بسم الله الرحمن الرحيم
أعترف بأنني فشلت في إمتحان الكراهية
فشلت في اجتياز مرحلة النسيان
لأولئك الذين احتلوا قلبي برضاي وإختياري
وتأكدت أنني لم أوفق لتطبيق سياسة التناسي
بل الحقيقة أنني نسيت نفسي في ذكراهم
وثبت لدي بأني لا أصلح لممارسة مهنة الجفاء
وعلمت أن الأزهار يمكن أن تقطف بعد كبرها ونموها
ولكن المسألة أنهم لم يكونوا نباتا يمكن اقتلاعه
بل هم تربة الروح وأرض الخاطر
وكيف لي أن أجتث من نفسي كل نفسي
شيء يبدو أكبر مستحيل وأبعد احتمال
إلا إذا عزمت أن يكون انتحارا وكرها للذات
كيف لا ؟
وهم لب تلك الذات وشريان دماءها
وترياق جراحها ونبض حياتها
ولا يمكنني أن أتظاهر بالجنون
وأنهي حياتي بكل هاته البساطة
هم في الأصل لم يغادروا الفؤاد حتى أنتظر رجوعهم
هم سكنوا وصاروا السكن
واستوطنوا وصاروا الوطن
وطلبوا اللجوء وصاروا هم الملجأ
واستنجدوا بي وانقلبت الآية بعد حلولهم في كياني
فصاروا هم المنجد والملاذ
شيء صعب أن أرتوي بفراتهم
ثم أستيقظ على ظمأ قاتل أتجرع حينه ويلات الإنتظار
والأصعب
أن يكونوا مني
وهم ليسوا معي
لكنني أحس بأن الإعتراف بفشلي تجاههم
وعدم قدرتي على نسيانهم
نوع من المواساة التي تمسح بعض دموع الرحيل المر
ذلك الرحيل الذي أبقاهم وقام بتهجيري
تركهم لي وأبعدني عنهم
ورغم أنني ذقت طعم الظلم منهم
ورأيت بعيني وداعا حارقا منهم
واكتويت بزوال شهودهم من يومياتي
إلا أنني لم أصل إلى نقيض مشاعري النقية الراقية
ولم أستطع أن أمارس كرههم ولو لثوان معدودات
وكنت إذ أنطق بكرههم
كمن ينطق بالكفر وقلبه موقن بالإيمان
فهل يغفر لهم هذا الإعتراف ذنب غيابهم
أم أنه يمسح عني وزر انتظار سرابهم
ولكني متأكد من شيء واحد
أنهم حجزوا مكانا لهم بداخلي
ولم أستطع فتحه كي أخرجهم
فقط لأنني حجزت معهم في ذلك المكان
حيث دنيا الأرواح طليقة
ولا يمكنني أن أطردهم وأنا حبيسهم وسجين لديهم
والمفتاح ليس معي
والفرج بيد ربي
خربشات مسافر ~ بقلم محمد الشفيع - الجزائر
2009/06/06
مودتي
أعترف بأنني فشلت في إمتحان الكراهية
فشلت في اجتياز مرحلة النسيان
لأولئك الذين احتلوا قلبي برضاي وإختياري
وتأكدت أنني لم أوفق لتطبيق سياسة التناسي
بل الحقيقة أنني نسيت نفسي في ذكراهم
وثبت لدي بأني لا أصلح لممارسة مهنة الجفاء
وعلمت أن الأزهار يمكن أن تقطف بعد كبرها ونموها
ولكن المسألة أنهم لم يكونوا نباتا يمكن اقتلاعه
بل هم تربة الروح وأرض الخاطر
وكيف لي أن أجتث من نفسي كل نفسي
شيء يبدو أكبر مستحيل وأبعد احتمال
إلا إذا عزمت أن يكون انتحارا وكرها للذات
كيف لا ؟
وهم لب تلك الذات وشريان دماءها
وترياق جراحها ونبض حياتها
ولا يمكنني أن أتظاهر بالجنون
وأنهي حياتي بكل هاته البساطة
هم في الأصل لم يغادروا الفؤاد حتى أنتظر رجوعهم
هم سكنوا وصاروا السكن
واستوطنوا وصاروا الوطن
وطلبوا اللجوء وصاروا هم الملجأ
واستنجدوا بي وانقلبت الآية بعد حلولهم في كياني
فصاروا هم المنجد والملاذ
شيء صعب أن أرتوي بفراتهم
ثم أستيقظ على ظمأ قاتل أتجرع حينه ويلات الإنتظار
والأصعب
أن يكونوا مني
وهم ليسوا معي
لكنني أحس بأن الإعتراف بفشلي تجاههم
وعدم قدرتي على نسيانهم
نوع من المواساة التي تمسح بعض دموع الرحيل المر
ذلك الرحيل الذي أبقاهم وقام بتهجيري
تركهم لي وأبعدني عنهم
ورغم أنني ذقت طعم الظلم منهم
ورأيت بعيني وداعا حارقا منهم
واكتويت بزوال شهودهم من يومياتي
إلا أنني لم أصل إلى نقيض مشاعري النقية الراقية
ولم أستطع أن أمارس كرههم ولو لثوان معدودات
وكنت إذ أنطق بكرههم
كمن ينطق بالكفر وقلبه موقن بالإيمان
فهل يغفر لهم هذا الإعتراف ذنب غيابهم
أم أنه يمسح عني وزر انتظار سرابهم
ولكني متأكد من شيء واحد
أنهم حجزوا مكانا لهم بداخلي
ولم أستطع فتحه كي أخرجهم
فقط لأنني حجزت معهم في ذلك المكان
حيث دنيا الأرواح طليقة
ولا يمكنني أن أطردهم وأنا حبيسهم وسجين لديهم
والمفتاح ليس معي
والفرج بيد ربي
خربشات مسافر ~ بقلم محمد الشفيع - الجزائر
2009/06/06
مودتي
