ابو امة الله
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 29 أفريل 2007
- المشاركات
- 178
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإعداد العام
الحمد لله الذي أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة، على فترةٍ من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فقد غوى، وفرط وضلّ ضلالاً بعيداً.
أوصيكم بتقوى الله، فإنّه خير ما أوصى به المسلم مسلماً أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله. فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك ذكرٌ. وإن تقوى الله لمن عمل بها على وجل ومخافة من ربه، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السرّ والعلانية، ولا ينوي بذلك إلاّ وجه الله، يكن له ذكر في عاجل أمره، وذخر فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء إلى ما قدّم. وما كان من سوى ذلك يودّ لو أنّ بينه وبينها أمداً بعيداً، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد.
والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فإنّه يقول: (ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد) فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فإنّه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجراً، ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً. وإنّ تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تبيّض الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة.
خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علّمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده. هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين، (ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. فأكثروا ذكر الله، واعلموا أنّه خير من الدنيا وما فيها، واعملوا لما بعد الموت. فإنّه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس. ذلك بأنّ الله يقضي بالحق على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه. الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
***
جوامع الكلم
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، و (من) سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على العمل بطاعته؛ وأستفتح الله بالذي هو خير.
أمّا بعد:
أيها النّاس! اسمعوا مني (ما) أبيّن لكم، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.
أيّها النّاس! إنّ دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها؛ وإنّ ربا الجاهليّة موضوع، وإن أول رباً أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية. والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن ازداد فهو من الجاهلية.
أيّها النّاس! إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنّه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم.
أيّها النّاس! (إنّما النّسيء زيادةٌ في الكفر يضلّ به الّذين كفروا يحلّونه عاماً ليواطئوا عدّة ما حرّم الله) وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض (وإنّ عدّة الشّهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السّماوات والأرض منها أربعةٌ حرم) ثلاثة متوالية، وواحد فرد ـ ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرم، ورجب بين جمادي وشعبان، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
أيّها النّاس! إن لنسائكم عليكم حقّاً، ولكم عليهن حقّاً، حقكم عليهنّ أن لا يوطئن أحداً فرشكم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهنّ في المضاجع، وتضربوهنّ ضرباً غير مبرّح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيراً.
أيّها النّاس! (إنما المؤمنون إخوة) ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفسه منه. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
أيّها النّاس! إنّ ربّكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وليس لعربي على عجميّ فضل إلاّ بالتقوى. ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: فليبلّغ الشاهد الغائب.
أيّها النّاس! إن الله قسّم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصيّة في أكثر من الثلث، والوالد للفراش وللعاهر الحجر، من ادّعى إلى غير أبيه، ومن تولّى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. والسلام عليكم ورحمة الله.
***
إصابة السنة
قراءة القرآن في صلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة، وذكر الله أفضل من الصّدقة، والصّدقة أفضل من الصّوم، والصّوم حسنة، لا قول إلاّ بعمل، ولا قول ولا عمل إلاّ بنيّة، ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلاّ بإصابة السّنّة.
***
عظة بالغة
أيّها النّاس! إن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنّة محمّدٍ، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشرّ الأمور محادثتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما أتّبع، وشرّ العمى عمى القلب، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلى، وما قلّ وكفى خيرٌ ممّا كثر وألهى، وشرّ المعذرة حين يحضر الموت، وشرّ الندامة ندامة يوم القيامة، ومن أعظم خطايا اللسان الكذب، وخير الغنى غنى النّفس، وخير الزّاد التّقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والمسكر من النّار، والخمر جماع الإثم، والنّساء حبالات إبليس، والشّباب شعبةٌ من الجنون، وشرّ المكاسب الربّا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشّقيّ من شقي في بطن أمّه، وإنّما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، وملاك العمل خواتيمه، وكلّ ما هو آتٍ قريب، وسباب المؤمن فسوقٌ، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصيةٌ، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يستغفر الله يغفر له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يصبر على الرزيّة يعوّضه الله.
***
حديث أربعين حديثاً
أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ، في مواقيتها، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل، وتؤدي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً.
وأن لا تعقّ والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلماً، ولا تأكل الربا، ولا تشرب الخمر، ولا شيئاً من الأشربة المسكرة، ولا تزني، ولا تلوط، ولا تمشي بالنميمة، ولا تحلف بالله كاذباً، ولا تسرق، ولا تشهد شهادة الزور لأحد، قريباً كان أو بعيداً، وأن تقبل الحق ممن جاء به كان صغيراً أو كبيراً، وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميماً قريباً، وأن لا تعمل بالهوى، ولا تقذف المحصنة، ولا ترائي، فإن أيسر الرياء شرك بالله عز وجل، وأن لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل، تريد بذلك عيبه، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله، وأن تصبر على البلاء والمصيبة، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله، وأن تتوب إلى الله عز وجل، من ذنوبك، فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له، وأن لا تصرّ على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرك قبيحة، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين، وأن لا تغضب إذا سمعت حقاً، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة، وأن تعمل بما علمت، ولا تعاملن أحداً من خلق الله عز وجل، إلا بالحق، وأن تكون سهلاً للقريب والبعيد، وأن لا تكون جبّاراً عنيداً، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت، وما بعده من القيامة والجنّة والنار، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات، وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك، فلا تفعله بأحد من المؤمنين، ولا تملّ من فعل الخير، ولا تثقل على أحد، ولا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه، وأن تكون الدنيا عندك سجناً حتى يجعل الله لك جنّة.
فهذه أربعون حديثاً من استقام عليها وحفظها عنّي من أمتي دخل الجنّة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عز وجل، بعد النبيين والصّدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
الإعداد العام
الحمد لله الذي أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة، على فترةٍ من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فقد غوى، وفرط وضلّ ضلالاً بعيداً.
أوصيكم بتقوى الله، فإنّه خير ما أوصى به المسلم مسلماً أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله. فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك ذكرٌ. وإن تقوى الله لمن عمل بها على وجل ومخافة من ربه، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السرّ والعلانية، ولا ينوي بذلك إلاّ وجه الله، يكن له ذكر في عاجل أمره، وذخر فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء إلى ما قدّم. وما كان من سوى ذلك يودّ لو أنّ بينه وبينها أمداً بعيداً، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد.
والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فإنّه يقول: (ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد) فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فإنّه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجراً، ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً. وإنّ تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تبيّض الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة.
خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علّمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده. هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين، (ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. فأكثروا ذكر الله، واعلموا أنّه خير من الدنيا وما فيها، واعملوا لما بعد الموت. فإنّه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس. ذلك بأنّ الله يقضي بالحق على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه. الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
***
جوامع الكلم
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، و (من) سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على العمل بطاعته؛ وأستفتح الله بالذي هو خير.
أمّا بعد:
أيها النّاس! اسمعوا مني (ما) أبيّن لكم، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.
أيّها النّاس! إنّ دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها؛ وإنّ ربا الجاهليّة موضوع، وإن أول رباً أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية. والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن ازداد فهو من الجاهلية.
أيّها النّاس! إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنّه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم.
أيّها النّاس! (إنّما النّسيء زيادةٌ في الكفر يضلّ به الّذين كفروا يحلّونه عاماً ليواطئوا عدّة ما حرّم الله) وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض (وإنّ عدّة الشّهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السّماوات والأرض منها أربعةٌ حرم) ثلاثة متوالية، وواحد فرد ـ ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرم، ورجب بين جمادي وشعبان، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
أيّها النّاس! إن لنسائكم عليكم حقّاً، ولكم عليهن حقّاً، حقكم عليهنّ أن لا يوطئن أحداً فرشكم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهنّ في المضاجع، وتضربوهنّ ضرباً غير مبرّح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيراً.
أيّها النّاس! (إنما المؤمنون إخوة) ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفسه منه. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
أيّها النّاس! إنّ ربّكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وليس لعربي على عجميّ فضل إلاّ بالتقوى. ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: فليبلّغ الشاهد الغائب.
أيّها النّاس! إن الله قسّم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصيّة في أكثر من الثلث، والوالد للفراش وللعاهر الحجر، من ادّعى إلى غير أبيه، ومن تولّى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. والسلام عليكم ورحمة الله.
***
إصابة السنة
قراءة القرآن في صلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة، وذكر الله أفضل من الصّدقة، والصّدقة أفضل من الصّوم، والصّوم حسنة، لا قول إلاّ بعمل، ولا قول ولا عمل إلاّ بنيّة، ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلاّ بإصابة السّنّة.
***
عظة بالغة
أيّها النّاس! إن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنّة محمّدٍ، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشرّ الأمور محادثتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما أتّبع، وشرّ العمى عمى القلب، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلى، وما قلّ وكفى خيرٌ ممّا كثر وألهى، وشرّ المعذرة حين يحضر الموت، وشرّ الندامة ندامة يوم القيامة، ومن أعظم خطايا اللسان الكذب، وخير الغنى غنى النّفس، وخير الزّاد التّقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والمسكر من النّار، والخمر جماع الإثم، والنّساء حبالات إبليس، والشّباب شعبةٌ من الجنون، وشرّ المكاسب الربّا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشّقيّ من شقي في بطن أمّه، وإنّما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، وملاك العمل خواتيمه، وكلّ ما هو آتٍ قريب، وسباب المؤمن فسوقٌ، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصيةٌ، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يستغفر الله يغفر له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يصبر على الرزيّة يعوّضه الله.
***
حديث أربعين حديثاً
أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ، في مواقيتها، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل، وتؤدي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً.
وأن لا تعقّ والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلماً، ولا تأكل الربا، ولا تشرب الخمر، ولا شيئاً من الأشربة المسكرة، ولا تزني، ولا تلوط، ولا تمشي بالنميمة، ولا تحلف بالله كاذباً، ولا تسرق، ولا تشهد شهادة الزور لأحد، قريباً كان أو بعيداً، وأن تقبل الحق ممن جاء به كان صغيراً أو كبيراً، وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميماً قريباً، وأن لا تعمل بالهوى، ولا تقذف المحصنة، ولا ترائي، فإن أيسر الرياء شرك بالله عز وجل، وأن لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل، تريد بذلك عيبه، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله، وأن تصبر على البلاء والمصيبة، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله، وأن تتوب إلى الله عز وجل، من ذنوبك، فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له، وأن لا تصرّ على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرك قبيحة، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين، وأن لا تغضب إذا سمعت حقاً، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة، وأن تعمل بما علمت، ولا تعاملن أحداً من خلق الله عز وجل، إلا بالحق، وأن تكون سهلاً للقريب والبعيد، وأن لا تكون جبّاراً عنيداً، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت، وما بعده من القيامة والجنّة والنار، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات، وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك، فلا تفعله بأحد من المؤمنين، ولا تملّ من فعل الخير، ولا تثقل على أحد، ولا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه، وأن تكون الدنيا عندك سجناً حتى يجعل الله لك جنّة.
فهذه أربعون حديثاً من استقام عليها وحفظها عنّي من أمتي دخل الجنّة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عز وجل، بعد النبيين والصّدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.