الزعيم الخالد
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 7 جويلية 2009
- المشاركات
- 5
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
كلمه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر للرئيس الجزائرى
هوارى بومدين خلال الاحتفال الذى اقيم بمناسبه نجاح الثوره الجزائريه
وهو اول احتفال يقام بالثوره خارج الاراضى الجزائريه
اعترافاً بجهود مصر وجهود الزعيم خالد الذكر الشهيد /جمال عبد الناصر
الأخ العزيز الرئيس هوارى بومدين..
أيها الإخوة والأصدقاء:
إذا كنت أقف الليلة لكى أتكلم فإنى أريد أن أوضح منذ أول لحظة أن هدفى من الكلام ليس مجرد الترحيب، فلست أظنك - أيها الأخ - تحتاج فى هذه البلد إلى شىء مما تفرضه المجاملات أو التقاليد فى مثل هذه المناسبات؛ فإنك تعرف هذا البلد وتعرف أهله، كأنك منه وكأنك منهم، وهم يعرفون أيضاً بهذا القرب ويضيفون إليه إعجابهم الواسع والعميق بك كقائد لجيش التحرير الأسطورى الذى يمثل قمة الثورية الجزائرية، ويمثل نضالها بمواقفه المتعددة ابتداء من معارك الجبال ضد الاستعمار، إلى معارك العمل من أجل التقدم الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.
وإنما أقف - أيها الأخ - لكى أشير بالتأكيد وبالتعزيز إلى عدة نقط؛ تبدو لنا طبيعية لا تحتاج إلى تأكيد أو تعزيز، لكن الإشارة إليها قد تكون مفيدة بالنسبة لأطراف أخرى، ولكى لا يحدث خلط أو يحدث خطأ فى الحساب.
أولاً: إن هناك فى تقديرنا علاقة خاصة تجمع ما بين الثورة المصرية والثورة الجزائرية، ومع أن الثورتين يجمعهما معاً تيار الثورة العربية الواحد كامتداد متقدم لحركة القومية العربية الشاملة؛ فإن ثمة رباط خاص تاريخى ونضالى وإنسانى يجعل للعلاقات ما بين القاهرة الثورة والجزائر الثورة قيمة متميزة، لها تعبيراتها الخاصة ولها وزنها الخاص.
ثانياً: إن هذه العلاقة - الخاصة فضلاً عن قيمتها فى الرباط ما بين الثورتين - لها دورها الإيجابى فى استكشاف مجالات العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى على جبهة عريضة لا يقتصر أثرها على الشمال الإفريقى العربى وحده، وإنما هى تمد أثرها إلى النضال العربى كله فى المغرب والمشرق على السواء، كما أن هذه العلاقة أعطت وتعطى للدور العربى فى قارتنا الإفريقية العظيمة فعالية خلاقة.
ثالثاً: إن هذه العلاقة الخاصة ليست مطلب مرحلة معينة أو ظرف معين، وإنما هى خط استراتيجى ثابت يتجاوز المراحل والظروف، ويخضعها لاعتباراته ولا يخضع هو لتقلباتها.
أيها الصديق العزيز:
من حسن الحظ أن تجئ هذه الزيارة فى أوقات من النضال العربى الشامل لها أهميتها ولها خطرها، مما يقتضى درساً عميقاً وتشاوراً واسعاً بيننا:
١- إن هذه الزيارة تجىء بعد تجارب أثبت فيها العمل الثورى الاجتماعى والاقتصادى أنه الطريق الوحيد الذى لا طريق غيره إلى التطوير والنمو، وإذا كانت لهذا العمل مشاكله وتضحياته فإن أمتنا الواعية والمصممة تعرف أن ذلك هو طريقها إلى أملها وإلى أمنها، وأنها فى أملها وفى أمنها معاً لا تستطيع غير الاعتماد على النفس فكراً وعملاً.
٢- إن هذه الزيارة تجىء فى لحظة من لحظات اليقظة القومية كاشفة وأمينة، ذلك أن القوى المعادية للثورة العربية.. هذه القوى التى يقوم الاستعمار بالدور الرئيسى فيها يسنده من ناحية تحالفه مع إسرائيل، ويسنده من الناحية أخرى تواطؤ الرجعية معه، هذه القوى المعادية للثورة العربية كانت تظن أنها استطاعت تضليل الأمة العربية، ظنت هذه القوى أن الأمة العربية تقبل طبعة جديدة من حلف بغداد إذا تغير عنوانه إلى الحلف الإسلامى، ظنت هذه القوى أن الأمة العربية قد يخدعها فى الجنوب العربى استقلال مزيف، وقد لا تستطيع أن تفرق بينه وبين المعدن الحقيقى للاستقلال، ظنت هذه القوى أن الأمة العربية لا تفرق بين سلاح يحارب ضد الشعوب وبين سلاح يحارب ضد أعداء الشعوب، وبين اقتصاد تملكه الجماهير واقتصاد يملكه مستغلو الجماهير؛ سواء كانوا طبقة فى الداخل أو مصالح متوغلة من الخارج.
ظنت هذه القوى أن الأمة العربية قد تتلهى بشكل العمل الواحد عن مضمون العمل الواحد، وقد تنسى فى خضم الألفاظ الكبيرة والتعبيرات الإنشائية والاستشهادات البليغة ما وراء ذلك كله من الحقائق الفعلية، لكن هذه اللحظة من لحظات اليقظة القومية بقدراتها الكاشفة والأمينة أظهرت أن رؤية الجماهير أوضح وأن وعيها أكبر وأن إرادتها أعلى من أية إرادة معادية لها.
٣- إن هذه الزيارة تجىء فى وقت ينقشع فيه أى ضباب عن القضية الفلسطينية أهم قضايا العرب وأقدسها وأبعدها أثراً على النضال العربى من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة، خصوصاً وقد أخذ الشعب الفلسطينى فيها لأول مرة منذ سنوات طويلة مكانه ووضعه الطبيعى كرأس الحربة فى طريق العودة تسنده وتؤيده كل القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية القادرة على معركة التحرير فى الأمة العربية، وهى بغير شك قوى الثورة والتقدم، القوى التى تقدر على إحداث قطيعة بينها وبين الاستعمار، وبالتالى تقدر على مواجهة صريحة وحاسمة مع إسرائيل.
٤- إن هذه الزيارة تجىء فى وقت تتشكل وتتحدد فيه مسائل كثيرة فى العالم الواسع؛ سواء فيما هو قريب منه إلينا أو ما هو بعيد، وإن كانت مشاكله قريبة من اهتماماتنا ولو حتى بالمبادئ وحدها.
ولقد رأينا معاً كيف كانت المحاولات لهدم منظمة الوحدة الإفريقية، ونحن نعرف الآن أكثر عن أوضاع الاستغلال المروع الذى يفرضه الاستعمار الجديد على الشعوب؛ خصوصاً فى إفريقيا، ونحن نلمس ضراوة التفرقة العنصرية والمعنى الحقيقى كاستغلال بشع ومروع للإنسان ولعمل الإنسان، ونحن نواجه مخاطر سياسة القوة، ويحمل ما يجرى فى فيتنام - فضلاً عما يقاسيه شعب فيتنام - مخاطر انفجار أوسع نطاقاً وأشد فتكاً، ونحن نتعرض للضغوط الاقتصادية والمالية تمثلها الشروط الجائرة للتجارة الدولية؛ تستهدف أصلاً تعويق تقدمنا أو إبقائه فى داخل حد معين لا يقدر على الانطلاق أو على الاستقلال.
أيها الأخ العزيز:
فى ذلك وغيره نتطلع إلى الفرصة الممتازة التى تتيحها لنا هذه الزيارة للدرس المشترك، وللتخطيط المشترك وللعمل المشترك بغير تحفظات وبغير حدود.
أيها الأخ العزيز:
إننا نقف جميعاً تحية لثورة المليون شهيد، ونقف تحية لأرض النضال الشامل؛ الاجتماعى والاقتصادى والفكرى، ونقف جميعاً تحية لقيادات هذا النضال وأبطاله وشهدائه، ونقف جميعاً تحية لك ولدورك العظيم المجيد فى ثورة الجزائر، ونقف تحية لرفاقك الذين يزوروننا معك وتقديراً لعملهم، ونقف جميعاً تحية للعلاقة الخاصة ما بين الثورة المصرية والثورة الجزائرية، والدور العربى - الإفريقى والإنسانى الذى تستطيع هذه العلاقة أن تؤيده وتخدم فى سبيله
مرحبا بك فى وطنك الثانى مصر ضيفا وأخا عزيزا
مع اطيب تمنياتنا بدوام التقدم للجزائر حكومة وشعباً
وفقكم الله لمافيه الخير لشعوبنا العربيه
جمال عبد الناصر
هوارى بومدين خلال الاحتفال الذى اقيم بمناسبه نجاح الثوره الجزائريه
وهو اول احتفال يقام بالثوره خارج الاراضى الجزائريه
اعترافاً بجهود مصر وجهود الزعيم خالد الذكر الشهيد /جمال عبد الناصر
الأخ العزيز الرئيس هوارى بومدين..
أيها الإخوة والأصدقاء:
إذا كنت أقف الليلة لكى أتكلم فإنى أريد أن أوضح منذ أول لحظة أن هدفى من الكلام ليس مجرد الترحيب، فلست أظنك - أيها الأخ - تحتاج فى هذه البلد إلى شىء مما تفرضه المجاملات أو التقاليد فى مثل هذه المناسبات؛ فإنك تعرف هذا البلد وتعرف أهله، كأنك منه وكأنك منهم، وهم يعرفون أيضاً بهذا القرب ويضيفون إليه إعجابهم الواسع والعميق بك كقائد لجيش التحرير الأسطورى الذى يمثل قمة الثورية الجزائرية، ويمثل نضالها بمواقفه المتعددة ابتداء من معارك الجبال ضد الاستعمار، إلى معارك العمل من أجل التقدم الاقتصادى والاجتماعى والثقافى.
وإنما أقف - أيها الأخ - لكى أشير بالتأكيد وبالتعزيز إلى عدة نقط؛ تبدو لنا طبيعية لا تحتاج إلى تأكيد أو تعزيز، لكن الإشارة إليها قد تكون مفيدة بالنسبة لأطراف أخرى، ولكى لا يحدث خلط أو يحدث خطأ فى الحساب.
أولاً: إن هناك فى تقديرنا علاقة خاصة تجمع ما بين الثورة المصرية والثورة الجزائرية، ومع أن الثورتين يجمعهما معاً تيار الثورة العربية الواحد كامتداد متقدم لحركة القومية العربية الشاملة؛ فإن ثمة رباط خاص تاريخى ونضالى وإنسانى يجعل للعلاقات ما بين القاهرة الثورة والجزائر الثورة قيمة متميزة، لها تعبيراتها الخاصة ولها وزنها الخاص.
ثانياً: إن هذه العلاقة - الخاصة فضلاً عن قيمتها فى الرباط ما بين الثورتين - لها دورها الإيجابى فى استكشاف مجالات العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى على جبهة عريضة لا يقتصر أثرها على الشمال الإفريقى العربى وحده، وإنما هى تمد أثرها إلى النضال العربى كله فى المغرب والمشرق على السواء، كما أن هذه العلاقة أعطت وتعطى للدور العربى فى قارتنا الإفريقية العظيمة فعالية خلاقة.
ثالثاً: إن هذه العلاقة الخاصة ليست مطلب مرحلة معينة أو ظرف معين، وإنما هى خط استراتيجى ثابت يتجاوز المراحل والظروف، ويخضعها لاعتباراته ولا يخضع هو لتقلباتها.
أيها الصديق العزيز:
من حسن الحظ أن تجئ هذه الزيارة فى أوقات من النضال العربى الشامل لها أهميتها ولها خطرها، مما يقتضى درساً عميقاً وتشاوراً واسعاً بيننا:
١- إن هذه الزيارة تجىء بعد تجارب أثبت فيها العمل الثورى الاجتماعى والاقتصادى أنه الطريق الوحيد الذى لا طريق غيره إلى التطوير والنمو، وإذا كانت لهذا العمل مشاكله وتضحياته فإن أمتنا الواعية والمصممة تعرف أن ذلك هو طريقها إلى أملها وإلى أمنها، وأنها فى أملها وفى أمنها معاً لا تستطيع غير الاعتماد على النفس فكراً وعملاً.
٢- إن هذه الزيارة تجىء فى لحظة من لحظات اليقظة القومية كاشفة وأمينة، ذلك أن القوى المعادية للثورة العربية.. هذه القوى التى يقوم الاستعمار بالدور الرئيسى فيها يسنده من ناحية تحالفه مع إسرائيل، ويسنده من الناحية أخرى تواطؤ الرجعية معه، هذه القوى المعادية للثورة العربية كانت تظن أنها استطاعت تضليل الأمة العربية، ظنت هذه القوى أن الأمة العربية تقبل طبعة جديدة من حلف بغداد إذا تغير عنوانه إلى الحلف الإسلامى، ظنت هذه القوى أن الأمة العربية قد يخدعها فى الجنوب العربى استقلال مزيف، وقد لا تستطيع أن تفرق بينه وبين المعدن الحقيقى للاستقلال، ظنت هذه القوى أن الأمة العربية لا تفرق بين سلاح يحارب ضد الشعوب وبين سلاح يحارب ضد أعداء الشعوب، وبين اقتصاد تملكه الجماهير واقتصاد يملكه مستغلو الجماهير؛ سواء كانوا طبقة فى الداخل أو مصالح متوغلة من الخارج.
ظنت هذه القوى أن الأمة العربية قد تتلهى بشكل العمل الواحد عن مضمون العمل الواحد، وقد تنسى فى خضم الألفاظ الكبيرة والتعبيرات الإنشائية والاستشهادات البليغة ما وراء ذلك كله من الحقائق الفعلية، لكن هذه اللحظة من لحظات اليقظة القومية بقدراتها الكاشفة والأمينة أظهرت أن رؤية الجماهير أوضح وأن وعيها أكبر وأن إرادتها أعلى من أية إرادة معادية لها.
٣- إن هذه الزيارة تجىء فى وقت ينقشع فيه أى ضباب عن القضية الفلسطينية أهم قضايا العرب وأقدسها وأبعدها أثراً على النضال العربى من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة، خصوصاً وقد أخذ الشعب الفلسطينى فيها لأول مرة منذ سنوات طويلة مكانه ووضعه الطبيعى كرأس الحربة فى طريق العودة تسنده وتؤيده كل القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية القادرة على معركة التحرير فى الأمة العربية، وهى بغير شك قوى الثورة والتقدم، القوى التى تقدر على إحداث قطيعة بينها وبين الاستعمار، وبالتالى تقدر على مواجهة صريحة وحاسمة مع إسرائيل.
٤- إن هذه الزيارة تجىء فى وقت تتشكل وتتحدد فيه مسائل كثيرة فى العالم الواسع؛ سواء فيما هو قريب منه إلينا أو ما هو بعيد، وإن كانت مشاكله قريبة من اهتماماتنا ولو حتى بالمبادئ وحدها.
ولقد رأينا معاً كيف كانت المحاولات لهدم منظمة الوحدة الإفريقية، ونحن نعرف الآن أكثر عن أوضاع الاستغلال المروع الذى يفرضه الاستعمار الجديد على الشعوب؛ خصوصاً فى إفريقيا، ونحن نلمس ضراوة التفرقة العنصرية والمعنى الحقيقى كاستغلال بشع ومروع للإنسان ولعمل الإنسان، ونحن نواجه مخاطر سياسة القوة، ويحمل ما يجرى فى فيتنام - فضلاً عما يقاسيه شعب فيتنام - مخاطر انفجار أوسع نطاقاً وأشد فتكاً، ونحن نتعرض للضغوط الاقتصادية والمالية تمثلها الشروط الجائرة للتجارة الدولية؛ تستهدف أصلاً تعويق تقدمنا أو إبقائه فى داخل حد معين لا يقدر على الانطلاق أو على الاستقلال.
أيها الأخ العزيز:
فى ذلك وغيره نتطلع إلى الفرصة الممتازة التى تتيحها لنا هذه الزيارة للدرس المشترك، وللتخطيط المشترك وللعمل المشترك بغير تحفظات وبغير حدود.
أيها الأخ العزيز:
إننا نقف جميعاً تحية لثورة المليون شهيد، ونقف تحية لأرض النضال الشامل؛ الاجتماعى والاقتصادى والفكرى، ونقف جميعاً تحية لقيادات هذا النضال وأبطاله وشهدائه، ونقف جميعاً تحية لك ولدورك العظيم المجيد فى ثورة الجزائر، ونقف تحية لرفاقك الذين يزوروننا معك وتقديراً لعملهم، ونقف جميعاً تحية للعلاقة الخاصة ما بين الثورة المصرية والثورة الجزائرية، والدور العربى - الإفريقى والإنسانى الذى تستطيع هذه العلاقة أن تؤيده وتخدم فى سبيله
مرحبا بك فى وطنك الثانى مصر ضيفا وأخا عزيزا
مع اطيب تمنياتنا بدوام التقدم للجزائر حكومة وشعباً
وفقكم الله لمافيه الخير لشعوبنا العربيه
جمال عبد الناصر