- إنضم
- 4 جويلية 2008
- المشاركات
- 1,700
- نقاط التفاعل
- 6
- نقاط الجوائز
- 457
- العمر
- 33
- آخر نشاط
<b>
كل فتاة تحب ان يقال لها انها حلوة و ساحرة و فاتنة و ملكة جمال و السؤال هو :
ما الجمال ؟
هل الجمال هو البودرة و الاحمر و الكريم و الروج و الكحل ؟
هل هو لون الشعر ….. و طول الشعر …... و شكل التسريحة …... ؟
هل الجمال يكمن في فستان و و بوستيش و شنطة و جزمة و نظارة ؟
المرأة يخيل اليها ذلك.....
كل تفكير المرأة غالبا في شكلها …. في مقاساتها الخارجية ….... في اللون و النقشة التي ترسمها حول العين و الحاجب و الشفة …
يخيل لها أن الجمال يمكن رسمه على الوجه و يمكن تفصيله بالتحريق و التقميط و المكواة و المشط....
و تنسى أن كل هذا طلاء و دهان … و انه سوف سيذوب ساع أن تضع رأسها تحت الحنفية … و سوف يتحول إلى و جه بلياتشو بعد أول موجة من العرق … و انها بعد مشوار في الحر سوف تتحول إلى امرأة أخرى ، لان كل ما صنعته كان ديكورا من الخارج...و كل ما فعلته كان سلسلة متقنة من الاكاذيب … و عملية رائعة من التلفيق اشترك فيها العطار و الصيدلي و الخردواتي .
و هو تلفيق لا يمكن أن يكتب له الدوام …
حتى الوجه الجميل و التقاطيع الدقيقة الحلوة هي نوع من الجمال يفقد تأثيره مع التعود و المعاشرة .
التعود يفقد الشكل طرافته و جدته و حلاوته .
و هذا الحكم الخارجي … مصيره دائما إلى الزواج و فقدان الأثر … الجمال الخارجي مجرد مصيدة و جر رجل .. عادة قبيحة للمرأة لتصطاد بها رجلاً .. نوع من خداع البصر ..
فإذا تم المراد و وقع الصيد السمين في الفخ و عقد العقد و وقع المأذون و انتقلت العروسة المزخرفة المزوقة إلى العش الموعود و مضى شهر و شهران … بدأ الديكور يقع و بدأ الطلاء يسقط و الدهان يتشقق و بدأت تظهر النفس التي وراء الزواق و الطلاء.
ساعتها يبدو الجمال الحقيقي إذا كان هناك جمال حقيقي .
و الجمال الحقيقي هو جمال الشخصية … و حلاوة السجايا … و طهارة الروح.
النفس الفياضة بالرحمة و المودة و الحنان و الأمومة … هي النفس الجميلة.
النفس العفيقة و العفة درجات … عفة اللسان و عفة اليد و عفة القلب و عفة الخيال … و كلها درجاات جمال .
و الخلق الطيب الحميد .
و الطبع الصبور الحليم المتسامح .
و الفطرة الصريحة البسيطة .
و الروح الشفيفة الحساسة .
كل هذه ملامح الجمال الحقيقي .
أي قيمة لوجه جميل و طبع قاس خوان مراوغ خبيث و قلب مشحون بالطمع و الدناءة؟!
و أي قيمة للشفاه المرجان و اللسان يقطر بالسم و القطران.
و أي قيمة لشعر مسرّح جميل لا يوجد تحته عقل .
إذا اردت ان تحكم على جمال امرأة لا تنظر اليها بعينك و أنما أنظر إليها بعقلك لترى ماذا يختفي وراء الديكور.
و حذار أن تنظر إليها بعاطفتك و إلا فإنك سوف تفقد عقلك من أول نظرة ثم يخيل إليك فينوس الحارجة من زبد البحر.
و في ضباب الحواس و صخب الإثارة تستحيل الرؤية و تتحول حدائق الحيوان إلى جنات مغرمين و ملامح القردة إلى تقاطيع الملائكة.
المرأة كتاب عليك أن تقرأه عقلك أولاً و تتصفحه دون النظر إلى غلافه... قبل أن تحكم على مضمونه.
ذوق الناقد و ليس ذوق العاشق هو الذي سوف يدلّك.
و لذلك تحرص المرأة بذكائها على أن تحولك إلى عاشق أولاً حتى تفقد عقلك فلا ترى الحقيقة.
و أغلب الرجال لا يرون الحقيقة ألا بعد فوات الأوان .
و الذين يرون الحقيقة يتحولون إلى فلاسفة فيعشقون الحقيقة لذاتها و ينسون المرأة …. و يؤلفون الكتب في دراسة الجمال و فلسفة الجمال و ينسون حكاية المرأة الجميلة.
و حتى هذا الفيلسوف لا تعدم المرأة وسيلة للضحك عليه فتقابله كل يوم و تحت إبطها كتاب .. لقد وضعت الروج المناسب للرجل المناسب.
</b>