام في الضفة الغربية لهم الحرية المطلقة في الرد على هذه الجريمة وغيرها بالطريقة المناسبة وفق ظروفهم الميدانية والأمنية، وكل صهيوني على أرض فلسطين هو هدف مشروع لهم.
وحملت سلطة رام الله مع قوات الاحتلال المسئولية عن هذه الجريمة كونها كانت تلاحق وتراقب منزل الشهيد وتجمع المعلومات عنه بشكل متواصل وتسعى لاعتقاله باستمرار، حتى قبيل استشهاده بليلة واحدة.
أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس "ان اغتيال القائد القسامي عبد المجيد دودين جريمة صهيونية جبانة تؤكد أن الاحتلال يحسب حساباً للمجاهدين الأبطال الذين يؤرقون الاحتلال حتى أثناء تواجدهم في الجبال.
وقال أبو عبيدة الناطق الإعلامي في تصريح خاص لموقع القسام :" كتائب القسام تدرس جريمة اغتيال القائد القسامي "عبد المجيد دودين" والسبل المتاحة للرد عليها، ونؤكد أن دماء شهيدنا ودماء كل أبناء شعبنا لن تضيع هدراً، وعلى العدو أن لا يفرح كثيراً باغتيال قائد شارف على الخمسين من عمره، فقد خلف شهيدنا العشرات من المجاهدين الذين يرفعون الراية ومستعدون لحمل اللواء من بعده حتى نهاية المشوار.
واضاف" هذه الجريمة الصهيونية الجبانة تؤكد أن الاحتلال يحسب حساباً للمجاهدين الأبطال الذين يؤرقون الاحتلال حتى أثناء تواجدهم في الجبال، ويقضون مضاجع العدو حتى وهم في مكامنهم وكهوفهم، فهؤلاء هم الذين يقلقون الصهاينة لا أولئك المدججين بالسلاح المشبوه الذي سمح لهم الاحتلال بحمله لملاحقة المجاهدين والمقاومين".
واوضح "ان الشهادة هي خاتمة طبيعية لرجل حمل روحه على كفه وقضى زهرة شبابه وعمره في الجهاد والمقاومة والسجون والملاحقة والمطاردة والعمليات والرباط، فالمجد لهذا الشهيد القائد والذل والعار لمن اعتقله سنوات عديدة بتهمة مقاومة الاحتلال والجهاد ضد أعداء الله الصهاينة".
وشدد على ان مجاهدي القسام في الضفة لهم الحرية المطلقة في الرد على هذه الجريمة بالشكل المناسب وفي الوقت والمكان المناسبين، فنحن ندرك حجم الهجمة على المجاهدين والمقاومين في الضفة الغربية المحتلة من قبل العدو الصهيوني وأذنابه من مليشيات دايتون، ولكن كل هذه الهجمة لن تستطيع استئصال نموذج وإرادة المقاومة والجهاد بإذن الله تعالى.
أما حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية فقالت في تصريح صحفي : " تنعى قيادة حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس في الضفة المحتلة القائد الإسلامي الكبير "عبد المجيد دودين" قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالخليل.
وقال "أبو إبراهيم" أحد أبرز قيادات الحركة في جنوب الضفة " أن عملية اغتيال القائد الإسلامي الكبير عبد المجيد علي دودين" (أبو همام) لن تمر دون رد من قبل المقاومة الإسلامية في كافة أنحاء الضفة".
وأضاف "للمقاومة حق الرد كيفما تشاء ومتى تشاء، وأن اغتيال القائد "أبو همام" سيفتح أبواب النار على العدو الصهيوني باستهدافه مجاهداً أفنى عمره في خدمة قضية وطنه بالرغم من كل الصعاب التي واجهته في مراحل حياته المختلفة".
وأكد "أبو إبراهيم" على أن القائد دودين كان أحد رموز المقاومة الإسلامية بفلسطين، مضيفاً "كان قائداً برباطة جأشه وعزيمته وصبره وحسن خلقه، وحدوياً بعمله التنظيمي ومكانته الاجتماعية بين الناس".