" أخيراً وصلتُ بيتي ...."....
كلماتٌ حملتْ تعب العمر بأكمله همستْ بها و هي تغلق باب البيت خلفها بيأس ....
دخلتْ و عتمة المكان ترافقها ....
رمتْ بجسدها المتهالك فوق المقعد الخشبي الجالس كعجوز حكيم في زاوية غرفتها ....
احتضنتْ رأسها بين يديها و أسلمتْ دموعها لمصيرها الموعود ....
بكتْ كما لم تفعل من سنين طوال .... منذ أن رحلتْ شمس البيت و قمره ، أمها الحنون ....
كانت تخشى مواجهة أول دمعة فهي إعلانٌ حتمي ببداية السقوط ، الانهيار ....
أمضتْ اليوم كله مرتدية بين الناس الحزينة معطف قوة تستر به ضعفها ....الدموع حينها كانت ستعريها حتماً ....
لكن الآن ، وحدها و الليل و حزنٌ كبير غمر الكون فجأة ، كل هذا يرجوها أن تبكي ....
رمتْ برأسها للخلف و كأنها تريد أن تنفض منه أحداث يوم تجاوز بطوله سنيّ عمرها الأربعين .... و من بين يديها سقطت رزمة أوراق تبعثرت عند قدميها بإنكسار حزين ....
" كيف حدث هذا؟!!.... كيف حدث هذا؟!!...."....
بقيتْ ترددُ السؤال علّ هذه الجدران التي شهدت تفاصيل حياتها تستطيع أن تجيب تساؤلها المفجوع ....
" كيف تجرأتِ و غادرتني إلى الخلود؟!!....
أما كان عهدٌ بيننا أن ننفخ ببوق الرحيل معاً؟!!....
كيف خنتِ عهدنا؟!!...
كيف غدرتِ بملاعب حفرنا طفولتنا فيها يوماً بعد آخر؟!!.... بطرقاتٍ زرعناها خطواتٍ مشيناها إلى المدرسة و البيوت صباح مساء؟!!....
كيف هانت عليكِ طقوس قهوتنا العامرة بالثرثرات و الضحكات و العمر الجميل؟!!....
ثلاثون عاماً يا خائنة ذبحتها بمرضك اللعين و غادرتني برفقته و دموع ثكلى تسكن الحناجر ....
ثلاثون عاماً كنتِ لي فيهم محراب بوحي الأصدق و الأوحد ، و دون استئذان حملتِ صدى كلماتي و أنيني و رحلتِ متوحدة مع الأفق ....
ثلاثون عاماً يا صديقتي بحلوها و مرّها و روح صداقتنا التي سكنتـْها مضتْ برحيلك و لن تعود ....
و ماذا تركتِ لي؟!!.... كومة ذكرياتٍ أوقد منها فتيلاً يضيء زوايا عمري القادم؟!!....
أم رزمة الرسائل هذه المرمية عند قدميّ كتبـْتـِها و أنتِ تعلمين أن آون رحيلك مع السرب المهاجر قد أقترب؟!!.... ماذا أفعل بحروفكِ بعد أن غابت روحها؟!!....
قد أخطأتِ يا صديقة ، يا توأم الروح ، حين اعتقدتِ أن تلك الحروف ستنير عتمة العمر الآتي ....
رحيلكِ صقيعٌ أحال مساحات الروح جثة تبحثُ عن مرقد لها بين جنبات الزمن القادم ....
فكيف لي بعد هذا أن أجدَ شمعة أنيرها و أنا أتلمس حروف الوداع التي نسجتـِها على هذه الورقات المنتحبة عند قدميّ؟!!...."....
صمتْ .... سكونٌ مخيف يخيم عليها .... و عتمة لم تستطع أن تكتم سر عينيها اللتين فاضتا بدموع تبكي رحيل صديقة العمر ، و ما بعد العمر ....
كذلك بقيتْ و كل ما فيها يحاكي لغة الموت ....
وحدها العينان تسمرتا صوب سقف الغرفة و قد بدأت أشعة الشمس تغازله على استحياء من نافذة غرفتها الموصدة على حزن يمكنه أن يفجر الكون بأسره ....
انحنتْ بتعب تلملمُ الورق المبعثر على الأرض .... ضمتـّهم بحنين إلى صدرها عند القلب الكسير ....
- " أين أنتِ الآن يا أنا ؟!!....
اشتقتُ إليكِ .... إلى الفرح المزروع في بساتين ضحكاتك ....
إلى الأمل الذي يستوطن أحلامك كي تشرق شمسه في صباحات أيامي ....
أحنّ إليك ....
إلى الآتي من رفات الماضي كي يسكنني دفئاً و وشوشاتٍ ليلية ....
أفتقدك ِ ، أنتِ كما أنتِ .... أنتِ كما أنا ....
و هل كنـّا يوماً ( أنتِ ) و ( أنا ) ؟!!....
يقولون أنكِ رحلتِ إلى الأبد ....
و أقول أنكِ ستبقينَ ما بقيتْ لديّ إشراقة روح و نبض جسد ، فهل كنتِ لي يوماً إلا ترنيمة حياة و لحن وجود ؟!!...."....
في مقهى صغير ضبابي
قدم الجميع ليستمعوا لك
ليسهروا ..ليرقصوا
طوال الليل
و جلست آخر الحضور
و أغلقت عينيا
و حلمت بأنك لي
و لكن لا تعلم..
لا تعلم. حتى أني هنا
تمنيت لو كنت بين ذراعيك
كالقيتار الأسباني
و تـغنيني طوال الليل
حتى الـفجر
تـمنيت لو تـحـضنيـنـي
بين ذراعـيك .. طــوال الليل
و أكـون أغـنيتك .أغـنيتك
سرقت قـلبـي بكل مقطوعة تـعزفهـا
دعـــوت الله ..
لكي تنظر لي
و لكي تـحملني في قـلبك يوما ما
و أكون الوحيدة التي تعانقها بلطف
لكنك لا تـعلم.
لا تعلم .حتى بأني موجودة
تمنيت لو كـنت بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
و تـعزفـنـي طوال الليل
حتى الـفجر
تمنيت لو تـحملني بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
طوال الليل
و أكـون أغـنيتك
جلست مع الحضور
و أغمضت عينيا
حلمت بأنك لي
بدون أن تـعلم..
لا تـعلم. حتى بأني موجودة
تمنيت بأني لو كـنت بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
و تـعزفنـي طوال الليل
حتى الـفجر
تـمنيت لو تـحملنـي بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
طوال الليل
و أكـون أغـنيتك.
كلماتٌ حملتْ تعب العمر بأكمله همستْ بها و هي تغلق باب البيت خلفها بيأس ....
دخلتْ و عتمة المكان ترافقها ....
رمتْ بجسدها المتهالك فوق المقعد الخشبي الجالس كعجوز حكيم في زاوية غرفتها ....
احتضنتْ رأسها بين يديها و أسلمتْ دموعها لمصيرها الموعود ....
بكتْ كما لم تفعل من سنين طوال .... منذ أن رحلتْ شمس البيت و قمره ، أمها الحنون ....
كانت تخشى مواجهة أول دمعة فهي إعلانٌ حتمي ببداية السقوط ، الانهيار ....
أمضتْ اليوم كله مرتدية بين الناس الحزينة معطف قوة تستر به ضعفها ....الدموع حينها كانت ستعريها حتماً ....
لكن الآن ، وحدها و الليل و حزنٌ كبير غمر الكون فجأة ، كل هذا يرجوها أن تبكي ....
رمتْ برأسها للخلف و كأنها تريد أن تنفض منه أحداث يوم تجاوز بطوله سنيّ عمرها الأربعين .... و من بين يديها سقطت رزمة أوراق تبعثرت عند قدميها بإنكسار حزين ....
" كيف حدث هذا؟!!.... كيف حدث هذا؟!!...."....
بقيتْ ترددُ السؤال علّ هذه الجدران التي شهدت تفاصيل حياتها تستطيع أن تجيب تساؤلها المفجوع ....
" كيف تجرأتِ و غادرتني إلى الخلود؟!!....
أما كان عهدٌ بيننا أن ننفخ ببوق الرحيل معاً؟!!....
كيف خنتِ عهدنا؟!!...
كيف غدرتِ بملاعب حفرنا طفولتنا فيها يوماً بعد آخر؟!!.... بطرقاتٍ زرعناها خطواتٍ مشيناها إلى المدرسة و البيوت صباح مساء؟!!....
كيف هانت عليكِ طقوس قهوتنا العامرة بالثرثرات و الضحكات و العمر الجميل؟!!....
ثلاثون عاماً يا خائنة ذبحتها بمرضك اللعين و غادرتني برفقته و دموع ثكلى تسكن الحناجر ....
ثلاثون عاماً كنتِ لي فيهم محراب بوحي الأصدق و الأوحد ، و دون استئذان حملتِ صدى كلماتي و أنيني و رحلتِ متوحدة مع الأفق ....
ثلاثون عاماً يا صديقتي بحلوها و مرّها و روح صداقتنا التي سكنتـْها مضتْ برحيلك و لن تعود ....
و ماذا تركتِ لي؟!!.... كومة ذكرياتٍ أوقد منها فتيلاً يضيء زوايا عمري القادم؟!!....
أم رزمة الرسائل هذه المرمية عند قدميّ كتبـْتـِها و أنتِ تعلمين أن آون رحيلك مع السرب المهاجر قد أقترب؟!!.... ماذا أفعل بحروفكِ بعد أن غابت روحها؟!!....
قد أخطأتِ يا صديقة ، يا توأم الروح ، حين اعتقدتِ أن تلك الحروف ستنير عتمة العمر الآتي ....
رحيلكِ صقيعٌ أحال مساحات الروح جثة تبحثُ عن مرقد لها بين جنبات الزمن القادم ....
فكيف لي بعد هذا أن أجدَ شمعة أنيرها و أنا أتلمس حروف الوداع التي نسجتـِها على هذه الورقات المنتحبة عند قدميّ؟!!...."....
صمتْ .... سكونٌ مخيف يخيم عليها .... و عتمة لم تستطع أن تكتم سر عينيها اللتين فاضتا بدموع تبكي رحيل صديقة العمر ، و ما بعد العمر ....
كذلك بقيتْ و كل ما فيها يحاكي لغة الموت ....
وحدها العينان تسمرتا صوب سقف الغرفة و قد بدأت أشعة الشمس تغازله على استحياء من نافذة غرفتها الموصدة على حزن يمكنه أن يفجر الكون بأسره ....
انحنتْ بتعب تلملمُ الورق المبعثر على الأرض .... ضمتـّهم بحنين إلى صدرها عند القلب الكسير ....
- " أين أنتِ الآن يا أنا ؟!!....
اشتقتُ إليكِ .... إلى الفرح المزروع في بساتين ضحكاتك ....
إلى الأمل الذي يستوطن أحلامك كي تشرق شمسه في صباحات أيامي ....
أحنّ إليك ....
إلى الآتي من رفات الماضي كي يسكنني دفئاً و وشوشاتٍ ليلية ....
أفتقدك ِ ، أنتِ كما أنتِ .... أنتِ كما أنا ....
و هل كنـّا يوماً ( أنتِ ) و ( أنا ) ؟!!....
يقولون أنكِ رحلتِ إلى الأبد ....
و أقول أنكِ ستبقينَ ما بقيتْ لديّ إشراقة روح و نبض جسد ، فهل كنتِ لي يوماً إلا ترنيمة حياة و لحن وجود ؟!!...."....
في مقهى صغير ضبابي
قدم الجميع ليستمعوا لك
ليسهروا ..ليرقصوا
طوال الليل
و جلست آخر الحضور
و أغلقت عينيا
و حلمت بأنك لي
و لكن لا تعلم..
لا تعلم. حتى أني هنا
تمنيت لو كنت بين ذراعيك
كالقيتار الأسباني
و تـغنيني طوال الليل
حتى الـفجر
تـمنيت لو تـحـضنيـنـي
بين ذراعـيك .. طــوال الليل
و أكـون أغـنيتك .أغـنيتك
سرقت قـلبـي بكل مقطوعة تـعزفهـا
دعـــوت الله ..
لكي تنظر لي
و لكي تـحملني في قـلبك يوما ما
و أكون الوحيدة التي تعانقها بلطف
لكنك لا تـعلم.
لا تعلم .حتى بأني موجودة
تمنيت لو كـنت بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
و تـعزفـنـي طوال الليل
حتى الـفجر
تمنيت لو تـحملني بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
طوال الليل
و أكـون أغـنيتك
جلست مع الحضور
و أغمضت عينيا
حلمت بأنك لي
بدون أن تـعلم..
لا تـعلم. حتى بأني موجودة
تمنيت بأني لو كـنت بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
و تـعزفنـي طوال الليل
حتى الـفجر
تـمنيت لو تـحملنـي بين ذراعـيك
كـالقيتار الأسباني
طوال الليل
و أكـون أغـنيتك.