استيقظت صباحًا على غير عادتي، كنتُ أحسُ بالفرح.فتحتُ النافذة فإذا بالشمس الدافئة تغمر الغرفة.واستقبلتُ الصباح وكانت السماء زرقاء باهيه.
نظرتُ إلى الحديقة المجاورة وكانت أزهارها تميل يمينا يسارا، وتلك الأشجار تدبُ الحركة فيها وأغصانها تستقبلُ أعشاش العصافير حيث كان كل شيء يرقص فرحة لاستقبال صباح جديد.انه يوم من أيام الربيع..وتلك الجبال من بعيد وصوتُ الطيور الرنان الجميل...،حينها عدتُ إلى الفراش أتساءلُ لماذا استيقظتُ باكرا وعلى هذه الحالة؟ وهل هناك شيء سيحصل؟ ولماذا أنا أحسُ بهذه الفرحة؟؟ وشيئا فشيئا كنتُ أسمع دقات قلبي تتسارعُ.. ثم عدتُ إلى النافذة لربما يذهبُ هذا القلق.فإذا بي ألاحظ شابا في مقتبل العمر مارا من هناك، أمعنتُ النظر فيه وإحساس غريب ينتابني..أحسستُ أني أقتربُ منه كلما خطى خطوة إلى الأمام وكان شارد الذهن يفكر بعيدا بعيدا..، ثم فجأة نظر ناحية النافذة...رآني أنظرُ إليه وأتتبعُ خطواته، ثم طأطأ رأسه وواصل سيره حتى انزلق في منحدر هناك وغاب عن أنظاري... تحركَ شعوري نحوه وكأنه كلمني من بعيد، نَمَتْ رغبتي وقررتُ أن أغادر المنزل وأقومَ بجولة في هذا اليوم الربيعي، وكنت فرحةً وربما بدأتْ دوامة المشاعر والأحاسيس.
خرجتُ من المنزل، مشيتُ في تلك الدروب الخضراء أفكرُ وأستعيدُ تلك الملامح التي كانت غير واضحة من بعيد ثم انتبهتُ لنفسي وتساءلتُ لماذا أنا هنا؟ وماذا أفعل؟ وما الذي يشغل بالي؟؟...، أأجبتُ ضاحكة... نعم لقد نظرتُ إليه ونظر إلي، لكن من يكون؟؟ وهل سيكون؟؟... وربما من كنتُ أبحث عنه؟...
واصلتُ السير واستمتعت بتلك الر حلة القصيرة، كانت ممتعة ولكن سيطر التفكير على بالي وعدتُ إلى المنزل وسرعان ما ازداد التفكير حدة. لم أستطيع البقاء هنا لقد سئمتُ وحتما وابتدرتْ لي فكرة أردتُ أن أزور صديقتي بجوارنا لعلي أحطم دوامة التساؤل هذه والتفكير الممل، وفعلا ذهبتُ إليها وطرقت الباب فلم يجيبَ أحد إلا بعد فترة، ظننت أني سأعود ولكنها فتحتْ الباب ورحبتْ بي في بيتهم ودعتني للدخول وقالت: كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ تبدين متوترة تارة وفرحة تارة أخرى أيمكنك أن تخبريني ما بك؟ تنهدتُ عميقا وحكيتُ لها ما حدث فابتسمت وقالت: ربما...؟ وسكتت، ثم غادرتُ بعد تناول القهوة معها...
و وصلتُ المنزل وبقيتُ وحدي أدور، تناولتُ كتبا لقصص حب، قرأتها ثم مللتُ منها، فذهبت واستلقيتُ على الفراش وغصتُ في النوم فإذا بي أرى في حلمي أني كنت أمشي ووجدت كنزا فاحتفظتُ به وكنت فرحة.. استيقظت حقا كنت كذلك....، مر اليوم وجاء الليل وبعدما تناولت العشاء عند صديقتي كعادتي وعدت مرة أخرى إلى البيت وشعرت بالتعب لكن لم أستطيع النوم فحاولت قراءة كتب أخرى من مكتبة أبي وفعلتُ حتى نِمت وكانت أحلام جميلة تبعثُ الأمل...
صباحا في اليوم التالي استيقظتُ وفَتحتُ النافذة، وانتظرت أن يمر من هناك لكن لم يفعل، لا يهم.. لا بأس، فخرجت من المنزل كالعادة فجاءتني فتاة صغيرة وقالت لي: أنا أحبكِ، ثم أعطتني وردتين الأولى حمراء والثانية بيضاء ورسالة أيضا وغادرتْ...فحاولتُ أن أتبعها ثم جلست على صخرة كبيرة وأنا حائرة...
كان عطر الوردتين يفوح، فتحتُ الرسالة وقرأتها فإذا به شاب يقول لي: أنا أُحبُكِ وأريد التعرف عليكِ أرجوكِ، وإذا أردتِ أن نلتقي أعطيني إشارة فتْحكِ للنافذة صباح يوم الغد وسوف أكون في انتظارك، وفي أخر الرسالة كتب: دُمْتِ للمحب المجهول....
كنتُ فرحة جدًا، قضيتُ اليوم كله عند صديقتي أخبرتها بكل شيء وكنت كالمجنونة أفتح تلك الرسالة وأقرأها مرات مرات، وأضم تلك الوردتين إلى صدري بقوة وكانت صديقتي تضحك من أعماقها وتقول: أنت مجنونة..، كم كنت متشوقة لرِؤيته...، قضيت اليوم كله عندها بدعوة منها وعند غروب الشمس غادرت وودعتها.وبينما أنا أسير وجدتُ الأزهار متناثرة على الأرض حتى وصلت البيت ووجدتُ أمامه صندوقا خشبيا ففتحته وكان بداخله هدية وهي عبارة عن وشاح أحمر اللون، ثم ورقة صغيرة مكتوب فيها ـ أحبك.. أحبك وعيد ميلاد سعيد ـ اندهشتُ لكل هذا وأمضيت الليل كله أعانق ذلك الوشاح وتلك الوردتين وأفكر في اللقاء غدا..، وبعد السهر نِمتُ. وفي صباح يوم الغد أفقت وذهبت إلى النافذة ودون أن أفتحها بدأتُ أنظر وأنتظر قدومه، ولم أفتحها لأني أردتُ أن أحطمه بعض الشيء وأمزحَ معه..، كان قلبي يخفق بقوة، ثم وأخيرا ظهر وجلس تحت تلك الشجرة ينتظر إشارتي وبعد مدة أحسَ بالملل، لكنه بقي صامدا وشعاعُ الأمل مبسوطٌ له..، ثم فتحتُهاَ فتَحركَ من مكانه وقَفزَ فرحاً....
حضَرتُ نفسي ووَضعتُ ذلك الوشاح الأحمر على عنقي، وحَملتُ تلك الوردتين اللتين ذَبلَتاَ بعض الشيء ولكن حافظتُ عليهما بدفء صدري..
خرجتُ وسِرتُ نحوه وتسَارعَتْ نبضاتُ قلبي كلما اقتربتُ منه..، وعندما وصلتُ ابتسم وقال لي مَرحباً بكِ..، لا أنكر بأنه كان جميلا ً وصوته عذباً، رقيقا
بَقيتُ ساكتة، فتكلمَ هو وقال: لماذا هذا الصمت؟ هل أبدأ أنا أم أنتِ؟ .....نَظرتُ إليه وتمتمتُ لكن قبضَ الخجلُ لساني..، فقال: لا بأس سأبدأ أنا، نطقَ باسمي ثم أردفَ اسمه وقال أعرف عنكِ كل شيء، وكنتُ ألاحظُكِ باستمرار وأظن أني أحبَبتُكِ واليوم جاءتْ الفرصة لكي أحكي لكِ وأبُوحَ لكِ بكل شيء، حينها تكلمتُ أنا وقلتُ: أنا أيضا أريد أن أحكي لك ما حدثَ معي... فقال مُقاطعاً: وأخيرًا نطقتِ...، صوتكِ جميلٌ كجَمالكِ.بدأنا بالكلام وشيئا فشيئا تعارفنا أكثر وأكثر وتبادلنا الحديث عن حياتنا وطموحاتنا وعن كل شيء وكنا قد قضينا وقتا جميلا وحانت ساعة الرحيل وقبل ذلك قال مرة أخرى: عيد ميلاد سعيد ـ تبدين جميلة بهذا الوشاح، أرجوكِ احتفظي به ـ ثم انصرف...
عدتُ إلى البيت والفرحة تقتلني وأنا أردد قائلة: نعم انه الحب..، لقد وقعتُ في الحب...، مرتْ الأيام وكنا نلتقي كل صباح وصديقتي برفقتنا في بعض الأحيان.
أمضينا شهورا جميلة وكان فصل الربيع يرحب بنا بين أحضانه..، بين اخضراره..، وكذا أزهاره..، إلى أن حان موعد عودة والداي من السفر بعد طول غياب. يومها استقبلتهما وكنتُ فرحة بلقائهما..، واندهشت للصدفة الغريبة فلقد جاء يرحبُ بهم..؟؟، وكأنهما يعرفانه..؟؟، وفعلا كان أبي يعرفه كونه ابن أحد أصدقائه المقربين، كان يتكلم معه بحرية...، مر الوقت بالحديث وتقديم الهدايا لي وله، كما أحضروا لي هدايا بمناسبة عيد ميلادي وكانت رائعة...، ثم قال لأبي: بمناسبة عودتكما بالسلامة من السفر، أتقدم وأريد أن أطلبَ يد ابنتكَ للزواج. فابتسم أبي وقال: أنا موافق، وتحدثتْ والدتي معه أيضا...، لكن أنا كنتُ كالغريبة وسطهم ولم أفهم ماذا يحصل..، هل أنا في حلم؟؟ أم هي حقيقة؟؟ لم أصدق ما كنتُ أسمعه..، لكنه لم يخبرني بمعرفته لوالدي، وأنهما كانا يريدانه أن يهتم بي أثناء غيابهما، ومن كان يدري أني سوف أحبه هو ليس غيره...، كنت حائرة وحينها نظر إلي والدي وقال: هل أنت موافقة؟، شعرتُ بالخجل وذهبتُ مسرعة إلى غرفتي...، كان النسيم يداعبُ أطراف الستار وكذا وشاحي الأحمر هديةَ عيد ميلادي والذي لم أتذكره أنا..، بكيتُ وشعرت بشعور غريب وقلت في نفسي كل هذا مؤامرة، حينها تسلل إلى غرفتي ووقف ورائي وهمس قائلا: أحبكِ والآن أنتِ خطيبتي..
بكيتُ بشدة من الفرحة وقلتُ له: كل هذا يحدث وأنا لا أعلم به، لكن لماذا؟؟
فسكتَ ولم يُجيبْ، ثم قال الفضل يعود لوالدك، ثم إن هذه النافذة شاهدة على حُبناَ ،ووَضعَ يديه في يدي وصرخ عاليا: أُحبكِ.. أُحبكِ..، فطَلبتُ منه الهدوء لكن لم يريد، ثم قلتُ له أنا أيضا أحبكَ...، ورددتها مرارًا وتكرارًا، ففرح كثيرا قائلا أخيرا سَمعتُها....
ومرتْ الأيام، تزوجتُ به وعِشنا حياة سعيدة، وتَزوجَتْ صديقتي أيضا وعشنا حياة مِلئُها الحبُ والتفاهم....، وهذه الــــــــــــنهـــــــــايــــــــة
نظرتُ إلى الحديقة المجاورة وكانت أزهارها تميل يمينا يسارا، وتلك الأشجار تدبُ الحركة فيها وأغصانها تستقبلُ أعشاش العصافير حيث كان كل شيء يرقص فرحة لاستقبال صباح جديد.انه يوم من أيام الربيع..وتلك الجبال من بعيد وصوتُ الطيور الرنان الجميل...،حينها عدتُ إلى الفراش أتساءلُ لماذا استيقظتُ باكرا وعلى هذه الحالة؟ وهل هناك شيء سيحصل؟ ولماذا أنا أحسُ بهذه الفرحة؟؟ وشيئا فشيئا كنتُ أسمع دقات قلبي تتسارعُ.. ثم عدتُ إلى النافذة لربما يذهبُ هذا القلق.فإذا بي ألاحظ شابا في مقتبل العمر مارا من هناك، أمعنتُ النظر فيه وإحساس غريب ينتابني..أحسستُ أني أقتربُ منه كلما خطى خطوة إلى الأمام وكان شارد الذهن يفكر بعيدا بعيدا..، ثم فجأة نظر ناحية النافذة...رآني أنظرُ إليه وأتتبعُ خطواته، ثم طأطأ رأسه وواصل سيره حتى انزلق في منحدر هناك وغاب عن أنظاري... تحركَ شعوري نحوه وكأنه كلمني من بعيد، نَمَتْ رغبتي وقررتُ أن أغادر المنزل وأقومَ بجولة في هذا اليوم الربيعي، وكنت فرحةً وربما بدأتْ دوامة المشاعر والأحاسيس.
خرجتُ من المنزل، مشيتُ في تلك الدروب الخضراء أفكرُ وأستعيدُ تلك الملامح التي كانت غير واضحة من بعيد ثم انتبهتُ لنفسي وتساءلتُ لماذا أنا هنا؟ وماذا أفعل؟ وما الذي يشغل بالي؟؟...، أأجبتُ ضاحكة... نعم لقد نظرتُ إليه ونظر إلي، لكن من يكون؟؟ وهل سيكون؟؟... وربما من كنتُ أبحث عنه؟...
واصلتُ السير واستمتعت بتلك الر حلة القصيرة، كانت ممتعة ولكن سيطر التفكير على بالي وعدتُ إلى المنزل وسرعان ما ازداد التفكير حدة. لم أستطيع البقاء هنا لقد سئمتُ وحتما وابتدرتْ لي فكرة أردتُ أن أزور صديقتي بجوارنا لعلي أحطم دوامة التساؤل هذه والتفكير الممل، وفعلا ذهبتُ إليها وطرقت الباب فلم يجيبَ أحد إلا بعد فترة، ظننت أني سأعود ولكنها فتحتْ الباب ورحبتْ بي في بيتهم ودعتني للدخول وقالت: كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ تبدين متوترة تارة وفرحة تارة أخرى أيمكنك أن تخبريني ما بك؟ تنهدتُ عميقا وحكيتُ لها ما حدث فابتسمت وقالت: ربما...؟ وسكتت، ثم غادرتُ بعد تناول القهوة معها...
و وصلتُ المنزل وبقيتُ وحدي أدور، تناولتُ كتبا لقصص حب، قرأتها ثم مللتُ منها، فذهبت واستلقيتُ على الفراش وغصتُ في النوم فإذا بي أرى في حلمي أني كنت أمشي ووجدت كنزا فاحتفظتُ به وكنت فرحة.. استيقظت حقا كنت كذلك....، مر اليوم وجاء الليل وبعدما تناولت العشاء عند صديقتي كعادتي وعدت مرة أخرى إلى البيت وشعرت بالتعب لكن لم أستطيع النوم فحاولت قراءة كتب أخرى من مكتبة أبي وفعلتُ حتى نِمت وكانت أحلام جميلة تبعثُ الأمل...
صباحا في اليوم التالي استيقظتُ وفَتحتُ النافذة، وانتظرت أن يمر من هناك لكن لم يفعل، لا يهم.. لا بأس، فخرجت من المنزل كالعادة فجاءتني فتاة صغيرة وقالت لي: أنا أحبكِ، ثم أعطتني وردتين الأولى حمراء والثانية بيضاء ورسالة أيضا وغادرتْ...فحاولتُ أن أتبعها ثم جلست على صخرة كبيرة وأنا حائرة...
كان عطر الوردتين يفوح، فتحتُ الرسالة وقرأتها فإذا به شاب يقول لي: أنا أُحبُكِ وأريد التعرف عليكِ أرجوكِ، وإذا أردتِ أن نلتقي أعطيني إشارة فتْحكِ للنافذة صباح يوم الغد وسوف أكون في انتظارك، وفي أخر الرسالة كتب: دُمْتِ للمحب المجهول....
كنتُ فرحة جدًا، قضيتُ اليوم كله عند صديقتي أخبرتها بكل شيء وكنت كالمجنونة أفتح تلك الرسالة وأقرأها مرات مرات، وأضم تلك الوردتين إلى صدري بقوة وكانت صديقتي تضحك من أعماقها وتقول: أنت مجنونة..، كم كنت متشوقة لرِؤيته...، قضيت اليوم كله عندها بدعوة منها وعند غروب الشمس غادرت وودعتها.وبينما أنا أسير وجدتُ الأزهار متناثرة على الأرض حتى وصلت البيت ووجدتُ أمامه صندوقا خشبيا ففتحته وكان بداخله هدية وهي عبارة عن وشاح أحمر اللون، ثم ورقة صغيرة مكتوب فيها ـ أحبك.. أحبك وعيد ميلاد سعيد ـ اندهشتُ لكل هذا وأمضيت الليل كله أعانق ذلك الوشاح وتلك الوردتين وأفكر في اللقاء غدا..، وبعد السهر نِمتُ. وفي صباح يوم الغد أفقت وذهبت إلى النافذة ودون أن أفتحها بدأتُ أنظر وأنتظر قدومه، ولم أفتحها لأني أردتُ أن أحطمه بعض الشيء وأمزحَ معه..، كان قلبي يخفق بقوة، ثم وأخيرا ظهر وجلس تحت تلك الشجرة ينتظر إشارتي وبعد مدة أحسَ بالملل، لكنه بقي صامدا وشعاعُ الأمل مبسوطٌ له..، ثم فتحتُهاَ فتَحركَ من مكانه وقَفزَ فرحاً....
حضَرتُ نفسي ووَضعتُ ذلك الوشاح الأحمر على عنقي، وحَملتُ تلك الوردتين اللتين ذَبلَتاَ بعض الشيء ولكن حافظتُ عليهما بدفء صدري..
خرجتُ وسِرتُ نحوه وتسَارعَتْ نبضاتُ قلبي كلما اقتربتُ منه..، وعندما وصلتُ ابتسم وقال لي مَرحباً بكِ..، لا أنكر بأنه كان جميلا ً وصوته عذباً، رقيقا
بَقيتُ ساكتة، فتكلمَ هو وقال: لماذا هذا الصمت؟ هل أبدأ أنا أم أنتِ؟ .....نَظرتُ إليه وتمتمتُ لكن قبضَ الخجلُ لساني..، فقال: لا بأس سأبدأ أنا، نطقَ باسمي ثم أردفَ اسمه وقال أعرف عنكِ كل شيء، وكنتُ ألاحظُكِ باستمرار وأظن أني أحبَبتُكِ واليوم جاءتْ الفرصة لكي أحكي لكِ وأبُوحَ لكِ بكل شيء، حينها تكلمتُ أنا وقلتُ: أنا أيضا أريد أن أحكي لك ما حدثَ معي... فقال مُقاطعاً: وأخيرًا نطقتِ...، صوتكِ جميلٌ كجَمالكِ.بدأنا بالكلام وشيئا فشيئا تعارفنا أكثر وأكثر وتبادلنا الحديث عن حياتنا وطموحاتنا وعن كل شيء وكنا قد قضينا وقتا جميلا وحانت ساعة الرحيل وقبل ذلك قال مرة أخرى: عيد ميلاد سعيد ـ تبدين جميلة بهذا الوشاح، أرجوكِ احتفظي به ـ ثم انصرف...
عدتُ إلى البيت والفرحة تقتلني وأنا أردد قائلة: نعم انه الحب..، لقد وقعتُ في الحب...، مرتْ الأيام وكنا نلتقي كل صباح وصديقتي برفقتنا في بعض الأحيان.
أمضينا شهورا جميلة وكان فصل الربيع يرحب بنا بين أحضانه..، بين اخضراره..، وكذا أزهاره..، إلى أن حان موعد عودة والداي من السفر بعد طول غياب. يومها استقبلتهما وكنتُ فرحة بلقائهما..، واندهشت للصدفة الغريبة فلقد جاء يرحبُ بهم..؟؟، وكأنهما يعرفانه..؟؟، وفعلا كان أبي يعرفه كونه ابن أحد أصدقائه المقربين، كان يتكلم معه بحرية...، مر الوقت بالحديث وتقديم الهدايا لي وله، كما أحضروا لي هدايا بمناسبة عيد ميلادي وكانت رائعة...، ثم قال لأبي: بمناسبة عودتكما بالسلامة من السفر، أتقدم وأريد أن أطلبَ يد ابنتكَ للزواج. فابتسم أبي وقال: أنا موافق، وتحدثتْ والدتي معه أيضا...، لكن أنا كنتُ كالغريبة وسطهم ولم أفهم ماذا يحصل..، هل أنا في حلم؟؟ أم هي حقيقة؟؟ لم أصدق ما كنتُ أسمعه..، لكنه لم يخبرني بمعرفته لوالدي، وأنهما كانا يريدانه أن يهتم بي أثناء غيابهما، ومن كان يدري أني سوف أحبه هو ليس غيره...، كنت حائرة وحينها نظر إلي والدي وقال: هل أنت موافقة؟، شعرتُ بالخجل وذهبتُ مسرعة إلى غرفتي...، كان النسيم يداعبُ أطراف الستار وكذا وشاحي الأحمر هديةَ عيد ميلادي والذي لم أتذكره أنا..، بكيتُ وشعرت بشعور غريب وقلت في نفسي كل هذا مؤامرة، حينها تسلل إلى غرفتي ووقف ورائي وهمس قائلا: أحبكِ والآن أنتِ خطيبتي..
بكيتُ بشدة من الفرحة وقلتُ له: كل هذا يحدث وأنا لا أعلم به، لكن لماذا؟؟
فسكتَ ولم يُجيبْ، ثم قال الفضل يعود لوالدك، ثم إن هذه النافذة شاهدة على حُبناَ ،ووَضعَ يديه في يدي وصرخ عاليا: أُحبكِ.. أُحبكِ..، فطَلبتُ منه الهدوء لكن لم يريد، ثم قلتُ له أنا أيضا أحبكَ...، ورددتها مرارًا وتكرارًا، ففرح كثيرا قائلا أخيرا سَمعتُها....
ومرتْ الأيام، تزوجتُ به وعِشنا حياة سعيدة، وتَزوجَتْ صديقتي أيضا وعشنا حياة مِلئُها الحبُ والتفاهم....، وهذه الــــــــــــنهـــــــــايــــــــة
آخر تعديل: