- إنضم
- 16 جوان 2007
- المشاركات
- 1,188
- نقاط التفاعل
- 2
- النقاط
- 37
- العمر
- 34
يتم إنتاج ماس بقيمة ثمانية مليار دولار أمريكي سنوياً من مناجم حول العالم. لذلك لماذا تعد معرفة من أين يأتي الماس ضرورياً؟ في الفيلم السينمائي، كان "جيمس بوند" شاكاً بالأمر لأنه كان من المفروض أن يأتي الماس من منجم في آيسلندا - وهو مكان لم يتم اكتشاف الماس فيه قطّ من قبل. إذا نظرت إلى الخريطة في الأسفل تستطيع أن ترى كل مناطق العالم (البقع البيضاء) التي تم إيجاد الماس فيها. هل هناك بقعة بيضاء على آيسلندا؟ لا. لذا كان جيمس على حق في شكوكه. لقد أرسل الماس للفحص. ووجد المختبر أنها كانت مطابقة لماس "الصراع" من إفريقيا، وليست من آيسلندا حيث كان من المفروض أن يكون "جوستاف" قد استخرجها.
المناطق المظللة بالأبيض تبين المناطق التي تم العثور فيها على ماس طبيعي.
© المعهد الأمريكي للأحجار الكريمة. تمت إعادة الطبع بتصريح
لماذا كان "جوستيفز" يكذب بشأن مصدر الماس وما هي ماس "الصراع"؟ بعد البحث المستفيض، وجدت الجواب. إن ماس الصراع قادمة من دول العالم التي تشهد حروباً أهلية. قامت جيوش الثوار، التي تقاتل ضد حكومات الدول، باستخراج الماس من المناجم وبيعه بطريقة غير شرعية. ويستخدمون المال في شراء الأسلحة التي ساعدت على استمرار القتال وسفك الدماء. حدث هذا في العديد من الدول بما في ذلك سيراليون، وأنجولا، والجمهورية الديموقراطية لكونغو. تم تقدير أن ماس الصراع يشكل 4% من إنتاج العالم سنوياً. وقد لا يبدو هذا كثيراً، لكن يعتقد أنه خلال السنوات الست الماضية، كسبت مجموعة ثوار من أنجولا تدعى UNITA 3.7 مليار دولار أمريكي من بيع ماس الصراع. يعتقد أن التعامل بالماس هو المصدر الوحيد للأموال لبعض مجموعات الثوار هذه، لذا فقد قررت باقي دول العالم عدم شراء أية ماس من هذه الدول.
إن إيقاف الأشخاص الذين يشترون ماس الصراع ليس بسيطاً، حيث يمكن تهريب هذا الماس إلى الدول المجاورة مثل ليبيريا حيث يتم بيعها على أنه ماس شرعي. كيف يعرف الناس بحدوث ذلك؟ يستطيع علماء الجيولوجيا أن يقدروا عدد الماس الذي يجب أن يوجد في منطقة ما في براكينها وأنهارها وكم ستنتج هذه المنطقة من الماس خلال سنة. يبدو أن بعض الدول تبيع ماساً أكثر من إمكاناتها الطبيعية، لذا فلا بد أنها تحصل عليه من مكان آخر، مثل تهريب الماس من دول يحظر فيها بيع الماس. إن شركات تجارة الماس قلقة من أن عامة الناس لن تشتري الماس إذا اعتقدت أن هناك فرصة في أن يكون الماس الذي سيشترونه ممولا للحروب، التي يقتل فيها الناس، مما سيؤدي إلى انهيار سوق الماس. فكيف عرف زميل "جيمس" من تقرير المختبر أنها كانت ماس صراع؟ هل أظهر فحص المختبر أن تواقيع الماس كانت مماثلة لماس الصراع؟ كان هناك شيء يتعلق بالماس - دليل في تركيبها يعطي إشارة حول المنطقة التي تم استخراجها منها.
هل بإمكاننا معرفة من أين جاءت ماسة؟
دعنا نتفحص الأدلة الذي لدينا الآن. نحن نعرف أن الماس يحتوي على مقادير صغيرة من مواد أخرى، معروفة باسم المواد الملوثة، التي تعطي الماس لوناً. يمكن استخدام تقنيات بصرية خاصة لتحديد ما هي هذه المواد القذرة/الملوثة. تعطي هذه المواد بداية ممكنة لتتبع الماس. على سبيل المثال، يعتقد أن "لسيرا ليون" تشكيل مميز للكبريتيد (الجزيئات المحتوية على الكبريتيد). لسوء الحظ، لم يتم تنفيذ هذه الفحوصات بشكل مستمر من قبل كافة الدول المنتجة للماس في العالم. للحصول على هذا النوع من المعلومات يجب إجراء الكثير من البحوث بواسطة فحص الماس المستخرج من كل منجم. إن أحد الأخطاء الرئيسة لهذا النوع من التعريف هو أن كل الماس يتشكل في الصخر المنصهر للب الأرض. مثل وعاء ماء يتم تسخينه، للب الأرض تيارات حمل حراري بطيئة جداً تجعلها تتدفق وتمتزج معاً. وبسبب هذه التيارات، فإنه يعتقد أن المحتوى الكيميائي للب الأرض هو نفسه في كل مكان في العالم. ويحتمل أيضاً أنه على الرغم من أنه يتم استخراج الماس في أجزاء عديدة مختلفة من سطح الأرض، فإن المواد الملوثة فيها ستكون متشابهة جداً. في الحقيقة وجد أنه من المستحيل ظاهرياً التمييز بين الماس الخام من مناطق الصراع وذلك الذي تم استخراجها بطريقة شرعية في دول مثل "بوستوانا" أكبر منتج للماس الخام في العالم.
لذا هل توجد أساليب أخرى للتعريف؟ فحص العلماء الماس غير المقطوع وغير المصقول من مناطق مختلفة من العالم ووجدوا أن حجمه وشكله وقساوة سطحه قد تكون مفتاحاً لمعرفة مصدره. على أية حال، عندما يتم مزج العديد من الماس من عدة مصادر مختلفة معاً فإنه ما يزال من الصعب جداً فصله حسب المناطق المختلفة لأن الفروق بينه بسيطة جداً. وتزيد صعوبة التحديد عندما يتم قطع الماس وصقله، حيث تزول كل هذه الخواص الأصلية.
قد يكون المطر هو المفتاح لتحديد مصادر الماس الخام. عندما تنزل الأمطار في الأرض تصبح في تلامس مع الماس. وقد تترك ذرات الهيدروجين أو نظيراتها على سطح الأحجار الكريمة الخاصة بأمطار تلك المنطقة. وتتجمع هذه الذرات أو نظيراتها بقوة على السطح وبالتالي لا يمكن إزالتها بسهولة.
تبدو كل من هذه التقنيات بسيطة، لكنها لا تعمل دائماً، لذا ففي الوقت الحالي وقّعت كافة الدول التي تنتج الماس بطريقة شرعية على اتفاقية تتضمن ألاّ تشتري ماس الصراع وأنها ستحتفظ بسجلات لكل ماسة تأتي من كل منجم. يتم تمييز كل حجر ووضعه في دليل خلال فترة حياته ويتم نقل مستنداته (أو شهادة المنشأ) معه. يجب أن يكون استخدام تقنيات مثل وضع الاسم التجاري ممكناً، لكن سيكون من الأسهل أن يتم تطوير تقنية مثل تلك التي استعملها عالم "جيمس" في الفيلم. حسناً، قد يكون ذلك! ففي حزيران (يونيو) 2002 نشرت شركة تقريراً بينت فيه أنها طورت آلة يمكن استخدامها على الماس الخام والمقطوع. لم يتم استخدامها بعد لكن من المتوقع أن يتم ذلك قريباً. يقول المصنعون أنها تشبه آلة النسخ الورقي – عندما تقوم بوضع ماسة صلبة فيها فإنها تحدد كافة خصائصها الفريدة، ومنشأها وقيمتها ثم تقوم بعمل مخطط للماسة وتحفظه في سجل ثم تقوم بتعليم الاسم التجاري لها. يعتقد أن تكلفة هذه الآلة حوالي مليون دولار أمريكي - ليس مبلغاً كبيراً إذا قارنته بالأرباح التي تجنى كل سنة من صناعة الماس.