التثاوب

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

youyou16dz

:: عضو مُشارك ::
إنضم
6 جويلية 2007
المشاركات
274
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
النوم آية عظيمة من آيات الله قال تعالى (ومن آياته منامكم بالليل والنهاروابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) "الروم 23". وقد ربط الناس جميعا "التثاؤب" بالنوم. والتثاؤب آية أخرى من آيات الله ومع أن الناس يربطونه بالنوم فقطإلا أن دلالاته أكبر ولم يستطع العلم حتى الآن تفسير كل ما يتعلق بالتثاؤب. وإن كانالطب الحديث لم يظهر الاهتمام بالتثاؤب حتى مطلع الثمانينات الميلادية فإن للتثاؤباهتماماً خاصاً في ثقافة المسلم منذ القدم. فالتثاؤب عند المسلمين من الشيطان، كماروي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..."التثاؤبمن الشيطان.." (رواه مسلم).
كما أن للتثاؤب عند المسلم آداب كما ارشد المصطفىصلى الله عليه وسلم (فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع) وجاء في الرواية الأخرى: (فليضع يده على فيه). ومما ذكره ابن حجر رحمه الله في الفتح قال: (ما تثاءب النبيصلى الله عليه وسلم قط). إذا يظهر أن التثاؤب أمر سيء، ولكن هل هناك مضار صحيةللتثاؤب؟ سأذكر لكم في هذا المقال بعض الحقائق عن التثاؤب والتي تدعو للتأمل فيعظمة الخالق سبحانه.

من المعلوم أن التثاؤب يحدث عند كل الناس كأمر طبيعيولكنه قد يكون علامة لبعض الأمراض أحيانا. فقد ذكر أبوقراط قديما أن التثاؤب هوإخراج الغازات السامة قبل حدوث الحمى قاصدا أن حدوث التثاؤب بكثرة قد يكون علامةلحدوث المرض.

والتثاؤب ليس مجرد فتح للفم فقط وإنما يصاحبه عند الإنسانأمور أخرى حيث يبدأ التثاؤب بأخذ شهيق طويل (4- 6ثوان) ثم يصل التثاؤب إلى قمتهوأوجه حيث يبقى الفم مفتوحا والهواء داخل الرئة (2- 4ثوان) ويتبع ذلك زفير سريع. واقصى مدة للتثاؤب تستمر 10ثوان. ويمكن أن يصاحب التثاؤب مط لعضلات الجسم (تمغط). وفي حال بدأت عملية التثاؤب فإنه لا يمكن إيقافها ولكن يمكن تعديلها وتخفيفها ومنهنا جاء في الحديث (فاذا تثاءب أحدكم فليرّده ما استطاع) وجاء في الرواية الأخرى: (فليضع يده على فيه) لأنه لا يستطيع منعه. ويتم التحكم في عملية التثاؤب على عدةمستويات في المخ بدءا من قشرة المخ وحتى عنق المخ وهو عملية معقدة جدا وتشارك فيهاالأعصاب الجمجمية والعصب الحجابي الذي يحرك عضلة الحجاب الحاجز والأعصاب التي تحركعضلات التنفس الثانوية وعدد كبير من النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونينوالاوكسيتوسين وغيره الكثير.

ومن المعلوم أن التثاؤب لايحدث في الإنسان فقطولكن هذه العملية تظهر في كائنات حية اخرى فهو يحدث في الثدييات كما يحدث فيالإنسان. كما لوحظ ان السمك والزواحف تقوم بعملية فغر الفم وهو ما يشابه فتح الفملدى الإنسان عند التثاؤب ولكن يبدو أن فغر الفم عند السمك والزواحف لا يصاحبهالمراحل التنفسية التي تحدث عند الإنسان.

وقد تم رصد ظهور التثاؤب عندالأجنة من الأسبوع الخامس عشر من الحمل ويصبح التثاؤب أمر شائع في النصف الثاني منالحمل. ويزداد التثاؤب عند حديثي الولادة ويحدث لأول مرة بعد عدة دقائق من الولادةويستمر بكثرة في السنة الأولى ولكن لا يكون مصحوبا في العادة بالتمغط.

ويكون التثاؤب لدى الحيوانات أكثر عند الذكور مقارنة بالإناث ويزداد عندالذكور المسيطرة على المجموعة، أما في الإنسان فلا فرق بين الذكور والإناث. لذلكيعتقد العلماء أن التثاؤب أمر سلوكي لدى الحيوانات له أهمية في التواصل بينها. ويزداد التثاؤب قبل النوم وبعد الاستيقاظ ولكن قبل النوم يغلب التثاؤب على التمغطفي حين يغلب التمغط على التثاؤب بعد الاستيقاظ. ويزداد التثاؤب في بعض الأوضاعكالقيام بالأعمال المملة أو التي لا تحتاج إلى جهد جسدي كحضور المحاضرات أو مشاهدةالتلفزيون أو القراءة. وقد لوحظ كذلك أثناء قيادة السيارة. كما انه يزداد عند الجوعأو قبل الأكل وكذلك عند التوتر أو زيادة الضغوط وعند الملل. ويعتقد البعض أنالتثاؤب معدٍ وهذا أمر أثبته العلم الحديث فقد أظهرت أكثر من دراسة هذا الأمر. فقدتبين أن التثاؤب قد يبدأ في حال رؤية شخص يتثاءب أو سماعه أو القراءة عن التثاؤب أوالتفكير في التثاؤب وآمل أن لاتصابوا بالتثاؤب خلال قراءة هذا المقال.

ولميستطع الطب الحديث حتى الآن معرفة الهدف من التثاؤب. فهناك عدة نظريات منها النظريةالتنفسية والتي تقول بأن الهدف من التثاؤب هو رفع مستوى الأكسجين في الدم وإنقاصمستوى ثاني أكسيد الكربون ولكن هذا النظرية لم تثبت صحتها حيث أظهرت التجارب أنتنفس هواء ناقص الأكسجين وبه زيادة من ثاني أكسيد الكربون لا يزيد التثاؤب. أماالنظرية الأخرى فتقول أن الهدف من التثاؤب هو زيادة مستوى الوعي والتركيز عندالخمول. وبالرغم من أن هذه النظرية تبدو منطقية إلا أن التجارب في المختبر وقياسالنشاط الكهربي في المخ قبل وبعد التثاؤب أثبت عدم صحتها.

بقي ان نعرف أنالتثاؤب الزائد قد يكون علامة مرضية فهناك أمراض كثيرة تزيد من التثاؤب مثل الأمراضالعصبية التنكسية المزمنة مثل مرض الرعاش والجلطات الدماغية ومشاكل فص المخ الأماميوزيادة ضغط المخ والصرع وغيرها من الأمراض العصبية. كما أن بعض الأدوية قد تزيد منالتثاؤب مثل بعض مضادات الاكتئاب وهرمون الإستروجين. كما أن الحمى بحد ذاتها قدتزيد من التثاؤب وكذلك التهاب السحايا الحاد والفشل الكلوي وفشل الكبد ونقص الغدةالدرقية وتقرحات المعدة وغيرها.

آمل أن يكون ما سبق قد أجاب على بعضالاستفسارات التي تهم القارئ الكريم حول هذا الموضوع الغامض. وبدون شك فإن هناكالكثير من الأمور التي مازلنا نجهلها عن التثاؤب وكل ذلك يدل على عظمة الخالقسبحانه.

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top