تائهة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

A*m*I*n*A

:: عضو مُشارك ::
إنضم
13 جوان 2008
المشاركات
224
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
16058001213652755.jpg








لا شىء يوحى بان اليوم يحمل اى مفاجأة.. ..فكل شئ على ما يرام صباح مثل اى صباح يسلب من عمرنا يوم اضافى ويقربنا يوم آخر من الموت ...استيقظ من النوم وانظر فى اللاشئ واحاول ان انجز كل كل التفاصيل اليومية المملة ولا انسى ان انظر الى الساعة كل ثانية متمنيا ان اوقف الزمن ولو دقائق حتى لا اتأخر ....ز.وماذا لو تأخرت؟؟!!

وتأخذنى الخطوات فى صمت وهدوء حتى اصل الى الميدان الذى لم يكن افضل حالا من اى يوم خر فالزحام يسيطر على كل شئ والضجيج يكاد ان يمحو كل ذكريات الصمت والهدوء ....ومرت الدقائق ككل يوم حتى كدت ان اخترق الزحام بل واخرج منه
ثم ثم رأيتها...فتاة غريبة غريبة فى كل شئ لا تتجاوز الخامسة والعشرين ولكن تعبيرات وجهها تدل على انها امرأة عجوز ....
تقف فى وسط الزحام صامتة تكاد تكون هى الشئ الوحيد الصامت فى وسط هذا الكيان المزعج....تحمل فى يديها لافتة كبيرة ترفعها فى شموخ مكتوب عليها كلمة واحدة فقط " تائهة ".

تقدمت نحوها فى فضول شديد حتى اصبحت امامها تماما وتأملتها وهى تنظر الى كل ما حولها وسألتها" هل يمكن ان اساعدك؟ " فنظرت لى واشارت بعينها الى اللافتة ....فقلت لها "الى اين انت ذاهبة؟ وانا سوف...." ........فقاطعتنى كاسرة
حاجز صمتها " تائهة.....تائهة انا ....لا اريد ان اذهب الى مكان او ان اعود الى آخر ...انا تائهة بمحض ارادتى واذا كنت تريد ان
تساعدنى كما تزعم فلتتوه معى "

فقلت لها فى ذهول : "لا افهم "

فاكملت قائلة " انا تائهة من كل الاشياء وكل الاشخاص ....تائهة من زمن لم يعد زمنى ومكان طالما ضاق بى .....من افكار
كادت ان تدمرنى ....فكرت كثيرا ووجدت ان الحل الوحيد هو ان اتوه... ان اتمرد .....ان اخرج عن هذا المجتمع"

سألتها " لماذا؟ "

فردت بحسرة " لن اسرد لك سلبيات وعيوب واشياء تعرفها وتعيشها كل يوم ....لن احاول حتى ان اذكر نفسى بواقع انت وانا جزء منه ...فانت تعرف كل شئ .....تحاول ان تخدع نفسك مقنعا اياها بان الحياة سوف تتحسن ...والحقيقة انك تسير
نحو نهايتك تاركا الحياة كما هى .....ولكنى بما قررت ان افعل احاول ان اكون صدمة لهذا المجتمع السخيف....لا تنكر انك فكرت فى ان تتوه انت الآخر ولكنك ترددت ...وهاهى جاءت الفرصة " ......ثم انحنت والتقطت لافتة آخرى مكتوب عليها" تائه "
ومدت يدها بها الى .....ونظرت لى ....فاخذت منها اللافتة فى صمت ورفعتها....
 
بماذا توحي لكم هذه القصة؟؟
 
القصة رائعة جدا وتوحي بكثير من الاشياء ابرزها التمرد على الواقع طالما لم يلبي رغباتك واهدافك وقناعاتك كذلك عدم الاستسلام لأي شي وفرض الذات في زمن الازدحام ....​
 
توحي بأن الفتات لها قدرت إقناع جيدة.. فلو فكرنا فالحيات قليلا
لماذا تتوه؟
فقط لأنها أرادت الهروب من واقعها
فتستطيع أن تقرر مصيرها ...و لماذا تنتهي الحيات و هي على حالها مادمنا لا نزال نعيش بها
فالحيات لاتتغير إلا اذا غيرنا أنفسنا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top