قصة ابو قدامة مع المراة التي تجاهد وتقاتل بدون سيف الجزء الاول

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

zagane

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
2 جويلية 2007
المشاركات
5,340
نقاط التفاعل
2,313
النقاط
906
محل الإقامة
معسكر
الجنس
ذكر
السلام عليكم وبعد.هده قصة مؤثرة منقولة ليقراها من لايعرفها ويعرف دور المراة في المجتمع....

أورد ابنُ الجوزي عنرجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..
وكان رجلاً قد حببإليه الجهاد والغزو في سبيل الله ،القصهخرجت مرة مع أصحابلي لقتال الصليبيين على بعض الثغور( والثغور هي مراكز عسكريةتجعل على حدود البلاد الإسلامية لصد الكفار عنها )فمررت في طريقي بمدينةالرقة( مدينةٍ في العراق على نهر الفرات )واشتريتمنها جملاً أحمل عليه سلاحي، ووعظت الناس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاقفي سبيل الله، فلما جن علي الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه ، فلما ذهب بعض الليل فإذابالباب يطرق عليّ ، فلما فتحت الباب فإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابهافقلت : ما تريدين ؟قالت : أنت أبو قدامة ؟قلت : نعمقالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفتباكية، فنظرت إلى الرقعة فإذا فيها: إنك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلكفقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرىشعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي. قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدة شوقها إلى المغفرة والجنة. فلما أصبحنا خرجتأنا وأصحابي من الرقة ، فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءناوينادي يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله ، قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عني وأنا أنظر خبر هذا الفارس ، فلما رجعت إليه ، بدأنيبالكلام وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً. فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال . فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمكالقتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك. فقال : فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلامعمره سبع عشرة سنة. فقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟قال : أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذينقتلوا أبي. قلت : أعندك والدة ؟قال : نعمقلت : ارجع إلى أمكفأحسن صحبتها فإن الجنة تحت قدمهافقال : أما تعرفأمي ؟قلت : لاقال :أمي هي صاحبة الوديعةقلت : أي وديعة ؟قال : هي صاحبة الشكالقلت : أي شكال ؟قال : سبحانالله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشكال؟؟قلت : بلىقال : هي أمي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع وإنها قالت لي : يابني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر ، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله، ومساكنةأبيك وأخوالك في الجنة ، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّ.. ثم ضمتني إلى صدرها ،ورفعت بصرها إلى السماء ، وقالت : إلهي وسيدي ومولاي، هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي،وثمرةُ فؤادي ، سلمته إليك فقربه من أبيه وأخواله..
ثم قال: سألتك بالله ألا تحرمني الغزو معك فيسبيل الله ، أنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارفبالفروسية والرمي ، فلا تحقرَنِّي لصغر سني..
قال أبوقدامة : فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا ، فوالله ما رأينا أنشط منه، إن ركبنافهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر اللهتعالى أبداً.
فنزلنا منزلاً..وكنا صائمين وأردنا أن نصنع فطورنا..فأقسم الغلامأن لا يصنع الفطور إلا هو..فأبينا وأبى..فذهب يصنع الفطور..وأبطأ علينا..فإذا أحدأصحابي يقول لي يا أبا قدامة اذهب وانظر ما أمر صاحبك..فلما ذهبت فإذا الغلام قدأشعل النار بالحطب ووضع من فوقها القدر..ثم غلبه التعب والنوم ووضع رأسه على حجر ثمنام..
فكرهت أن أوقظه من منامه..وكرهت أن أرجع الى أصحابي خالي اليدين..فقمتبصنع الفطور بنفسي وكان الغلام على مرأى مني..فبينما هو نائم لاحظته بدأ يتبسم .. ثم اشتد تبسمه فتعجبت ثم بدأ يضحك ثم اشتد ضحكة ثم استيقظ.. فلما رآني فزع الغلاموقال: ياعمي أبطأت عليكم دعني أصنع الطعام عنك..أنا خادمكم في الجهاد.
فقال أبو قدامة: لا والله لست بصانع لنا شيء حتى تخبرني مارأيت في منامك وجعلك تضحك وتتبسم .
فقال: يا عميهذه رؤيا رأيتها..
فقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بها .
فقال: دعها.. بيني وبين الله تعالىفقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بهاقال: رأيت ياعمي في منامي أني دخلت إلى الجنة فهي بحسنهاوجمالها كما أخبر الله في كتابه..فبينما أنا أمشي فيها وأنا بعجب شديد من حسنهاوجمالها..إذ رأيت قصراً يتلألأ أنواراً , لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاتهمن الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذابجواري يرفعن الستور ، وجوههن كالأقمار ..فلما رأيت حسنهن أخذت أنظر إليهن وأتعجبمن حسنهن فإذا بجارية كأحسن ما أنت رائي من الجواري وإذ بها تشير إلي وتحدث صاحبتهاوتقول هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية..فقلت لها أنتي المرضية؟؟؟فقالت: أنا خادمة من خدم المرضية..تريد المرضية؟؟ ادخل إلىالقصر..تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير منالزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنه الشمس، لولا أنالله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..
فلما رأتنيالجارية قالت : مرحباً بولي الله وحبيبه .. أنا لك وأنت لي .. فلما سمعت كلامهااقتربت منها وكدت ان أضع يدي عليها قالت : يا خليلي يا حبيبي أبعد الله عنك الخناءقد بقي لك في الحياة شيء وموعدنا معك غدًا بعد صلاة الظهر.. فتبسمت من ذلك وفرحتمنه يا عم.
فقلت له: رأيت خيرًا إن شاء الله.
.................وبدات المعركة فمادا سيحدث في الجزء الثاني......................
 
بقية القصة..................

اليك الجزء الثاني

ثم إننا أكلنا فطورنا ومضينا الى أصحابنا المرابطين في الثغور ثم حضر
عدونا..وصف الجيوش قائدنا..
وبينما أنا أتأمل في الناس..فإذ كل منهم يجمع حولهأقاربه وإخوانه..إلا الغلام..فبحثت عنه ووجدته في مقدمة الصفوف..فذهبت إليه وقلت: يا بني هل أنت خبير بأمور الجهاد؟؟ قال لا يا عم هذه والله أول معركة لي مع الكفار.
فقلت يا بني إن الأمر خلاف على ما في بالك ، إن الأمر قتال ودماء..فيا بني كنفي آخر الجيش فان انتصرنا فأنت معنا من المنتصرين وإن هُزمنا لم تكن أول القتلى..
فقال متعجبا: أنت تقول لي ذلك؟؟قلت: نعم أنا أقول ذلك .
قال: يا عم أتود أن أكون من أهل النار؟قلت أعوذ بالله.. لاوالله .. والله ما جئنا إلى الجهاد إلا خوفًا منها..فقال الغلام: فان الله تعالى يقول: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَاتُوَلُّوهُمُ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًالِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِوَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
هل تريدني أوليهم الأدبارفأكون من أهل النار؟فعجبت والله من حرصه وتمسكه بالآيات فقلت له يا بني إنالآية مخرجها على غير كلامك..فأبى يرجع فأخذت بيده أُرجعه إلى آخر الصفوف وأخذ يسحبيده عني فبدأت الحرب وحالت بيني وبينه..
فجالت الأبطال ، ورُميت النبال ،وجُرِّدت السيوف ، وتكسرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل .. واشتد علينا القتالحتى اشتغل كلٌ بنفسه ، وقال كل خليل كنت آمله ..لا ألهينك إني عنك مشغول.. حتى دخلوقت صلاة الظهر فهزم الله جل وعلا الصليبين...فلما انتصرنا جمعت أصحابي وصليناالظهر وبعد ذلك ذهب كل منا يبحث عن أهله وأصحابه..إلا الغلام فليس هنالك من يسألعنه فذهبت أبحث عنه..فبينما أنا اتفقده وإذا بصوت يقول: أيها الناس ابعثوا إلي عميأبا قُدامة ابعثوا إلي عمي أبا قدامة.. فالتفت إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسدالغلام ..وإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليه فمزقت اللحمان ، وأدمتاللسان وفرقت الأعضاء ، وكسرت العظام .. وإذا هو يتيم مُلقى في الصحراء .
قال أبو قدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ، وصرخت : هاأنا أبو قدامة .. ها أنا أبو قدامة ..
فقال : الحمدلله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمع وصيتي. قال أبو قدامة : فبكيت والله علىمحاسنه وجماله ، ورحمةً بأمه التي فجعت عام أول بأبيه وأخواله وتفجعالآن به،أخذت طرف ثوبي أمسح الدم عن وجهه.
فقال : تمسح الدمعن وجهي بثوبك !! بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك ، فثوبي أحق بالوسخ من ثوبك ..
قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحر جواباً ..
فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلىالرقة ، ثم تبشر أمي بأن الله قد تقبل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قُتل في سبيلالله مقبلاً غير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإني سأوصل سلامها إلى أبيوأخوالي في الجنة ، .. ثم قال : يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك فخذ معك بعضثيابي التي فيها الدم، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ، وقل لها إن الموعد الجنةإن شاء الله ..
يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرةعمرها تسع سنوات .. ما دخلتُ المنزل إلا استبشرتْ وفرحتْ ، ولا خرجتُ إلا بكتْوحزنتْ ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وتفجع بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأتعلي ثياب السفر : يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرهابكلمات ..وقل لها يقول لك أخوكِ الله خليفتي عليكي.. ثم تحامل الغلام على نفسه وقال : يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشمريحها ..ثم انتفض وتصبب العرق وشهق شهقات ، ثم مات.
قال أبو قدامة : فأخذت بعضثيابه فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من أن أرجعَ إلى الرقة وأبلغَ رسالته لأمه ..
فرجعت إلى الرقة وأنا لا أدري ما اسم أمه وأين تسكن..فبينما أنا أمشي وقفت عندمنزل تقف على بابه فتاة صغيرة ما يمر أحد من عند بابهم وعليه أثر السفر إلا سألتهيا عمي من أين أتيت فيقول من الجهاد فتقول له معكم أخي؟..
فيقول ما أدري مَنأخوك ويمضي..وتكرر ذلك مرارًا مع المارة ويتكرر معها نفس الرد..فبكت أخيرًا وقالت: مالي أرى الناس يرجعون وأخي لا يرجع..
فلما رأيت حالها أقبلت عليها..فرأت عليأثر السفر فقالت يا عم من أين أتيت قلت من الجهاد فقالت معكم أخيفقلت أين هي أمك؟؟قالت:فيالداخل ودخلت تناديها..فلما أتت الأم وسمعت صوتي عرفتني وقالت: يا أبا قدامة أقبلتمعزيًا أم مبشرًا؟؟فقلت:كيف أكون معزيًا ومبشرًا؟فقالت: إن كنت أقبلت تخبرني أن ولدي قُتل في سبيلالله مقبل غير مدبر فأنت تبشرني بأن الله قد قبل هديتي التي أعدتها من سبعة عشرعامًا. وإن كنت قد أقبلت كي تخبرني أن ابني رجع سالمًا معه الغنيمة فإنك تعزيني لأنالله لم يقبل هديتي إليه..
فقلت لها:بل أنا واللهمبشر إن ولدك قد قتل مقبل غير مدبر..فقالت ما أظنك صادقًا وهي تنظر إلى الكيس ثمفتحت الكيس وإذ بالدماء تغطي الملابس فقلت لها أليست هذه ثيابه التي ألبستيه إياهابيدك؟فقالت الله أكبر وفرحت.. أما الصغيرة شهقت ثم وقعت على الأرض ففزعت أمهاودخلت تحضر لها ماء تسكبها على وجهها.. أما أنا فجلست أقرأ القرآن عند رأسها..ووالله مازالت تشهق وتنادي باسم أبيها وأخيها..
وماغادرتها إلا ميتة..فأخذتها أمها وأدخلتهاوأغلقت الباب وسمعتُها تقول: اللهم إني قد قدمت زوجي وإخواني وولدي في سبيلك اللهمأسألك أن ترضى عني وتجمعني وإياهم في جنتك....
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top