نصيحة الى............................................... ..........

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

سماح100

:: عضو منتسِب ::
إنضم
17 أوت 2009
المشاركات
59
نقاط التفاعل
0
نقاط الجوائز
1
آخر نشاط
نصيحة إلى المغرر بهم، ودعوتهم إلى ترك فكر الثوار والخوارج والعودة إلى منهج أهل الحديث


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.


إن كلّ عاقل يدرك أن الظلم والجور وغيرها من المخالفات الشرعية التي تصدر من بعض الحكّام وأعوانهم حرام في ميزان الله تعالى، وأن فشوّ المعاصي والكبائر في المجتمع المسلم منكر جليّ، لا يختلف في هذا مسلمان، ولكن الذي غاب عن قلوب المغرر بهم المنهج الذي يتعبدون الله به في مثل هذه الحالة؟ فهل يسلكون منهج أهل الحديث والأثر، وهو عبادة الله بالصبر على جور السلطان المسلم، ودعوة الخلق إلى الحق، وإصلاح عقائدهم وأحوالهم بالعلم والحلم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، أم أنهم يلجئون إلى التفجيرات والاغتيالات مقتفين سبيل الخوارج كلاب النار، في زرع الفتنة والضغينة في قلوب أبناء الأمة؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله: (وأصل ذلك-يعني الصبر- العلم، فإنه لا يُعلم العدلُ والظلمُ إلا بالعلم، فصار الدين كلُّه العلم والعدل، وضد ذلك الظلم والجهل، قال تعالى: ) وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا]، ولما كان ظلوما جهولا، وذلك يقع من الرعاة تارة، ومن الرعية تارة، ومن غيرهم تارة، كان العلم والعدل المأمور به: الصبر على ظلم الأئمة وجورهم، كما هو من أصول أهل السنة والجماعة) مجموع الفتاوى (28/179).

والأدلة المحكمة من الكتاب والسنة جاءت جلية في منع قتل المسلم لأخيه المسلم، وواضحةً في الصّبر على جور السلطان، قال تعالى:[وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً".

وقال صلى الله عليه وسلم: (تسمع وتُطيع للأمير، وإن ضُرِبَ ظهرُك وأُخذ مالُك، فاسمع وأطع) رواه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة رضي الله عنه.

وقال النبي: (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

وعن سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه أنه سأل رسول الله قال: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألون حقهم، ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيسٍ، فقال رسول الله: (اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم ) رواه مسلم في صحيحه.

والصبر الذي نطالب به أبناء الأمة التحلي به حتى لا يقعوا في براثين الخوارج يحتاج إلى غذاء يكسر مرارة العلل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/154): (..فإن النفوس لا تصبر على المرّ إلا بنوع من الحلو؛ لا يمكن غير ذلك)، ثم ذكر شيخ الإسلام الحلو الذي نكسر به المر: (..ولهذا أمر الله تعالى بتأليف القلوب، حتى جعل للمؤلفة قلوبهم نصيبا في الصدقات، وقال تعالى لنبيه [خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"، وقال تعالى: [وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ"، فلا بد أن يصبر وأن يرحم، وهذا هو الشجاعة والكرم).

قلت: فإن اليقين بشرع الله ونصوصه، والتحلي بالعفو والرحمة والدعوة إلى الصلح غذاء للصبر وقوت له، وجزاء ذلك الإمامة في الدين، والهداية في الأمر قال تعالى:[وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (4/444) بعد ما ذكر الحوادث التي وقعت بين علي ومعاوية رضي الله عنها:(ولهذا كان مذهب أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة، والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح برّ، أو يستراح من فاجر..).

إن مرحلة المصالحة تمكن المُغرّر بهم والمتأولين من استعمال عقولهم، ومراجعة حساباتهم، وسؤال أهل العلم بحقٍ عن أعمالهم التي يرتكبونها في حق إخوانهم من المسلمين سواء كانوا من الشعب أو من رجال الأمن، والبحث عن الحقيقة من مصادرها، والخروج من مربع الأوهام والخيالات، والشجاعة الزائفة، والوقوف مع نفس في ثلث الليل الأخير، ومساءلتها: هل ما يقومون به من أعمال القتل والاغتيالات وتخريب المنشآت يوصلهم إلى قارب النجاة، وينجيهم يوم الدين، ويقيم لهم دولة أساسها الكتاب والسنة؟

وهل ما يقومون به من أعمال سيئة في حق أبناء أمتهم لهم فيها أثارة من علم السلف الأماجد، أم أنهم مخالفون لنصوص الكتاب والسنة .

وأين هم هداهم الله من هذه النصوص النيرية، وأين موطن تطبيقها على مفهومهم وهم يتمسحون بالسلفية زورا وكذبا:

قال تعالى: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] [النساء92].

قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسيره: (هذه الصيغة من صيغ الامتناع، أي: يمتنع ويستحيل أن يصدر من مؤمن قتلُ مؤمن؛ أي: متعمدا، وفي هذا الإخبار بشدة تحريمه، وأنه مناف للإيمان أشدّ منافاة، وإنما يصدر ذلك إمّا من كافر، أو من فاسق قد نقص إيمانه نقصا عظيما، ويخشى عليه ما هو أكبر من ذلك، فإنّ الإيمان الصحيح يمنع المؤمن من قتل أخيه الذي عقد الله بينه وبينه الأخوة الإيمانية، التي من مقتضاتها محبّته وموالاته وإزالة ما يعرض لأخيه من الأذى، وأي أذى أشد من القتل؟، وهذا يصدقه قوله: (لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضُكم رقاب بعض)، فعلم أن القتل من الكفر العملي، وأكبر الكبائر بعد الشرك بالله).

وقال تعالى: [وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا] [النساء93].

وقال تعالى: [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ] [المائدة 27-32].

وقال تعالى: [وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا] [الإسراء 33].

عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (لا تقتل نفسٌ ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سنّ القتل).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها، وصلّوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دماؤهم أموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله).

وعن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: (كل ذنب عسى الله أن يغفرهن إلا الرجل يقتل المؤمن متعمدا، أو الرجل يموت كافرا).

وعن عبد الله بن عمر بن العاص قال: قال رسول الله: (والذي نفسي بيده، لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).

وعن عبد الله قال: قال رسول الله: (أوّل ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى به بين الناس في الدماء).

وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي قال: (يجيء الرجل آخذا بيد الرجل، فيقول: يا ربّ هذا قتلني، فيقول الله له: لمَ قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لك، فيقولك فإنها لي، ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل، فيقول: إنّ هذا قتلني، فيقول الله له: لِمَ قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزّة لفلان، فيقول: فإنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه).

وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله: (من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله، لم يقبل منه صرفا ولا عدلا).

وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله: (من قتل معاهدا في غير كنهه، حرم الله عليه الجنة).

وهل أقرهم علماء العصر الأفاضل على صنيعهم الأهوك: كالشيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز، والشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، والشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي، والشيخ العلامة حماد الأنصاري، والشيخ العلامة محمد آمان الجامي، والشيخ علي سينان، والشيخ العلامة عبد المحسن العباد، والشيخ العلامة ربيع بن هادي، والشيخ العلامة صالح الفوزان، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ صالح آل الشيخ، وباقي علماء الأمة سواء كانوا من جمهورية مصر، أو الشام، أو الجزيرة العربية، أو اليمن؟

أم أن كلّ العلماء الذين ذكرناهم، وآخرين لم نذكهم ينكرون عليهم صنيعهم، ويعدونهم من أهل البدع، ويأمرونهم على جناح السرعة بالتخلي عن أعمالهم والتوبة منها، والعودة إلى مجتمعاتهم والسعي في إصلاحها بالعلم والحلم، وبالتي هي أحسن للتي هي أقوم، وأن المشبوهين كأبي قتادة الفلسطيني الذين اعتمدوا عليهم في خروجكم على السلطان، وقتل الولدان والنسوان لا يمتون إلى المنهج السلفي النقي بصلة، وأنهم ملوثون بكفر القطبية الهالكة، وغارقون في بحر الشبهات، وأنهم دجاجلة مرتزقة يكسبون أموالهم من أشلاء المسلمين ودمائهم، وأنهم أناس مرضى نفسيا لا يرون مسلما على وجه الأرض إلا من وافقهم في باطلهم وعفنهم والله المستعان.

وهل يتصورون في عصر العولمة والهيمنة الدولية أنهم بإمكانهم إقامة دولة أساسها فتاوى أقوام تربوا في أحضان الغرب، وملئوا جيوبهم من أموال الكفار، لا يعلم لهم سابقة في العلم، ولا يعرف لهم شيخ على الجادة تربوا في حلقته؟.

إنني أنصح من يسمون أنفسهم بالجماعة السلفية للقتال -والسلفية منهم براء-، بأن يعيدوا النظر في أعمالهم، وأن يزنوها بميزان السلف، لعلهم يرشدون ويعدون إلى الجادة، والله يعلم المصلح من المفسد.


فالله أسأل أن يطفئ نار الفتنة في الجزائر وباقي ديار المسلمين، وأن يعيد المغرر بهم إلى الحق، وأن يرزقهم التوبة النصوح، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين إلى تحكيم كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

وكتبه أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي.
 
بارك الله فيك ..وحفظ الله شيخي وأستاذي الفاضل عبد الحمد العربي وجزاه الله خيرا على هذا المقال السلفي الماتع.
 
لا شكر على واجب اخي
 
آخر تعديل:
بارك الله فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top