الجمال الباطن والجمال الظاهر

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

وليد الحضنة

:: عضو فعّال ::
أحباب اللمة
إنضم
13 سبتمبر 2009
المشاركات
2,167
نقاط التفاعل
87
نقاط الجوائز
457
آخر نشاط

2458705457_e424806971_o.gif



قال ابن القيم في روضة المحبين :

إعلم أن الجمال ينقسم قسمين ظاهر وباطن

85690d2dk5mgsrv.gif


فالجمال الباطن

هو المحبوب لذاته وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه وقد كان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقل لها في ذلك فقالت إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه

85690d2dk5mgsrv.gif



الجمال الظاهر

فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها ( يزيد في الخلق ما يشاء ) قالوا هو الصوت الحسن والصورة الحسنة والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه وقد ثبت في الصحيح عنه أنه قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله الرجل يحب أن تكون نعله حسنة وثوبه حسنا أفذلك من الكبر فقال لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس فبطر الحق جحده ودفعه بعد معرفته وغمط الناس النظر إليهم بعين الازدراء والاحتقار والاستصغار لهم ولا بأس بهذا إذا كان لله وعلامته أن يكون لنفسه أشد ازدراء واستصغارا منه لهم فأما إن احتقرهم لعظمة نفسه عنده فهو الذي لا يدخل صاحبه الجنة فصل وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالا على جماله وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحا وشينا وينفر عنه من رآه فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه به بين الناس فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره

85690d2dk5mgsrv.gif


وقال ابن القيم أيضاً في الفوائد :
الجمال في الصورة واللباس والهيئة ثلاثة أنواع :
منه ما يحمد، ومنه ما يذم، ومنه ما لا يتعلق به مدح ولا ذم

فالمحمود منه

ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود . وهو نظير لباس آلة الحرب للقتال ولباس الحرير في الحرب والخيلاء فيه . فإن ذلك محمود إذا تضمن إعلاء كلمة الله ونصر دينه وغيظ عدوه
85690d2dk5mgsrv.gif


والمذموم منه

ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوسل إلى الشهوات، وأن يكون هو غاية العبد وأقصى مطلبه . فإن كثيرا من النفوس ليس لها همة في سوى ذلك .

85690d2dk5mgsrv.gif

منقول
 
بارك الله فيك


275163953.gif

 
مشكور أخي
بارك الله فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top