satdodo707
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 28 جوان 2009
- المشاركات
- 850
- نقاط التفاعل
- 559
- النقاط
- 31
شهر رمضان شهر القرآن ، فقد شرفه الله تعالى بنزول القرآن الكريم على رسوله محمد في ليلة القدر. ومن أثار كون شهر رمضان المبارك شهر القرآن هذا الإقبال اللافت للنظر للناس على قراءته فنجد لناس في البيوت والمساجد ، بل وفي وسائل النقل العامة ، وفي مكاتب الوظيفة العامة والخاصة وفي الأسواق ، وقد أقبلوا على كتاب الله تعالى ، يقرؤونه ، ويحرصون على ختمه أكثر من مرة ، ويكثر أن نجد صوت القرآن الكريم يتردد في السيارات وفي الأسواق من خلال المسجلات أو الإذاعات.
كل ذلك طيب بدل على إقبال من الناس على كتاب الله ، ورغبة في اكتساب الحسنات ، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
ولكن ينبغي ونحن في شهر القرآن الكريم أن نعيد ترتيب صلتنا بهذا الكتاب العظيم ، ونسأل أنفسنا سؤالاً مهما بل أسئلة مهمة: كيف نقرأ القرآن؟ ولماذا نقرأ القرآن؟.
من الناس من تراه يحرص على ختم القرآن أكثر من مرة ، ونراه يفاخر أو يذكر أنه ختم القرآن كذا وكذا ختمه في هذا الشهر الكريم ، وتراه يقرأ القرآن الكريم قراءة سريعة بالنظر دون صوت أو بالصوت مع النظر ، وكأن مقصوده في الصفحات ، لا التفكر في الآيات ، حاله كحال من يدخل بستاناً فيه من كل الثمرات ، أباح له صاحبه أن يأكل منه ، وأن يملأ من ثمراته سلالا ، فتراه يدخل هذا البستان فيمشى سريعاً في طرقاته وبين أشجاره ، يمتع نظره بما يراه من الثمرات ، لكنه لا يمد يده إليها ، ولا يتذوق حلاوتها وجمال طعمها. وربما وضع في جيبه حبات من تلك الثمرات،
لقد كان حظ من هذا حاله من البستان قليلاً وشتان بينه وبين من يدخله فيتذوق ألوان الفواكه الموجودة فيه ، ويتأمل بديع صنعها ، ويختار من طيباتها ما يتزود به بعد خروجه من البستان،
وهل هناك بستان أعظم من القرآن الكريم ، وثمرات أطيب مما تحمل عناقيد آياته ، وأغصان سوره ؟
ولذلك جاءنا التوجه الإلهي الكريم بتدبر الآيات ، والتفكر فيها ، لا المرور السريع عليها،
قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)
وقال سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ).
والتدبر يعني الوقوف على معاني الآيات ، وما فيها من رسائل الترهيب والترغيب ، وما تفتح من نوافذ على آيات القدرة الإلهية في الأنفس والآفاق ، وعلى ما تكشفه لنا من عوالم الغيب في الدنيا والآخرة.
كل ذلك يزيدنا بالله تعالى إيماناً ، وبتجليات أسمائه الحسنى في هذا الوجود ، فنزداد به علما ، وله شكراً ، وندرك بعض ما يليق بعظمته وجلال سلطانه.
وكم هو مناسب في هذا الشهر الكريم أن تكون قراءتنا للقرآن الكريم من كتاب تفسير ، ولو كان تفسيراً موجزاً على هامش المصحف ، لنتعلم بعض ما يخفى علينا من معاني الكلمات ، أو مدلول الآيات ، فيكون هذا الشهر الكريم شهر القرآن: قراءة ، وتدبراً وفهماً ، وانتفاعاً بما فيه.
القرآن الكريم ، كتاب الله تعالى الذي يتجلى فيه الكون بما فيه من عالم الشهادة وعالم الغيب. وهو رسالة الله تعالى إلى الإنسان يهتدي بها على الصراط المستقيم الذي يسير عليه في الدنيا ، ويمضي عليه إلى أن يدخل أبواب الجنة.
والقرآن الكريم كتاب الحياة الطيبة التي هي الثمرة للاهتداء بهديه ، وتطبيق أحكامه في جوانب الحياة المختلفة. فإذا فعلنا ذلك قراءة وتطبيقاً ، كنا قارئين له ، منتفعين به ، وإلا فما تعني قراءة لا يقشعر لها جلد ، ولا يلين لها قلب ، ولا تدمع لها عين ، ولا تستقيم بها حياة؟،
يقول تعالى ﴿ وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ﴾ [1] وقوله تعالى ﴿ وهذا ذكر مبارك انزلناه افانتم له منكرون ﴾ [2] ﴿ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [3]
﴿ فاذا قرات القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾ [4]
﴿ ورتل القرآن ترتيلا ﴾