السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بعد انتصار غير متوقع للخضر في زامبيا ، تضاعفت حظوظ المنتخب الجزائري " الخضر" و زادت امكانيات وصوله للمونديال العالمي بجنوب افريقيا العام المقبل ، و قد اعتبر افراد المنتخب كابطال قوميين للجزائر لما فعلوه في غضون سنة فقط بعد ان تمكنوا من العودة بنقطة اضحت هامة من رواندا ثم فازوا على بطل افريقيا مرتين بالجزائر بثلاثية ثم اختتموا مرحلة الذهاب المميزة بفوز باهر في قلب افريقيا السمراء .
كثرت اسباب الفوز خاصة ضد مصر ، بعد ان كان كل جزائري متخوفا من هاته المباراة كيف لا و نحن نواجه من هزم منتخبات افضل منا بكثير على الصعيد الافريقي كساحل العاج و الكامرون ، الا ان طابع الداربي و اصرار الشبان اضافة لحنكة الشيخ رابح سعدان و خبرته سمحا له بالتحكم جيدا في زمام المباراة ففزنا و بأي نتيجة 3/1 ، اما ضد زامبيا فقد تبلور مجمل ما فكر فيه الجزائريين ان الفوز ضد مصر حرر افراد النخبة فقدموا وجبة دسمة لكل مناصري اسود الصحراء لكن .. في كونكولا و ليس في مصطفى تشاكر ! ، ليؤكد بذلك المنتخب انه ليس تحت رحمة اشياء جانبية او لنقل ثانوية كارضية الميدان التي تخوف منها الجميع و درجة الحرارة و الرطوبة العاليين بافريقيا خاصة في الصيف اضافة للتحكيم الذي تأكدنا اما اعيننا انه تحسن مقارنة بسنوات الثمانينيات و التسعينات دون تجاهل عامل الضغط الجماهيري الافريقي المحض الذي يشكل ابرز نقطة يتخوف منها اللاعبون خاصة الابواق المزعجة ..
لكن لا هذا و لا ذاك وقف امام اصرار و عزيمة الخضر في العودة بالنقاط الثلاث و بالفعل حققوا ذلك ، فخرجت الجزائر مبكرًا للاحتفال ، فكل شيئ تجسد في الميدان .. فشل بعض المحترفين في تسيير طاقاتهم اثناء مرور دقائق المباراة كان شيئا متوقعا بل منتظرا نظرا لان اللعب في افريقيا في عز الصيف ليس بالامر الهين لكن قوة الجماعة انتصرت في الاخير.
كل هذا لأصل لشيئ وحيد .. هو ان الفوز بالمباريات لا يبنى على جزئيات صغيرة دائما .. فصحيح ان مثل هاته المباريات المصيرية غالبا ما تخضع لامور قد نقول عنها ساذجة سواءا تعلقت بالمستطيل الاخضر (ركنية ، تماس ، خطأ بعيد ..) او حتى خارج الملعب (استفزاز ، سوء تغذية ، استقبال سيئ) الى غيرها .. لكنه و بما ان كل شيئ يحسم في الميدان فهاته العوامل تذوب و تختفي خاصة ان تعلق الامر بلاعبين محترفين يلعبون في اندية اوروبية كبيرة و ذات صيت واسع ، فليس تماس هو من سيحسم المباراة لان اللاعب المحترف " الحقيقي " يجيد التصرف طيلة الـ90 دقيقة لانه يدرك جيدا ان اي عشر من الثانية ينقضي و هو في غفلة قد يتسبب في ضياع حلم او على الاقل ضياع مباراة .
نفس الامر يتعلق بارضية الملعب ، فكم من شخص تحدث عن تخوفه من تنقل الخضر للاستقبال بملعب 5 جويلية 1962 بالعاصمة ، بين مؤيد و معارض .. الجميع في النهاية كان سيفضل البقاء بملعب تشاكر بالبليدة ليس لشيئ سوى لان الخضر فازوا فيه بجميع مبارياتهم الرسمية و الودية دون اي استثناء رغم حالته السيئة خاصة من ناحية الكمال الهندسي .. و لنكن صرحاء بالقول ان هذا الملعب لا يليق بمنتخب وطني ! ، فبنظرة صغيرة نجد ان كل المنتخبات العربية باستثناء السودان (لاسباب معروفة ..) تلعب في ملاعب كبيرة شبيهة بملعب 5 جويلية فالمنتخب المغربي يلعب بملعب محمد الخامس ، و المنتخب التونسي بملعب رادس الدولي ، و المنتخب المصري بملعب القاهرة و المنتخب السعودي بملعب الهلال .. و كلها ملاعب كبيرة و هذا لم يمنعها من تحقيق انتصارات باهرة فيه .. فالمنتخب القوي فعلاً يفوز ببساطة في كل مكان و هذا بالضبط ما اريد ان يتحقق للخضر .. فبعد تأكيد المستوى بافريقيا عن طريق جلب 4 نقاط كاملة من مبارتين و فوز اما عملاق عربي افريقي هو الشقيق المصري يجب تأكيد المستوى بملعب 5 جويلية الكبير و الشاسع .
و حسـب رأيي المتواضع فانه سيكون الانسب للخضر لعوامل عدة ان طريقة لعبنا 3/5/2 تعتمد كثيرا على التمريرات القصيرة بين لاعبين الوسط فهي تختلف عن خطة 4/4/2 في شيئ واحد و مهم و هو ان التمريرات العرضية تكون اكثر قربا من منطقة الخصم ، فخطتنا الحالية تجعل خماسي الوسط يضغط كثيرا على حاملي الكرة من الخصوم و في ظل وجود مهاجمين تقنيين كجبور و صايفي فاستخلاص الكرة في مناقط قريبة من مربع عمليات الخصوم سيكون نقطة قوة للخضر لا مفر منها ، و بالتالي تتشكل الخطة من 3 خطوط دفاعية متفاوتة القوة تنتهي بثلاثي الدفاع الصلب جدا ، و هذا ما يبين ان خطة سعدان هي مدروسة بعناية بالغة و ظهرت فيها لمسة المساعد زهير جلول الذي كان له دور بارز في تغيير خطة المنتخب عبر جلبه معلومات و تحليلات دقيقة عن الخصوم ، مما تسبب في تغيير الخطة الى 3/5/2 بدل 4/4/2 و النتيجة ظهرت بتصدرنا للترتيب بفارق مريح و فارق تهديفي مريح ايضا ، اذا ما عرفنا اننا خضنا مبارتين خارج الديار !
كما ان تجديد ارضية الملعب ستجعل بعض محترفي الخضر خاصة عبد القادر غزال و جبور و كريم زياني و بلحاج نذير يظهرون امكانات اكبر من التي نعرفها عنهم ، لانهم ببساطة سيلعبون فوق ارضية نتمنى ان تشبه و لو قليلا الارضيات الاوربية ، و هذا ما سيسمح لنا بالتعرف على معدن لاعبينا الاصيل ..