دراسة حول اشكالية النخبة السياسية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

Mehdi algeriano

:: عضو مُتميز ::
إنضم
3 جوان 2008
المشاركات
941
نقاط التفاعل
1
النقاط
17
العمر
37
النخبة السياسية
من أهم موضوعات علم الاجتماع السياسي نظرية النخبة السياسية، التي يذهب أنصارها إلى أنها حقيقة موضوعية، لأن الشواهد التاريخية وواقع المجتمعات السابقة والمعاصرة، تتميز بوجود أقلية حاكمة، محتكرة لأهم المناصب السياسية والاجتماعية، وبيدها مقاليد الأمور، وأغلبية محكومة منقادة وليس لها صلة بصنع القرار السياسي بشكل عام.
ومع أن عمر تبلور هذه النظرية قد زاد على نصف القرن، إلا أن اللبس والغموض يصاحبها من جوانب كثيرة ومهمة، منها علاقتها مع النظم الشمولية والديمقراطية، آليات اختيار وعمل هذه النخبة، العلاقة ما بين النخبة السياسية والاجتماعية وهكذا.
لقد أسهم كارل ماركس وماكس فيبر في تأسيس علم الاجتماع السياسي من خلال دراستهما لتطور النظريات السياسية وصلة ذلك بالمجتمع إلا أن تطور هذه النظرية قد وجه سهام النقد للنظرية الاشتراكية فضلا عن النظريات الديمقراطية، لأن نظرية النخبة تشكك بالصحة العلمية لكلا النظريتين، وتبني تحليلها للنظام السياسي انطلاقا من حقيقة القلة الحاكمة والأغلبية المحكومة.
ولكن ما هي النخبة؟ وهل اتفق منظورها على صياغة موحدة لتعريفها؟ ربما كانت دراسة بوتومور حول النخبة والمجتمع من أهم الدراسات التي حاولت أن تفجر كثيرا من الأسئلة حول نظرية النخبة والاجتهادات النظرية فيها تاركة الإجابة على كثير من الإشكالات للزمن الذي سيعتمد دراسة هذه النظرية وسيجد الإجابات على ما قصرت الدراسات المتواجدة عن الإجابة عنه.
ومن رواد نظرية النخبة العالم باربتو، وهو يرى أن النخبة هم اؤلئك الذين يتفوقون في مجالات عملهم في (مباراة الحياة) وحين يجد أن هذا التعريف مستوف يستدرك الأمر وينتقل إلى المجال الأضيق في تعريف النخبة، فيقوم بربط مفهوم النخبة الاجتماعية بقدرة هؤلاء المتفوقين على ممارسة وظائف سياسية أو اجتماعية تخلق منهم طبقة حاكمة ليست بحاجة إلى دعم وتأييد جماهيري لأنها تقتصر في حكمها على مواصفات ذاتية تتمتع بها، وهذا ما يميزها ويؤهلها لاحتكار المناصب.
ويأتي الرائد الثاني موسكا الذي يضيف على تعريف باربتو قائلا إن من أهم أسباب تميز الطبقة الحاكمة عن الطبقة المحكومة- وهو هنا لا يأخذ بالمدلول الماركسي لمعنى الطبقة- هو قوة تنظيم الأولى، ووجود دافع وهدف معين تسعى إليه في مواجهة أغلبية غير منظمة، إلا أنه يؤكد على أهمية اعتماد طبقة الحاكمين على موافقة ورضى الجماهير، وهذا الطرح يقرب ما بين نظرية النخبة السياسية والديمقراطية عكس ما انتهى إليه باربتو.
لقد انطلق الرائد الثالث ميشيال روبرتو في تعريف للنخبة السياسية من خلال واقع عمل الأحزاب السياسية ليكتشف بأن هناك عوامل متباينة تحدد طبيعة عمل التنظيمات بدءا من الحزب إلى الدولة، فهو يرى أن النشأة الديمقراطية للأحزاب تتحول بمرور الزمن إلى تنظيمات خاضعة إلى حكم قلة من الأفراد، لأن التنظيم يحتاج إلى أقلية منظمة، وهذه الأقلية تستحوذ على السلطة من خلال موقعها في مركز اتخاذ القرار، وهو ما يسمى بالأقلية الذي لم يلتفت إليه ماركس في دراساته السياسية.
أما الرائد الرابع رايت ملز ومن خلال دراسته لمجتمع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ربط بين النخبة وقدرتها على التحكم بموقع اتخاذ القرار، فهي نتاج للبناء المؤسساتي للدولة، وقد وجد أن مؤسسات ثلاث هي المتحكمة في أمريكا وهي العسكرية والسياسية والشركات الكبرى، وهذا معناه أن النخبة تتشكل من أولئك الذين يشغلون مواقع قيادية في هذه المؤسسات.
ويؤكد بوتومور في كتابه النخبة والمجتمع أن ملز متأثر في تعريفه بضغوط الصراع العالمي التي شغلت أمريكا في عصره، وتصنيفه إنما هو بالتالي إشارة إلى تتابع الإحداث.
إن هذا التباين والاختلاف في تعريف النخبة جعل بوتومور غير قادر على حسم الموضوع، أو أن يعطي تعريفا متميزا، لذلك فهو يحاول إعطاء توليفة من تعريفات من سبقوه وبشكل حذر، حيث يميز بين (النخبة) بشكل عام، والأقلية التي تحكم المجتمع، فيقول (إذا استعملنا الاصطلاح العام (النخبة) لتلك الفئات ذات الوظائف، فإننا عندها نحتاج مصطلحا نطلقه على تلك الأقلية التي تحكم المجتمع، وهي ليست فئة وظائفية بالمعنى الذي تستعمل فيه هذه الكلمة، ولكنها في أية حالة من الأحوال ذات أهمية اجتماعية عظيمة مما يجعلها جديرة بأن يكون لها اسم خاص مميز، سأستعمل هنا مصطلح موسكا (الطبقة السياسية) للإشارة إلى كل تلك الفئات التي تمارس السلطة أو التأثير السياسي والتي تمارس السلطة السياسية أو التأثير السياسي والتي تدخل في صراعات مباشرة في سبيل القيادة السياسية، وسأميز فئة صغرى ضمن الطبقة السياسية، وهي النخبة السياسية الشاملة للأفراد الذين يمارسون السلطة السياسية في مجتمع ما في وقت من الأوقات).
وهذا يعني أن بوتومور يرسم هرما نخبويا داخل المجتمع في قمته الممارسون للسلطة السياسية أو من يسميهم بالنخبة السياسية، وفي قاعدته النخبة المجتمع، أي كل الفئات ذات الوظائف المتميزة، وفي وسطه الأقلية المنبثقة من القاعدة أو النخبة الاجتماعية والتي تشترك بالحياة السياسية، ممارسة واهتماما، وتدخل في صراع مباشر للوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها، والتي يسميها بالطبقة السياسية، وهذا يعني بشكل أو بأخر أن النخبة السياسية التي تتربع على قمة الهرم تتميز بأنها غير ثابتة في موضوعها، فيمكن أن ينزلوا ليصبحوا من الطبقة السياسية، وحتى من عناصر عاديين في النخبة الاجتماعية.
وهو بهذا التعريف لا يميز بين النخبة السياسية وغيرها بالأفضلية والتفوق، حيث يعتبرهم من في يدهم مقاليد السلطة السياسية، إلا أنه يميز بشكل أو بآخر عقوبة النخبة السياسية بالمفهوم السابق ومن يعتبرهم (طبقة سياسية) فيقصر عقوبة النخبة السياسية بالممارسين الفعليين للسلطة أما الناشطون سياسيا من أحزاب معارضة ونقابات وجمعيات ومثقفون فهم يدمجون في إطار الطبقة السياسية.
لقد ساهمت وبشكل مباشر كل هذه الدراسات النظرية في تقارب التعريفات الأخرى مع ما جاء به بوتومور فعرفت القواميس الإنجليزية كلمة (النخبة Elite) بأنها أقوى مجموعة من الناس في المجتمع، ولها مكانتها المتميزة، وذات اعتبار، أما القواميس الفرنسية فعرفت النخبة أنها تضم أشخاصا وجماعات الذين بواسطة القوة التي يمتلكونها أو بواسطة التأثير الذي يمارسونه، يشاركون في صياغة تاريخ جماعة ما، سواء كان ذلك عن طريق اتخاذ القرارات أو الأفكار والاحساسات والمشاعر التي يبدونها أو التي يتخذونها شعاراً لهم.
 
المفهوم الاصطلاحي لـ النخبة ، هو مفهوم حديث، يرتبط بتطوّر علم الاجتماع السياسي، ونظريّاته الحديثة. وبالتأكيد، فإن هناك اختلافا باديا، في تعريفات النخبة، ودورها ووظائفها السياسيّة والاجتماعيّة، نظرا لطبيعة المدارس واتجاهاتها، و اختلاف النظم السياسيّة ومرجعيّاتها الفكريّة؛ حيث تقوم النخبة، بأدوار متباينة، تبعا لتباين كلّ حالة عن الأخرى، وبالانسجام مع منطق الخصوصيّات.

و بغض النظر عن الاختلافات الصريحة، في تعريف النخبة، ودورها، في الحياة العامّة؛ فإن هناك شبه اتفاق، بين الدارسين، على كون النخبة، هي من حيث المبدأ: طبقة ، اجتماعيّة بامتياز. وهي طبقة من المتفوّقين في مجالاتهم، والقادرين على التأثير في مجتمعاتهم.. ومن الضروري، ولعله واحد من شروط التعريف: أن تحظى النخبة بتأييد جماهيري واسع. و بغير ذلك فإن المفهوم قد يكون وهميّا وغير حقيقي. بل إن واحدا من أبرز روّاد الباحثين في هذا المجال، وهو: رايت ملز، ومن خلال دراسته لمجتمع الولايات المتحدة الأمريكية؛ ربط بين النخبة و قدرتها على التحكم بموقع اتخاذ القرار ، عادّا إيّاها: نتاجا للبناء المؤسساتي للدولة.

و بالمحصّلة، يرى باحثون مختصّون، أن النخبة: ليست فئة وظائفية بالمعنى الحرفي للكلمة. و لكنها، و مهما كان تعريفها، أو الاختلاف حوله: ذات أهمية اجتماعية عظيمة مما يجعلها جديرة بأن يكون لها اسم خاص مميز .

في التراث العربي، هناك حضور جليّ، لمفهوم النخبة ، دون استخدام المصطلح نفسه.. حيث تمّ إطلاق اسم السُراة ، على هذه الفئة الاجتماعيّة المتميّزة، والتي تلعب دورا تنويريّا في المجتمع. وهي مكوّنة، بالضرورة من أشخاص يمتلكون قوّة التأثير، المعنويّ، للتدخل القوي الفاعل، ويشاركون في صياغة تاريخ جماعة ما. و لعلّ أوّل ذكر صريح، لهذه الفئة ووظائفها، في التراث العربي، هو نصّ جاهليّ للشاعر الأفوه الأودي، وهو النصّ الذي كثر الاستشهاد، به، لاحقا، في عدد من كتب التراث، عند الحديث عن أهمّيّة هذه الفئة من المجتمع. ومن أبياته الشهيرة:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهّالهم سادوا

تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت

و إن توالت فبالأشرار تنقاد.

إذا تولى سراة الناس أمرهم

نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

ومن هذا النصّ، الرائد، على صعيد تعريف النخبة، أو ما أسماه الشاعر الجاهليّ: السُراة ، يتبيّن أن وجود هذه الفئة، هو شرط أساس لصلاح أيّ مجتمع من المجتمعات. و النخبة تغيب، وتختفي، في حال عدم الأخذ برأيها، فتصبح حالة وهميّة، غير حقيقيّة، أو مجرد اسم لغير مسمّى، وكما يقول الشاعر: ولا سراة إذا جهّالهم سادوا .. أمّا إذا تمكنت هذه الفئة، من إثبات حضورها، والتأثير إيجابا بصياغة اتجاهات القوم، فإن النمو ، هو النتيجة المثاليّة، التي ستتحقق حكما.

الشاهد من الحديث، بقديمه و جديده: إن هذه الفئة، من الناس؛ سواء أكان اسمها نخبة أو سُراة، أو أي مصطلح سابق أو لاحق؛ إنما هي عقل المجتمع ، أي مجتمع، وسواء أكانت في مواقع السلطة أو في هيئات المعارضة، أو في مؤسّسات المجتمع المدني؛ فإنها عنوان صلاح أو فساد المجتمع؛ فإمّا أن تحافظ على مكانتها و ريادتها وتأثيرها الإيجابي، أو أن ينشغل أفرادها بالبحث عن مكاسب فرديّة، واعتبارات شخصيّة، فتتفكك، وتفقد حضورها، وينقلب تأثيرها سلبا؛ فتصير، بذلك، مجرّد حالة انتهازيّة، وعنوانا من عناوين الأزمة لأيّ مجتمع.
 
شكرا لك أخي سوفي حمة على الاضافة القيمة
تحياتي الخالصة لك
 
موضوع يستحق التمعن والنقاش الهادف

ساعود مرة ثانية

275861357.png

 
اذا حسب النص فالتركيبة الاجتماعية السياسية لاي مجتمع تتركب من

النخبة وهي بامكاننا القول انها قمة الطموح السياسي للفرد والمحرك الرئيسي للاحداث والمشرع الوحيد خصوصا في مجتمعاتنا العربية الحديثة.

والطبقة الاجتماعية الواعية والمثقفة يعلوها الطبقة السياسية وتكون بحد ذاتها مرحلة انتقالية من الطبقة الثانية الى قمة النخبة وممثلة اغلبها في الاحزاب والفعاليات السياسية والتنظيمية وهي مقربة للنخبة ويربطها المصلحة غالبا والسيطرة على المناصب وتقاسم الثروات والفوائد وتحوز على اغلب الهيئات التنفيذية لانها اقرب من المجتمع الكادح وقد اثبتت انها الطبقة التي تنخر جسد المجتمع والدولة لقربها من الهيئات التنفيذية والمتصرفة في المال العام .
وفي الاخير الطبقة الدنيا الشعبوية التي هي فئران تجارب للنخبة ولعبة القط والفار مع الطبقة السياسية تظهر في النتخابات وتختفي بهد النتائج .والهوة واسعة وكبيرة بينها وبين افرب طبقة فما بالك بالنخبة لا يصلها حتى اجيج المضاهرات والاعتصامات .
لانها في الاخير طبقة مقهورة من القديم افلحو في تركيعها واخضاعها لمبتغاهم .
واهملهم واخذلهم الطبقة السياسية والتي كانت يوما ما من فئتها ولكن غرور السلطة والتسلط اعمائها عن ما فوضها لها الشعوب والطبقات العاملة الكادحة .

اما في الجزائر فانا ارى انه يوجد طبقة واحدة هي الرابحة في كل الحالات وهي الطبقة السياسية التي تلقى الدعم من النخبة خصوصا من احتمى بحماها ولبس طاقيتها .
ويبقى الشعب اخر الطبقات والفئات السياسية والاجتماعية اهتماما .

شكرا على النظرية والتي هي واقع ولكن تختلف من بلد الى اخر حسب تلقيها لمعنى الديمقراطية وتطبيقعها حرفيا .
يبقى دائما وابدا التشريع الاسلا مي من يكفل الحثوث للجميع خصوصا اذا طبق بمعزل عن التزييف والتغليط والتزمت .

 
يمكن يا أخي فريد أن نقول أن الاشكالية في الجزائر اشكالية
أنتلجانسيا قبل كل شيء فقد تمكنت الدولة من شراء أغلب
المثقفين فالكل يمدح و يصفق الا من رحم ربك
 
لننتقل الى السؤال المهم
-ماهو واقع النخبة السياسية في الجزائر في ظل تسارع المعطيات العالمية والازمات الدولية؟
وماهو حال الطبقة السياسية في ظل استغلال المرحلة والفترة لاحراز اكبر قدر من المكاسب ان لم تكن سياسية فهي مالية واجتماعية؟
وماهي تطلعات الشعب ان كانت له اصلا تطلعات او علم بها في ظل القوي ياكل الضعيف في اقطاعية الغابة الجزائرية المتوحشةعلى وزن الجمهورية .......الخ ؟
 
ونموت زدا على منتدى اللمة وعلى الاعضاء والادارة
 
السلام عليكم

شكرا وفقكم الله

ولكن هل ينطبق هذا على بلادنا في ظل الفساد الذي تعانيه السياسية الجزائرية وهل هناك حقا نخبة في بلدنا
 
شكرا جزيلا أخي مهدي تقبل مروري المتواضع .
 
تحياتي العطرة لك أخي غزال الصحراء
مرحبا بك و بملاحظاتك في أي وقت
 
ساعود للموضوع اظن انني مررت به . . . ساعود للموضوع الممتاز . . .
 
مشكلة النخبة في الجزائر أنها مهمشة ليس لها أي دور بل هو تهميش متعمد فمن يسيطر على مفاتيح القرار في الوطن ليسوا من النخبة بقدر ماهم دمى تحرك بأيادي تعبث بها قصد تحقيق مآربها
 
مشكلة النخبة في الجزائر أنها مهمشة ليس لها أي دور بل هو تهميش متعمد فمن يسيطر على مفاتيح القرار في الوطن ليسوا من النخبة بقدر ماهم دمى تحرك بأيادي تعبث بها قصد تحقيق مآربها

هذه هي الاشكالية الكبرى فان العديد من المسيرين
في هذه البلد ليس لهم أي مستوى علمي أكاديمي و هذا
يشكل نوعا ما ضربة في مستوى التسيير و يؤثر على مصالح الشعب
و بالتالي فمفهوم الصفوة او النخبة السياسية في الجزائر يمكن القول
أنه معدوم بلا شك حيث أن الديمقراطية في الجزائر أو في أي بلد عربي ما هي الا ديمقراطية شكلية
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top