ألوان من الصّوم
تدل الآية الكريمة يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "البقرة 183" على أن الصوم عبادة قديمة كتبها الله وفرضها على الأمم السابقة. وقد عرف الإنسان الصوم منذ قديم الزمان، إذ عرفه المتدين وسيلة من وسائل التقرب إلى الله، وعرفه غير المتدين طريقا من طرق التهذيب والرياضة. وهو لا يخص طائفة دون طائفة، ولا رسالة دون رسالة، ربما كان شأنا فطريا يشعر المرء بالحاجة إليه في فترات متتابعة أو متفرقة، وإن اختلفت صوره وأوقاته باختلاف العصور والأمم.
صيام الكلام
ومن ألوان الصيام، صيام الكلام، وهو معروف في بعض الديانات، فقد كان مقررا في الديانة اليهودية، ويتضح ذلك من قوله تعالى عن مريم ابنة عمران إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا "سورة مريم 26" فكان صومها يتمثل إذن في الإمساك عن الكلام، ولذلك اقتصرت في تفاهمها مع قومها على لغة الإشارة بدليل قوله تعالى بعد ذلك فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا. فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا "سورة مريم 27- 29" أي أنها لم تتكلم حرصا على صومها، واكتفت بأن أشارت إلى قومها أن يتفاهموا مع وليدها، وكانت ديانة مريم وقومها حينئذ هي اليهودية.
وقد عرف العرب في الجاهلية هذا اللون من الصوم ومارسوه، وكان يطلق عليه عندهم اسم "الضرس" بفتح الضاد وسكون الراء.
وتقول المعاجم العربية في شرح هذه الكلمة (الضرس) إنه صوم يوم إلى الليل. وكان من أشد عشائر العرب محافظة على هذا اللون من الصوم عشائر الحمس، وهي عشائر من قريش وكنانة وخزاعة ومن تابعهم على ملتهم في الجاهلية، وقد ظل بعض أفراد من عشائر الحمس يمارسون هذا النوع من الصوم حتى بعد الإسلام.
وقد روي عن أبي بكر الصديق أنه دخل على امرأة قد نذرت ألا تتكلم فقال: إن الإسلام هدم هذا فتكلمي. وفي شرح البخاري لابن حجر عن ابن قدامة أنه ليس من شريعة الإسلام، وظاهر الأخبار تحريمه. فقد أخرج ابن أبي حاتم عن حارثة بن مضرب قال: كنت عند ابن مسعود فجاء رجلان فسلم أحدهما، ولم يسلم الآخر ثم جلسا فقال القوم: ما لصاحبك لم يسلم؟ قال: إنه نذر صوما لا يكلم إنسيا. فقال ابن مسعود: "بئس ما قلت إنما كانت تلك المرأة قالت ذلك ليكون عذرا لها إذا سئلت، وكانوا ينكرون أن يكون ولد من غير زوج- إلا زنا، فتكلم وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فإنه خير لك " الألوسي. روح المعاني ج 16 ص 87 ".
صيام الكلام
ومن ألوان الصيام، صيام الكلام، وهو معروف في بعض الديانات، فقد كان مقررا في الديانة اليهودية، ويتضح ذلك من قوله تعالى عن مريم ابنة عمران إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا "سورة مريم 26" فكان صومها يتمثل إذن في الإمساك عن الكلام، ولذلك اقتصرت في تفاهمها مع قومها على لغة الإشارة بدليل قوله تعالى بعد ذلك فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا. فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا "سورة مريم 27- 29" أي أنها لم تتكلم حرصا على صومها، واكتفت بأن أشارت إلى قومها أن يتفاهموا مع وليدها، وكانت ديانة مريم وقومها حينئذ هي اليهودية.
وقد عرف العرب في الجاهلية هذا اللون من الصوم ومارسوه، وكان يطلق عليه عندهم اسم "الضرس" بفتح الضاد وسكون الراء.
وتقول المعاجم العربية في شرح هذه الكلمة (الضرس) إنه صوم يوم إلى الليل. وكان من أشد عشائر العرب محافظة على هذا اللون من الصوم عشائر الحمس، وهي عشائر من قريش وكنانة وخزاعة ومن تابعهم على ملتهم في الجاهلية، وقد ظل بعض أفراد من عشائر الحمس يمارسون هذا النوع من الصوم حتى بعد الإسلام.
وقد روي عن أبي بكر الصديق أنه دخل على امرأة قد نذرت ألا تتكلم فقال: إن الإسلام هدم هذا فتكلمي. وفي شرح البخاري لابن حجر عن ابن قدامة أنه ليس من شريعة الإسلام، وظاهر الأخبار تحريمه. فقد أخرج ابن أبي حاتم عن حارثة بن مضرب قال: كنت عند ابن مسعود فجاء رجلان فسلم أحدهما، ولم يسلم الآخر ثم جلسا فقال القوم: ما لصاحبك لم يسلم؟ قال: إنه نذر صوما لا يكلم إنسيا. فقال ابن مسعود: "بئس ما قلت إنما كانت تلك المرأة قالت ذلك ليكون عذرا لها إذا سئلت، وكانوا ينكرون أن يكون ولد من غير زوج- إلا زنا، فتكلم وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فإنه خير لك " الألوسي. روح المعاني ج 16 ص 87 ".