عيد الاستقلال مجرد عطلة مدفوعة الأجر
عدد الرايات الوطنية والشباب الذين خرجوا إلى الشارع احتفالا بفوز المنتخب الوطني على كل من مصر وزامبيا، لن يحدث مثيل له حتى يوم 5 جويلية عيد الاستقلال والشباب، وهو ما يعني أن النصر لدى الجزائريين أخذ مفاهيم أخرى من كثرة الانكسارات التي شاهدوها خصوصا في الـ 20 سنة الأخيرة. فماذا تبقى من عيد الاستقلال؟
سبقت المديرية العامة للوظيف العمومي الجميع لتعلن مجددا أن يوم 5 جويلية سيكون ''عطلة مدفوعة الأجر للعمال والموظفين العاملين بالساعة أو باليوم''. ومثلما قد يستفيد من راحته من هم في أماكن العمل ولم يخرجوا بعد في إجازة، مثلما يحسب كيوم عطلة على الذين هم أصلا في شهر العطلة الصيفية. وهذه المفارقة هي جزء من جبل الجليد الظاهر الذي جعل الجزائريين يبتهجون لنتيجة مباراة في كرة القدم ويحملون الأعلام الوطنية، لكنهم لا يفعلون ذلك في ذكرى عيد الاستقلال والشباب الذي يتعاملون معه وكأنه يوم عادي كبقية أيام السنة.
لم يعد عيد النصر يستقطب اهتمام الشباب مقارنة بانتصارات الكرة، وذلك ربما لأن مرور قرابة نصف قرن على الذكرى، قد جعل الـ 5 جويلية يفقد بريقه وحرارته التي كانت في نفوس الجزائريين في .1962 وقد يكون أفول هذه الذكرى الغالية في نفوس جيل اليوم مردها إلى أن الدولة التي حلم بتشييدها الشهداء، كانت حلما طوباويا مثلها مثل إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية، كما جاء في بيان أول نوفمبر.
لقد انقرضت الطبقة الوسطى التي كانت الحلقة الوصل، بفعل تراجع الدور الاجتماعي للدولة الذي سمح ببروز بورجوازية طفيلية حولت اقتصاد السوق وتحرير التجارة الخارجية لفائدتها على حساب أغلبية ساحقة من الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم على الهامش. وموازاة مع هذا القهر الاقتصادي الذي خلق مليونين من البطالين، هناك تكالب إرهابي كان أكثر وطأة على سكان الأرياف والطبقات المحرومة التي وجدت نفسها تشهد أكبر عملية نزوح لم تحدث حتى أيام الاستعمار الغاشم.
وفي غمرة انشغال الدولة بتحقيق التوازنات الاقتصادية الكبرى من خلال تطبيق وصايا مؤسسات بريتن وودس، كانت محيطات عواصم المدن الكبرى تشهد ميلاد عالم الصفيح والبيوت القصديرية التي أنجبت معها الأمراض والانتحاريين من شدة المعاناة والحفرة التي تعرضت لها شرائح واسعة وبخاصة الشبيبة. هذا كله ليس لكون الدولة لا تتوفر على الإمكانيات لمواجهة متطلبات المجتمع، لأن الجزائر بلد غني بكل المقاييس، ولكن الأغرب الذي جعل قلوب الجزائريين يموت فيها ''حب الوطن'' أن العدالة التي كانت الملاذ للمواطنين لاسترجاع الحقوق المسلوبة لم تعد كذلك بعدما طغى الإصلاح على تحسين واجهات المحاكم دون أن يمتد لجعل سلطان القانون فوق الجميع.
سيعود 5 جويلية هذه السنة ولسان الجزائريين يقول بأي حال عدت يا عيد أبما مضى أم فيك تجديد''.
عدد الرايات الوطنية والشباب الذين خرجوا إلى الشارع احتفالا بفوز المنتخب الوطني على كل من مصر وزامبيا، لن يحدث مثيل له حتى يوم 5 جويلية عيد الاستقلال والشباب، وهو ما يعني أن النصر لدى الجزائريين أخذ مفاهيم أخرى من كثرة الانكسارات التي شاهدوها خصوصا في الـ 20 سنة الأخيرة. فماذا تبقى من عيد الاستقلال؟
سبقت المديرية العامة للوظيف العمومي الجميع لتعلن مجددا أن يوم 5 جويلية سيكون ''عطلة مدفوعة الأجر للعمال والموظفين العاملين بالساعة أو باليوم''. ومثلما قد يستفيد من راحته من هم في أماكن العمل ولم يخرجوا بعد في إجازة، مثلما يحسب كيوم عطلة على الذين هم أصلا في شهر العطلة الصيفية. وهذه المفارقة هي جزء من جبل الجليد الظاهر الذي جعل الجزائريين يبتهجون لنتيجة مباراة في كرة القدم ويحملون الأعلام الوطنية، لكنهم لا يفعلون ذلك في ذكرى عيد الاستقلال والشباب الذي يتعاملون معه وكأنه يوم عادي كبقية أيام السنة.
لم يعد عيد النصر يستقطب اهتمام الشباب مقارنة بانتصارات الكرة، وذلك ربما لأن مرور قرابة نصف قرن على الذكرى، قد جعل الـ 5 جويلية يفقد بريقه وحرارته التي كانت في نفوس الجزائريين في .1962 وقد يكون أفول هذه الذكرى الغالية في نفوس جيل اليوم مردها إلى أن الدولة التي حلم بتشييدها الشهداء، كانت حلما طوباويا مثلها مثل إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية، كما جاء في بيان أول نوفمبر.
لقد انقرضت الطبقة الوسطى التي كانت الحلقة الوصل، بفعل تراجع الدور الاجتماعي للدولة الذي سمح ببروز بورجوازية طفيلية حولت اقتصاد السوق وتحرير التجارة الخارجية لفائدتها على حساب أغلبية ساحقة من الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم على الهامش. وموازاة مع هذا القهر الاقتصادي الذي خلق مليونين من البطالين، هناك تكالب إرهابي كان أكثر وطأة على سكان الأرياف والطبقات المحرومة التي وجدت نفسها تشهد أكبر عملية نزوح لم تحدث حتى أيام الاستعمار الغاشم.
وفي غمرة انشغال الدولة بتحقيق التوازنات الاقتصادية الكبرى من خلال تطبيق وصايا مؤسسات بريتن وودس، كانت محيطات عواصم المدن الكبرى تشهد ميلاد عالم الصفيح والبيوت القصديرية التي أنجبت معها الأمراض والانتحاريين من شدة المعاناة والحفرة التي تعرضت لها شرائح واسعة وبخاصة الشبيبة. هذا كله ليس لكون الدولة لا تتوفر على الإمكانيات لمواجهة متطلبات المجتمع، لأن الجزائر بلد غني بكل المقاييس، ولكن الأغرب الذي جعل قلوب الجزائريين يموت فيها ''حب الوطن'' أن العدالة التي كانت الملاذ للمواطنين لاسترجاع الحقوق المسلوبة لم تعد كذلك بعدما طغى الإصلاح على تحسين واجهات المحاكم دون أن يمتد لجعل سلطان القانون فوق الجميع.
سيعود 5 جويلية هذه السنة ولسان الجزائريين يقول بأي حال عدت يا عيد أبما مضى أم فيك تجديد''.