المنارة *(2)* قيام الدولة والنظام الاسلامي

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

أبو عاتكة

فُـ,ـريڊ أبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌوُفُـ,ـيصُـ,ـلُـِـِِـِِِـِِـِـ
طاقم الإدارة
متابعة للسلسة التعليمية والتثقيفية نواصل الدروس ولمن فاته المنارة الاولى
هذا هو رابطها سلسلة المنارة سلسلة تعليمية وتثقيفية سياسية حصريا على المنتدى السياسي للمة(المنارة 1)

بعدما تعرفنا عن الاصول ومنبت العرب في التاريخ وطبيعة التشريع والنظام في فترة ماقبل البعثة النبوية .
هانحن نكمل المسيرة ومع مرحلة البعثة النبوية الشريفة وانشاء الدولة الاسلامية في شبه الجزيرة العربية ومن ثم الفتوحات والانتشار في بقاع العالم .



4algeria.info-b1d5c7e22e.png


المنارة *(2)*


لا شك أن بناء هذه الأمة واجه تحديات هائلة داخليّة وخارجيّة، داخل المدينة المنوّرة وخارجها، داخل الجزيرة العربيّة وخارجها، تحديات في كل جوانب الحياة، سلاسل متتالية من الصراع من أزمة إلى أخرى، ومن مشكلة إلى مشكلة أكبر، ومع ذلك تم بناء الأمة الإسلاميّة.

وهذا الأمر لم يكن حكمة بشريّة فقط من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه أحكم البشر، وأعلم الخلق صلى الله عليه وسلم، لكنَّ هذا وحيٌ من رب العالمين، هذا منهج إلهي صادق، كيف تُبنى أمة بهذا الإعجاز الواضح، وبهذا التوقيت المعجز؟! ففي غضون عشر سنوات فقط أصبحت دولة المدينة المنوّرة دولة معترف بها في العالم كله، لها قوتها ومكانتها ولها سفراؤها ولها مراسلاتها إلى كل بقاع العالم، ولها لقاءات حربية صارمة مع قوى كبيرة جدًّا في موازين العالم في ذلك الوقت.
في فترة مكّة كان هذا يطبق على المسلمين، لكن لم يكن عندهم تشريعات، ولم تكن لهم دولة أو سياسة أو اقتصاد، فهذه الأمور لم تكن واضحة؛ لأن المسلمين كانوا جماعة صغيرة جدًّا مضطهدة ومعذبة ومشردة، لكن الدستور الإسلامي وضَحَ تمام الوضوح في فترة المدينة المنوّرة.

ومع كون المحلل للأحداث يجد أن فترة بناء الأمة تبدو في ظاهرها أصعب من فترة مكّة التي كانت فترة بناء للأفراد، إلا أنني أقول: إن الفترتين كانتا على مستوى واحد من الأهمية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك أمة إسلامية قويّة بدون تربية مكّة، لن تُفهم فترة المدينة مطلقًا دون الرجوع إلى فترة مكّة.

تربيةُ مكّة كانت هي الأساس للصرح الضخم الذي بُني بعد ذلك في المدينة المنوّرة، إن الأساس قد لا يراه عامّة الناس، الأساس الذي يحمل فوقه عشرات الطوابق، لا أحد يراه، لكن العالمين ببواطن الأمور يقدّرونه جيدًا، يعرفون عمقه ومساحته وقوّته ومدى تحمله، وإذا كان الأساس ضعيفًا فما من شك أن البناء سينهار، قد يستمر فترة من الزمن، لكن مع أول زلزال أو هزة ولو بسيطة سينهار تمامًا. وما أكثر ما رأينا من دولٍ - وربما كانت دولًاً إسلامية - قد انهارت؛ لأن الأساس كان ضعيفًا والتربية كانت ضعيفة!
طبعا لن اتطرق الى السيرة النبوية العطرة لانه مثلما قلت سابقا السلسلة سياسية تدرس المناحي والاوجه السياسية لكل فترة من الفترات بما ان المنتدى سياسي فقط.
-الاسس التي قامت عليها الحضارة والنظام الاسلامية
ما الأسس التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم لبناء الأمة الإسلاميّة، وحرص على تقويتها في فترة مكّة المكرَّمة؟ وماذا نأخذ من العهد المكّيِّ لكي ندخل العهد المدني؟

نستطيع أن نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم من أول يوم دعا فيه إلى الله وضع ثلاثة أسس رئيسية للأمة الإسلاميّة، وهي:
الأساس الأول: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
الأساس الثاني: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الأساس الثالث: الإيماَنُ باليَومِ الآخرِ
واستمرّ صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكّة يغرس هذه الأصول الثلاثة، لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربِّي أصحابه على أمور أخرى كثيرة حول هذه الأصول الثلاثة من تقويةٍ للأواصر بين المسلمين وزرع ٍللأخلاق الحميدة، وتنميةٍ لروح الأخوة والتضحية والتسامي والبذل والعطاء ومثل هذه الأمور.

لكن لن تتحقق هذه الأمور كلها إلا إذا آمنتَ أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن هناك بعثًا يوم القيامة إيمانًا يقينيًّا جازمًا، هنا نستطيع أن نقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ} [الأنعام: 57]. لن أستطيع أن أفهم تطبيق شرع الله عز وجل في حياتنا إلا عندما أفهم هذا الأصول الثلاثة
ومن ثَمَّ كان في العهد المدني تشريعاتٍ وقوانين كثيرة، لم يستطع أن يطبق هذه القوانين وهذه التشريعات إلا من تربى تربية إسلامية صحيحة صادقة صالحة في فترة مكّة، أو تربى بعد ذلك في المدينة المنوّرة، لكن على هذه الأصول الثلاثة المهمة.
ومع أن الدستور الإسلامي هو أحكم قانونٍ عرفته الأرض؛ لأنه من عند رب العالمين سبحانه وتعالى الذي يعلم ما يصلح العباد ويعلم ما ينفع البشر - ومن أجل هذا كان اختياره سبحانه وتعالى لنا دائمًا هو الأفضل من اختيارنا لأنفسنا؛ لأن المسألة مسألة يقين ليس أكثر ولا أقل - إلا أن فلسفة الحكم في الإسلام لا تعتمد فقط على دقة القوانين وإحكامها، لا تعتمد فقط على مهارة الحاكم وحسن إدارته، إنما تعتمد أيضًا على الشعور الدائم من المسلم أنه مراقبٌ من قبل الله سبحانه وتعالى ليس فقط رقابة ظاهرية، ولكن رقابة للباطن أيضًا {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ} [آل عمران: 29]. ويصف ربنا نفسه سبحانه وتعالى في قوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]. ونتيجة هذه المراقبة سيكون الحساب يوم القيامة، ثم الجنة أو النار، ومن ثَمَّ فإن الأمة التي تؤمن بالله لا تخالف الدستور أو القانون الإلهي، حتى في غياب عين الحاكم، حتى في غياب المدير أو الشرطي، لماذا؟ لأنها تعلم أن الله عز وجل يراقبها، هذه هي فلسفة الحكم في الإسلام، فلو أحسن المسلمون فقه هذه الفلسفة، لكانت أمة الإسلام هي أكثر الأمم انضباطًا في تنفيذ قوانينها، فلو أضفت إلى ذلك حقيقةَ أن القانون الإسلامي هو أفضل قانون في الأرض بلا منازع، فإن هذا يفرز أفضل أمة بكل المقاييس.

لأجل هذا يقول الله عزَّ وجلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110].

يتبع ........

 
تابع

من اهم الاحداث التي غيرت مجرى بداية انشاء الامة الاسلامية هي الهجرة من مكة مهبط الوحي الى المدينة المنورة .
وصول الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة،
ودخول الرسول المدينة المنورة له دلالات خطيرة جدًا ومعناه كما قال الأنصار وصوروا ويعلمون ذلك جيدًا معناه حرب الأحمر والأسود من الناس، معناه مفارقة العرب كافة، معناه العداء المستمر مع اليهود الذين يسكنون في داخل المدينة المنورة ولهم علاقات قديمة مع الأنصار، معناه تضحية، معناه بذل وانفاق، معناه موت في سبيل الله عز وجل.
وهذه المعاني كلها كان الأنصار يعرفونها جيدًا قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية، وتعاهدوا معه على أمور عظيمة، وهي بإيجاز شديد:
- عاهد الأنصار الرسول صلى الله عليه وسلم على النفقة في العسر واليسر.
- على السمع والطاعة في النشاط والكسل.
- على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- على أن يقوموا في الله لا تأخذهم في الله لومةُ لائمٍ.
- على أن ينصروه إذا قدم إليهم، وأن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأبناءهم وأزواجهم.

اذن فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أعد العدة اللازمة للهجرة الثورية ليس فرارا من المواجهة و انما بحثا عن أفضل الفرص لمواصلة الاشتباك مع العدو و انهاكه و الاجهاز عليه في اللحظة المناسبة كما فعلت كل الشعوب المغلوبة على أمرها أثناء الحن و الأزمات القاسية التي تمر بها بحيث تقاوم وتناضل حتى تحقق ارادتها .
لم يغامر الرسول بنفسه وصحابته منذ الاتفاق الأول الذي حصل مع عدد قليل من أهل المدينة بل انتظر سنة اخرى حتى جاءه عدد أكبر لتاكيد و توثيق الاتفاق الأول بأكبر عدد ممكن من الأنصار له في المدينة ضمانا لدعوته وصحابته كما كان صلى الله عليه وسلم ومعه كل من أبي بكر وعلي بالرغم من صغر سنه يمثلون القيادة العليا للجماعة المؤمنة دينيا و سياسيا فان القيادة النبوية لم تؤمن نفسهابالانسحاب قبل جماعتها بل ان القيادة ظلت في اتون المواجهة حتى آخر لحظة اذ الانسحاب من المواجهة يتطلب التأمين الكامل للقواعد ثم انسحاب القيادة أخيرا و هو نموذج فريد للمواجهة لم تعهده الدعوات الدينية و الحركات السياسية من قبل و لا بعد حيث من العادة أن تؤمن القبادة نفسها و تضحي بالأتباع ولكن في الحالة الثورية لرسول الاسلام صلى الله عليه وسلم يحصل العكس تماما, القيادة تؤمن جماهيرها أولا ثم تلتحق بهم بعد ذلك
-من معالم العمل الثوري الذي أنجزه الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة اقامة أول دولة عربية اسلامية على أسس جديدة لم تكن مألوفة في تاريخ البشرية قامت على أساس التعاقد على خلاف الدول التي سبقته و لحقته حيث قامت على ما أنجزه الرسول صلى الله عليه وسلم بمعية الصحابة وهذ انجازا تاريخيا غير مسبوق اذ تم على اساس تعاقدي عبر تلك الوثيقة التاريخية الهامة وهي الصحيفة التي تعتبر أول دستور مدني تعاقدي مكتوب بين مواطني دولة مدنية واحدة بقطع النظر عن الدين والعرق و المكانة الاجتماعية .
-
أول ما فكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بعد بناء مسجد قباء مركز الحكم الديني ، هو دراسة واقع المدينة المنورة بعد أن هاجر إليها.
مَنْ يعيش في المدينة المنورة؟
مَنْ حول المدينة المنورة؟
مَنْ أصدقاء المدينة المنورة؟
مَنْ يعادي المدينة المنورة؟
مَنْ يُحايد المدينة المنورة؟
ما الهدف من دراسة واقع المدينة في ذلك الوقت؟
لأنه صلى الله عليه وسلم سيبني أساسًا قويًا لدولة ستصبح دولة الإسلام، فيجب أن يعرف الواقع الذي تعيش فيه هذه الدولة، والواقع الذي حول هذه الدولة، والرسول صلى الله عليه وسلم يبني دولة على أرض فيها الكثير من المتغيرات الهائلة، والكثير من المشاكل الضخمة، والكثير من الأزمات الطاحنة، وتعددت الطوائف التي يجب أن يتعامل معها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوّل يوم دخل فيه المدينة المنورة.
وكانت كل طائفة من هذه الطوائف لها مشاكل خاصة ولها حسابات مختلفة، ولها أزمات متشعبة ولها أولويات تختلف كثيرا عن أولويات الطوائف الأخرى.
تعالوا بنا نلقي نظرة على هذه الطوائف المختلفة لنعرف مدى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع كل هذه الطوائف.
المجموعات والطوائف التي تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم داخل وخارج المدينة:
وتستطيع أن تصنف هذه الطوائف إلى ثلاث مجموعات، وسوف تظهر مجموعة رابعة خطيرة جدًا لكن بعد سنتين من الهجرة.
المجموعة الأولى من هذه الطوائف هي مجموعة في غاية الأهمية وهي مجموعة المسلمين، والمسلمون أكثر من نوع:
أولًا:
أهل المدينة الأصليون من المسلمين والذين عُرفوا بعد ذلك بالأنصار وكان هؤلاء طائفتين كبيرتين هما الأوس والخزرج، وكانت بينهما مشاكل كبيرة، وسنرى كيف تعامل معهم النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا:
المهاجرون وهم الذين فروا بدينهم من مكة إلى المدينة بغير زاد ولامال ولا أي شيء وهؤلاء موقفهم صعب للغاية.
ثالثًا:
المهاجرون في الحبشة، ومع بعد مكانهم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينسهم يومًا من الأيام وعددهم كبير، أكثر من ثمانين رجل وامرأة مع أولادهم وممتلكاتهم وموجودون في الحبشة منذ سنين.
رابعًا:
المسلمون في القبائل غير المكية الذين يعيشون في شبه استقرار، ولكن بعيدا عن المدينة المنورة؛ بعض المسلمين في اليمن وبعض المسلمين في قبيلة غفار وبعض المسلمين في قبيلة أسلم، وفي غيرها من القبائل بعيدًا عن المدينة المنورة، وليس لهم سندٌ واضح في داخل المدينة المنورة ومع ذلك هم في قبائلهم أعزّة، فما موقف هؤلاء؟
خامسًا:
المستضعفون في مكة الذين لا حول لهم ولا قوة ولم يستطيعوا أن يهاجروا لضعفهم وقلة حيلتهم مثل أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب ولم يكن إلى هذه اللحظة قد أسلم، وهي امراة ضعيفة فكيف تهاجر بمفردها ومعها ابنها الصغير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه والذي كان يقول: كنت أنا وأمي من المستضعفين في مكة، فهؤلاء أيضًا كان لهم موقف.
فهذه الطوائف الخمسة من المسلمين كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع حلًا وطريقةً ومنهجًا لكل طائفة، مع أن هذه الطوائف متباينة وكل منها يعيش في ظروف تختلف تمامًا عن الطوائف الأخرى، كلٌ له خلفياته، وله تربيته، وله أصوله وسبحان الله مع هذا الوضع المعقد جدًا كان على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحلّ كل هذه المشاكل ويقيم دولةً متجانسة من هذه الطوائف المختلفة من الناس.
المجموعه الثانية:
وهي طائفة المشركين، وقد فُرض على الرسول صلى الله عليه وسلم فرضًا أن يتعامل معها، ولا يعتقد أحد أن المدينة المنورة عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها كانت تمتلئ بالمسلمين، إن استقبال الأنصار للرسول عليه الصلاة والسلام هذا كان من المسلمين من الأوس والخزرج، ولكن الكثير من أهل المدينة حتى هذه اللحظة لم يسلموا، بل ظلوا على شركهم، وظلوا يعبدون أصنامهم في وجود الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه طائفه كبيرة، فكيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين من الأوس والخزرج.
هناك أيضًا المشركون من الأعراب حول المدينة وكانت هذه القبائل في معظمها تعيش على السلب والنهب وقطع الطريق فكيف تعامل معهم رسول صلى الله عليه وسلم؟
وهناك أيضًا المشركون من القبائل الكبرى فحول المدينة يوجد بعض القبائل الكبيرة الضخمة ما زالت مشركة كيف سيتعامل معها الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قبيلة جهينة مثلًا أو قبيلة مزينة وبعض القبائل الأخرى.
ثم هناك المشركون من قريش ولا يظن أحد أن المشركين في قريش قد نَسوا قصة الرسول بمجرد أنه هاجر، نعم المسافه طويلة جدًا بين المدينة ومكة والظروف قاسية جدًا في هذا الطريق، وهو طريق صحراوي وعِر في ذلك الوقت، لكن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: [وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] {البقرة:217}. فهذا أمر واضح جدًا وهو أن قريشًا لن تنسى أبدًا هذه القضية وهي لم تنساها بالفعل وما نسيتها يومًا من الأيام.
فهذه أربع طوائف من المشركين، مشركي أهل المدينة من الأوس والخزرج، ومشركي الأعراب حول المدينة، ومشركي القبائل الكبرى حول المدينة مثل قبيلة جهينة، ومشركي قريش.
كيف تعامل الرسول مع كل هذه الطوائف، ومع كونهم جميعًا من المشركين إلا أن طريقة التعامل معهم تختلف حسب بيئة كل منهم وظروفه والتاريخ بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المجموعة الثالثة وهي في منتهى الخطورة:
مجموعة اليهود: واليهود كما هو معروف عنهم أهل غدر وخيانة، وفي ذات الوقت أهل قوة وسلاح، فكيف سيتعامل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ولم يكن اليهود يسكنون حول المدينة، بل كانوا يسكنون في داخلها، ولم يكونوا واحدًا أو اثنين بل كانوا ثلاث قبائل قوية؛ قبيلة بني قينقاع، قبيلة بني النضير، وقبيلة بني قريظة، وفي شمال المدينة المنورة قبائل أخرى من اليهود تعيش في منطقه خيبر ووادي القرى، فكيف سيتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع كل هؤلاء اليهود أتراه يعاهدهم أم يحاربهم؟!
ومن المهم أن أقول في هذا المقام أن هناك طرقًا مختلفة للتعامل في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام كان لكل طريقة منها ظرف، فلو لم أستوعب الظروف التي من أجلها اختار النبي صلى الله عليه وسلم منهجًا معينًا للتعامل مع هذه الطوائف المختلفة المتباينة، فعندها لن أكون قد فهمت السيرة النبوية.
ومن ثَمّ يجب الوقوف على كل حدث من هذه الأحداث وتحليله بدقة؛ لكي تُعرف الأبعاد التي من وراء هذا الحدث والتي من أجلها اتّخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قرارًا دون آخر.
فهذه ثلاث مجموعات هامة جدًا تعامل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
مجموعه المسلمين، ومجموعه المشركين، ومجموعه اليهود.
وبعد سنتين ستظهر على الساحة مجموعة رابعة هم المنافقون

يتبع .....
 
تسهيلا على الاخوة في استيعاب التاريخ الطويل للامة الاسلامية

وبداية قيام الحكم والنظام الاسلامي

اختصر بعض الفترات والاحداث التي وقعت اثناء تلك المرحلة

ويمكن التشعب في احدى هاته المراحل باعانة من الاعضاء كل واحد يختار حدث ويحدثنا عليه
ولكن من منظور ومنطلق سياسي للاحداث

أحداث بعد البعثة النبوية ومع الهجرة وبعدها


السنة الأولى من الهجرة «622-623» ميلادياً
تآمر قريش على قتل الرسول
هجرة النبي إلى المدينة
نزول الرسول قباء
بناء مسجد قباء
بناء المسجد النبوي
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
المعاهدة مع اليهود
سرية حمزة إلى سيف البحر
سرية أبي عبيدة بن الحارث إلى رابغ
بناء الرسول بعائشة
سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار
السنة الثانية من الهجرة «623-624» ميلادياً
غزوة الأبواء أو ودان
غزوة بواط
غزوة بدر الأولى سفوان
غزوة ذي العشيرة
سرية نخلة
فرض الجهاد
تحويل القبلة
غزوة بدر الكبرى
سرية قتل عصماء بنت مروان
مؤامرة لاغتيال الرسول من عمير بن وهب الجمحي
سرية سالم بن عمير
غزوة بني قينقاع
غزوة السويق
السنة الثالثة من الهجرة «624-625» ميلادياً
غزوة بني سليم بالكدر
سرية قتل ابن الأشراف
غزوة ذي أمر
غزوة بحران
سرية زيد بن حارثة إلى القردة
غزوة أحـد
مقتل حمزة
غزوة حمراء الأسد
السنة الرابعة من الهجرة «625-626» ميلادياً
سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى قطن
مأساة بئر معونة
بعث الرجيع
غزوة بني النضير
غزوة بدر الثانية
مقتل سلام بن أبي الحقيق
السنة الخامسة من الهجرة «626-627» ميلادياً
غزوة ذات الرقاع
غزوة دومة الجندل
غزوة الخندق
غزوة بني قريظة
وفاة سعد بن معاذ
السنة السادسة من الهجرة «627-628» ميلادياً
سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح
غزوة القرطاء
غزوة بني لحيان
غزوة الغابة ذي قرد
سرية عكاشة بن محصن
سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة
سرية أبي عبيدة إلى ذي القصة
سرية زيد بن حارثة إلى العيص
سرية زيد بن حارثة إلى الطرف
سرية زيد بن حارثة إلى حسمي
سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل
سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بفدك
سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة
سرية كرز بن جابر
سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زرام
غزوة بني المصطلق المريسيع
حديث الإفك
وقعة الحديبية
بيعة الرضوان
السنة السابعة من الهجرة «628-629» ميلادياً
غزوة خيبر
حصار وادي القرى
زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيي
أكل رسول الله من الشاة المسمومة
سرية عمر بن الخطاب إلى تربة
سرية أبي بكر إلى نجد
سرية بشير بن سعد إلى فدك
سرية غالب بن عبد الله إلى الميفعة
سرية بشير بن سعد إلى الجناب
قدوم جعفر بن أبي طالب من الحبشة
عمرة القضاء
سرية ابن أبي العوجاء السلمي
زواجه من أم حبيبة بنت أبي سفيان
زواجه من ميمونة بنت الحارث
إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد
السنة الثامنة من الهجرة «629-630» ميلادياً
سرية غالب بن عبد الله بالكديد إلى بني الملوح
سرية كعب بن عمير إلى ذات أطلاح
سرية شجاع بن وهب إلى السي
معركة مؤتة
استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة
سرية ذات السلاسل
سرية الخبط بقيادة أبي عبيدة
سرية خضرة بقيادة أبي قتادة
فتح مكة
إسلام أبي سفيان بن حرب
بعث خالد بن الوليد لهدم صنم العزى
سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
غزوة حنين : 8 هـ
غزوة الطائف : 8 هـ
قدوم وفد هوازن مسلما
عمرة الرسول من الجعرانة
السنة التاسعة من الهجرة «630-631» ميلادياً
سرية قطبة بن عامر إلى خثعم
سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب
سرية علقمة بن مجزر المدلجي
سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس
غزوة تبوك
بعث خالد إلى أكيدر دومة
بناء مسجد الضرار
إسلام وفد ثقيف
قدوم وفد تميم
قدوم بني عامر
قدوم ضمام بن ثعلبة عن بني سعد بن بكر
قدوم وفد عبد قيس
قدوم بني حنيفة
إسلام عدي بن حاتم
قدوم وفد كندة
حجة أبي بكر
الرسائل إلى الملوك والأمراء
قدوم وفد همدان
السنة العاشرة من الهجرة «631-632» ميلادياً
ادعاء مسيلمة النبوة
سرية علي بن أبي طالب إلى اليمن
حجة الوداع
السنة الحادية عشرة من الهجرة «632-633» ميلادياً
وفد نخع
تجهيز جيش أسامة بن زيد لقتال الروم
مرض رسول الله
وفاة الرسول

 
سنتابع السلسلة بعد رمضان ان كان للعمر بقية انتظرونا

يمكنكم المشاركة مثلما سبق ذكره
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom