عودة وتيرة العنف مرة أخرى لتصنع واجهة الأحداث في الجامعة تعكس فشل جميع المبادرات والحلول التي تم طرحها من طرف كتلة الخبراء والمحللين والمنظرين في دراساتهم للعنف كظاهرة، لها أسباب ودوافع، قبل أن تكون لها نتائج ومبررات.
-
- حيث أننا وجدنا أنفسنا بعد تكرر تلك الحوادث غارقين من رأسنا حتى أخمص قدمينا في بحر من الدراسات الاستشرافية والإستراتيجية التي تقول أن الوضع خطير جدا وفي غاية التعقيد ويتطلب تكاتف جميع الجهود، لكن دون ذكر أسماء متورطين أو نشر قوائم للمستفيدين من كوبونات العنف داخل الجامعة؟!
- منذ أكتوبر الفارط، تاريخ مقتل أستاذ على يد طالبه في جامعة مستغانم بطعنات خنجر، وحتى اليوم، وعشية مثول المتهم أمام العدالة، هل يمكن القول أننا عالجنا الظاهرة بتقديم متورطين جدد أمام المحكمة الأخلاقية والعلمية باعتبارهم شركاء في الجريمة النكراء؟! هل نجحنا في توقيف جريمة قتل طالب لزميله في سطيف، أو طعن أحدهم لزميله في كلية الحقوق بمستغانم قبل يومين؟!
-
- ثم ماذا عن تلك المشادات التي وقعت قبل يومين في تلمسان بين طلبة فلسطينيين وجزائريين، وهي نفسها المشادات التي وقعت قبل فترة في ولاية الشلف، وكانت عبارة عن تصفية حسابات ضيقة بين كمشة من الطلبة قبل أن تتحول إلى معارك بالأسلحة البيضاء والرايات السوداء؟!
-
- قد يرد قائل على جميع هذه الأسئلة والاستفسارات التي نراها مشروعة، بالقول أن الجامعة هي مصنع النخبة ومعترك كل الأفكار، ومن هنا تتأسس جميع النضالات، وتنتعش الإيديولوجيات والمدارس، لكن مهلا، فنحن لم نسمع بأن تلك الجرائم كان سببها فكريا أو إيديولوجيا، بل إنها جرائم بشعة تفتقد إلى المبررات المتعارف عليها، أو حتى المسلم بها، رغم انه لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نبرر جريمة أو ندافع عن مجرمين أو قتلة؟!
- عملية السطو التي يمارسها البعض باسم الجامعة تؤسس لمافيا علمية، تماما مثلما كنا نسمع يوما عن مافيا البطاطا، والسكنات، والحاويات.. وغيرها، مافيا علمية تمارس انقلابات علمية ويقودها مثقفون في الأجهزة وللأجهزة، باسم الأيديولوجيا أحيانا، ودفاعا عن المصالح العليا أحيانا أخرى، وفي الحقيقة أن تصرفاتها الظاهرة للعيان، تثبت أننا بصدد مافيا لها عرابيها ومنخرطيها ومموليها، وهي ليست سهلة كما يعتقد البعض ولا محدودة النشاط والمستوى كما يتفاءل البعض الآخر؟!