كتب : الاستاذ ابراهيم حمامي
احداثٌ مؤلمة ومؤسفة تلك التي شهدتها مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أحداثٌ يعتصر لها القلب ألماً وحزناً على شباب ضاع وضيّع، على طاقات كان من الممكن أن تُستغل في وجهة صحيحة وبشكل إيجابي، أحداثٌ كان كل شريف يتمنى أن لا تحدث وأن لا تراق الدماء الفلسطينية لا في رفح ولا في غيرها، لكنها أيضاً أحداث ليست وليدة الصدفة، وليست من صنع واختراع شخص قرر إعلان إمارة أو خلافة، وقرر وأعلن التحدي فأودى بنفسه ومن معه، هي ليست كذلك إطلاقاً كما نظن ونعتقد، بل هي أمرٌ دُبّر بليل.
احداثٌ مؤلمة ومؤسفة تلك التي شهدتها مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أحداثٌ يعتصر لها القلب ألماً وحزناً على شباب ضاع وضيّع، على طاقات كان من الممكن أن تُستغل في وجهة صحيحة وبشكل إيجابي، أحداثٌ كان كل شريف يتمنى أن لا تحدث وأن لا تراق الدماء الفلسطينية لا في رفح ولا في غيرها، لكنها أيضاً أحداث ليست وليدة الصدفة، وليست من صنع واختراع شخص قرر إعلان إمارة أو خلافة، وقرر وأعلن التحدي فأودى بنفسه ومن معه، هي ليست كذلك إطلاقاً كما نظن ونعتقد، بل هي أمرٌ دُبّر بليل.
شواهد كثيرة تستوجب التوقف عندها في محاولة فهم ما حدث في رفح، لماذا؟ من؟ كيف؟ لمصلحة من؟ متى؟ أين؟ أسئلة دارت في رأس الكثيرين، والإجابة عنها قد لا تكون حاضرة، لكن ما يلي هو رصد لمواقف وأحداث، وتقارير إخبارية وتصريحات، ربما ساعدت في فهم ما جرى ويجري.
تسلسل تاريخي
• الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة هو في غالبيته الساحقة مسلم سني محصّن ضد الأفكار والمظاهر والمذاهب الأخرى، مهما حاول المشككون الإيحاء بعكسه، سواء هتفوا شيعة شيعة أم لم يهتفوا، وهنا لا نعني مطلقاً التهجم على مذهب أو فكر مهما كانت درجة الخلاف.
• الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة هو في غالبيته الساحقة مسلم سني محصّن ضد الأفكار والمظاهر والمذاهب الأخرى، مهما حاول المشككون الإيحاء بعكسه، سواء هتفوا شيعة شيعة أم لم يهتفوا، وهنا لا نعني مطلقاً التهجم على مذهب أو فكر مهما كانت درجة الخلاف.
• بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها محمد دحلان بتأييد ودعم كاملين من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبتخطيط وتمويل أميركيين فيما عرف بخطة دايتون التي نُشرت تفاصيلها الكاملة في صحيفة فانيتي فير الأميركية، وهو الأمر الذي لم تنفه لجنة التحقيق التي شكلها عباس برئاسة الطيب عبد الرحيم، بدأت محاولات من نوع جديد لزعزعة استقرار غزة، صلاة العراء، استنكاف عن العمل، محاولات تفجير، تحريك عناصر من عائلات معينة، تحويل المهرجانات إلى بؤر اشتباك وغيرها.
• من ضمن تلك المحاولات الإصرار الغريب على أن "القاعدة" دخلت ووصلت غزة، في تحريض ضد القطاع وأهله وحكومته، وفي محاولة لتأليب العالم ضد غزة وصمودها، وهو ما صرّح به عباس يوم 27/2/2008 لصحيفة الحياة اللندنية قائلاً وبالحرف ودون أي دليل أو إثبات "أعتقد أن القاعدة موجودة في الأراضي الفلسطينية وتحديدا في غزة، والذي جاء بالقاعدة حركة حماس، والذي يساعدها على الدخول والخروج بالطرق المعروفة هو حركة حماس"، وأضاف أن "القاعدة موجودة في غزة وأعتقد أنهما حلفاء.. أعتقد أن ذلك الوجود للقاعدة تم بتسهيل من حماس وفي غزة بالتحديد".
• عباس خرج بهذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من تصريح مشابه لأحد قادة الاحتلال، حيث ذكرت وسائل إعلام عبرية عن اللواء رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قوله إن عناصر من تنظيم القاعدة تسللوا إلى قطاع غزة بعد هدم مقطع من الجدار الحدودي بين القطاع ومصر، وكأن مصر تعج بأعضاء من القاعدة ينتظرون على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية.
محاولات إسرائيلية
• رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون سبق أن أعلن في مؤتمر صحفي في ديسمبر/كانون الأول 2002 أن "تنظيم القاعدة جند فلسطينيين وشكل خلايا في غزة لضرب أهداف إسرائيلية".
• رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون سبق أن أعلن في مؤتمر صحفي في ديسمبر/كانون الأول 2002 أن "تنظيم القاعدة جند فلسطينيين وشكل خلايا في غزة لضرب أهداف إسرائيلية".
• قيادات السلطة في حينها رفضت تلك التصريحات جملة وتفصيلا واعتبرتها محاولة "إسرائيلية" مكشوفة لتشويه صورة الشعب الفلسطيني، وهنا نذكّر بأن الراحل ياسر عرفات رد على شارون في تصريح للصحفيين من مقره الرئاسي المدمر في مدينة رام الله بالضفة الغربية ووصف ادعاءاته بوجود عناصر لمنظمة القاعدة بأنها "كذبة كبيرة جدا للتغطية على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني". وللتذكير فحتى وزير الإعلام آنذاك ياسر عبد ربه المعروف بعدائه الشديد لحركة حماس، ولأن الموجة يومها كانت مع عرفات، أشار إلى مؤامرة إسرائيلية قائلا: هناك عناصر من عملاء إسرائيل صدرت لها تعليمات من جانب الموساد بتشكيل خلية تحت اسم القاعدة في قطاع غزة من أجل تبرير الهجوم والحملات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
• أما وزير الحكم المحلي الفلسطيني وقتها صائب عريقات فقال إن شارون يحاول الربط بين المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وتنظيم القاعدة، تمهيدا لاجتياح غزة وإعادة احتلالها كليا ويبحث عن ذريعة ليقنع العالم بشن حملة دولية على الفلسطينيين.
• مسؤول العلاقات الدولية بالسلطة الفلسطينية حينها الدكتور نبيل شعث، أكد أنه تم إطلاع كافة الدبلوماسيين والقناصل الأجانب على أن إسرائيل حاولت تجنيد مواطنين فلسطينيين باسم تنظيم القاعدة. وقال شعث إنه تم شرح الموضوع للدبلوماسيين، ومطالبتهم بالتحرك العاجل لوقف أي اعتداء إسرائيلي محتمل على القطاع أو الضفة الغربية تحت ذريعة تلك الادعاءات الزائفة.
وأضاف شعث في مؤتمر صحفي أن تنظيم القاعدة أصبح موضة العصر، وأن كل من تلتصق به تهمة الانتماء إليه يخسر قضيته سلفا، لذا فإن إسرائيل حاولت منذ البداية الربط بين النضال الفلسطيني المشروع ضد الاحتلال وبين هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي استنكرها المجتمع الدولي.
• مدير جهاز الأمن الوقائي سابقا في قطاع غزة رشيد أبو شباك قال في مؤتمر صحفي عقده في ديسمبر/كانون الأول 2002 للرد على ادعاءات شارون: خلال الأشهر التسعة الماضية، حققنا في عدة حالات قام خلالها عملاء إسرائيليون بتجنيد فلسطينيين في قطاع غزة بحجة العمل مع تنظيم القاعدة.
وكشف أبو شباك عن ثماني حالات لفلسطينيين كان ضباط مخابرات إسرائيليين يتصلون بهم ويوهمونهم بأنهم من تنظيم القاعدة، نافيا أن يكون هناك أي من أفراد القاعدة في المناطق الفلسطينية. وأكد أن بعض الحالات جاءت متطوعة إلى جهاز الأمن الوقائي لتكشف بمحض إرادتها عن اتصالات أجريت معها باسم تنظيم القاعدة، بعدما انتابتها الشكوك وشعرت بأن المخابرات الإسرائيلية قد تكون وراءها، وهو ما ثبتت صحته بعد المتابعة.
اتهامات متزايدة بعد حسم غزة
• مجلة ميدل إيست نيوز لاين كشفت في تقرير لها في يونيو/حزيران 2007 أن مصر غضت الطرف عن تحرك حركة حماس للسيطرة على كامل قطاع غزة، بعد اقتناع الأجهزة المصرية بتورط محمد دحلان في سلوكيات أضرت بالأمن القومي المصري خاصة في سيناء، وذكر تقرير المجلة التي تعنى بشؤون السلاح والدفاع والإستراتيجية أن الأجهزة الاستخباراتية الغربية رصدت هذا التطور في مدركات الاستخبارات المصرية تجاه تصرفات الأجهزة الأمنية التابعة لدحلان.
• مجلة ميدل إيست نيوز لاين كشفت في تقرير لها في يونيو/حزيران 2007 أن مصر غضت الطرف عن تحرك حركة حماس للسيطرة على كامل قطاع غزة، بعد اقتناع الأجهزة المصرية بتورط محمد دحلان في سلوكيات أضرت بالأمن القومي المصري خاصة في سيناء، وذكر تقرير المجلة التي تعنى بشؤون السلاح والدفاع والإستراتيجية أن الأجهزة الاستخباراتية الغربية رصدت هذا التطور في مدركات الاستخبارات المصرية تجاه تصرفات الأجهزة الأمنية التابعة لدحلان.
وجاء في تقرير المجلة المتخصصة أن هناك تصورات في القاهرة بأن سيطرة حماس على قطاع غزة من الممكن أن يساعد على وقف أو تخفيض المتسللين إلى شبه جزيرة سيناء للقيام بعمليات "إرهابية" ضد المصالح المصرية هناك.
وقالت المصادر إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل "تباحث مع الأجهزة الأمنية المصرية قبل أسابيع، كاشفًا إستراتيجية التهديد التي تنتهجها حركة فتح ضد الأمن القومي المصري"، وأكد لها أن حماس ستوقف محمد دحلان -المتهم بقيادة التيار الانقلابي داخل فتح- مهما كلفها هذا الأمر.
وأشار التقرير إلى أن مشعل كشف في مكالمته الهاتفية الأخيرة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان عن تورط دحلان وعدد من حلفائه في العمل والتعاون مع تنظيم القاعدة، وأن فتح هي التي كانت تسهل لعناصر هذا التنظيم اختراق سيناء للهجوم على نظام الرئيس مبارك.
ووفق المصادر، استدعي دحلان إلى القاهرة من قبل اللواء سليمان لمواجهته بتلك المعلومات التي أبلغه بها مشعل، وكان محتدًا جدًا عليه خلال المقابلة، في الوقت الذي عجز فيه النائب عن نفي هذه المعلومات التي تشير إلى تورطه في التعاون مع القاعدة ضد الأمن القومي المصري.
• صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 4/8/2007 قالت إن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عرضت في نشرتها المسائية الجمعة فيلما وثائقيا قصيرا زعمت أنه صور خلال تمارين وتدريبات عناصر تنظيم القاعدة في قطاع غزة، وأضاف التلفزيون الإسرائيلي أن جماعة القاعدة في قطاع غزة بدأت في التدريبات العسكرية العلنية في الأيام الأخيرة.
وأضاف أن عناصر القاعدة قدموا إلى قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء واستقروا في رفح الفلسطينية ومدينة خان يونس، وهم -كما قال- ينتمون إلى التيار السلفي المتشدد. وتابع أن السلطات المصرية أعربت عن بالغ قلقها من هذا التطور الدرامي لأعضاء تنظيم القاعدة -على حد زعمه- الذين من شأنهم أن ينفذوا أعمالا إرهابية في المناطق المصرية بسبب الانفلات الأمني الذي يسود الحدود الفلسطينية المصرية.
• أكد باحث إسرائيلي متخصص في الحركات الإسلامية يوم 9/9/2007 في لقاء مع الوكالة الفرنسية أن تنظيم القاعدة بدأ يستخدم عائلات فلسطينية متنفذة لترسيخ وجوده في قطاع غزة وسيستمر في هذه الطريق.
وطرح مدير مشروع البحث حول الحركات الإسلامية روفن باز خلال مؤتمر عن "التأثير الشامل للإرهاب" نظمه المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في هرتسيليا قرب تل أبيب، مثال عائلة دغمش الشهيرة التي يتولى أحد أفرادها الذي يدعى ممتاز قيادة "جيش الإسلام". وقد خطفت هذه العائلة الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية آلان جونستون وأبقته أسيرا 114 يوما. وشاركت أيضا في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو/حزيران 2006. وقال باز "لدي هنا مقابلة منشورة في يونيو/حزيران على موقع صدى الجهاد في شبكة الإنترنت يقول فيها ممتاز دغمش إنه يوافق على إستراتيجية القاعدة وينوي استخدامها ضد إسرائيل، ويعتبر أسامة بن لادن رمزا". ومن المعروف أن ممتاز دغمش كانت تربطه بمحمد دحلان علاقات قوية.
• في تقرير مشابه نشر موقع الجزيرة نت يوم 16/8/2009 تقريراً بعنوان "اتهام مقربين لدحلان بتمويل جند الله" نقل عن مصادر فلسطينية موثوقة معلومات تفيد بتلقي الجماعة أموالا وأجهزة من مخابرات دولة عربية ومن مقربين من دحلان.
• تقارير أخرى أكدت أن عبد اللطيف موسى أمير ما عرف بجند أنصار الله كان يتقاضى راتبه من رام الله مستنكفاً عن العمل في مهنته الأصلية "طبيب"، وكذلك العديد من عناصر تنظيمه كانوا من منتسبي الأجهزة الأمنية وما زالت تربطهم علاقات قوية مع قيادات تلك الأجهزة التي فرت إلى الضفة الغربية عقب أحداث صيف عام 2007، وهو ما كان محط استغراب بعد تكفيره لحكومة حماس وعدم تعرضه للسلطة في رام الله التي كان يتقاضى راتبه منها.
لماذا الإصرار على وجود "القاعدة"؟
قد تبدو التقارير السابقة مثيرة للتساؤلات عن الهدف الحقيقي من إصرار السلطة الفلسطينية في رام الله على وجود تنظيم القاعدة بشكل أو بآخر في غزة، الأمر الذي كانت ترفضه جملة وتفصيلا إبان الحقبة العرفاتية، هذا الإصرار الذي يظهر جلياً اليوم من خلال البيانات التي صدرت من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية تعقيباً على أحداث رفح المؤسفة، وكذلك من مسؤولي تلك السلطة خاصة من حركة فتح، وطريقة وأسلوب التغطية الإخبارية على المواقع والمنابر الإعلامية المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والمحسوبة على فتح والسلطة، خاصة أنها جاءت متناغمة مع تصريحات نتنياهو وأركان حكومته قبل يومين فقط من إعلان "الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس".
قد تبدو التقارير السابقة مثيرة للتساؤلات عن الهدف الحقيقي من إصرار السلطة الفلسطينية في رام الله على وجود تنظيم القاعدة بشكل أو بآخر في غزة، الأمر الذي كانت ترفضه جملة وتفصيلا إبان الحقبة العرفاتية، هذا الإصرار الذي يظهر جلياً اليوم من خلال البيانات التي صدرت من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية تعقيباً على أحداث رفح المؤسفة، وكذلك من مسؤولي تلك السلطة خاصة من حركة فتح، وطريقة وأسلوب التغطية الإخبارية على المواقع والمنابر الإعلامية المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والمحسوبة على فتح والسلطة، خاصة أنها جاءت متناغمة مع تصريحات نتنياهو وأركان حكومته قبل يومين فقط من إعلان "الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس".
إن هذا الإصرار يحقق عدة أهداف لسلطة رام الله في مواجهتها المفتوحة مع الحكومة في غزة، أهمها:
- تأليب المجتمع الدولي الذي يرى أي ربط بتنظيم أو فكر القاعدة إرهاباً يستوجب التحرك المباشر.
- زيادة حالة القلق الموجودة أصلاً لدى الحكومة المصرية، لتصبح غزة في نظرها خطراً مزدوجاً على أمنها القومي.. الإخوان والقاعدة.
- اختيار رفح تحديداً لفصلها عن باقي القطاع يحرم حماس من مصدر تمويلها الرئيسي المتمثل في الأنفاق، ولسهولة دعمها لوجستياً عبر الحدود لتكون موطأ قدم "لاستعادة" قطاع غزة كما أوصى مؤتمر فتح الأخير في بيت لحم.
- إمكانية تحريك جماعات محددة وفي أوقات متفرقة لتنفيذ عمليات تفجير أو اغتيال ضد عناصر وقيادات حماس أو الحكومة في غزة، تنسب لتنظيم جند أنصار الله كعملية انتقامية على أحداث رفح الأخيرة خاصة بعد نشر بيانات باسم التنظيم عبر الإنترنت بهذا المضمون.
- إظهار حماس بمظهر من يخسر شعبيته وقاعدته من خلال بث وتأكيد أن عناصر تلك الجماعات هي في الأصل عناصر منشقة عن حركة حماس وتحت مسميات مختلفة "جيش الإسلام"، "جيش الأمة"، "جلجلت"، وغيرها.
- التشكيك في قدرة الحكومة الفلسطينية بغزة على ضبط الأمور، والربط بين ما يجري وما يسمونه "أسلمة" المجتمع الفلسطيني، أي أن ظاهرة الغلو والتطرف هي نتاج طبيعي لحكم حماس الإسلامي التوجه.
- توريط الحكومة الفلسطينية بغزة في معارك دموية تظهرها بمظهر من يقصي كل من يختلف معها علمانيا كان أو إسلاميا أو غيرهما، أي أنها تعمل على إقصاء الجميع ومن خلال القمع والقتل وبدموية شديدة.
مما لاشك فيه أن قطاع غزة وقيادته مستهدفون وبشراسة، مما يستوجب التعامل بحذر وتأن مع أي حدث أو ظاهرة، وبعيداً عن ردود الأفعال العنيفة، فإن ما حدث في رفح ليس صدفة أو ظاهرة عابرة، لكنه حلقة في مسلسل طويل يستهدف "استعادة" غزة، وبكل الوسائل والطرق. ولا نستبعد في ظل ما يجري وبعد فشل المحاولات العديدة لزعزعة أمن القطاع.. لا نستبعد عدواناً إسرائيليا جديداً على غزة، لكن هذه المرة بموافقة وتصريح ومشاركة علنية ممن يريدون "استعادة القطاع" وبأي ثمن.