السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت في جلسه عائليه .. وكان جهاز (التلفزيون) مفتوح ..
لأعلم لماذا .. فالكل مشغول.. والصوت قصير .. فلافائده..
المهم.... أخذ احدهم (الريموت) وقام بتغيير القناه..الى ان وصل لقناه المجد للقران..
كنا في هذه اللحظه منشغلين.. منا من يقرأ جريده, والاخر (يلعب) بالجوال .. الخ
رفع أحدهم الصوت قليلاً... واذا بصوت ندي ... ياتي الينا...
كنت مشغوله لم انتبه للسوره اصلاًَ
الا عند...
{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا }
بالضبط هنا توقفت...
اتجهت الى مصدر الصوت...
ثم بدأت أتخيل { وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا }
كان وقع الايه كبير علي.. وكأني لأول مره أسمعها...
تقشعر جلدي.. تخيلت الموقف... { فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا }
{ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا }
{ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا }
موقف مخيف .. تخيلتوا احبتي..! !
حينما رجعت للمنزل أول شي فعلت هو اني أتجهت الى تفسير السعدي
{ يومئذ يتبعون الداعي }
وذلك حين يبعثون من قبورهم ويقومون منها، يدعوهم الداعي إلى الحضور والاجتماع للموقف، فيتبعونه مهطعين إليه، لا يلتفتون عنه، ولا يعرجون يمنة ولا يسرة.
{ لا عوج له }
أي: لا عوج لدعوة الداعي، بل تكون دعوته حقا وصدقا، لجميع الخلق، يسمعهم جميعهم، ويصيح بهم أجمعين، فيحضرون لموقف القيامة، خاشعة أصواتهم للرحمن.
{ فلا تسمع إلا همسا }
أي: إلا وطء الأقدام، أو المخافتة سرا بتحريك الشفتين فقط، يملكهم الخشوع والسكون والإنصات، انتظارا لحكم الرحمن فيهم، وتعنو وجوههم، أي: تذل وتخضع، فترى في ذلك الموقف العظيم، الأغنياء والفقراء، والرجال والنساء، والأحرار والأرقاء، والملوك والسوقة، ساكتين منصتين، خاشعة أبصارهم، خاضعة رقابهم، جاثين على ركبهم، عانية وجوههم، لا يدرون ماذا ينفصل كل منهم به، ولا ماذا يفعل به، قد اشتغل كل بنفسه وشأنه، عن أبيه وأخيه، وصديقه وحبيبه { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } فحينئذ يحكم فيهم الحاكم العدل الديان، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بالحرمان.
والأمل بالرب الكريم، الرحمن الرحيم، أن يرى الخلائق منه، من الفضل والإحسان، والعفو والصفح والغفران، ما لا تعبر عنه الألسنة، ولا تتصوره الأفكار، ويتطلع لرحمته إذ ذاك جميع الخلق لما يشاهدونه [فيختص المؤمنون به وبرسله بالرحمة]
فإن قيل: من أين لكم هذا الأمل؟ وإن شئت قلت: من أين لكم هذا العلم بما ذكر؟
قلنا: لما نعلمه من غلبة رحمته لغضبه، ومن سعة جوده، الذي عم جميع البرايا، ومما نشاهده في أنفسنا وفي غيرنا، من النعم المتواترة في هذه الدار، وخصوصا في فصل القيامة.