اليهود والنصارى

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
اليهود والنصارى


كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى

من عداوة إلى صداقة.. ؟!



إعداد
سليمان بن صالح الخراشي

من رسالة : ( حقيقة العلاقة بين اليهود والنصارى ) مع زيادات مهمة

للأستاذ الفاضل: أحمد محمد زايد



- مقدمة :

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعد .. مما تقرر عند أهل الإسلام أن العلاقة بين اليهود والنصارى هي علاقة عداوة وصراع وكيد، يشهد بذلك تاريخ الطائفتين الذي لم تجف منه الدماء بعد. وقد حكى الله عن كلا الطائفتين بأنها تقول عن صاحبتها بأنها ليست على شيء: ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ).

إلا أن معظم المسلمين في هذا العصر تفاجأوا عندما رأوا أن تلك العلاقة العدائية قد تبدلت وتغيرت وانقلبت إلى الضد، ليحل محلها التعاون والدعم والتنسيق، ليتوج ذلك كله بقيام دولة لليهود على أرض فلسطين، ليتساءلوا بعدها عن الذي غيَّر الأحوال، ومزج الطائفتين في طائفة واحدة تسعى لأهداف مشتركة.



- تاريخ اليهود :

- نشأ إبراهيم عليه السلام في أرض بابل وما جاورها في بيئة مشركة تعبد الأصنام وقد قص الله تعالى علينا إنكار إبراهيم عليه السلام على قومه شركهم فلما لم يجد منهم استجابة لدعوته هاجر إلى فلسطين وأقام في مدينة نابلس.

- لما حدث قحط وجدب في فلسطين هاجر إبراهيم إلى مصر مع زوجته سارة، وحصلت لهم أحداث كثيرة، ثم أهداه فرعون مصر جارية اسمها هاجر أنجبت له إسماعيل عليه السلام، فأخذها إبراهيم عليه السلام وابنها ووضعهما في مكة. ثم بنى هو وإسماعيل الكعبة –كما هو معلوم-.

- رزق الله إبراهيم ابنه (اسحق) من زوجته سارة. فلما كبر اسحق تزوج وأنجب ولدين هما (عيصو) و(يعقوب) وهو المسمى إسرائيل، وإليه ينتسب بنو إسرائيل .

- ورزق يعقوب باثني عشر ولداً كان أحبهم إليه (يوسف) عليه السلام الذي تآمر عليه إخوته –كما هو معلوم- وألقوه في الجب … الخ القصة المذكورة في سورة يوسف.

- استدعى يوسف أهله إلى مصر بعد أن كانوا يعيشون في فلسطين، فعاش بنو إسرائيل من بعده في مصر.

- لما اشتد أذى الفراعنة لبني إسرائيل في مصر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم بعث الله موسى وأخاه هارون إلى فرعون، وقد قص الله نبأ ما حدث بينهم إلى أن خرج بنو إسرائيل بقيادة موسى عليه السلام من مصر وتبعهم فرعون وجنوده فأهلكهم الله في اليم.

- قدَّر الله على بني إسرائيل أن يتيهوا في الأرض بعد خروجهم من مصر عقاباً لهم لعدم قتالهم الجبابرة المستولين على بيت المقدس، قال سبحانه : (…قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ).

- في فترة التيه توفي موسى وهارون عليهما السلام فتولى قيادة بني إسرائيل (يوشع بن نون) خليفة موسى عليه السلام . الذي فتح الله على يديه بيت المقدس.



- بعد استقرار بني إسرائيل في فلسطين مر اليهود بثلاثة عهود متتالية:

1- عهد القضاة : حيث كانت جميع أسباطهم تحتكم إلى قاضٍ واحد فيما شجر بينهم، واستمر هذا العهد حوالي 400 سنة.

2- عهد الملوك : وهو المذكور بعقوله تعالى : ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله.. ) فجعل الله عليهم طالوت ملكاً، ثم ملكهم بعده داود، ثم ابنه سليمان عليهما السلام .

3- عهد الانقسام : وهو العهد التالي لسليمان عليه السلام حيث تنازع الأمر بعده ابنه ( رحبعام بن سليمان ) و ( يربعام بن نباط )، فاستقل ( رحبعام ) بسبط يهوذا وسبط بنيامين وكون دولة سميت بدولة يهوذا نسبة إلى سبط حكامها وهو سبط يهوذا الذي من نسله داود وسليمان عليهما السلام وكانت عاصمتها بيت المقدس.



- واستقل يربعام بن نباط ببقية الأسباط (وهي عشرة) وكون دولة إسرائيل شمال فلسطين وعاصمتها نابلس، وهم من يسمون (السامريين) نسبة إلى جبل هناك يسمى شامر .

- كان بين الدولتين عداء بدون قتال.

- سقطت دولة إسرائيل بيد الآشوريين بقيادة ملكهم (سرجون) عام 722 ق.م، وسقطت دولة يهوذا بيد الفراعنة عام 603 ق.م .



- في حدود عام 586 ق.م تقريباً أغار ( بختنصر ) ملك بابل على فلسطين فطرد الفراعنة، ثم دمر دولة يهوذا التي تمردت عليه وأسر عدداً كبيراً من اليهود وأجلاهم إلى بابل بما عرف بـ ( السبي البابلي ) .

- في سنة 538 ق.م تغلب (كورش) ملك الفرس على البابليين فأطلق سراح اليهود ورجع كثير منهم إلى فلسطين.

- في سنة 135ق.م أخمد الرومان في عهد الحاكم (أدريان) ثورة قام بها اليهود فدمروا البلاد وأخرجوهم، فأصبح اليهود مشتتين في بقاع الأرض. قال سبحانه (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم وقطعناهم في الأرض أمما…) .



- في زمن سيطرة الرومان على فلسطين بعث الله عيسى عليه السلام رسولاً إلى بني إسرائيل، قال تعالى : ( ورسولاً إلى بني إسرائيل ) فدعاهم لإصلاح فسادهم، فاستجاب له بعض اليهود، وأما الكهنة فقد ناصبوه العداء لأنه كشف خداعهم ومفاسدهم. فانقسم بنو إسرائيل قسمين كما قال تعالى : ( فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ), فالقسم الأول هم ( النصارى ) والقسم الثاني هم (اليهود) .

- سعى كهنة اليهود وأحبارهم إلى الحاكم الروماني وأثاروه على عيسى عليه السلام ورغبوه في قتله. فنفذ طلبهم. ولكن الله رفع عيسى عليه السلام إليه وألقى شبهه على غيره فصلبوا الشبيه، قال تعالى: ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ) وقال تعالى: ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً ) .



- مصادر دين اليهود :

1- التوراة أو العهد القديم ويتكون من 39 كتاباً هي أربعة أقسام :

- القسم الأول: أسفار موسى وهي خمسة : سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين، سفر العدد، سفر التثنية . وهذه الخمسة يطلق عليها (التوراة) .

- القسم الثاني: الأسفار التاريخية وهي اثنا عشر : يوشع والقضاة، راعوث، صموئيل، الملاك، أخبار الأيام، عزرا، نحميا، استير . وينقسم كل من صموئيل والملوك وأخبار الأيام إلى قسمين.

- القسم الثالث: الأسفار الشعرية، وهي خمسة: أيوب، مزامير داود، أمثال سليمان، الجامعة من أمثال سليمان، نشيد الأنشاد لسليمان .

- القسم الرابع: أسفار الأنبياء، وعددها 17: أشعياء ، إرميا، مراثي إرميا، حزقيال، دانيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا، ملاخي.



2- التلمود : ومعناه "كتاب تعليم ديانة وآداب اليهود" وهو روايات شفوية تناقلها الحاخامات من جيل إلى جيل. جمعها الحاخام (يوضاس) في كتاب سماه (المشنا) أي الشريعة المكررة. ولشرح المشنا كتبت (الجمارا) ومنهما يتكون التلمود.

3- البروتوكولات : وهي مقررات تتلخص فصولها في تدبير الوسائل للسيطرة على السياسة العالمية.

- تاريخ النصارى :

- وهم من تبع عيسى عليه السلام من بني إسرائيل - كما سبق -. سموا بذلك لأنهم ناصروه أو نسبة لبلدة ( الناصرة ) وهي قرية المسيح.

- بعد رفع الله تعالى لعيسى عليه السلام لم تمض بضع سنين حتى اختلف النصارى في المسيح عليه السلام، قال سبحانه وتعالى : ( وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ).

- في سنة 325م عقد اجتماع بأمر الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي اعتنق النصرانية يضم ممثلين لجميع الكنائس المسيحية للفصل في الخلاف في ألوهية المسيح عليه السلام. فخلصوا إلى قرارات من أهمها :

إثباتهم ألوهية المسيح! وحرق كل كتاب لا يقول بذلك!

- في سنة 381م عقد المجمع القسطنطيني الأول فقرر ألوهية ( روح القدس ).

- وبذلك أصبحت العقيدة النصرانية تقوم على هذين العنصرين:

1- التثليث، والإيمان بثلاثة أقانيم .( الأقنوم : كلمة يونانية الأصل تدل على شخصية متميزة. ويوازيها في الإنجليزية كلمة Person أي : شخص ).

وقد كفرهم الله بهذا في قوله تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) .

2- صلب المسيح فداء عن الخليقة وقيامه من قبره ورفعه .



مصادر النصارى :

- يعتبر الكتاب المقدس بعهديه القديم ( التوراة ) والجديد ( الإنجيل ) هو مصدر النصرانية .

- أما الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام والذي قال الله تعالى فيه : ( وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) هذا الإنجيل غير موجود اليوم بيد النصارى! ولعل هذا مصداقاً لقوله تعالى : ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذُكروا به ) .

- أما الذي بين يدي النصارى اليوم فإنه أربعة أناجيل :

1- إنجيل متى. 2- إنجيل مرقص. 3- إنجيل لوقا. 4- إنجيل يوحنا.



- وهذه الأناجيل الأربعة لم ينسب واحد منها إلى المسيح عليه الصلاة والسلام، وإنما هي منسوبة إلى هؤلاء الأشخاص الذي يزعم النصارى أن اثنين منهم ( متى ويوحنا ) من الحواريين.

- وهذه الأناجيل تحتوي على تاريخ لعيسى عليه السلام؛ حيث ذكر فيها ولادته ثم تنقلاته في الدعوة ثم نهايته بصلبه ( كما يزعمون ) ثم قيامه وصعوده إلى السماء, كما تحتوي على مواعظه وخطبه ومجادلاته مع اليهود، ومعجزاته .

- فهذه الأناجيل أشبه ما تكون بكتب السيرة إلا أن بينها اختلافات ليست بقليلة، وبعضها اختلافات جوهرية لا يمكن التوفيق بينها إلا بالتعسف .

- إضافة إلى أن هذه الأناجيل الأربعة لم تعرف إلا في زمن متأخر بعد رفع المسيح عليه السلام حوالي ( 166-170م ) حيث لم يُشر إليها أحد من المتقدمين من النصارى .



فرق النصارى:

1- الكاثوليك : وهم أتباع البابا في روما وأهم ما يتميزون به هو:

1- قولهم بأن الروح القدس انبثق من الأب والابن معا .

2- يبيحون أكل الدم والمخنوق .

3- أن البابا في الفاتيكان هو الرئيس العام على جميع الكنائس الكاثوليكية.

4- تحريم الطلاق بتاتاً حتى في حالة الزنا .

- والكاثوليك هم أكثر الأوربيين الغربيين وشعوب أمريكا الجنوبية وتُسمى كنيستهم الكنيسة الغربية.



2- الأرثوذكس : افترقوا عن الكاثوليك سنة 869م ؛ لخلاف الفرقتين حول روح القدس : هل انبثق من الأب والابن كما يقول الكاثوليك, أم من الأب فقط كما قاله الأرثوذكس ؟ .

- وهم النصارى الشرقيون الذين تبعوا الكنيسة الشرقية في القسطنطينية وأهم ما يتميزون به هو :

1- أن الروح القدس انبثق عندهم من الأب فقط .

2- تحريم الطلاق إلا في حالة الزنا فإنه يجوز عندهم .

3- لا يجتمعون تحت لواء رئيس واحد بل كل كنيسة مستقلة بنفسها .

- وهذا المذهب منتشر في أوربا الشرقية وروسيا والبلاد العربية؛ كمصر .



3- البروتستانت : ويسمون : "الإنجيليين"، وهم أتباع مارتن لوثر الذي ظهر في أوائل القرن السادس عشر الميلادي في ألمانيا وكان ينادي بإصلاح الكنيسة وتخليصها من الفساد الذي صار صبغةً لها – كما سيأتي إن شاء الله -.

- وأهم ما يتميز به أتباع هذه النحلة هو:

1- أن صكوك الغفران دجل وكذب وأن الخطايا والذنوب لا تغفر إلا بالندم والتوبة.

2- أن لكل أحد الحق في فهم الإنجيل وقراءته وليس وقفاً على الكنيسة.

3- تحريم الصور والتماثيل في الكنائس باعتبارها مظهراً من مظاهر الوثنية.

4- منع الرهبنة.

5- أن العشاء الرباني تذكار لما حل بالمسيح من الصلب في زعمهم، وأنكروا أن يتحول الخبز والخمر إلى لحم ودم المسيح عليه السلام .

6- ليس لكنائسهم رئيس عام يتبعون قوله.

- وهذه النحلة تنتشر في ألمانيا وبريطانيا وكثير من بلاد أوربا وأمريكا الشمالية.

*يتبع إنشاء الله*
 
17.gif
 
جزاك الله الخير أخي شكرا على المرور
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top