ولد بقرية إعزوزن التابعة إداريا لبلدية لربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو سنة 1920 في شهر رمضان المبارك لذا سمي برمضان، وزاول دراسته بمدرسة إعزوزن، ثم انتقل إلى ثانوية البليدة أين أحرز شهادة البكالوريا شعبة رياضيات، ثم توقف عن مزاولة الدراسة بسبب اندلاع الثورة المظفرة فالتحق بحزب الشعب الجزائري PPA، أين تولى وظيفة أمين عام ببلدية مختلطة Châteaudun-du-Rhumel “شلغوم العيد”حاليا، ثم استقال من منصبه بعد أحداث ماي 1945 فاستمر في النضال في السرية.
وفي سنة 1947 انضم إلى المنظمة السرية OS، فألقي عليه القبض سنة 1950، وحكم عليه بالسجن لمدةخمس سنوات بفرنسا، ثم أطلق سراحه من سجن الحراش في جانفي سنة 1955، حيث التحق بصفوف الثورة، وكلف بتنظيم شبكة المناضلين بالعاصمة، فقام بجمع صفوف كل الأحزاب السياسية الجزائرية في حزب واحد هو حزب جبهة التحرير الوطني حتى انعقاد مؤتمر الصومام في 1956، واستشهد يوم 26 ديسمبر 1957 بالمغرب.
عبان رمضان من مواليد 20 جوان 1920 قرب الأربعاء
ناث ايراثن (تيزي وزو )وسط عائلة ميسورة الحال. واصل دراسته الثانوية بمدينة البليدة وتحصل على البكالوريا عام 1941.
شغل وظيفة كاتب عام ببلدية شلغوم العيد، وأثناء الحرب العالمية الثانية جنّد في الجيش الفرنسي برتبة ضابط صف.إنخرط في صفوف حزب الشعب،
وشارك في مظاهرات 08 ماي 1945.وأصبح عضوا في المنظمة الخاصة. ألقي عليه القبض وحكم عليه بالسجن مدة 06 سنوات. سجن بفرنسا ثم
أطلق سراحه من سجن الحراش في جانفي 1955.إلتحق مباشرة بالثورة بعد إتصاله مع العقيد آعمر أو عمران وكلف بتنظيم شبكة المناضلين بالعاصمة.
لعب دورا أساسيا في إعداد وثائق مؤتمر الصومام وكان صاحب فكرة أولوية الداخل على الخارج وأولوية السياسي على العسكري.
أشرف على إصدار الأعداد الأولى من جريدة المجاهد بالعاصمة وصار عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ.إلتحق بتونس وأظهر معارضة لبعض العسكريين
أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ وإستشهد يوم 26 ديسمبر 1957 بالمغرب ولازالت ظروف إستشهاده غامضة.
و يورد المؤرخون ان عبان رمضان قتل بسبب تفضيله المفاوضات على العمل المسلح. ويذكرون أيضاأن رمضان كان مسؤولاعن منطقة الجزائر
العاصمة، وهو الذي هندس لمعركة الجزائر العاصمة (1957) ولأول إضراب ناجح فيها. وعندما إنتقل الى تونس رأت القيادة انه أصبح يمثل خطراعلى
الثورة، فقررت إستدراجه الى الحدود المغربية حيث قتل شنقا هناك. ويقال أيضا أن رمضان أثار عليه غضبة «قوى الخارج» المؤلفة من مقاتلي جبهة
التحرير وبيروقراطييها الموجودين في تونس، وفي مقدمتهم هواري بومدين، بإصراره على أن يكون زمام حرب الاستقلال بيد «قوى الداخل»، فتم
إغتياله , رحمه الله.
شاهـــــد على إغتيال عبان رمضان
''نزلنا من السيارة، وكنت أول من دخل المزرعة، عند باب إحدى الغرف وقف أربعة أشخاص اثنان بكل جانب، كانوا يحملون مسدسات بأحزمتهم،
قدمت نفسي مصافحا، فإذا بوالصوف يتدخل ناهرا: ''ما كان لنا أن نعرّف بأنفسنا!''.
كان عبان يتبعني ببضعة أمتار، بينما كان بوالصوف وراءه، وبمجرد دخوله سمعت دفعا قويا خلفي.. التفت فرأيت عبان موثقا من قبل العناصر الأربعة الواقفين عند المدخل... صرخت: ''إنكم ستقتلونه! أطلقوه''!
التفت إلي بوالصوف قائلا: ''إنه هنا ليموت!''.. رددت عليه: ''لا أبدا! مطلقا! كريم لم يبلّغ بموقفنا إذن''؟!.. ''أطلقوه!''.
أمر بوالصوف جلاديه باقتياد عبان إلى غرفة مجاورة وربطه إلى كرسي ومنعه من الصراخ خاصة، ثم صعد إلى الطابق الأول متبوعا بعبد الجليل، وطلب مني وكريم أن نتبعه، وفي غرفة ضيقة توجه نحو كريم قائلا: هلا شرحت لي الأمر؟! أجاب شاحبا مرتجفا: ''بن طبال والشريف غير موافقين على إعدام عبان!''. انتفض بوالصوف حنقا، وهو يقول: ''عبان سيموت، وسيلحق به كل الخونة والمناهضين للثورة''!
وكان ردي: المفروض أن يحاكم بطريقة قانونية إذا كان خائنا أو مناهضا للثورة، وليس دورك أو دورنا جميعا أن نحاكمه. فأجاب مهددا: لا أعترف بالشرعية! قررت أن يموت وسيموت! ثم توجه إلى كريم قائلا: وأنت ما هو موقفك؟
بعد تردد قصير أجاب بعناء: ''ليكن فلننته منه!''. لم يأخذ كريم وبوالصوف اعتراضي بعين الاعتبار، ونزلا إلى الطابق الأرضي وأمضيا دقائق معدودة، قبل المرور إلى الغرفة التي كان بها عبان.
ولمحت في ثانية إعدام عبان خنقا بواسطة حزام صغير جذبه جلادان إلى الخلف بكل قوة.. اندفعت إلى الخارج مروعا بذلك الشهد، فرأيت كريم في غرفة صغيرة تبعد بضعة أمتار عن مكان الإعدام، وكان يبدو هادئا مطمئنا. دعانا بوالصوف إلى معاينة وفاة عبان، فرفضت قائلا: ''ليس لنا ما نعاين! ما رأيناه كان مقززا للغاية''، وكذلك فعل كريم بعد تردد...
في منتصف نهار 28 ديسمبر غادرنا طنجة باتجاه مدريد.. وبمجرد عودتي إلى تونس سارعت بإطلاع كل من بن طبال وأوعمران عما حدث لعبان، فكان رد هذا الأخير: لقد لقي جزاءه! بينما قال بن طبال: إن موته لا يهم بقدر ما تشغلنا العواقب التي تنجر عنه!
ويعتقد الشاهد أنه كان بدوره مبرمجا للتصفية باعتباره ''شاهدا مزعجا''! ومهما يكن فالمؤكد أنه عاش لحظات عصيبة، في ظل عملية ترهيب قاسية.
المصدر :محمد عباس
2007-12-27
هذا ما وجدت لحد الساعة، ان شاء الله سأجد المزيد من المعلومات