من يعطل ميلاد النخبة المفكرة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
من يعطل ميلاد النخبة المفكرة
يرتبط مصطلح ''النخبة'' بالجزء البشري الذي يفكر في المجتمع، ويضع الخطط للمشاريع الكبرى التي تقرر مصير الدولة ومؤسساتها، إذا كان مفهوم النخبة هكذا، فإن من يدرس أوضاع بلداننا يكتشف بأن تخلفها يعود من جهة إلى الظروف الاستعمارية وموروثها في ميادين الاقتصاد، والتعليم، والإدارة، والتقنية، والمعمار، وتخطيط القرى والمدن، والعلم وغيرها من المجالات الحيوية، وإلى تعقيدات مرحلة الاستقلال الوطني بما في ذلك عدم وجود خيار وتطورات التنمية الأكثـر عصرية وحداثة، وبشأن هذا العنصر الأخير، فإن المسؤولية تلقى على عاتق النظام السياسي، أي على الأجهزة السياسية والتنفيذية، وفي الواقع فإن تكوين النخبة المفكرة المخططة أمر ليس بالسهل، لأن فترة الاستقلال تميزت بالارتجال، ولأن الدولة تفتقد إلى النموذج كما تفتقد إلى البرنامج الواضح في هذا المجال. ومن الناحية النظرية فإن مهمة تشكيل وتكوين النخبة المفكرة في شتى الميادين الحيوية منوطة بالمنظومة التربوية بكل مراحلها وأنواعها، ففي البلدان التي أنجزت شروط الدولة العصرية والحديثة معا، نجد الجامعة والمعاهد العليا هي التي تفكر للسياسيين، ولمؤسسات الدولة التنفيذية. وهكذا نجد في هذه البلدان، في أوروبا وأمريكا، وبعض دول آسيا مثل اليابان تركيزا شديدا على الانتقائية، حيث تقوم باختيار المواهب والكفاءات الذكية وتوجيهها توجيها خاصا، ومتخصصا، ففي هذه البلدان توكل أمور التفكير لهذه العناصر المنتقاة والموجهة إلى الجامعات والمدارس العليا المعروفة بأنها معاقل لما يدعى بصناعة'' الأنتلجنسيا'' التي تتكفل بقيادة البلاد، وهكذا نجد مثلا جامعة كامبردج، وأكسفورد، ومدرسة لندن للاقتصاد، ونجد هارفاد، وييل والمدارس العليا والسوربون، والكوليج دو فرانس على التوالي في بريطانيا، وأمريكا وفرنسا، ونجد نفس الاهتمام والممارسات في ألمانيا، والسويد، والنرويج، وكندا، وإيطاليا وغيرها من الأمم.
وهنا نتساءل: هل تعميم التعليم في بلدنا هو المسؤول عن عدم تشكل النخبة العالمية في كل حقول المعرفة، أم أن السبب يعود إلى الموقف السياسي السلبي من هذه النخبة؟
مما لا شك فيه أن ظروف الاستقلالات الوطنية قد أفرزت الكثير من المشكلات المحورية منها عدم تطوير المنظومة التعليمية، وتحديثها، وضمان المستوى اللغوي والعلمي والفكري العالي فيها، فالشعوب الخارجية من الاستعمار والغارقة في الأمية متعددة الأشكال تطمح أول ما تطمح إلى أن تتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وهكذا فإن سياسات التعليم ببلداننا قد ركزت لسنوات طويلة على توفير مقاعد الدراسة للمواطنين والمواطنات بدون تمييز، وبتغليب كفة الكم على الكيف في كثير من الأحيان، ولقد لعب هذا الخيار دورين أولهما يتمثل في تحقيق نسبة معقولة من المتعلمين فضلا عن اشتمال هذه العملية على أبناء الشرائح الفقيرة مثل شريحة الفلاحين وشريحة العمال، وثانيهما تتمثل في تحقيق نسبة ضئيلة من النوعية التي هي الركيزة الأساسية لصنع وتكوين النخبة . عندما نتكلم عن النخبة فإن المقصود هو وجودها الحقيقي والفاعل في مجال الصحة، والسياسة والمعمار والعلوم والفلسفة والآداب والقانون وإدارة الأزمات الطارئة والاقتصاد وهلم جرّا. ففي بلادنا لا توجد ''لجان التفكير'' سواء التابعة للمجتمع المدني، أو تلك التابعة للحكومة والأحزاب السياسية الرسمية.
كما لا يوجد تنسيق جدي ومبرمج بين الجامعات والمعاهد العليا وبين مؤسسات الإنتاج بمختلف فروعها وأنواعها أو بين الأولى وبين الوزارات والمديريات المسؤولة مباشرة على مشاريع التنمي

 
موضوع ممتاز بكل المقايييس ويحتاج الى وقفة وتحليل معمق لان هاته الفكرة ان تم طرحا ونقاشها بطرق تحليلية سنعرف اين لب المشكل عندنا بالجزائر ؟؟
اخى شارب هاته الفكرة ان تمكنت الدولة من بلورتها ووضع اليد على الحلول الناجعة سنقول حينها للجزائر النامية وداعا ..
لكن :
ان تكوين النخبة المفكرة عندنا امر اصعب من التصور والتخيل لان السلطة الحاكمة ليس لها طموحات علمية ولا حضارية ولا منطقية فهى تعتمد كل الاعتماد على المقاسات المافياوية فكل يغنى على ليلاه ....
فلا يمكن لجنرال او وزير ذا مستوى متوسط ان يسمح لبروفيسور جامعى ان يكون على راس الهرم اذن ينقصنا هنا القدوة المخططة والعارفة واللمة بالامور ....
 
الف شكر للأخ الكريم : sharp1989
على الموضوع القيم :
تحتل مسألة البحث مكانة متقدمة عند كل الشعوب
البحث في كل المجالات العلمية
والتكنولوجية والتربوية والسياسية والاقتصادية والفلاحية
وكل مناحي الحياة
وفي القران الكريم رسائل واضحة في هذا المجال
تدفع المسلم نحو النظر في ملكوت الله
وحول البحث في ما ينفع الانسان وفق مبادئ الرسالة الخالدة
لكن واقع المسلمين غير ذلك
لا احد يريد النظر الى المستقبل
الكل يريد الرجوع الى الماضي فقط
الكل يريد احياء فتن الماضي
على حساب قضايا الامة
انظر مثلا الى المنتدى السياسي في هذه اللمة
تجد عشرات المواضيع في قضية واحدة : الرافضة
كيف لهذه الامة ان تتقدم بهذه الرؤية الضبابية
نحو المستقبل
......... السلام عليكم ...........
 
إن الكلام على النخبة بالتالي يجرنا للحديث عن مكانة الأنتلجانسيا و مكانتها في الجزائر
و ضرورة التمييز بين المثقف السلطوي و المثقف الشهم المغيب عن الساحة بسبب مواقفه
و القمع الذي يواجهه، اذن فلنربط مفهوم النخبة بمفهوم المثقف
 
إن الكلام على النخبة بالتالي يجرنا للحديث عن مكانة الأنتلجانسيا ؟؟؟؟
اخى مهدى ممكن التعريف بالمصطلح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
نقصد بالأنتلجانسيين المثقفين و نقصد بأزمة الأنتلجانسيا أزمة المثقف
و الله أعلم
 
نحوعودة النخبة المثقفة إلى المجتمع الإسلامي


ينظر علماء التنمية الثقافية بالغرب إلى النخبة المثقفة الحرة باعتبارها المسهل المركزي والأساسي لأي مشروع تغييري والحلقة الوسطى بين السلطة والمجتمع، لأنها من ناحية تمتلك التفكير الناقد، ومن ناحية أخرى المؤثر المحوري في العقل الجمعي للمجتمعات.
ولعل هذه الفرضية الغربية تكون فضاءا استراتيجيا نشطا، حيث للنخبة المثقفة دور حساس ومؤثر في الانسجام الاجتماعي والفعالية الثقافية، فهي بطبيعتها تمثل التفكير المنطقي والواقعي في حل المشكلات الإنسانية، لكن يبقى السقف المفاهيمي لكل نخبة وقفا على مدى الوعي لعاملين مهمين(بالإضافة لغيرها من العوامل المساعدة) في نهضة كل مجتمع إنساني حضاريا:
الأول: الهوية الثقافية كمفهوم يستجمع مفاعلات ثقافية وحضارية خامدة تنتظر الحضور الإبداعي للطاقة الإنسانية نذكر من بينها: العقيدة الدينية،اللغة،التراكم المعرفي،التراث،الفنون، القيم،التقاليد والعادات والأخلاق والتاريخ والوجدان، ومعايير العقل والسلوك، وغيرها من المقوّمات التي تتمايز في ظلها الأمم والمجتمعات "وليست هذه العناصر ثابتة، بل متحرّكة ومتطورة باعتبارها مشروعا آنيا ومستقبليا يواكب مستجدّات العصر؛ وهي قابلة للتأثير والتأثر، وكما يوجد قدْرٌ كبيرٌ من الثقافة إنساني مشترك نتيجة التواصل والتفاعل بين ثقافات الأمم المختلفة، يوجد قدْرٌ خاصٌّ يحفظ هوية مجتمع من المجتمعات"(1)
الثاني: التثاقف الإنساني ووعي الإختلاف(2)، حيث يقول جيرار لكلرك في مؤلفه الأنثروبولوجيا والاستعمار قائلا: "مفهوم التثاقف هو عملية ثقافية تواصلية ذات أنماط يقدر الإنسان بموجبها قبول مظهر ثقافي معين في ثقافة أخرى بحيث يتلاءم ويتكيف معها مما يفترض مساواة ثقافية، بين الثقافة التي تعطي وتلك التي تتقبل، والتكيف هو السيرورة التي تتحول بموجبها عناصر الثقافة المستعمرة والمسيطر عليها نحو حالة تتلاءم مع شكل الثقافة المسيطرة".(3)
أما عن الإختلاف ووعي ثقافته وفلسفته فهو الحاصل للإجابة النهائية الحاسمة على التساؤلات المطروحة في المجتمع ومحاولة صياغتها وترتيبها حسب عمقها وإرهاصاتها المقلقة والقيام من خلال هذه الإجابة بتشخيص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مستنطقين الخلفيات الفلسفية ومكنوناتها الفكرية والاجتماعية حيث يقول د.حسين درويش العادلي في مقالة له في مجلة النبأ العدد71:" يقف الصراع كمفهوم وممارسة بين مستويين، الأول : الإختلاف الطبيعي منه أو المصطنع، والناجم عن التباين في العقائد أو الرؤى أو المصالح بين الجماعات الإنسانية، وهنا فإنَّ الفشل في إيجاد مساحات من الفهم والقبول والتناغم المشترك يُحوّل الإختلاف إلى صراع بين تلك الجماعات للدفاع عن ذات ومصالح كل طرف.والمستوى الثاني: الأزَمة، وهي مرحلة متقدمة ومعقدة من الصراع بين المجموعات المختلفة يصل بها إلى حد الاقتتال أو الانهيار العام للنظام الاجتماعي".
ويضيف قائلا:" إنَّ المُستغرب ليس هو الإختلاف والتباين وما قد يُنتجه من مستويات الصراع العقلائي والمتأطر بالضوابط القيمية والقانونية العامة، فهو في حقيقته جوهر يُنتج الحركية والإبداع في ساحة الحياة، فالمماثلة في الصورة والمضمون يقضي على إمكانية نشوء الحياة بالتبع،.. ولكن المُستغرب هوالفشل في تفهم قواعد هذا التباين ومزاياه وأهدافه، والفشل في تقنينه وضبطه ضمن مسارات ومرتسمات صالحة وأخلاقية وذات نفعٍ عام ومشترك لا تمييز أو ظلم أو إقصاء فيه." وهنا تتحدد القيمة الرمزية الفلسفية والمنهجية المتداخلة في التفكير التحليلي اللازم بالنسبة لهذا العامل بدرجة اكبر من سابقه. وفي نفس السياق نشير لحقيقة جوهرية لابد من توفرها في المثقف حتى يصبح ناطقا رسميا بإسم الإصلاح والتغيير: أن يبلغ محل الاقتداء في مجتمعه...
على الصعيد الأخلاقي الفردي والاجتماعي،أي عارفا وعاملا بمعايير الأخلاق العامة والذوق العام، والأخلاقيات في الأوساط الثقافية ,
ومراقبا ناصحا لعملية التثاقف وكشف جوهر السلوكيات الحضارية من مبادئ وقيم قد تكون غائبة أوخافية في تراث مجتمعه ومؤمن بأسلوب النقاش والحوار العلمي كسلاح سلمي لفض النزاعات وتقبل النقد والاعتراض، وعدم فرض الرأي بشكل تعسفي، ومجسدا لقيمة التعايش بأجمل صورها، كما يكتسب لغة التعددية والتعايش والتسامح ويمارس الحرية والعدالة، ويرفع اللثام عن المثقف السفيه(السلطة) والمثقف المقهور الخامل، ويثير دفائن عقول مجتمعه باللغة البسيطة التي لا يكتنفها الغموض،والتي قد تنتج الجبن الثقافي...
في ضوء هذين العاملين والتحديدات المتعلقة بهما، هل يمكن للمثقفين المسلمين التصرف في التنمية الثقافية لمجتمعاتهم ومصيرهم والتحرك نحو الممكن الحضاري التاريخي في الثقافة الإسلامية؟
خلاصة الموضوع، البداية الحضارية هي التنمية الثقافية الواسعة والحرة والمعتمدة على آليات التواصل المعرفي والوعظي، بين المثقفين الأكاديميين والتقليديين من جهة وبين النخبة المثقفة ككل مع المجتمع المقهور المتطلع للنهوض من كبوة الإيديولوجيات الغريبة والطائفيات والصراعات والإستحمار السياسي والسلفيات التاريخية التي وجدت الساحة الاجتماعية مفتوحة وفارغة من النخبة الواجب حضورها كحارس أصيل للمصير الاجتماعي الإسلامي (4).

م/ن
 
نحوعودة النخبة المثقفة إلى المجتمع الإسلامي


ينظر علماء التنمية الثقافية بالغرب إلى النخبة المثقفة الحرة باعتبارها المسهل المركزي والأساسي لأي مشروع تغييري والحلقة الوسطى بين السلطة والمجتمع، لأنها من ناحية تمتلك التفكير الناقد، ومن ناحية أخرى المؤثر المحوري في العقل الجمعي للمجتمعات.
ولعل هذه الفرضية الغربية تكون فضاءا استراتيجيا نشطا، حيث للنخبة المثقفة دور حساس ومؤثر في الانسجام الاجتماعي والفعالية الثقافية، فهي بطبيعتها تمثل التفكير المنطقي والواقعي في حل المشكلات الإنسانية، لكن يبقى السقف المفاهيمي لكل نخبة وقفا على مدى الوعي لعاملين مهمين(بالإضافة لغيرها من العوامل المساعدة) في نهضة كل مجتمع إنساني حضاريا:
الأول: الهوية الثقافية كمفهوم يستجمع مفاعلات ثقافية وحضارية خامدة تنتظر الحضور الإبداعي للطاقة الإنسانية نذكر من بينها: العقيدة الدينية،اللغة،التراكم المعرفي،التراث،الفنون، القيم،التقاليد والعادات والأخلاق والتاريخ والوجدان، ومعايير العقل والسلوك، وغيرها من المقوّمات التي تتمايز في ظلها الأمم والمجتمعات "وليست هذه العناصر ثابتة، بل متحرّكة ومتطورة باعتبارها مشروعا آنيا ومستقبليا يواكب مستجدّات العصر؛ وهي قابلة للتأثير والتأثر، وكما يوجد قدْرٌ كبيرٌ من الثقافة إنساني مشترك نتيجة التواصل والتفاعل بين ثقافات الأمم المختلفة، يوجد قدْرٌ خاصٌّ يحفظ هوية مجتمع من المجتمعات"(1)
الثاني: التثاقف الإنساني ووعي الإختلاف(2)، حيث يقول جيرار لكلرك في مؤلفه الأنثروبولوجيا والاستعمار قائلا: "مفهوم التثاقف هو عملية ثقافية تواصلية ذات أنماط يقدر الإنسان بموجبها قبول مظهر ثقافي معين في ثقافة أخرى بحيث يتلاءم ويتكيف معها مما يفترض مساواة ثقافية، بين الثقافة التي تعطي وتلك التي تتقبل، والتكيف هو السيرورة التي تتحول بموجبها عناصر الثقافة المستعمرة والمسيطر عليها نحو حالة تتلاءم مع شكل الثقافة المسيطرة".(3)
أما عن الإختلاف ووعي ثقافته وفلسفته فهو الحاصل للإجابة النهائية الحاسمة على التساؤلات المطروحة في المجتمع ومحاولة صياغتها وترتيبها حسب عمقها وإرهاصاتها المقلقة والقيام من خلال هذه الإجابة بتشخيص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مستنطقين الخلفيات الفلسفية ومكنوناتها الفكرية والاجتماعية حيث يقول د.حسين درويش العادلي في مقالة له في مجلة النبأ العدد71:" يقف الصراع كمفهوم وممارسة بين مستويين، الأول : الإختلاف الطبيعي منه أو المصطنع، والناجم عن التباين في العقائد أو الرؤى أو المصالح بين الجماعات الإنسانية، وهنا فإنَّ الفشل في إيجاد مساحات من الفهم والقبول والتناغم المشترك يُحوّل الإختلاف إلى صراع بين تلك الجماعات للدفاع عن ذات ومصالح كل طرف.والمستوى الثاني: الأزَمة، وهي مرحلة متقدمة ومعقدة من الصراع بين المجموعات المختلفة يصل بها إلى حد الاقتتال أو الانهيار العام للنظام الاجتماعي".
ويضيف قائلا:" إنَّ المُستغرب ليس هو الإختلاف والتباين وما قد يُنتجه من مستويات الصراع العقلائي والمتأطر بالضوابط القيمية والقانونية العامة، فهو في حقيقته جوهر يُنتج الحركية والإبداع في ساحة الحياة، فالمماثلة في الصورة والمضمون يقضي على إمكانية نشوء الحياة بالتبع،.. ولكن المُستغرب هوالفشل في تفهم قواعد هذا التباين ومزاياه وأهدافه، والفشل في تقنينه وضبطه ضمن مسارات ومرتسمات صالحة وأخلاقية وذات نفعٍ عام ومشترك لا تمييز أو ظلم أو إقصاء فيه." وهنا تتحدد القيمة الرمزية الفلسفية والمنهجية المتداخلة في التفكير التحليلي اللازم بالنسبة لهذا العامل بدرجة اكبر من سابقه. وفي نفس السياق نشير لحقيقة جوهرية لابد من توفرها في المثقف حتى يصبح ناطقا رسميا بإسم الإصلاح والتغيير: أن يبلغ محل الاقتداء في مجتمعه...
على الصعيد الأخلاقي الفردي والاجتماعي،أي عارفا وعاملا بمعايير الأخلاق العامة والذوق العام، والأخلاقيات في الأوساط الثقافية ,
ومراقبا ناصحا لعملية التثاقف وكشف جوهر السلوكيات الحضارية من مبادئ وقيم قد تكون غائبة أوخافية في تراث مجتمعه ومؤمن بأسلوب النقاش والحوار العلمي كسلاح سلمي لفض النزاعات وتقبل النقد والاعتراض، وعدم فرض الرأي بشكل تعسفي، ومجسدا لقيمة التعايش بأجمل صورها، كما يكتسب لغة التعددية والتعايش والتسامح ويمارس الحرية والعدالة، ويرفع اللثام عن المثقف السفيه(السلطة) والمثقف المقهور الخامل، ويثير دفائن عقول مجتمعه باللغة البسيطة التي لا يكتنفها الغموض،والتي قد تنتج الجبن الثقافي...
في ضوء هذين العاملين والتحديدات المتعلقة بهما، هل يمكن للمثقفين المسلمين التصرف في التنمية الثقافية لمجتمعاتهم ومصيرهم والتحرك نحو الممكن الحضاري التاريخي في الثقافة الإسلامية؟
خلاصة الموضوع، البداية الحضارية هي التنمية الثقافية الواسعة والحرة والمعتمدة على آليات التواصل المعرفي والوعظي، بين المثقفين الأكاديميين والتقليديين من جهة وبين النخبة المثقفة ككل مع المجتمع المقهور المتطلع للنهوض من كبوة الإيديولوجيات الغريبة والطائفيات والصراعات والإستحمار السياسي والسلفيات التاريخية التي وجدت الساحة الاجتماعية مفتوحة وفارغة من النخبة الواجب حضورها كحارس أصيل للمصير الاجتماعي الإسلامي (4).

م/ن
شكرا على الرد
لكن هل يمكن مصدر النص مع التوثيق
 
275861357.png

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top