لأني عربي يفترض بي أن أهدأ ..
وأكتم آهاتي ..
وأسجن صوتي في بوتقة الصمت..
ولأني عربي يجب ألا أقحم نفسي في أمورٍ سياسية ..
لابد أن أتحلى بالحكمة وأغض بصري عن كل الأحداث
وأركز على لون ملابسي ونوعية حذائي ..
وطريقة تحضير طعامي ..وتخفيض نغمة صوتي ..
ليس من حقي أن أثور أو أعترض أو أقرأ أو أكتب أو أتنفس ..
ولا أحقية لي حتى في مخاطبة ذاتي ..
عيبي الوحيد أني عربي..
ولذلك تغتصب أرضي ويقتل ولدي
وينتهك عرضي وأظل صامتاً أنتظر الحدث المقبل ..
والحرب التالية .. والثارات والهجمات والقصف العشوائي ..
وأتحلى بالصبر.. لأثبت للعالم أني عربي..
غريب أمري إن كنت عربي حسب القانون الدولي!
أخاطب عيني كل مساء ..
لماذا هناك دمعة تسقط على وسادتي؟ ..
ألست في مأمن من القصف؟..
أليس العالم ثائر ومحتج وأنا أنعم بالسلام حتى إشعار آخر؟
..
تجيبني عيني بلغة يرفضها شرع الغرب..
لأني عين عربية أتذكر تاريخي ..
لأني عين عربية أبكي مجدي الذي يهدر دمه كل مساء ..
لأني عين عربية بعروق عربية أهتز لدمعة أطفال عرب ودماء بشرية ..
وتصرخ بي عروقي غاضبة في مظاهرة إقليمية
بين جسدي العربي وضد جسدي الصامت..
شراييني تؤيد أوردتي في أن الموت قادم لا محالة
وأن صمتي سينقطع بصرخة تدوي معلنة عاصفة ثورية
هي صرخة احتضاري قبل الموت وما بعد الاستحالة..
ما دمت سأموت دعوني أطلق زفرة أخيرة تعبر عن عروبتي ..
لأعطي دمي حقه حين يتدفق في الشارع قطرات دمٍ عربية ..
يكفيني تجلطاً وتصلباً ..
فشراييني ما عادت تتحمل وأعصابي ليست مشلولة كما تعتقدون..
ودمائي مازلت تتجدد ..
فلأصرخ قبل الموت بأني عربية وأهم مبادئي الحرية ..
فلا أقبل أن تقدموني أضحية عيد العروبة الدولية ..
لن أتخفى أو أهرب ..
فلست خائفاً من الموت فإن لي موعداً مع الحياة اللأبدية ..
ساقف هنا أمام الكل بجسدي العربي ودمائي الثورية ..
أنتظر رصاصات غربية فلي درع يتمثل في صدر عربي وضلوع عربية ..
أتريدون دماءً تملأ صفحات التاريخ ..
هاكم دمي كي يصبغ تاريخ المجد والموت بحرية ..
خذو قطرات دمي العربية كي تصبح بصمة عار على وجوهكم الغربية .. فدمي لا يهدر سدى لأني رمز الحرية ..
وسيظل شعار قطرات دمي:
(الموتُ أولى من ركوبِ العارِ ..والعارُ أولى من دخولِ النار)