- إنضم
- 6 جويلية 2009
- المشاركات
- 1,666
- نقاط التفاعل
- 319
- النقاط
- 43
مازلت احن الى اجواء رمضان التى صاحبت طفولتى.. اتذكرها بشوق.. واغمض عينى وانا استعيد تفاصيلها الجميلة الدافئة.. واتوقف باسى عند مشاهد اختفت.. وصور محتها يد الزمن.. وملامح طمستها اعاصير.. تطور انتزع من نفوسنا المتعبة.. ذكريات نسند رءوسنا عليها كلما ارهقتنى ضغوط الحياه..
بالامس لم يكن هناك حساب فلكى ينتزع منا فرحة انتظار رمضان.. ويحرمنا حلاوة نظراتنا المتلهفة الى السماء فى ليلة الرؤية؛ لعلنا نحظى برؤية هلال رمضان يتلآلآ فى سماء صافية.. لا تطاولها ابراج المحمول،،، او تكدر صفاءها سحابة سوداء،، وعوادم قاتلة..!
كنا نتحلق حول المذياع.. او امام التلفاز.. ننتظر بيان دار الافتاء.. فاذا ثبتت الرؤية؛ انطلق صوت بائع الزبادى فى الاوانى الفخارية يبشرنا بالذ واشهى سحور.. وتفف باعة الفول المدمس فى انتقاء عبارات منغمة يرجون بها بضاعتهم اللذيذة.. وشد آذان الخاص بالسحور ليكون صوته اوضح وهو يوقظنا بصوته الاليف.. وينادى علينا .. فيشعر كل منا بان المؤذن لم يتكبد عناء الخروج من بيته الا ليوقظه هو وحده!!
فى رمضان الامس لم يكن هناك اعلام يتفنن فى سرقة فترة ما بعد الافطار منا بمسلسلات مملة وبرامج تافهة.. ويطفى بنفخة قاسية شمعة فانوسنا النحاسى الذى كنا نضى به ليل رمضان.. ونتجول ونحن نحمله فى شوارعنا الحميمية.. دون ان يتهدد امننا مغتصب او قاطع طريق او منتهك لبراءتنا الجميلة!!
كانت اغنيات رمضان الدافئة تؤنس نهارنا وتفجر فينا معانيها البليغة الرائعة.. احساسا اكثر ببهاء رمضان.. وروحانياته المتفردة.. واليوم.. حال تكدس المسلسلات والبرامج دون اذاعة هذه الاغانى التى تحمل لنا معها احلى الذكريات...
بالامس كانت السلع الرمضانية رخيصة،،، يستطيع الفقير ادخال الفرحة على اهل بيته بشراء ولو القليل منها.. اما اليوم.. فقد صار مجرد شراء بضعة كيلوات من التمر عبئا اقتصاديا على ارباب اسر افرغ الغلاء جيوبهم.. وادار تزامن رمضان مع بدء الدراسة رءوسهم؛ لتصبح محاولاتهم اليائسة اعداد ميزانية امرا مستحيلا.. ولغزا حسابيا كبيرا!!
فاين انت ؟ومتى تعود يارمضان الزمن الجميل؟ حيث بركة الوقت التى تتيح لكل مسلم ومسلمة ختم كتاب الله اكثر من مرة.. وتجعل اليوم يتسع لصلة الارحام.. وتفقد احوال الجيران.. ومسامرة الاهل.. .. والحصول على قسط وافر من النوم.. وانهاء الواجبات المدرسية باطمئنان دون توتر او ارتباك...
متى تعود يارمضان الوجوه المتهللة التى لا تطفى بهجتها معادلة الزرق الصعبة.. رمضان اضواء الشموع المتراقصة.. وسط زجاج الفانوس الزاهى.. رمضان صوت الشيخ رفعت.. وابتهالات النقشبندى والاطباق الشعبية الشهية التى تتبادلها الجارات والقريبات بحب وسخاء ولمة الاهل والاحباب....
انتظرك بكل شوق يارمضانى الحبيب،، الذى تطارد بقاياه ارواحنا وتخيلاتنا.. اين انت يارمضانى المسروق؟؟ واين ذهبت ومتى تاتى؟؟ سانتظرك بلهفة.. ولن ينسينى الياس الحلم برجوعك يوما!!!
مما راق