دور الشيخ الياسين في تأسيس حماس
دور الشيخ الياسين في تأسيس حماس
شارك الشيخ مع ثلة من المخلصين إعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين في قطاع غزة ،بعد حرب 1967 ،وكان أحد المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية حماس أوائل الانتفاضة الأولى بعدما كان الشيخ أيضا قد أسس المجمع الإسلامي بدايات السبعينات من القرن الماضي ،وأخيرا اختلطت دماء وأشلاء ابنه الشهيد مؤمن مع دماء وأشلاء رفيقه الشيخ أثناء تنفيذ جيش الاحتلال لجريمة الاغتيال بحق الشيخ الشهيد .
كانت تلك محاور رئيسة في حياة د.إبراهيم اليازوري أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس والذي يتحدث في ذكرى استشهاد الشيخ ونجله مؤمن الذي استشهد معه أثناء خروجه من المسجد ، ويصف اللقاء الأول الذي جمعه بالشيخ المجاهد احمد ياسين وقال:"أول لقاء كان لي بالشيخ كان بعد هزيمة عام 1967م حيث تداعى الإخوان للاجتماع في بيت أحد الإخوة لإعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين بعد أن كان مجمدا ،وتعاهدنا في هذا الاجتماع أن نقوم بإعادة الحياة للتنظيم ولم أكن أعرف الشيخ قبل ذلك فلقد كنت مقيما في المخيم الغربي في خان يونس وانتقلت للسكن في مدينة غزة في صيف عام 1965 م،وذلك بعد تخرجي من الجامعة .
ويشير د.اليازوري إلى انه تجددت اللقاءات بعد الاجتماع الأول وذلك لتنظيم العمل وتشكيل اسر ومجلس قيادة وتوثقت علاقته بالشيخ من خلال العمل التنظيمي الذي كان يربطهما في تلك الفترة ويقول "لقد كان شعلة من النشاط" وأذكر أن بعض الإخوة الموسرين تبرع بطباعة تفسير ظلال القرآن للشيخ سيد قطب في عدة أجزاء وتم طباعته وتوزيعه مجانا وكان الشيخ من المشجعين لهذا العمل ،كما كان هناك لقاء دوري في مسجد العباس بعد صلاة الجمعة وقد كان الشباب يجلسون في حلقة حوله ويطرحون الأسئلة والاستفسارات .
ويشير د.اليازوري إلى أنه كان في هذه الفترة يعمل موظفا في مستشفى الشفاء بغزة (مسئول صيدلية المستشفى ) ،كما كان من ضمن أعضاء مجلس إدارة تنظيم غزة في الإخوان المسلمين.
انتقل اليازوري للحديث عن بداية السبعينات حيث اتسع نشاط الإخوان المسلمين ،ويتذكر أنه في عام 1971م تقريبا قاد الشيخ مسيرة انطلقت من مسجد العباس إلى مقر الصليب الأحمر وذلك للاحتجاج على حصار الجيش الإسرائيلي لمخيم الشاطئ وفي نهاية المسيرة تصدي جيش الاحتلال للمتظاهرين وأطلق عليهم العيارات النارية وتفرقت بعدها المسيرة وكان الشيخ في ذلك الوقت يسير على قدميه ولكن بصعوبة وبالرغم من المصاعب التي يواجهها في الحركة فلقد كان يذهب من بيته إلى مسجد العباس سيرا على الأقدام .
**المجمع الإسلامي
في عام 1973 م بدأ الشيخ أحمد ياسين في التفكير بإيجاد هيئة او جمعية ترعى مصالح الحركة الإسلامية في قطاع غزة في عدة نواحي منها التربوية والصحية والاجتماعية والرياضية ومن هنا انطلقت فكرة تأسيس المجمع الإسلامي وتحدث اليازوري عن تلك الفترة قائلا :"لقد كان هناك سعي حثيث للحصول على قطعة أرض وتبرع بها أحد الأشخاص في منطقة جورة الشمس لبناء مسجد عليها وكانت تلك المنطقة تقريبا فارغة من السكان وبالفعل تم تشكيل هيئة تأسيس للمجمع وكتب من ضمن المؤسسين مع الشيخ أحمد ياسين والحاج أحمد دلول والأستاذ مصطفى أبو القمصان والشيخ عمر عبد العال ومصطفى عبد العال وعبد الحي عبد العال والحاج المرحوم إسماعيل أبو العوف والشيخ سليم شراب والحاج يعقوب أبو كويك والحاج أسعد حسنية وغيرهم وكان العديد من هؤلاء الإخوة عاديين ليسوا من دائرة الإخوان المسلمين .
ويتابع اليازوري حديثه قائلا :"وبالفعل بدأت النواة الأولى للجمع في إقامة المسجد وتشكلت لجان جمع التبرعات من قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقد لاقت حملة التبرعات تلك إقبالاً كبيرا وتم بناء المسجد ،كما تم الاتصال بأحد المحامين لاختيار نظام أساسي يحكم عمل هذه المؤسسة وكانت تجري في هذه الفترة جلسات للتباحث في تنفيذ هذا العمل على أرض الواقع وتحديد المهام المناطة بهذه المؤسسة للقيام بها رغم الاتفاق على إنشاء روضة لتعليم الصغار وإقامة أبنية أخرى ملحقة بالمسجد وإنشاء لجنة لجمع أموال الزكاة والصدقات وتوزيعها على المحتاجين وكلف أحد الإخوة برئاسة هذه اللجنة وتم عمل ملف لكل عائلة محتاجة لمتابعة حالتها من قبل باحثين اجتماعيين وكان الشيخ يشرف على جميع هذه النشاطات كما تم تأسيس لجنة وعظ وإرشاد في منتصف السبعينات كانت مهمتها اختيار الدعاة لعمل ندوات وزيارات للمساجد ويشير د.اليازوري إلى أن المجمع حصل على ترخيص من قبل السلطات الإسرائيلية عام 1980 وذلك بالرغم من انه يعمل منذ عام 1973 وكان طلب الترخيص مقدما من ذلك الوقت.
ويؤكد د.اليازوري أن المجمع تعرض لمضايقات عديدة من قبل الإسرائيليين ضد إنشائه وحتى بعد حصوله على الترخيص فبعد ما تم إنشاء عيادة صحية واستقطبت جموع المواطنين لكن الحاكم العسكري الإسرائيلي قام بإغلاقها مدعيا أنه يجب أن يكون لديها ترخيص من دائرة الصحة وعند توجهنا لدائرة الصحة لطلب الترخيص أعادتنا مرة أخرى للحاكم العسكري وماطلوا في إعطائنا ترخيصاً .
**تعاظم القاعدة
في الثمانينات شهدت الحركة الإسلامية تعاظما في قاعدتها وكان المجمع الإسلامي منطلقا أساسيا في التجمع والدعوة .ويقول د.اليازوري عن هذه الفترة "لقد كنت نائبا للشيخ في رئاسته للهيئة الإدارية للمجمع الإسلامي وقد كان الشيخ يطمح في إيصال الدعوة الإسلامية لكل فرد وبيت فلسطيني ليس في قطاع غزة بل على مستوى فلسطين ،وفي تلك الأيام كان يتحدث الشيخ عن العمل الجهادي والعسكري على مستوى التنظيم وكان الإخوة الآخرون يدعونه للتريث والتمهل وذلك لبناء جيل يكون قادرا على تحمل أعباء الجهاد .
**الجامعة الإسلامية
كان للجامعة الإسلامية دور بارز في تنشيط عمل الدعوة الإسلامية واستفادت منها الحركة في توسيع قاعدة العمل الإسلامي ويقول د.اليازوري عن تلك الفترة ومن خلال العمل والدعوة في المساجد وخصوصا اللقاءات المتجددة في مسجد العباس ويتحدث اليازوري عن الشيخ في تلك الفترة :"لقد تم تكليفي من الشيخ احمد ياسين وإخوة آخرين بالاتصال بالشيخ محمد عواد في عام 1979م وذلك بهدف إدخال شخصيات إسلامية في مجلس أمناء الجامعة وذلك لتقوية الاتجاه الإسلامي ،وبالفعل قابلت الشيخ عواد وطرحت عليه الفكرة ورحب بها ووعد بالمساعدة في إدخال العناصر ولكن تلك الخطوة لم تكتمل في حينها ولكن بعد ذلك استطعنا أن نحرز تقدما في العمل الإسلامي من خلال الجامعة الإسلامية
**الانتفاضة الأولى وتأسيس حماس
انطلاقة جديدة كانت للحركة الإسلامة مع اندلاع الشرارة للانتفاضة فكان الاجتماع الأول للقيادة التاريخية لحركة حماس ويقول د.اليازوري لقد اجتمعنا ببيت أحد الإخوة فبعد صلاة المغرب مباشرة فكنت أنا والشيخ أحمد ياسين والأستاذ عبد الفتاح دخان والأستاذ محمد حسن شمعة، والشيخ الشهيد صلاح شحادة والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والمهندس عيسى النشار وهؤلاء المجتمعون كانوا يمثلون قيادة حركة الإخوان في قطاع غزة وجاء هذا الاجتماع على أثر حادث المقطورة التي استشهد فيها العمال من مخيم جباليا، وكان الاجتماع في 9/12/87 وتعاهدنا على القيام بفعاليات ضد قوات الاحتلال من خلال البيانات ودعوة الشباب للتصدي للمحتلين بكل الوسائل المتاحة.
وأصبحنا نجتمع يوميا تقريبا لمتابعة الفعاليات وسعيا لتصعيد وتطوير المقاومة كنت حينها مسؤول منطقة مسجد الكنز والرمال الشمالي والشيخ رضوان وبدأت الهيئة الإدارية الموجودة تمارس نشاطها حتى بدأت اعتقالات الضربة شهر 8/88واعتقل في هذه الضربة كل أعضاء الهيئة الإدارية الأولى للحركة والوحيد الذي لم يعتقل كان الشيخ ياسين الذي تم اعتقاله في عام 89 وقضيت في السجن 27 شهرا.
**اللقاء
لم يلتق د. اليازوري الشيخ منذ اعتقاله في الضربة الأولى حتى خرج الشيخ من السجن وعودته من جولته خارج فلسطين ويتحدث اليازوري عن لقائه بالشيخ بعد فراق طويل وقال: كنت قد انتقلت للعيش في حي الصبرة في نفس المنطقة التي يقيم بها الشيخ وذلك قبل شهرين من الإفراج عنه، ولقائي به بعد عودته كان في منطقة مهبط الطائرات بجوار معسكر أنصار، ولقد كان الموقف مؤثرا وعاطفيا جدا بعد لقائي بالشيخ بعد فترة غياب طويلة، ولقد سررت جدا بلقائه وتواصلت علاقتي به أكثر وأكثر خصوصا أن مكان سكني كان قريبا جدا من بيته.
**شمعة
تنفس أبو حازم عميقا عند حديثه عن الأيام الأخيرة في حياة الشيخ وتحدث عن أحاديثه وأقواله التي كان يرددها دائما ومنها : أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام.
ويشير أبو حازم إلى أن الشيخ كان في هذه الأيام لا يعير اهتماما للتهديد باغتياله وكان دائما يقول: العمر واحد والرب واحد.
وأضاف قائلا: كان يمثل الشيخ قيمة معنوية عالية لنا استنفرت فينا السير على نفس الخطى والتمني اللحاق بهم مثلما استشهدوا.
**اختلطت الدماء
أبو حازم اليازوري وكما فقد الشيخ فقد ابنه مؤمن 23 عاما الذي كان يدرس في المستوى الخامس بكلية الصيدلة بجامعة الأزهر ويقول أبو حازم عن استشهاد ولده: لقد شرفني وأكرمني الله أن ابني مؤمن قد استشهد في ركب الشيخ واختلط دمه بدم الشيخ ، وفي واقع الأمر عندما ذهبت إلى مستشفى الشفاء ورأيت جثة ولدي لم أتألم ولم أبك ولكن عندما رأيت جثة الشيخ انفجرت باكيا وكان الموقف صعبا . الحمد لله لقد نال الشهادة ونالها ابني أيضا وهي خير وأبقى عند الله من شهادته الجامعية التي كان قد اقترب من الحصول عليها.

استشهد نجله مع الشيخ
د.ابراهيم اليازوري : شاركت مع الشيخ ياسين
إعادة إحياء تنظيم الإخوان
وتأسيس حماس

شارك الشيخ مع ثلة من المخلصين إعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين في قطاع غزة ،بعد حرب 1967 ،وكان أحد المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية حماس أوائل الانتفاضة الأولى بعدما كان الشيخ أيضا قد أسس المجمع الإسلامي بدايات السبعينات من القرن الماضي ،وأخيرا اختلطت دماء وأشلاء ابنه الشهيد مؤمن مع دماء وأشلاء رفيقه الشيخ أثناء تنفيذ جيش الاحتلال لجريمة الاغتيال بحق الشيخ الشهيد .
كانت تلك محاور رئيسة في حياة د.إبراهيم اليازوري أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس والذي يتحدث في ذكرى استشهاد الشيخ ونجله مؤمن الذي استشهد معه أثناء خروجه من المسجد ، ويصف اللقاء الأول الذي جمعه بالشيخ المجاهد احمد ياسين وقال:"أول لقاء كان لي بالشيخ كان بعد هزيمة عام 1967م حيث تداعى الإخوان للاجتماع في بيت أحد الإخوة لإعادة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين بعد أن كان مجمدا ،وتعاهدنا في هذا الاجتماع أن نقوم بإعادة الحياة للتنظيم ولم أكن أعرف الشيخ قبل ذلك فلقد كنت مقيما في المخيم الغربي في خان يونس وانتقلت للسكن في مدينة غزة في صيف عام 1965 م،وذلك بعد تخرجي من الجامعة .
ويشير د.اليازوري إلى انه تجددت اللقاءات بعد الاجتماع الأول وذلك لتنظيم العمل وتشكيل اسر ومجلس قيادة وتوثقت علاقته بالشيخ من خلال العمل التنظيمي الذي كان يربطهما في تلك الفترة ويقول "لقد كان شعلة من النشاط" وأذكر أن بعض الإخوة الموسرين تبرع بطباعة تفسير ظلال القرآن للشيخ سيد قطب في عدة أجزاء وتم طباعته وتوزيعه مجانا وكان الشيخ من المشجعين لهذا العمل ،كما كان هناك لقاء دوري في مسجد العباس بعد صلاة الجمعة وقد كان الشباب يجلسون في حلقة حوله ويطرحون الأسئلة والاستفسارات .
ويشير د.اليازوري إلى أنه كان في هذه الفترة يعمل موظفا في مستشفى الشفاء بغزة (مسئول صيدلية المستشفى ) ،كما كان من ضمن أعضاء مجلس إدارة تنظيم غزة في الإخوان المسلمين.
انتقل اليازوري للحديث عن بداية السبعينات حيث اتسع نشاط الإخوان المسلمين ،ويتذكر أنه في عام 1971م تقريبا قاد الشيخ مسيرة انطلقت من مسجد العباس إلى مقر الصليب الأحمر وذلك للاحتجاج على حصار الجيش الإسرائيلي لمخيم الشاطئ وفي نهاية المسيرة تصدي جيش الاحتلال للمتظاهرين وأطلق عليهم العيارات النارية وتفرقت بعدها المسيرة وكان الشيخ في ذلك الوقت يسير على قدميه ولكن بصعوبة وبالرغم من المصاعب التي يواجهها في الحركة فلقد كان يذهب من بيته إلى مسجد العباس سيرا على الأقدام .
**المجمع الإسلامي
في عام 1973 م بدأ الشيخ أحمد ياسين في التفكير بإيجاد هيئة او جمعية ترعى مصالح الحركة الإسلامية في قطاع غزة في عدة نواحي منها التربوية والصحية والاجتماعية والرياضية ومن هنا انطلقت فكرة تأسيس المجمع الإسلامي وتحدث اليازوري عن تلك الفترة قائلا :"لقد كان هناك سعي حثيث للحصول على قطعة أرض وتبرع بها أحد الأشخاص في منطقة جورة الشمس لبناء مسجد عليها وكانت تلك المنطقة تقريبا فارغة من السكان وبالفعل تم تشكيل هيئة تأسيس للمجمع وكتب من ضمن المؤسسين مع الشيخ أحمد ياسين والحاج أحمد دلول والأستاذ مصطفى أبو القمصان والشيخ عمر عبد العال ومصطفى عبد العال وعبد الحي عبد العال والحاج المرحوم إسماعيل أبو العوف والشيخ سليم شراب والحاج يعقوب أبو كويك والحاج أسعد حسنية وغيرهم وكان العديد من هؤلاء الإخوة عاديين ليسوا من دائرة الإخوان المسلمين .
ويتابع اليازوري حديثه قائلا :"وبالفعل بدأت النواة الأولى للجمع في إقامة المسجد وتشكلت لجان جمع التبرعات من قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقد لاقت حملة التبرعات تلك إقبالاً كبيرا وتم بناء المسجد ،كما تم الاتصال بأحد المحامين لاختيار نظام أساسي يحكم عمل هذه المؤسسة وكانت تجري في هذه الفترة جلسات للتباحث في تنفيذ هذا العمل على أرض الواقع وتحديد المهام المناطة بهذه المؤسسة للقيام بها رغم الاتفاق على إنشاء روضة لتعليم الصغار وإقامة أبنية أخرى ملحقة بالمسجد وإنشاء لجنة لجمع أموال الزكاة والصدقات وتوزيعها على المحتاجين وكلف أحد الإخوة برئاسة هذه اللجنة وتم عمل ملف لكل عائلة محتاجة لمتابعة حالتها من قبل باحثين اجتماعيين وكان الشيخ يشرف على جميع هذه النشاطات كما تم تأسيس لجنة وعظ وإرشاد في منتصف السبعينات كانت مهمتها اختيار الدعاة لعمل ندوات وزيارات للمساجد ويشير د.اليازوري إلى أن المجمع حصل على ترخيص من قبل السلطات الإسرائيلية عام 1980 وذلك بالرغم من انه يعمل منذ عام 1973 وكان طلب الترخيص مقدما من ذلك الوقت.
ويؤكد د.اليازوري أن المجمع تعرض لمضايقات عديدة من قبل الإسرائيليين ضد إنشائه وحتى بعد حصوله على الترخيص فبعد ما تم إنشاء عيادة صحية واستقطبت جموع المواطنين لكن الحاكم العسكري الإسرائيلي قام بإغلاقها مدعيا أنه يجب أن يكون لديها ترخيص من دائرة الصحة وعند توجهنا لدائرة الصحة لطلب الترخيص أعادتنا مرة أخرى للحاكم العسكري وماطلوا في إعطائنا ترخيصاً .
**تعاظم القاعدة
في الثمانينات شهدت الحركة الإسلامية تعاظما في قاعدتها وكان المجمع الإسلامي منطلقا أساسيا في التجمع والدعوة .ويقول د.اليازوري عن هذه الفترة "لقد كنت نائبا للشيخ في رئاسته للهيئة الإدارية للمجمع الإسلامي وقد كان الشيخ يطمح في إيصال الدعوة الإسلامية لكل فرد وبيت فلسطيني ليس في قطاع غزة بل على مستوى فلسطين ،وفي تلك الأيام كان يتحدث الشيخ عن العمل الجهادي والعسكري على مستوى التنظيم وكان الإخوة الآخرون يدعونه للتريث والتمهل وذلك لبناء جيل يكون قادرا على تحمل أعباء الجهاد .
**الجامعة الإسلامية
كان للجامعة الإسلامية دور بارز في تنشيط عمل الدعوة الإسلامية واستفادت منها الحركة في توسيع قاعدة العمل الإسلامي ويقول د.اليازوري عن تلك الفترة ومن خلال العمل والدعوة في المساجد وخصوصا اللقاءات المتجددة في مسجد العباس ويتحدث اليازوري عن الشيخ في تلك الفترة :"لقد تم تكليفي من الشيخ احمد ياسين وإخوة آخرين بالاتصال بالشيخ محمد عواد في عام 1979م وذلك بهدف إدخال شخصيات إسلامية في مجلس أمناء الجامعة وذلك لتقوية الاتجاه الإسلامي ،وبالفعل قابلت الشيخ عواد وطرحت عليه الفكرة ورحب بها ووعد بالمساعدة في إدخال العناصر ولكن تلك الخطوة لم تكتمل في حينها ولكن بعد ذلك استطعنا أن نحرز تقدما في العمل الإسلامي من خلال الجامعة الإسلامية
**الانتفاضة الأولى وتأسيس حماس
انطلاقة جديدة كانت للحركة الإسلامة مع اندلاع الشرارة للانتفاضة فكان الاجتماع الأول للقيادة التاريخية لحركة حماس ويقول د.اليازوري لقد اجتمعنا ببيت أحد الإخوة فبعد صلاة المغرب مباشرة فكنت أنا والشيخ أحمد ياسين والأستاذ عبد الفتاح دخان والأستاذ محمد حسن شمعة، والشيخ الشهيد صلاح شحادة والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والمهندس عيسى النشار وهؤلاء المجتمعون كانوا يمثلون قيادة حركة الإخوان في قطاع غزة وجاء هذا الاجتماع على أثر حادث المقطورة التي استشهد فيها العمال من مخيم جباليا، وكان الاجتماع في 9/12/87 وتعاهدنا على القيام بفعاليات ضد قوات الاحتلال من خلال البيانات ودعوة الشباب للتصدي للمحتلين بكل الوسائل المتاحة.
وأصبحنا نجتمع يوميا تقريبا لمتابعة الفعاليات وسعيا لتصعيد وتطوير المقاومة كنت حينها مسؤول منطقة مسجد الكنز والرمال الشمالي والشيخ رضوان وبدأت الهيئة الإدارية الموجودة تمارس نشاطها حتى بدأت اعتقالات الضربة شهر 8/88واعتقل في هذه الضربة كل أعضاء الهيئة الإدارية الأولى للحركة والوحيد الذي لم يعتقل كان الشيخ ياسين الذي تم اعتقاله في عام 89 وقضيت في السجن 27 شهرا.
**اللقاء
لم يلتق د. اليازوري الشيخ منذ اعتقاله في الضربة الأولى حتى خرج الشيخ من السجن وعودته من جولته خارج فلسطين ويتحدث اليازوري عن لقائه بالشيخ بعد فراق طويل وقال: كنت قد انتقلت للعيش في حي الصبرة في نفس المنطقة التي يقيم بها الشيخ وذلك قبل شهرين من الإفراج عنه، ولقائي به بعد عودته كان في منطقة مهبط الطائرات بجوار معسكر أنصار، ولقد كان الموقف مؤثرا وعاطفيا جدا بعد لقائي بالشيخ بعد فترة غياب طويلة، ولقد سررت جدا بلقائه وتواصلت علاقتي به أكثر وأكثر خصوصا أن مكان سكني كان قريبا جدا من بيته.
**شمعة
تنفس أبو حازم عميقا عند حديثه عن الأيام الأخيرة في حياة الشيخ وتحدث عن أحاديثه وأقواله التي كان يرددها دائما ومنها : أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام.
ويشير أبو حازم إلى أن الشيخ كان في هذه الأيام لا يعير اهتماما للتهديد باغتياله وكان دائما يقول: العمر واحد والرب واحد.
وأضاف قائلا: كان يمثل الشيخ قيمة معنوية عالية لنا استنفرت فينا السير على نفس الخطى والتمني اللحاق بهم مثلما استشهدوا.
**اختلطت الدماء
أبو حازم اليازوري وكما فقد الشيخ فقد ابنه مؤمن 23 عاما الذي كان يدرس في المستوى الخامس بكلية الصيدلة بجامعة الأزهر ويقول أبو حازم عن استشهاد ولده: لقد شرفني وأكرمني الله أن ابني مؤمن قد استشهد في ركب الشيخ واختلط دمه بدم الشيخ ، وفي واقع الأمر عندما ذهبت إلى مستشفى الشفاء ورأيت جثة ولدي لم أتألم ولم أبك ولكن عندما رأيت جثة الشيخ انفجرت باكيا وكان الموقف صعبا . الحمد لله لقد نال الشهادة ونالها ابني أيضا وهي خير وأبقى عند الله من شهادته الجامعية التي كان قد اقترب من الحصول عليها.