ابن باديس.. المصلح الرباني

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
ابن باديس.. المصلح الرباني
مثل كثير من العظماء في التاريخ كان عمر الشيخ عبد الحميد بن باديس قصيرةً آماده كثيرةً أمداده، فقد عاش أقلّ من واحد وخمسين سنةً فقط، لكن الله تعالى بارك له فيها ووفّقه إلى أعمال جليلة أبقت للجزائر إسلامها وعربيّتها وردّت لها استقلالها بعد أن احتلّتها الجيوش الفرنسية وظلّت مستعمرة مدّة 132 سنةً.

ولد الشيخ بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائريّ سنة 1889 وفرنسا تحتلّ البلد منذ 60 سنةً آنذاك و تعمل بكلّ وسيلة على استئصال الإسلام واللغة العربية بالاعتماد أساسا على منع التعليم ونشر الخرافات وإضفاء "الفرنسة" على كل نواحي الحياة التربوية والاجتماعية والسياسيّة، وشاء الله للفتى النبيه الذكي المتديّن أن يلتحق بجامع الزيتونة المعمور في تونس _ وكان قبلة طلبة العلم _ فاستكمل دراسته والتقى بعلماء عاملين إيجابيين تأثّر بهم .

ثم أدّى مناسك الحج سنة 1912 وطاف في طريق العودة بالشام ومصر والتقى دعاة الإصلاح، ولم يرجع إلى الجزائر إلاّ وهو شعلة متّقدة من الرغبة في خدمة دينه ولغته وبلده، وانطلق _ رحمه الله _ من المسجد والصحيفة، فبدأ :
بإلقاء الدروس المسجديّة يفسّر القرآن الكريم ويشرح الحديث النبوي الشريف ناشراً من خلالهما الوعي ومصحّحاً العقيدة وداعيّاً إلى السلوك القويم بين يدي النهضة المنشودة، وشرع في العمل الصحفي فأصدر عدداً من الجرائد الأسبوعيّة والشهريّة، وكلّما أغلقت السلطات الاستعمارية صحيفة استبدلها بأخرى، ولم ينقطع عن هذا النشاط المزدوج حتّى وفاته، وكان من همّته العاليّة وتفانيه في الإصلاح أنّه يلقي ما لا يقلّ عن اثني عشر درساً كلّ يوم يبدؤها بعد صلاة الفجر ويختمها بدرس التفسير عقب صلاة العشاء، كما أنّه كان يتولّى كتابة معظم المقالات في جرائده.


دأب - رحمه الله - على النشاط التربوي التعليمي الصحفيّ لنشر الفكر الصحيح وتوعيّة الجماهير وتنشئة الجيل الّذي يملك مقوّمات إخراج الاحتلال واسترجاع السيادة في إطار خطّةٍ مدروسةٍ تهدف بالدرجة الأولى إلى ربح معركة الهويّة الّتي كانت تدور رحالها منذ مدّة لطمس معالم الانتماء العربيّ الإسلاميّ للشعب الجزائريّ وتحويله إلى الذات الفرنسيّة ليس باعتباره من مواطني "الوطن الأم" وإنّما كخادم وتابع ورعية من الدرجة الدنيا، وقد اعتمدت فرنسا لبلوغ هدف طمس الهوية على عنصرين هما:

- منع التعليم عن عموم الشعب والاستفادة من حالة الجهل والأمّيّة لتغيير التاريخ وتغييب حقائق الشخصيّة الجزائريّة.
- تكوين نخبة جزائريّة متشبّعة بالقيّم الفرنسية تتنكّر للأصالة وتصنع للجزائريين حلماً يراودهم هو الحصول على مزايا فرنساٍ إذا برهنوا أنّهم في مستواها ويستحقّونها.
لهذا خاض الشيخ _ رحمه الله _ معركةً معاكسةً قوامها نشر التعليم وإحياء معاني الهويّة العربية الإسلاميّة والرفض التام للانصهار في فرنسا، ولجسامة هذه المهام أسّس مع عدد من نظائره جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين في 05ماي1931، وكان لتاريخ التأسيس دلالة واضحة إذ صادف احتفال فرنسا بمرور مئة سنة على احتلال الجزائر وضمّها إليها عبر استعمار استيطانيّ يزعم أن هذا البلد جزء من فرنسا، وقد لخّص الإمام ابن باديس وجمعية العلماء المسلمين رسالتهما في شعار خالد هو:
"الإسلام ديننا والعربيّة لغتنا والجزائر وطننا"،

وأنشأ الشيخ قصيدة شهيرة مطلعها:

"شعب الـجزائر مسلم – وإلى العــروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله – أو قال مــات فقد كذب"

و كان هذا هو برنامج عمل الجمعيّة: التمسّك بالإسلام وإحياء اللغة العربيّة وتحرير الجزائر، ولتجسيده فتحت الشعب والمدارس والمعاهد وأصدرت جريدة "البصائر" الغراء، وطاف أعضاؤها أرجاء البلاد يدرّسون ويحاضرون رغم مضايقات الإدارة الفرنسية.

والجدير بالذكر أن الإمام ابن باديس قد وجد في طريق عمله الإصلاحيّ خصماً آخر إلى جانب الاحتلال الفرنسي هو "الطرقية" وهي عبارة عن مجموعات تزعم الانتماء للتصوّف وهي غارقة في الخرافات والنزعة المادّيّة، فتحالفت مع العدو الفرنسيّ ضدّ العمل الإصلاحيّ الّذي سعى رموزه إلى تصحيح العقيدة والسلوك وتنوير العقول بحقائق الإسلام ومحاربة عبادة الأضرحة وتقديس الشيوخ والتفسيرات الخرافية للدين واستغلاله في استغفال الناس وأكل أموالهم بواسطة الولائم والزيارات والهدايا الّتي تساق للشيوخ الأحياء والأموات، ولم يتساهل ابن باديس مع هذا الاتّجاه وشدّد عليه الخناق تربويّاً وإعلاميّاً وفضح أساليبه المنافية للشرع وعمل على نشر العقيدة السلفيّة الصافية المعتدلة بعيداً عن كل تنطع وغلوٍّ.

ودأب الإمام _ رحمه الله _ على عمله المتواصل ولم يسمح لنفسه براحة أو إجازة إلاّ يومي عيد الفطر والأضحى، فنال منه الإرهاق وتوفّاه الله يوم1940.04.16 بعد أن لزم الفراش ثلاثة أيّام فقط، وبقيّت مدينة قسنطينة _ والجزائر كلّها _ وفيّةً لذكراه محتضنةً لواء العلم، وأصبح 16أفريل من كل سنة يسمّى "يوم العلم"، وشيدت في مسقط رأسه ومركز نشاطه جامعة إسلاميّة استقطبت عند افتتاحها في 1984 رموز الإسلام والدعوة يتقدّمهم الشيخ محمد الغزالي _ رحمه الله _ (وقد ترأّس مجلسها العلمي طيلة خمس سنوات)، ومازال اسم ابن باديس مقترناً بالإسلام والعربية، فهو حامي حماهما وهو رائد نهضة الجزائر الحديثة بلا منازع.

بقي أن أذكر أن الشيخ الإمام أولى عنايةً خاصة لتعليم المرأة رغم وطأة الأعراف والتقاليد، وجعل للبنات صفوفاً خاصة في نفس قسم البنين في مدارس الجمعيّة وفي معهد ابن باديس الثانوي بقسنطينة ، كما أن مجلس إدارة جمعية العلماء كان يصم امرأة هي السيدة فاطمة غراب ، وغني عن البيان أن هذا كان جرأة كبيرة آنذاك لا تتقبلها الذهنيات ولكنه سبق له دلالته.

ومن مآثره بغضه الشديد لفرنسا حتى قال كلمته الشهيرة " لو طلبت مني فرنسا أن أنطق بالشهادتين ما نطقت نهما "

فارق الحياة بعد أن أرسى دعائم النهضة التي ردت الجزائريين إلى العقيدة الصحيحة والعلم النفع والتعلق بالحرية وبغض الاستعمار ، وواصل أصحابه المسيرة بقيادة الشيخ البشير الإبراهيمي حتى فتح الله للجزائر فتحا مبينا فطردت الاحتلال ورجعت إلى محيطها العربي الإسلامي .
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
يقال إن الشيخ من السلف الصالح
 
%D8%B4%D9%83%D8%B1%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B9.gif
 
من قال ابن باديس بدعيا·· فقد كذب

من قال ابن باديس بدعيا·· فقد كذب

لا يمكن أن ننكر الجانب السلبي للاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، خاصة في فترة الاستدمار الفرنسي، حيث ساهمت كثيرا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذا الاتجاه الانحطاطي الذي لا يشرّف الإسلام ولا المسلمين· ولكن من جهة أخرى، لا يمكن أن ننكر الجانب الإيجابي لهذه الاحتفالات التي نريد تسليط الضوء عليها· وهنا، يجب أن نشير إلى أن الجزائريين خلال فترة الاستدمار الفرنسي، وأصر على هذه اللفظة ""الاستدمار""، كانوا يعانون الأمرّين بسبب سياسة الغلق التي تمارسها السلطات الفرنسية وسياسة الأرض المحروقة والعصا الغليظة···
غيرها من أسباب خنق الحريات وعمليات مسخ الهوية الجزائرية· وكان الجزائريون محرمين من التعبير عن أنفسهم، إلا في مثل هذه الحفلات، وأقصد حفلة المولد النبوي الشريف· في ذكرى هذا الحفل، تغفل فرنسا عما يقال ويحتفل به من باب استراتيجية غض الطرف· ولهذا، استغلت بعض الجهات من الوطن هذه الفرصة لإشعار الجزائريين المسلمين أن لهم شخصيتهم المتميزة، فهم ليسوا فرنسيين، ولم يكونوا ولن يكونوا، وهذا الشعور بدأ يتغلغل في النفوس بشكل واضح خلال الثلاثينيات· وتحديدا، أذكر ذلك في باريس في 18 أكتوبر 1936 عندما صاح أحد الجزائريين المسلمين بأعلى صوته وردد:
فلسنا نرضى الاندماج ولسنا نرضى التجنيسا
ولسنا نرضى الامتزاج ولا نرتد فرنسيسا
وكل من يرضى اعوجاج رجمناه كإبليسا
هذه الأبيات قالها مفدي زكريا الذي كان الأمين العام للحركة الوطنية· هذا الصوت المدوّي في قلب باريس يوحي بأن شيئا سيأتي في الجزائر، والوعي بدأ يتبلور من خلال العنف الكلامي· فهم، أي الفرنسيون، يخرجون على الجزائريين بمشروع ""بلوم فيوليت"" الذي يريد منا أن نكون أشباه الفرنسيس ببقايا حقوق· في هذه الظروف، رد شاعرنا مفدي زكريا على هذه الهدية المسمومة بهذه الأبيات التي نشرت في أيام عيد المولد النبوي من تلك السنة· لقد كانت الاحتفالات بالمولد النبوي تأكيدا من الجزائريين على أنهم ليسوا فرنسيين· ففي 2 ماي 1937 الذي يصادف ذكرى المولد النبوي الشريف، وتحديدا بالعاصمة الثانية للجزائر وهي مدنية قسنطينة التي احتضنت حدثا كبيرا، كان له وقعه التاريخي الذي يحدد هوية الجزائري الذي يرفض أن يكون فرنسيا تحت أي ظرف من الظروف، وأن المولد النبوي كان فرصة لأن يثبت الجزائري جزائريته وهويته الدينية التي لا ترضى للإسلام بديلا· في هذا اليوم، يعلن في قسنطينة عن حفل بكلية الشعب، وهي قاعة مازالت موجودة وراء مركز البريد الرئيسي، والداعي لهذا الحفل والقائم عليه الشيخ عبد الحميد ابن باديس بنفسه وبحضور تلامذته وتلميذاته من مدرسة التربية والتعليم· وقد ضم الحفل جملة من النشاطات المتمثلة في إلقاء قصائد ومدائح حول السيرة النبوية وأناشيد تناسب المقام في قاعة مكتظة بجمهور كبير، وفي مقدمة الصفوف كان هناك شيخ بعباءته وبرنوسه الجزائري الذي يعتز به، وهو جالس وبيده قلم يدون على كراسته، فهو يشاهد أبناءه وبناته ينشدون من جهة، ومن جهة أخرى كان يسجل شيئا ما· فالرائي له يعتقد أن ابن باديس بحكم كونه صحافيا، كان يسجل ملاحظات من أجل تغطية الحفل، فهو الذي كان يصدر ""الشهاب"" و""البصائر""· ولما فرغ منها، اتجه نحو المنصة ليفاجأ الجمهور بقصيدته التي لا يمكن أن تنسى أبدا وهي:
شعب الجزائري مسلم
وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله
أو قال مات فقد كذب
هذه القصيدة قيلت في هذا المقام، أي ذكرى المولد النبوي الشريف· وبهذا، أثبت الشيخ أصالة الجزائر وتمسكها بدينها وعروبتها ولغتها، مهما كانت الضغوطات والإغراءات والاستفزازات··
رغم كل هذه الجهود التي قام بها الشيخ ابن باديس للحفاظ على الهوية الوطنية، يخرج صوت مبحوح من بين صدور صفحات الجرائد يجهل كلية ظروف الجزائر خلال فترة الاستدمار، ليتهم ابن باديس بالبدعة، ويتبجحون بتهمتهم تلك، ووصل بهم الحد بأن يتهموه ويقولوا إنه قام بأكبر بدعة· هل يعقل أن من يكتب قصيدة من ذلك الطراز يؤكد فيها على هوية الشعب الجزائري وأصالته ""بدعيا""؟ إذا كان ما قام به ابن باديس بدعة ""اللهم زدنا بدعة"" مثل هذه القصيدة، هل يقال عن قائلها وقائل سابقاتها أيضا إنهم من أهل بدعة؟ كيف نتهم ذلك الرجل الذي كان له الفضل في الحفاظ على الجزائر والخروج بها من براثن الجهل والأمية، وهو الذي كان يدعو في كل مناسبة إلى أصالة الجزائر؟ هذا الحفل المتواضع الذي دعا إليه ابن باديس كان حفلا متواضعا، بدأ ""بشعب الجزائر"" مسلم وانتهى به· هل يعقل أن تكون قضية توعية الجماهير وفتح عيونهم وآذانهم من أجل التمسك بدينهم هو أمر بدعة حسب هؤلاء؟
أتساءل ما البدعة؟ وأين البدعة؟ هل شاهد هؤلاء تلك الحفلات التي تقام بمناسبة المولد· أقول لعلهم لم يولدوا بعد، فهم يريدون تطبيق النموذج الشرقي حرفيا علينا، في حين أن إخواننا المشارقة لهم وضعيتهم المتميزة ولنا وضعيتنا المتردية· إن هؤلاء الذين يعممون ""البدعة ""لا يعرفون شيئا عن وضعية الجزائر التابعة لفرنسا، ومنهم من عرف الجزائر بعد الاستقلال فقط· فهل يحق لشخص أن يعمم البدعة على حفلات لم يرها؟ ومنهم من عاش في المشرق العربي ولم يعرف شيئا عن الطاغوت الفرنسي وجبروته، وهناك من المشارقة من يعتقد أننا أصبحنا فرنسيين، وأن الجزائر قد قبرت، وهي الأندلس الثانية الضائعة· هؤلاء المحدودي الأفكار لهم نظرة سوداوية عن الحفل عموما ولا يفرقون بين حفل وآخر، لأن فاقد الشيء لا يعطيه·
وأحدثكم عن حفل مدرسي آخر في الشرق الجزائري، وبداخل مسجد ومدرسة حرة في آن واحد، كان يقام حفل المولد بحضور القياد والأغوات والباشاوات والإداريين من الجزائريين والقضاة وأعوانهم ومن لف لفهم· من مميزات هذا الحفل أن هذه الشخصيات التي تحضر حفل المولد، تتفاجأ بأبنائهم ""من أصلابهم"" يتصدرون الحفل المسجدي، ويلقون خطبهم وأناشيدهم في مدح الرسول الكريم، ومنهم من كانوا عمداء في الكشافة الإسلامية والمتواجدين في الحفل أيضا، هؤلاء الذين تربوا في المسجد والمدرسة الحرة كان لهم دور بارز في التوعية، وشهدنا أبناء هؤلاء فيما بعد فيهم من أصبحوا قادة للثورة التحريرية ومن ثم قادة للجزائر الحرة· هل هذا العمل يبدو بدعة؟ هل هذا النضج السياسي والتوجيه من إمام المسجد ومن معه تعتبر بدعة؟ إن كان كل ذلك بدعة، فأهلا ومرحبا بها·
أتذكر تفاصيل هذا الحفل المزدوج المدرسي والمسجدي، والذي افتتحه آنذاك بمسجد عمار مهري العتيق، حيث ألقى مولود مهري الدرس في التفسير، ثم يفتتح الحفل ويقدم محاضرة حول السيرة النبوية·· هل هذا بدعة؟ لقد تخلل الحفل أناشيد للبنين والبنات داخل المسجد·· إذن، هذا أكبر بدعة، حسب هؤلاء· وأذكر أن الحفل كان يختتم عادة بالنشيد الإسلامي الذي أتذكر ألحانه الحماسية:
دعا الحق فامضوا وشقوا الزحام
وسيروا إلى المجد سير الكرام
دعاة السلام حماة الصدام
ألستم كتائب خير الأنام
نبيكم أيقظ العالمين
ودينكم للهدى خير دين
وشرعكم الحق سمح مبين
وقبلتكم للبرايا عصام
إلى أن يختم:
إلي المجد امضوا ولا تحجموا
ألا إنما يقدم المسلم
تناديكم في الثرى الأعظم
ردوا الموت وأقدموا للأمام
هذا النشيد الحماسي الذي ينشد في المسجد الذي جعل للعبادة حسب هؤلاء، دعوة صريحة للإرهاب·· لكن، شتان ما يعتقده هؤلاء الذين يجهلون ظروف الجزائر وبين ما كان يقوم به هؤلاء الرجال المصلحين، الذين كانوا يعدون الأجيال ليوم الفصل ""وما أدراك ما يوم الفصل""، يوم أن قلنا بصوت عال: من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا للاستقلال، لاستقلال وطننا· وقلنا بلغة واضحة مفهومة ""نطق السلاح، فما يباح الكلام""·
إذن، كل هذا بدعة·· فالبدعة هي التي أوصلتنا للاستقلال· وأكرر، إذا كان ما يقوم به ابن باديس بدعة، فمرحبا بها وزدنا اللهم بدعة·

ذكريات لا مذكرات: محمد الصالح رحاب
 
بارك الله فيك اخي الفاضل.

على هذا المجهود ..

ودفاعك عن علامة الجزائر ابن باديس. رحمه الله تعالى وجزاه

خيرا عن الاسلام والمسلمين.

لقد بارك الله له في عمره .. وخلده التاريخ بعمله في سبيل الله ..

عاش 51 سنة لكنه ترك اثارا تبقيه حيا الى آماد بعيدة ..

تحياتي لك.
 
والله افرحني موضوعك
جعله الله في ميزان حسناتك
يجف الحبر وتطول الكلمات في وصف عالمنا الجليل لما قدمه من كنوز العلم .
شكرا لك تقبلي تحياتي
 
من فضل الله تعالى على الجزائر أن قيض لها ابنها البار عبد الحميد بن باديس الذي دعاها لما يحييها بما تستجيب له فطرتها ,دينها القويم وهدي السلف الصالح
كانت وصاياه بلسم للقلوب المريضة ومفتاح للعقول المتحجرة :
أنى لنا برجل غيور على الدين و العلم والاخلاق والفضيلة ؟؟
" ... حُوربت فيكم العُروبة حتى ظُنّ أن قد مات منكم عِرْقُها، ومُسخ فيكم نُطقُها، فجئتم بعد قرن، تَصْدَحُ بلابِلُكم بأشعارها فتثير الشعور والمشاعر، وتهدر خطباؤُكم بشقاشقها، فتدكُّ الحصونَ والمعاقلَ، ويهز كتَّابكم أقلامها، فتصيب الكِلَى والمفاصل.
وحورب فيكم الإسلام حتى ظُنّ أن قد طُمست أمامكم معالمُه، وانتُزعت منكم عقائدُه ومكارمُه، فجئتم بعد قرن، ترفعون عَلَم التوحيد، وتنشرون من الإصلاح لواء التجديد، وتدعون إلى الإسلام، كما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم، لا كما حرَّفه الجاهلون، وشوّهه الدّجّالون، ورضيه أعداؤه.
وحورب فيكم العلمُ حتى ظُن أن قد رضيتم بالجهالة، وأخلدتم للنذالة، ونسيتم كل علم إلا ما يَرْشَحُ به لكم، أو ما يمزج بما هو أضرُّ من الجهل عليكم، فجئتم بعد قرن ترفعون للعِلم بناءً شامخاً، وتشيِّدون له صرحاً سامقاً، فأسستم على قواعد الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة جمعيتَكم هذه؛ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وحوربت فيكم الفضيلة، فسِمْتُم الخسف، ودُيِّثتم بالصَّغار حتى ظُن أن قد زالت المروءة والنجدة، وفارقَتْكم العزّة والكرامة، فَرَئِمْتُم الضَيْم، ورضيتم الحَيْف، وأعطيتم بالمَقَادة، فجئتم بعد قرن تنفُضون غبار الذّل، وتُهَزْهِزون أسس الظلم، وتُهَمْهِمون هَمْهَمَة الكريم المحنَّق، وتُزَمْجِرون زمْجَرَة العزيز المهان، وتطالبون مطالبة من يعرف له حقًّا لا بدّ أن يعطاه أو يأخذه
.
سلمت يمناك أخي الشارب وسدد الله خطاك وانار قلبك بنور العلم والفضيلة
 
بارك الله فيك اخي الفاضل.

على هذا المجهود ..

ودفاعك عن علامة الجزائر ابن باديس. رحمه الله تعالى وجزاه

خيرا عن الاسلام والمسلمين.

لقد بارك الله له في عمره .. وخلده التاريخ بعمله في سبيل الله ..

عاش 51 سنة لكنه ترك اثارا تبقيه حيا الى آماد بعيدة ..

تحياتي لك.
وفيك كل البركة أستاذنا، رغم أن الموضوع قديم جدا إلا أنه حظي بقيمته عندكم ولو هذا من أهم رموز الجزائر إن لم نقل الأهم أصلا.
ما تركه لنا الشيخ ابن بديس كثير ووفير يدل فعلا عن شخصه الرائع الذي هو نادر الوجود في وقتنا هذا.
طيب الله وقتكـ شكرا لك على إعادة الموضوع للفائدة.
 
والله افرحني موضوعك
جعله الله في ميزان حسناتك
يجف الحبر وتطول الكلمات في وصف عالمنا الجليل لما قدمه من كنوز العلم .
شكرا لك تقبلي تحياتي
إن شاء الله يا رب،
عالمنا الجليل يستحق الذكر في كل مكان، والإنقياد بتوجيهاته في هذا الزمان
فقد خلف ما لم يخلفه الآخرون،
تحية متبادلة شكرا لمرورك بنا
 
من فضل الله تعالى على الجزائر أن قيض لها ابنها البار عبد الحميد بن باديس الذي دعاها لما يحييها بما تستجيب له فطرتها ,دينها القويم وهدي السلف الصالح
كانت وصاياه بلسم للقلوب المريضة ومفتاح للعقول المتحجرة :
أنى لنا برجل غيور على الدين و العلم والاخلاق والفضيلة ؟؟
" ... حُوربت فيكم العُروبة حتى ظُنّ أن قد مات منكم عِرْقُها، ومُسخ فيكم نُطقُها، فجئتم بعد قرن، تَصْدَحُ بلابِلُكم بأشعارها فتثير الشعور والمشاعر، وتهدر خطباؤُكم بشقاشقها، فتدكُّ الحصونَ والمعاقلَ، ويهز كتَّابكم أقلامها، فتصيب الكِلَى والمفاصل.
وحورب فيكم الإسلام حتى ظُنّ أن قد طُمست أمامكم معالمُه، وانتُزعت منكم عقائدُه ومكارمُه، فجئتم بعد قرن، ترفعون عَلَم التوحيد، وتنشرون من الإصلاح لواء التجديد، وتدعون إلى الإسلام، كما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم، لا كما حرَّفه الجاهلون، وشوّهه الدّجّالون، ورضيه أعداؤه.
وحورب فيكم العلمُ حتى ظُن أن قد رضيتم بالجهالة، وأخلدتم للنذالة، ونسيتم كل علم إلا ما يَرْشَحُ به لكم، أو ما يمزج بما هو أضرُّ من الجهل عليكم، فجئتم بعد قرن ترفعون للعِلم بناءً شامخاً، وتشيِّدون له صرحاً سامقاً، فأسستم على قواعد الإسلام والعروبة والعلم والفضيلة جمعيتَكم هذه؛ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وحوربت فيكم الفضيلة، فسِمْتُم الخسف، ودُيِّثتم بالصَّغار حتى ظُن أن قد زالت المروءة والنجدة، وفارقَتْكم العزّة والكرامة، فَرَئِمْتُم الضَيْم، ورضيتم الحَيْف، وأعطيتم بالمَقَادة، فجئتم بعد قرن تنفُضون غبار الذّل، وتُهَزْهِزون أسس الظلم، وتُهَمْهِمون هَمْهَمَة الكريم المحنَّق، وتُزَمْجِرون زمْجَرَة العزيز المهان، وتطالبون مطالبة من يعرف له حقًّا لا بدّ أن يعطاه أو يأخذه
.
سلمت يمناك أخي الشارب وسدد الله خطاك وانار قلبك بنور العلم والفضيلة
دافع عن الإسلام، تبنى العروبة، حافظ على التقاليد، نهى عن الذهاب للمغريات، أعتقد أنها بحق ما نحتاجه الآن، يرى لنا زينة الدنيا في المعيشة ولكن زينتها في الدين الذي رآها ابن باديس خطى نجاح الفرد والدولة.
جعل الله أعماله في ميزان حسانته وغفر لنا جميعا
شكرا أختي الكريمة على مرورك العطر بنا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top