وثيقة عمرها اكثر من 70 سنة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
وثيقة عمرها أكثر من سبعين سنة
01eglise.jpg
فرنسا وتنصير البربر

ليس جديدا الحديث عن موقف الغرب من الاسلام فالحروب الصليبية ومن ثم ما سمي بـ المسالة الشرقية وعمليات تفكيك آخر الأمبراطوريات الإسلامية بضرب مسلميها بعضهم بالبعض الآخر لم تزل أحاديث تردد ووثائق تنشر وليست غائبة عن ذهن أحد.


كما لم يكن موقف فرنسا وغيرها من الدول الاستعمارية بخاف في مسالة استغلال القوميات والطوائف المتآلفة بالاسلام والاقليات غير الاسلامية في العالم الاسلامي فمن سياسة فرق تسد الى الحملات التبشيرية الى اعتماد ما سمي بالطابور الخامس في المنطقة موضوع الاستغلال. وفي كل مرة كانت هناك حجج المستعمرين في مسائل القوميات المتآلفة بالاسلام كان اللعب على الحقوق القومية والثقافات المتميزة واحياء اللغات وتبني المطالب.. وفي الاقليات غير الاسلامية كان التحرك تحت رداء حماية الاقليات المسيحية المضطهدة في العالم الاسلامي.

إن دور فرنسا في تفريق وحدة المسلمين ليس جديدا فحين رفع السلطان عبد الحميد شعار الجامعة الاسلامية وأصبح جمال الدين الافغاني داعيته في العالم الاسلامي وبدت الدولة الاسلامية وكأنها تستعيد قوتها كانت فرنسا على النقيض تبث دعايتها المسمومة بين صفوف القوميات غير التركية المتآخية بالاسلام. إن دور فرنسا في تفريق وحدة المسلمين ليس جديدا فحين رفع السلطان عبد الحميد شعار الجامعة الاسلامية وأصبح جمال الدين الافغاني داعيته في العالم الاسلامي وبدت الدولة الاسلامية وكأنها تستعيد قوتها كانت فرنسا على النقيض تبث دعايتها المسمومة بين صفوف القوميات غير التركية المتآخية بالاسلام وتمكنت بعد جهود كثيرة ان تجمع ممثلين عن الأقليات القومية والطائفية وغير الاسلامية ونظمت لهم مؤتمرا عام 1902 تحت شعار الاحرار العثمانيين لكي يعملوا ضد السلطنة حتى أصبحت فرنسا وتنافسها أنجلترا تطالب بحقوق العرب لدى السلطنة العثمانية كما نصبت نفسها حامية لحق الارمن بدولة مستقلة ولاستقلال شعوب البلقان وحق الاكراد بدولة وحقوق اليهود بفلسطين وحقوقا أخرى للقوقازيين وغيرهم باختصار وقفت السياسة الفرنسية آنذاك بكل قوتها كي تنال من آخر امبراطورية اسلامية لتقتسمها في النهاية مع انكلنترا ولم يقف الامر عند هدا الحد كما لن تتغير تلك السياسة فلم يزل الأمر على ما هو عليه حتى الآن وما الحماية التي سظهرها الغرب بشكل عام وفرنسا خاصة لاستمرار سلطة الاقلية المارونية في لبنان على الرغم من كل المجازر التي يتعرض لها مسلمو هذا البلد الا مثال جلي عن هذه الثوابت في السياسة الاستعمارية الفرنسية. أما المسألة البربرية التي طرحتها فرنسا في المغرب العربي فلا تخرج عن جوهر سياستها في تفريق المسلمين فكم كان للقومية العربية التي رفع لواءها مسيحيو الشرق بشكل خاص لتبرير عدائهم لدولة الاسلام أثار خطيرة في تفرقة العرب عن الترك الأمر الذي قاد الى تحالف الشريف حسين مع المخابرات البريطانية وبروز شخصبية لورانس العرب وتحالف المارونيين مع فرنسا لمحاربة الاتراك وكانت النتيجة معاهدة سايكس بيكو المعروفة.

أرادت فرنسا استمرار هذه اللعبة الاستعمارية التاريخية بإثارة قضية البربر في المغرب العربي. فلكي تتوغل في صفوف المسلمين كان عليها أولا تفرقتهم ولذلك عملت وما زالت تعمل على دعاوى تميز البربر واحياء تقاليدهم وقوميتهم منذ استصدار الظهير السلطاني عام 1930 الخاص بتنازل السلطان المغربي لفرنسا بالاشراف على الامور الدينية لأمة البربر محاولة منها لتنصير البربر بإخراجهم من احكام الشريعة الاسلامية وتفريقهم عن العرب .
ولكن الامة الاسلامية على الرغم من احتلال اراضيها كانت و اعية لخطورة العزف على هذه النغمات الاستعمارية والبربر بدورهم قد استشعروا الخطورة وأرسلوا خطابهم يستنجدون إخوانهم المسلمين ولذلك وقف علماء المسلمين من كل الارجاء ضد موقف فرنسا هذا وجاء هذا البيان الوثيقة عبرة وذكرى للمسلمين.
الوثيقة:

نداء الى ملوك الاسلام وشعوبه جميعا
وإلى علماء الحرمين الشريفين ورجال المعاهد الاسلامية من اعلام الازهر وملحقاته في المملكة الاسلامية وجامع الزيتونة في تونس وجامع القرويين في فاس ومعهد ديوبند في الهند ومعهد النجف في العراق والى الجمعيات الاسلامية في انحاء الارض ولاسيما جمعيات الهند: جمعية الخلافة في بومباي وجمعية العلماء في دلهي وجمعية اهل الحديث في دلهي وجمعيات اندونيسيا: اتحاد الاسلام في سومطرا وشركة اسلام في جاوة والجمعية المحمدية في جكارتا والى المجلس الاسلامي الاعلى في القدس والمجلس الاسلامي الاعلى في بيروت والى جمعية ترقي الاسلام في الصين والى الصحف الشرقية على اختلاف لغاتها ولهجاتها:

قامت السلطة العسكرية في المغرب الاقصى تحول بين ثلاثة أرباع السكان وبين القرآن الذي كانت به حياتهم مدة ثلاثة عشر قرنا فابطلوا المدارس القرآنية ووضعوا قلوب أطفال هذه الملايين وعقولهم في ايدي أكثر من الف مبشر كاثوليكي بين رهبان وراهبات يديرون مدارس تبشيرية للبنين والبنات إن أمة البربر التي اهتدت الى الاسلام منذ العصر الاول والتي طالما اعتمد عليها الاسلام في فتوحه وانتشاره وطالما استند اليها مستنجدا أو مدافعا في خطوبه العظمى. هذه الأمة التي سارت مع طارق الى اسبانيا ثم مع عبد الرحمن الغافقي الى فرنسا ومع أسد بن الفرات الى صقلية. هذه الامة التي كانت منها دولتا المرابطين والموحدين فكان لها في تاريخ الاسلام أيام غراء مجيدة. هذه الأمة التي ظهر منها العلماء الأعلام والقادة العظام والتي لرجالها في المكتبة الاسلامية المؤلفات الخالدة الى يوم الدين. هذه الامة التي تبلغ في المغرب الاقصى وحده أكثر من سبعة ملايين نسمة تريد دولة فرنسا الى إخراجها برمتها من حظيرة الإسلام بنظام غريب تقوم به سلطة عسكرية قاهرة ممتهنة به حرية الوجدان ومعتدية على قدسية الايمان بما لم يعهد له نظير في التاريخ. لقد وردت على مصر كتب من الثقات في المغرب الاقصى تذكر أن فرنسا قد استصدرت ظهيرا سلطانيا تاريخه 17 ذي الحجة سنة 1348(16 مايو سنة 1930) ونشرته الجريدة الرسمية في المغرب بعددها رقم 919 تنازل فيه سلطان المغرب لها على الإشراف على الامور الدينية لامة البربر وأن فرنسا قد بدات بالفعل في تنفيذ ذلك الظهير فقامت السلطة العسكرية في المغرب الاقصى تحول بين ثلاثة أرباع السكان وبين القرآن الذي كانت به حياتهم مدة ثلاثة عشر قرنا فابطلوا المدارس القرآنية ووضعوا قلوب أطفال هذه الملايين وعقولهم في ايدي أكثر من الف مبشر كاثوليكي بين رهبان وراهبات يديرون مدارس تبشيرية للبنين والبنات واقفلوا جميع المحاكم الشرعية التي كانت في تلك الديار واجبروا هذه الملايين من المسلمين على أن يتحاكموا في أنكحتهم ومواريثهم وسائر أحوالهم الشخصية الى قانون جديد سنوه لهم أخذوه من عادات البربر التي كانت لهم في جاهيليتهم وهي عادات لا تتفق مع الحضارة ولا تلائم مستوى الانسانية وحسبنا مثالا على انحطاطها وقبحها انها تعتبر الزوجة متاعا يعار ويباع وتورت ولا ترث وانها تجيز للرجل ان يتزوج ما شاء كيف شاء ولو أخته فمن عداها في عقد واحد وأن قانونا كهذا القانون يسن للمسلمين مخالفا للإسلام يعد من رضى به مرتدا عن الاسلام بإجماع علماء المسلمين. إن فرنسا التي تبث الدعاية في امم الارض بأنها أمة الحرية قد أجبرت رجال الحكومة المغرب المسلمين على أن يتركوا دينهم بتنازلهم لهم عما للسلطان من الحق في اقامة احكام الشرع الاسلامي بين رعاياه من قبائل البربر وجماهيرهم والاعتراف لحكومة الحمايةالفرنسية بانها صارت صاحبة التصرف في دينهم وأمورهم التشريعية والتهذيبية وهو ما لا تملك تلك الحكومة الحق في التنازل عنه. ومنذ استصدر الفرنسيون ظهيرا(مرسوما) من سلطان المغرب بهذا التنازل اعتبروا جميع المدارس القرآنية ملغاة وجميع العبادات الاسلامية معطلة ووكلوا أمر تعليم الاطفال المسلمين الى الرهبان توطئة لتنصير هذه الامة عقيدة وعبادة وعملا وحالوا بين جميع مناطق البربر وبين علماء المسلمين ورؤسائهم فلا يتصل بهم أحد منهم.
أيها المسلمون قد اجمع علماؤكم من جميع المذاهب على أن من رضي بارتداد مسلم عن دينه يكون مرتدا برضاه عن ذلك فيجب على جماعات المسلمين وطوائفهم وجمعياتهم وأفرادهم أن يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج على هذاالعمل المنكر الفظيع بكل ما في وسعهم كل بحسب ما يليق به فإذا لم ينفع الاحتجاج فكر المسلمون في الوسائل المجدية وأن في وسعكم أيها المسلمون أن تجبروا دولة فرنسا على احترام اسلام هذا الشعب الكبير وتركه يتمتع بحريته الدينية والوجدانية لان حرية الدين والوجدان حق من حقوق الانسان يجب على الإنسانية حمايته من عبث العابثين واعتداء المعتدين. لقد سلكت دولة فرنسا مع إخواننا مسلمي المغرب سبيلا غير سبيل الرفق والنصح فجردتهم من وسائل النهوض وحالت بينهم وبين التعليم الصحيح وأنفقت أموال أوقافهم الاسلامية في ضد ما وقفت له واختصتهم بنشر النصيبين من كل ما تتصل به مصالح الوطنيين والاجانب وان في المسلمين من كان يعرف هذا ويتغاضى عنه على حين رجاء أن يجعل الله لاهل المغرب فرجا من عنده.

 
نعم اخي وما خفي كان اعظم شكرا لك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top