عاشق مجنون
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 7 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 928
- نقاط التفاعل
- 9
- النقاط
- 37
هو ابن نسيبة بنت كعب، ولقد اختاره رسول الله للتصدي لمدعي النبوة في جنوب الجزيرة العربية.. وزاد من غرابة الأمر وخطورته، أن هذه الأكذوبة الكبرى لم يكن بطلها أحمق واحد، بل اثنان.. الأول في صنعاء باليمن، وهو الأسود بن كعب العنسي، والثاني في اليمامة، وهو مسيلمة، واختار الرسول صلى الله عليه وسلم للمهمة حبيب بن زيد.
وبكل شجاعة، لم يتردد حبيب في قبول المهمة، وأعدَّ العدة للسفر إلى صنعاء لحمل الرسالة إلى مسيلمة.
وهناك، كانت بطولة حبيب بن زيد النادرة.
ما إن وصل حبيب بن زيد إلى مسيلمة، حتى سلَّمه الرسالة، والذي أخذ يفتحها في زهو وغرور.
ودعته حماقته وجهله بأن يظن أن محتوى الرسالة به ما يبشره، وأن الرسول قد وافق على طلبه المجنون الغبي.
ما إن فتح الرسالة وقرأ ما فيها، حتى صُدم أشد الصدمة، وشعر بالمهانة والخزي، واحمرَّ وجهه الكئيب، ونظر بكل ما امتلكه من غيظٍ وحدةٍ إلى حبيب بن زيد.
وكعادة الجبناء الذين لا تخلو نفوسهم من خسةٍ ونذالة، أصرَّ على أن يرد على الرسول في شخصِ رسوله حبيب بن زيد، فحبسه مسيلمة وعذَّبه.
وأخذ مسيلمة ينظر إليه نظرة استعلاء، ثم قال له في غرور واضح: يا حبيب، أتشهد أن محمدًا رسول الله؟
كان توقع مسيلمة الخائب ونظرته الضيقة، توهمه بأن "حبيب بن زيد" قد أنهك تحت تأثير ما تعرض له من تعذيب، وأنه على استعداد لأن يفعل أي شيء من أجل أن ينقذ نفسه ويعود إلى بلاده.
- نعم أشهد أن محمدًا رسول الله.
وكأنَّ مسيلمة قد اختل توازنه من هول الصدمة، فإذا به يمرر السؤال الأول وكأنه يريد الإجابة على سؤال آخر قائلاً:
- وتشهد أني رسول الله؟
وإذا بحبيب هذه المرة يرد عليه باستهانة ممزوجة بسخرية شديدة قائلاً: إني لا أسمع شيئًا!!
هنا شعر مسيلمة بالخزي والعار، بعد أن فشل في ما كان يصبو إليه أمام الحشود التي جمعها، وهاج كالثور المذبوح، وأمر سيافه أن يجهز على حبيب أمام الناس وجاء السياف، ولكنه لم يشأ أن يضربه ضربةً تريحه بالشهادة، فلقد أخذ يُقطِّع جسده بالسيف قطعةً قطعة، وفي كل مرة يقطع فيها السياف قطعة من جسد حبيب، كان مسيلمة ينتظر منه كلمة، كلمة واحدة فقط ترد كرامته أمام الناس، فإذا بحبيب لا ينطق إلا بجملتين اثنتين:
"لا اله إلا الله.. محمد رسول الله".
ربما كان مسيلمة يـتألم أكثر من حبيب مع كل قطعةٍ كانت تُقطع منه، حتى استُشهد.
درس ومعنى:
1- الأم لها دور كبير في صنع الأجيال الصالحة والبطولات النادرة (أم حبيب بن زيد، إحدى المرأتين التي تمثلان النساء في بيعة العقبة).
2- الثبات على الحق مهما كانت الضغوط، بطولة نحتاجها بشدة في زمن الفتنة والفساد (ثبات حبيب بن زيد أمام تعذيب مسيلمة الكذاب).
نحن في عصر زادت فيه الفتن وكثرت الضغوط التي تدفع الواحد منا بعيدًا عن الطاعة، وتجعله يقدم التنازلات تلو التنازلات من أجل الحياة والمصلحة، وهو ما يدفع بالمجتمع إلى الانهيار وضياع قيم الحق والعدل يومًا بعد يوم، ودائمًا تكون المبررات بأن الواقع صعب والضغوط قاسية.
إننا في عصرٍ نحتاج فيه إلى بطولة كبطولة حبيب بن زيد، تثبت على الحق، مهما تكن الضغوط.
وبكل شجاعة، لم يتردد حبيب في قبول المهمة، وأعدَّ العدة للسفر إلى صنعاء لحمل الرسالة إلى مسيلمة.
وهناك، كانت بطولة حبيب بن زيد النادرة.
ما إن وصل حبيب بن زيد إلى مسيلمة، حتى سلَّمه الرسالة، والذي أخذ يفتحها في زهو وغرور.
ودعته حماقته وجهله بأن يظن أن محتوى الرسالة به ما يبشره، وأن الرسول قد وافق على طلبه المجنون الغبي.
ما إن فتح الرسالة وقرأ ما فيها، حتى صُدم أشد الصدمة، وشعر بالمهانة والخزي، واحمرَّ وجهه الكئيب، ونظر بكل ما امتلكه من غيظٍ وحدةٍ إلى حبيب بن زيد.
وكعادة الجبناء الذين لا تخلو نفوسهم من خسةٍ ونذالة، أصرَّ على أن يرد على الرسول في شخصِ رسوله حبيب بن زيد، فحبسه مسيلمة وعذَّبه.
وأخذ مسيلمة ينظر إليه نظرة استعلاء، ثم قال له في غرور واضح: يا حبيب، أتشهد أن محمدًا رسول الله؟
كان توقع مسيلمة الخائب ونظرته الضيقة، توهمه بأن "حبيب بن زيد" قد أنهك تحت تأثير ما تعرض له من تعذيب، وأنه على استعداد لأن يفعل أي شيء من أجل أن ينقذ نفسه ويعود إلى بلاده.
- نعم أشهد أن محمدًا رسول الله.
وكأنَّ مسيلمة قد اختل توازنه من هول الصدمة، فإذا به يمرر السؤال الأول وكأنه يريد الإجابة على سؤال آخر قائلاً:
- وتشهد أني رسول الله؟
وإذا بحبيب هذه المرة يرد عليه باستهانة ممزوجة بسخرية شديدة قائلاً: إني لا أسمع شيئًا!!
هنا شعر مسيلمة بالخزي والعار، بعد أن فشل في ما كان يصبو إليه أمام الحشود التي جمعها، وهاج كالثور المذبوح، وأمر سيافه أن يجهز على حبيب أمام الناس وجاء السياف، ولكنه لم يشأ أن يضربه ضربةً تريحه بالشهادة، فلقد أخذ يُقطِّع جسده بالسيف قطعةً قطعة، وفي كل مرة يقطع فيها السياف قطعة من جسد حبيب، كان مسيلمة ينتظر منه كلمة، كلمة واحدة فقط ترد كرامته أمام الناس، فإذا بحبيب لا ينطق إلا بجملتين اثنتين:
"لا اله إلا الله.. محمد رسول الله".
ربما كان مسيلمة يـتألم أكثر من حبيب مع كل قطعةٍ كانت تُقطع منه، حتى استُشهد.
درس ومعنى:
1- الأم لها دور كبير في صنع الأجيال الصالحة والبطولات النادرة (أم حبيب بن زيد، إحدى المرأتين التي تمثلان النساء في بيعة العقبة).
2- الثبات على الحق مهما كانت الضغوط، بطولة نحتاجها بشدة في زمن الفتنة والفساد (ثبات حبيب بن زيد أمام تعذيب مسيلمة الكذاب).
نحن في عصر زادت فيه الفتن وكثرت الضغوط التي تدفع الواحد منا بعيدًا عن الطاعة، وتجعله يقدم التنازلات تلو التنازلات من أجل الحياة والمصلحة، وهو ما يدفع بالمجتمع إلى الانهيار وضياع قيم الحق والعدل يومًا بعد يوم، ودائمًا تكون المبررات بأن الواقع صعب والضغوط قاسية.
إننا في عصرٍ نحتاج فيه إلى بطولة كبطولة حبيب بن زيد، تثبت على الحق، مهما تكن الضغوط.