جمال البليدي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 23 جانفي 2009
- المشاركات
- 123
- نقاط التفاعل
- 0
- نقاط الجوائز
- 6
- آخر نشاط
الكواشف الجلية عن افتراءات شمس الدين في قناة العربية
أعده:جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
أعده:جمال البليدي-ستر الله عيوبه-
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وعلى السلفية النقية سائرين ومن كل بدعة و حزبية متبرئين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد:
"فبسبب ما واجه الناس من أحداث الإرهاب والتفجير وما سبقها من مقدمات الأحقاد والغلو والتهييج والتكفير كثرت الأحاديث في المجالس واللقاءات وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .
1- فقليل من الناس من يعرف الحقيقة ومنابعها ويصدع بها.
2- وبعضهم يتكلم بغير علم ولا هدى ولا يعرف عن الحقيقة شيئاً.
3- وبعضهم يعرف الحقيقة ويعرف واقع الإرهاب ومنابعه ولكنه لا يتحدث عن ذلك بالصدق ولا يصدع بالحق ولا يحاول أن يدفع الباطل ويفتعل للناس أسباباً وهمية لا رصيد لها من الواقع لأمر ما ولكنه يبتعد عن إلصاقها بمنهج معين .
4- وصنف آخر يشارك هؤلاء في معرفة الحقيقة والواقع ولكنه يتسم بالجرأة فيقذف منهجاً بريئاً بالغلو والتكفير ويخفي الحقيقة عمداً ويسدل الحجب الكثيفة على مناهج معروفة بذلك يشهد عليها التاريخ الماضي والواقع الحاضر"(1).
ومن هذا الصنف مفتي الجرائد(شمس الدين بوروبي الجزائري) المعروف بالمغالطات وبالحقد والافتراء على المنهج السلفي وأهله فقد خرج علينا هذه الأيام الأخيرة على قناة" العربية" بافتراءات قديمة جديدة تدل على المستوى الأخلاقي المتدني الذي وصل إليه صاحبها فقد ارتضى لنفسه أن يسلك سبيل المجرمين من قبله من أعداء الرسل والأنبياء وأعداء أهل السنة عبر العصور فأخذ عنهم الصنعة طمعا في السمعة والبيعة فراح يتحدث فيما ليس له به علم ويخوض في مسائل لا تزال كبيرة عنه فجمع بين الجهل والظلم وبين الحسد والكذب على الأبرياء وقد قال تعالى(ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا)).
وهذه التصرفات منه تقدم باسم الإسلام وباسم العدل والاعتدال والإنصاف ومحاربة الغلو. وسوف يرى القاريء زيف هذه الادعاءات. ويشاركه في هذا الأسلوب الظالم آخرون من جهال الإعلاميين أو مغفلة المثقفين .
وقبل الخوض في مناقشة إفتراءات هذا المفتي الجديد على قناة العربية أرى أنه من المتعين عليّ إعطاء القراء لمحة عن المنهج السلفي الذي يتجنى عليه مفتي الجرائد شمس الدين وعن المناهج التي يدافع عنها ويسدل الستار على عقائدها ومناهجها وأفاعيلها .
"فأقول ينبغي أولاً أن يدرك العقلاء الفروق بين أهل السنة السلفيين وبين الفرق الضالة.
فأصل أهل السنة والجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة واتباع سبيل المؤمنين المعبر عنه بالإجماع فدينهم مبني على هذه الأصول: عقائدهم وعباداتهم وأحكامهم الحلال والحرام والمعاملات وسائر شئون الحياة .
ولذا يجد المطلع على التاريخ :
1- أنهم هم الذين اعتنوا بالقرآن وعلومه وألفوا في ذلك كتب التفسير وأصوله .
2-وأنهم هم الذين اشتدت عنايتهم بالسنة وألفوا فيها أنواع العلوم حتى يقال إنها بلغت مائة نوع فمنها :
أنهم ألفوا المصنفات كمصنف ابن أبي سينه ومصنف عبد الرزاق.
والمسانيد وهي كثيرة منها مسند أحمد وإسحاق .
والصحاح ومنها الصحيحان للبخاري ومسلم.
والسنن ومنها السنن الأربع.
والمعاجم منها معاجم الطبراني.
والجوامع والفوائد والأجزاء .
ومنها عنايتهم بعلوم الرجال، ومنها كتب الجرح والتعديل وهي كثيرة جداً، كما ألفوا كتباً في بيان العلل، وكتباً في الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كل ذلك عناية بدينهم وحماية له، والكلام يطول في تفاصيل هذه الأمور لايتسع لها المقام.
ولشدة تمسكهم بالكتاب والسنة وحرصهم على اجتماع الأمة عليهما وعلى ما كان عليه الصحابة سموا بأهل السنة والجماعة كما سمو بالسلفيين وأهل الأثر."(2)
أما الفرق الأخرى وأخص منهم جهمية العصر الذي ينتمي إليه مفتي الجرائد فأصل دينهم الفرقة والشقاق والبعد عن العناية بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بل وتقديم العقل عليهما وتكفير من خالف قوله جملة وتفصيلا فهذا شيخهم السنوسي في "شرح الكبرى": وأما من زعم أن الطريق إلى معرفة الحق هو الكتاب والسنة, ويحرم ما سواهما؛ فالرد عليه أن حجتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي, وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع.
ويقول أيضا: أصول الكفر ستة فذكر خمسة. ثم قال: سادساً: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية!.
من هم الإرهابيون آ السلفيون أم الجهميون ؟!
حاول شمس الدين أن يبرء نحلته(الجهمية) من تهمة الإرهاب ويلصقها بأتباع المنهج السلفي لكن يصدق عليه قول القائل(رمتني بدائها ثم انسلت)
لهذا نجد أن تاريخهم مخزي بالإرهاب الفكري والحسي خاصة في بلدنا الحبيب الجزائر فلم ينتشر المذهب الأشعري إلا بالحديد والنار، بعد مجازر فظيعة ارتكبها أتباع الخارجي الدجال (مدعي المهدية) ابن تومرت (ت 524هـ، وهو تلميذ أبو حامد الغزالي الصوفي الأشعري) في حق أهل السنة والجماعة (السلفيين) في صدر المئة السادسة بعد الهجرة. وسموا أنفسهم بالموحدين لأنهم يكفرون عامة المسلمين ويعتبرونهم مجسمين. وقتلاهم مئات الألوف من المسلمين السنة.
يقول الشيخ المؤرخ مبارك الميلي رحمه الله-الأمين العالم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين-
((وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني،فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين، تم انقلابه على يد عبدالمؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب ،واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين طالعها:
خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول »تاريخ الجزائر في القديم والحديث (711).
وعلى هذا الغلو سار جهمية العصر في الجزائر وما أعمال حبهة الإنقاذ الإرهابية التي كان ينتمي إليها مفتي الجرائد عنا ببعيد فمن صور الإرهاب الجهمي والحزبي ما حدث من مذابح دموية للإخوة السلفيين وكل من له علاقة بالحكومة,بل من كل من أظهر ذنبا لا يصل إلى حد الكفر,ممن كل هذا؟من أناس يتزيون بالإسلام زعموا-ولكنهم تشبعوا بفكر الخوارج والإرهاب في قلوبهم حتى أظهروه في واقعهم ويتمثل ذلك في كل من الجماعة الإسلامية المسلحة وجبهة الإنقاذ هناك التي يرأسها المدعوا علي بلحاج فقد صرح هذا القائد بأنه لا فرق بين كلا الجماعتين قائلا"ولم أفرق بين الجماعة المسلحة ولا جيش الإنقاذ ...".
بل صرّح بأن التفريق بين جيش الإنقاذ والجماعة الإسلامية المسلحة لا حقيقة له فقال:
" .. لأن النظام الكافر وقوة المكر في الخارج تريد أن تفرِّق بين الجماعة الإسلامية المسلحة والجيش الإسلامي للإنقاذ، وهذا قمة المكر .. ".من مدارك النظر
قال الشيخ عبد المالك رمضاني((
ويأتيك الآن تصريحه المفصل الذي يدلك على أن علي بن حاج وراء الكثير من عمليات التحريق للمؤسسات العلمية والشركات التجارية والوزارات والنكسات الاقتصادية والاغتيالات للأجانب وغيرهم ... قال في هذه الرسالة في ق (3): " والنظام الكافر في الجزائر أقسى الضربات عليه هي ضرب القوات الأمنية كسلطة لا كأشخاص! وكذا عملاء بع ... ( كلمة ممسوحة من الأصل ) التثبت الشرعي!! وضرب الأجانب خاصة من فرنسا وضرب الاقتصاد وضرب السياحة؛ هذه مقاتل النظام وهنا تقع النكاية، ولا شك أن المسلمين يضربون هذه الأهداف وفي ذهنهم التخطيط للإعمار والبناء إذا انتصروا!! وليس هذا من التخريب!!)).
ومعلوم أن علي بلحاج جهمي أو أشعري -كما يسمون أنفسهم – ويشهد على ذلك كتبه العقائدية ومهاجمته اللذعة على السلفيين التي ورثها عنه الآن شمس الدين كما يشهد على ذلك مطالعته لكتب الجماعات البدعية الأشعرية ككتب الإخوان المسلمين وعلى رأسها كتب سيد قطب والغزالي.
إعتراف علي بلحاج
:قال الشيخ مالك رمضاني حفظه الله في كتابه مدارك النظر وهو يتكلم عن زعيم الإرهاب في الجزائر علي بلحاج ما نصه :
وقد بدا لي من خلال معرفتي به الطويلة أن السجن الأول ـ قبل فتنة الأحزاب هذه ـ أثَّر فيه أثراً بالغا، وذلك من ناحيتين
الأولى: أنه أخبرني-يعني علي بلحاج- هو أنه عكف على كتب الإخوان المسلمين وفَلاَها فَلْياً، بغرض انتقادها ـ كما زعم ـ وسمى لي منها كتب محمد الغزالي والقرضاوي وسيد قطب، لكنه لم يلبث أن تأثر بها؛ يدلُّ عليه انقباضه من العلماء بعد خروجه من السجن الأول، ومن العلماء السلفيين خاصة!
ولئن قلتَ كيف يستقيم هذا ونحن نسمع أنه سلفيّ؟
قلت: إن الذي لم يقنع بما عليه السلفيون منذ عهدهم الأول حتى يبتدع سلفية حركية، لن يجيء ـ مهما طوَّر الأسلوب وحوَّر في العبارات ـ إلا ببنت الإخوانية! ولو قرأتَ لهذا الرجل ما كتب لما استغربت،كيف وجلّ نقولاته عن الإخوان، من سيد قطب وأخيه محمد وعبدالقادر عودة وصلاح الخالدي وحسن البنا وحتى من محمد عبدالقادر أبي فارس وغيرهم ممن تقرأ أسماءهم في كتبه مثل كتاب » فصل الكلام في «، ولئن أخذ ومضة من كتب ابن تيمية في حكم مواجهة الحكام فمن باب قوله تعالى: {وإنْ يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِين}، مع ذلك فيُفصِّل كلامه على قدّه ببتر نصوصه، واقرأ إن شئت ما كتبه في حكم الإضراب، ينكشف لك ما قلته بلا ارتياب.
وهذه عاقبة من لم يسعْه ما وسع السلف، وشبَّهتُ حاله في تأثّره بالإخوان ـ وهو يريد انتقادهم فيما زعم ـ بحال الغزالي الذي قال فيه أبو بكر بن العربي: " شيخُنا أبو حامد: بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع! "( ).
ولا يخفى على من جرَّب الجماعات المعاصرة ما في منهج ( الإخوان ) من الازدراء بأهل العلم، وإلا فخبِّروني من أول من نبزهم بعلماء الحيض والنفاس؟! وبعلماء القشور؟! وبعلماء البلاط؟! وبالذين يعيشون القرون الوسطى؟! وبعلماء الكتب الصفراء؟! وبعلماء البدو؟!.)))انتهى.
إذن هو تربى على الكتب التي تقدسونها وليس كتب السلفية أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟
ولكي لا يكون بينكم وبين حزبه وجماعته إلحاق إدعيتم أنه خريج السلفية والأثر ولكن الحق أن » الولد للفراش وللعاهِر الحَجَر «، وقد شهد العدول يوم كان يُلقَم بأيديهم ثدي التكفير من صحف سيد قطب، كما قيل:
فإن لم تكُنْهُ أو يكُنْها فإنّه أخوها غَذَتْهُ أمُه بلبانها
وأنتم جميعا وإن كنتم لا تَرضَون بحسن البنّا بديلاً، فلا تقبلون في سيد قطب جرحاً ولا تعديلاً. أما تفرقكم فنتيجة حتمية لمن غاب عنده أصل
( التصفية والتربية )))
.
أما أهل السنة السلفيين فها هي دعوتهم منذ عصر النبوة إلى يومنا هذا قائمة وظاهرة لا يستطيع أحد أن يذكر لنا حالة واحدة من حالات الإرهاب عندهم وماذاك إلا لأن منطلقهم هو الكتاب والسنة اللذان يحذران من الفتن , فقد ثبت عند أبي داوود من حديث المقداد بن الأسود قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"إن السعيد لمن جنب الفتن,إن السعيد لمن جنب الفتن,إن السعيد لمن جنب الفتن,ولمن ابتلي فصبر فواها''
فلو نظرنا إلى عصرنا الحاضر وما يقوم به علماء السنة السلفيين من نشر لدين الله وتحذير من الشرك والبدع وتعليم الناس أحكام دينهم لكان ذلك أكبر برهان على ماذكرت ,فهاهم علماء السنة من هيئة كبار العلماء وغيرهم في أرض الحرمين ونجد يقومون خير قيام بالواجب المناط بهم فانتشر الخير وعم داخل السعودية وخارجها من غير إثارة فتن وانقلابات ومظاهرات وماشابه ذلك من أساليب الكفرة.
وهاهو الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ومن معه من علماء السنة في اليمن قاموا بنشر السنة المطهرة حتى علم الناس الحق وناصروه فامتحى الشرك في كثير من الأماكن وأميتت البدع في أكثر المناطق وتعلم كثير من الناس السنة وعضوا عليها بالنواجذ وميزوا السنة من البدعة والحزبي من السني من غير إثارة فوضى واغتيالات ومظاهرات ,وكذا الشيخ الألباني رحمه الله كم نفع الله به في أنحاء العالم من تحقيقاته ومؤلفاته النافعة التي طارت في أرجاء المعمورة فما من مكتبة علمية لأدنى طالب علم بل حتى ولغيرهم من بعض العوام إلا وتوجد فيها بعض مؤلفات الشيخ الألباني وهكذا انتشر خيره وعم من غير مظاهرات ولا انقلابات وما شابه ذلك من أسباب الفتن,وهكذا العلامة ابن باديس في الجزائر فقد انتشرت دعوته وكتبه حتى ضاقت بذلك الصوفية وأضرابهم بدون إحداث فتن ولا قلاقل وكذلك غيرهم من علماء السنة وطلبة العلم السلفيين في أنحاء العالم يدعون إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدين كل البعد عما يفسد أكثر مما يصلح ويهدم ولا يبني ’والسبب في ذلك كما ذكر هو تمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم على منهج السلف الصالح.
فإذا عرفت هذا فمن الظلم العريض أن يأتي أحلاس الرفض وأحلاس العلمانية والعقلانية فيلصقوا ما يجري اليوم من تبديع وتكفير وتدمير بالمنهج السلفي، متعاونين في حرب الإسلام الحق مع أعدائه الغربيين وتحت حمايتهم فما تراه منهم من شجاعة وجرأة فليس ذلك نابعاً من شجاعة أصلية فيهم وإنما هم يستندون إلى حماية الغرب ويسعون لتحقيق أهدافهم في إبعاد الأمة عن عقيدتها ومنهجها الصحيح .
ولذا نراهم يدعون إلى الإصلاح وهو عين الإفساد، (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ))، (( إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقا)) .
حكم قتل الكافر الذمي والمعاهد:
وحاول شمس الدين أن يتكلم عن مسألة قتل الذمي والمعاهد لكنه افتقر إلى الأدلة الشرعية لقلة باعه ولعدم وجود مؤلفات من بني جنسه تتحدث عن مثل هذه القضايا الساخنة وكأنه استحى أن ينقل من فتاوى السلفيين وكتبهم المليئة بالرد على أهل التكفير والتفجير فكان يكفيه أن يسرق سرقة علمية-كعادته- من كتاب((أيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً ؟!
وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!)) للعلامة المحدث السلفي عبد المحسن العباد بدر ..فلست أدري كيف غابت عنه هذه الفكرة وهو من يسرق من كتب السقاف والكوثري !
قال العلامة العباد حفظه الله في هذه الرسالة الموسومة:
قتل الذمِّي والمعاهد والمستأمن حرام، وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقد روى البخاري في صحيحه (3166) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإنَّ ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً ))، أورده البخاري هكذا في كتاب الجزية، (( باب إثم مَن قتل معاهداً بغير جُرم ))، وأورده في كتاب الديات، في (( باب إثم من قتل ذمِّيًّا بغير جُرم ))، ولفظه: (( مَن قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً ))، قال الحافظ في الفتح (12/259): (( كذا ترجم بالذمِّيِّ، وأورد الخبر في المعاهد، وترجم في الجزية بلفظ: (مَن قتل معاهداً)، كما هو ظاهر الخبر، والمراد به مَن له عهدٌ مع المسلمين سواء كان بعقد جزية أو هُدنة من سلطان أو أمان من مسلم )).
إلى أن قال((اتَّقوا الله أيُّها الشباب في أنفسكم، لا تكونوا فريسةً للشيطان، يجمع لكم بين خزي الدنيا وعذاب الآخرة، واتَّقوا الله في المسلمين من الشيوخ والكهول والشباب، واتَّقوا الله في المسلمات من الأمَّهات والبنات والأخوات والعمَّات والخالات، واتَّقوا الله في الشيوخ الرُّكَّع والأطفال الرُّضَّع، واتَّقوا الله في الدماء المعصومة والأموال المحترمة،(( فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ))،(( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )),(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً )), (( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ .وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ .لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)), أفيقوا من سُباتكم وانتبهوا من غفلتكم، ولا تكونوا مطيَّة للشيطان للإفساد في الأرض.)).
سلفية جهادية..سلفية علمية إن هي إلا أسماء سميتموها :
ومما يدل على ضعف المستوى العلمي والثقافي عند مفتي الجرائد"شمس الدين" تقسيمه لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهادية وعلمية ,ولست أدري ما دليله على هذا التقسيم المبتدع لكنه الهوى إذا استحكم صاحبه فمن تلبسيه-هداه- أنه يسمي الخوارج الذين كان ينتمي إليهم شمس الدين في التسعينات بالسلفية الجهادية ويسمي أهل السنة بالسلفية العلمية حتى يلبس على الناس بهذه التسميات ,فهل يرضى هو أن أقسم الأشعرية إلى جهادية يرأسها شيخه السقاف وإلى أشعرية علمية يرأسها البوطي وسعيد فودة؟!
إن هذه التسميات المبتدعة لا تغني من الحق شيئا وتسميتك-يا شمس الدين- لهؤلاء المارقين الذين ترعرعوا على كتبكم ومشايخكم بالسلفيين كحال تسمية مسيلمة الكذاب نبيا ولسان حالكم أيها المفتي يقول: إنني ظلام الدين وحيلتي وسر مهنتي جمع فتاوى خليط لطائفتين: "السلفيين" أتباع السلف الصالح، و"التكفيريين" أتباع سيد قطب ذي المنهج الطالح، والطائفتان متحاربتان، يرد بعضهم على بعض، و يبدع بعضهم لبعض، وجهود السلفيين في حرب التكفير والغلو في الدين أظهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر، ولا يخالف في ذلك ـ وهو الأمر المشهورـ إلا منعدم البصيرة، أو سيء السريرة ، من كل ناعق مثلي، وكل مارق على شكلي، و أدل الدلائل على ما ذكرت، مَنْ قَتَلهُ التكفيريون من السلفيين بل حتى قتلوا مشائخا منهم، كما كان مع الشيخ "طيبون" العباسي رحمه الله تعالى وغيره، وما ذاك إلا لوقوفهم في وجههم أكثر من جميع الطوائف)).
وهذا التقسيم للسلفية النبوية إلى علمية وجهادية باطل لغة وشرعا من وجوه:
الوجه الأول:
السلفية هي الإسلام بشموله فكيف نحصره في الجهاد ونقول سلفية جهادية أو نحصره في العلم ونقول علمية ؟؟؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
واعلم أنه ليس في العقل الصريح , ولا في شيء من النقل الصحيح , ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلاً ... ( الفتوى الحموية ص 34 ).
وقال أيضا:فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط
وقال العلامة صالح الفوزان : ما خالف للجماعة السلفية فإنه مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .الأجوبة المفيدة" (ص256).
الوجه الثاني:
السلفية هي:انتساب الى السلف وهي نسبة محمودة الى منهج معصوم وجيل مرحوم وهو مذهب أثري سديد وليس ابتداع مذهب جديد . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى" (4/149): "لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لايكون إلا حقاً."
ولذلك فإن المنهج السلفي هو لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا، وفهما وتطبيقا، وهذا المنهج باقٍ إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه، أما من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي، مثل: الخوارج، والروافض، والمعتزلة، والمرجئة، والجبرية، وسائر الفرق الضالة، فهو خارج من السلفية، بل خارج عليها.
من خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية، ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها، فهي تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والخرافات والبدع والمنكرات، وتعزز في شخصية المسلم مفهوم الولاء والبراء ونبذ التعصب للأشخاص والأسماء وللافتات
فكيف يقال عنها جهادية والسلف الصالح لم ينحصر نشاطهم في الجهاد؟! وكيف يقال علمية و نشاط السلف الصالح لم ينحصر في العلم؟!
الوجه الثالث: النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن سلفية واحدة وهي طريق الحق الذي يجب إتباعه ولم يتكلم عن سلفيتين فهل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن سلفية واحدة ونحن نقول إثنان؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم وأصحابي .
وقد تقدم أن السلفية هي إتباع الكتاب والسنة بفهم الصحابة رضوان الله عليهم الذين نعنيهم بالسلف الصالح .
الوجه الرابع:
الأئمة عبر التاريخ لم يقسموا السلفية بهذا التقسيم المبتدع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض" (5/356): فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.
ويقول الإمام الذهبي في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" السير (21/6).
وقال في ترجمة محمد بن محمد البهراني : "وكان ديناً خيراً سلفياً". معجم الشيوخ : (2/280)
تلاعبه بالمصطلحات:
ومن مكر هذا المفتي الجديد أنه يتلاعب بالألفاظ والمصطلحات حيث جعل السلف في واد والسلفية في واد آخر فذكر أن السلف غير السلفية فالسلف هم الصحابة الكرام والقرون الثلاثة المفضلة أما السلفية فهي طائفة تبدع وتكفر و......و........ ثم قفز يتكلم عن أتباع المذاهب الأربعة وقال فيما معناه((إذن المالكية سلفيون لأنهؤ يتبعون الإمام مالك وهو من السلف والشافعية سلفيون لأنهم يتبعون الشافعي وهو من السلف والحنفية سلفيون لأنهم يتبعون الإمام أبو حنيفة)) .
ولست أدري هل من عاقل ينطلي عليه هذا التلبيس والمكر ومع هذا أقول:
إن دعواك بأن السلف غير السلفية لهو من الخلط والخبط والتلاعب بالألفاظ إذ من المعلوم أن السلف هم الصحابة ومن تبعهم بإحسان أما السلفيَّةُ فهي ترجِعُ في معناها العام إلى اتِّباع فهم السلفِ الصالح للكتاب والسنة، وهم الصحابة ومَن تبِعهم بإحسان، كما قال رئيسُ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في وقته الإمامُ عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
(( الإسلامُ إنَّما هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وما كان عليه سلفُها من أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية على لسان الصادق المصدوق ))الأثار (5/73).).
وهو ـ رحمه الله ـ يعني بذلك نهج أهلَ السنة؛ فقد سئل عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ فقال: (( لَمْ يَدعُ إلى مذهبٍ مستقِلٍّ في العقائد؛ فإنَّ أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سُنيِّين سلفيِّين ))الأثار(5/23)).
وليست طائفة كما زعمت إنما الطائفة يطلق عليها(السلفيون) نسبة للسلف
ولو كان هؤلاء-كما تزعم- يبدعون ويكفرون بغير حق لما صح أن تسميهم سلفيين أصلا فكيف تزعم أنهم مخالفيين للسلف الصالح ثم تسميهم بالسلفيين؟!إذ لو كانت هذه الطائفة مخالفة لنهج السلف الصالح لما قلنا عنهم سلفيون أصلا لأن السلفي نسبة للسلف كما هو معلوم وقد تقدم كلام أهل العلم في معنى مصطلح(السلفي) بالرغم من أنه واضح.
أما المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة فإن كنت تقصد من يتبع أحد الأئمة الأربعة دون تقليد فهو سلفي قح لا غبار في هذا فالمالكية والشافعية والحنفية والحنابلة هم سلفيون ما لم يبتدعوا في الدين ويخالفوا النهج الذي كان عليه الأئمة الأربعة السلفيين هذا ولا ننسى أنك تدعي المالكية ولكنك أشعري! فكيف يستقيم لك أن تكون أشعري العقيدة والأشعري ظهر بعد الإمام مالك ثم تدعي المالكية!
كما يجب أن تعلم أن مذهب الإمام مالك ليس مذهبا فقيها فحسب لأنه باعتباره أحد أئمة السّلف يتميّز بكل مميّزات السّلف في الاعتقاد أيضا، ومن أشهر مناقب الإمام مالك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة)، قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: هو مالك بن أنس.
والإمام مالك سلفي العقيدة لم يكن مرجئية ولا أشعريا ولا جهميا كما هو حال مفتي الجرائد الذي يتسر وراءه
قال ابن القاسم: قلنا لمالك: الإيمان قول وعمل أو قول بلا عمل؟ قال مالك: بل قول وعمل. وقال أشهب بن عبد العزيز: قال مالك: أقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم أمروا بالبيت الحرام فقال تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس. قال مالك: وإني لأذكر هذه الآية قول المرجئة إن الصلاة ليست من الإيمان.
وأما مخالفته للأشاعرة(أقصد جهمية العصر) في الصفات فالإمام مالك يلتزم فيها مذهب السلف تبعا لمنهجه في إثبات العقيدة من "الكتاب والسنة" والحض على الاتباع والتحذير من الابتداع والتقليد، وقد اشتهر عنه قوله في الاستواء: إنه معلوم، وإن كيفه مجهول، والسؤال عنه بدعة، كما يروى هذا القول أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها، وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك.
السلفيون أولى بالأئمة الأربعة من غيرهم:
واختلق شمس الدين كذبة أخرى مفادها أن أهل السنة السلفيون يطعنون في الأئمة الأربعة مع علمه أن السلفيون أشد تمسكا بما كان عليه أئمة السلف جميعا لا نفرق بين أحد منهم ولكن ماذا نصنع به والأهواء تتجارى به كما يتجارى الكلب بصاحبه؟! ونزيده وضوحا فنقول:
"إن كنتم مالكية فقها فنحنُ مالكية وحنفية وحنابلة وشافعية وأوزاعية وحمّادية فقها وعقيدة.
وإن كنتم لا تأخذون إلا عن الإمام مالك فنحنُ نأخذُ عنه وعن غيره من الأئمّة الفقهاء.
ويشهدُ الله كم نحبُّ الإمام مالك وكم نبجّله ونوقّره ولكننا لا نغلوا فيه فلا نعتقد فيه العصمة. ويشهدُّ الله أنّنا نتبرّأ ممن يسبُّ الإمام مالك وغيره من الأئمّة.
ونُشهدُ الله أنّنا نعتبرُ الأئمّة الأربعة وغيرهم من أئمّة الهدى ومصابيح الدُّجى من أولياء الله الصالحين الناصحين الذين بذلوا البخس والثمين إعلاءً لراية الدين وسيرا بالأمّة إلى النّصر والتمكين.
فكيف بعد هذا يرمينا أدعياء العلم وأعداؤه في آن واحد أنّنا نسبُّ الأئمّة ونُسمّي مالكا هالكاً ؟! كبُرت كلمةً تخرُجُ من أفواههم إن يقولون إلا كذبا"(3).
وعجبي(!) لا ينتهي من أولئك الذين يطعنون في السَّلفيين؛ فيقولون: (إن السَّلفيين يطعنون بالأئمة)، مع أنّ هؤلاء الطاعنين يقولون بإغلاق باب الاجتهاد في المعاملات، والبيوع، والنوازل، والمسائل المستجدة.
وإن رأيت عباداتهم، ونظرت إلى أذكارهم وخلواتهم، وعلاقاتهم مع مشايخهم! فإن باب الاجتهاد عندهم مفتوح على مصراعيه؟!! لا يتقيدون بأثر، ولا ينتبهون إلى ما كان عليه السلف -رحمهم الله تعالى-؟!!
وفي الحقيقية؛ فإنّ للاجتهاد شروطاً، وليس له باب، والقول بأن للاجتهاد باباً: خرافة، بل للاجتهاد شروط؛ من توفرت فيه اجتهد، وقد قرّر أهل العلم أن الاجتهاد عند المتأخرين أسبابه أيسر منها عند المتقدمين( )؛ ولكن العلة اليوم في الهمم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأخيراً؛ ينبغي أن يُعلم أن فضل الله -عزَّ وجل- لا يحصر في زمان ولا في مكان، ولا في عائلة، ولا في عشيرة.
والعجب يشتد أكثر فأكثر عندما نسمع من أصحاب (الفكر المستنير!)، الذين يطعنون في السَّلفيين بشبهة أننا نطعن في الأئمة!
وعندما ننظر في فتاويهم نجدهم منسلخين تمام الانسلاخ عن القواعد المتبعة عند الأئمة، ويفتون بخلاف المجمع عليه عند سائر الفقهاء -فضلاً عن الأئمة الأربعة-.
فالسَّلفيون إن اختاروا قولاً يخالف الأئمة الأربعة، فإنما يعملون بقواعد الأئمة الأربعة، ولا يتعدّونها، ويعدُّون هذه القواعد المستنبطة من الكتاب والسُّنَّة من المسلّمات، وإنما يتركونها لدليل لاح لهم ظاهر في الصحة، أو صريح في منطوقه، والله أعلم.
ثم -أخيراً-: السَّلفيون لا يجوّزون التقليد الأعمى، والسَّلفيون يَعُدُّون التقليد ليس بعلم، ويقولون: إن التقليد إن لجأنا إليه فهو كالميتة!
والسَّلفيون لا يُعمِلون الـرأي، ولا يميلون إلى الاجتهاد الذي هو بتشديق الكلام، وتفريعه، ولكنَّ اجتهادهم في البحث عما كان عليه أسلافهم -من الصحابة وأتباعهم والتابعين لهم بإحسان وعِلْمِ فحسب-.
وبهذا يتبين مدى الجرم الذي وقع فيه هؤلاء الذين لا يفترون عن الطعن والإفتراء حتى أصبح سمة من سماههم فالسَّلفيَّون يقدّرون العلماء جميعاً ويعطونهم حقهم، وهم وسط بين فريقين: بين أهل التحرر ودعاة التقدم؛ الذين ينادون بالانسلاخ من الأصول والقواعد المتبعة عند الفقهاء في استنباط الأحكام، وبين قوم آخرين يعكفون على التقليد، والتعصب للمتون، والشروح، والحواشي، ويعاملون المتون معاملتهم للقرآن، فترى مثلاً في شرحٍ لكتاب من كتب العلماء، يقول الشارح: لماذا قدم صاحب المتن كذا؟! ولماذا أخر كذا؟! ولماذا جمع؟! ولماذا أفرد؟!
فيُعاملون المتن العلمي كما يعاملون القرآن!! ولو أن صاحب المتن يسألُ لماذا جمعت؟ لقال: هكذا وقع في خاطري، وهكذا كُتِب!!!.
يتبع.........