الحبُّ ملءُ القلبِ رغمَ الاحتضارْ
والفجرُ خلف الليلِ ملَّ الانتظارْ
والعمرُ يمضي مسرعاً.. متهوراً
يطوي الليالي والأحبةَ باقتدارْ
لكنْ هنالك ما تزالُ قصيدةً في البال
البالِ تشغلُني وتأبى الإندثارْ
نغماً يهزُّ الروحَ في أعماقها
ويراقصُ الآهاتِ فيها كيفَ سارْ
وتضوعُ في قلبي اشتياقاً مفعماً
بالوجدِ يتلو الوجدَ في دربِ انحسارْ
يا نفسُ جودي بالمعاني كلِّها
من غير تفسيرٍ لما إنْ كانَ صارْ
تلك القصيدةُ ليس يَكمُلُ نصُّها
إذ نصفُها للروحِ باقٍ لا خيارْ
تُدلي إلى عُمقِِ الجراحِ دلاءَها
فتزيدُ في ألمِ العذابِ ولا أُضارْ
تُضفي على مُرِّ العذابِ عذوبةً
واللهفةُ الحيرى تسائلُ باحتيارْ
لم يا حبيبةُ تُحرجينَ مشاعري
تُذكينَ أشواقي على قربِ المزارْ
لم يا حبيبةُ تختفينَ بداخلي
رغم الوضوحِ ورغم فرْضِ الإختيارْ
نورُ المحبةِ كالحقيقةِ واضحٌ
يبدو لذي العقلِ النبي دونَ استتارْ
أنتِ التي لولاكِ ما كان الهوى
في البعدِ يُذكي الشوقَ من خلفِ الوقارْ
لا تعتبي .. أنا ما هجرتكِ طائعاً
هذا الفراقُ مقدَّرٌ إذ لا قرارْ
حاصرْتِني بين الشعورِ وحدْسِهِ
واللاشعورُ اجتازَ عن ذاك الحصارْ
إن نمتِ يأتيني بطيفكِ خاطري
بين اشتياقٍ والتياعٍ واذوكارْ
أو تأرقي أرسلتُ طيفي مؤنساً
كي لا تمَلي في الدجى رصْدَ النهارْ
صلي لأجلي وانزحي الآلامَ عنْ
قلبٍ غزاه الهمُّ من بعدِ اندحارْ
لا تسأليني كم أحبكِ .. إنني
كالكون في فلَكٍ يدورُ على مدارْ
مهما أطيلُ الشرحَ أنت قصيدتي
ومقاصدي.. إني أحبكِ باختصارْ