- إنضم
- 12 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 2,422
- نقاط التفاعل
- 40
- نقاط الجوائز
- 459
- العمر
- 35
- آخر نشاط

كلنا يعرف و لا ريب أن بعد أحداث 11 سبتمبر و التي يسميها البعض ممن يدعون الجهاد و محاربة الكفر بغزوة "مانهاتن" ، والتي لا أرى إلا أنها مجرد عمل غبي و جبان لا يمت بأي صلة للجهاد أو حتى للأعراف التي تتفق عليها الأمم في الحرب و السلم.

تقتضي الحاجة أن نفسر و نحلل سبب هذا العمل بموضوعية دون تدخل العاطفية و الالتزام بالحيادية قدر الإمكان، لأنه و بلا شك فان هذا التاريخ كان منعطفا خطيرا حتم تعديل النظام العالمي و إعادة النظر في العلاقات الدولية و كان من أهم نتائجها بالحرب على الإرهاب.

بعد الحرب التي قادها "جورج .و. بوش" الرئيس السابق للولايات المتحدة على هذه الأخيرة، أصبح واضحا أن الحرب على الإرهاب أصبحت بلا نقاش حربا على المسلمين و الاسلام.
السؤال يطرح نفسه لماذا اختير الإسلام أصلا من دون الأديان لتقام الحرب عليه، هناك من يتسرع و يجيبني بعاطفة و بتسرع ..."ان المسيحيين طالما كانوا أعداءا للمسلين و بتحريض كبير من اليهود"، و لأن الاسلام هو الدين الحق و أن الباطل لطالما كان في حرب مع الحق و كل هذه الشعارات التي أخذناها أبا عن جد و من القرآن الكريم و الكتب المقدسة و ما الى هنالك.
و قد تكون لهذه النظرية جانبا كبير من الصحة و لكن فلنتعمق بالموضوع أكثر و لنضع نظرية المؤامرة جانبا.

أسامة بن لادن....هذا الشخص الذي طالما أعلن عن نفسه أنه ناصر
المستضعفين في جميع أنحاء العالم و سيقوم بتصفية الظلم و اقامة دولة اسلامية قوية تتخذ من الشريعة الإسلامية منهجا لها...كلام جميل...صدق الكثير هذا الكلام و جعله منارة له و أصبح الكل يرى في هذا الشخص أنه المنقذ، فقال أنه سينصر الفلسطينيين و سيعيد لهم القدس فتعالت الهتافات أن "يحيا بن لادن" و الكل اتخذه قدوة له و أصبح الكثير ينتظر خطابات هذا الفار من العدالة الأمريكية التي لم تستطع إيجاده رغم ما أوتيت من إمكانيات و عتاد، لماذا لم تجده أمريكا؟؟؟ لأنه تحت رعاية الله!!!!

نجح في إعطاء صورة مشرقة لنفسه و الأدهى أنه استطاع في ظرف سنوات قليلة من تعبئة الكثير تحت لوائه، و أنشأ قاعدة شعبية لا تحلم بها أمريكا ذاتها.
الخطوة الأولى تمت، و لكن يجب أن يعطي مصداقية لنفسه فماذا يفعل؟؟ يجب عليه أن يحارب الشيطان في عقر داره، فوقعت أحداث 11 سبتمبر و أعلن بعدها بساعات قليلة أنه قد نجح في ضرب القوة العظمى في العالم في عقر دارها متحديا أنظمة الأمن المعقدة لديهم، و قال أنه يستطيع متى شاء أن يضرب أمريكا .
كلام جعل العرب و المسلمين يتطايرون فرحا فلقد وجدوا منقذهم و قوتهم التي ستحميهم و تجعل من كلامهم مسموعا و التي ستضمن لهم قطع التبعية مع الغرب،كانت شعبية بن لادن في أوجها و لكن يا ترى ماذا حدث بعد ذلك...تأكد العديد أنها خدعة خبيثة من رجل أخبث يمول جيشه "الإسلامي'' ببيع الأفيون.

نبدأ من أحدث حرب " حرب غزة"، رأينا جميعا ما حدث للأخوة الفلسطينيين، و لم تحرك الجيوش العربية ساكنا، و هذا أمر لا يتعجبه الأمر نظرا للنظام العالمي القائم، و الأغرب أن "الحامي الأكبر"، لم يحرك ساكنا أيضا و بن لادن الذي طالما قال أن لديه خلايا نائمة في كل مكان، بقيت خلاياه نائمة و لم تهب لمساعدة الاخوة المستضعفين الفلسطينيين.

نذهب للعراق...و بغض النظر عن أسبابها أين كان "شيخهم"، أرجح أنه كان أيضا يقتل العراقيين، فقد كان أجبن من أن يضرب أمريكا، فكان هو جماعاته الدنيئة تخطف الصحفيين و المترجمين و يصورون أنفسهم و هم يذبحون بشرا مثلا و قد رأيت تلك الفيديوهات كثيرا، فتراهم يهللون و يكبرون و هم لا يعلمون أنهم لن يشموا رائحة الجنة و هم في جهنم خالدين...ان شاء الله.

سياسة الانتحار...أصبح بن لادن أجبن من أن يقوم بحرب، فأصبح يرسل الانتحاريين ليفجروا أنفسهم في أمكنة عامة فيها الشيخ و فيها العليل و النساء و الضعفاء، فلا يهم من أقتل المهم أنني أقتل .

الجزائر...و هي القشة التي قسمت ظهر البعير، عندما اندمجت الجماعة السلفية للدعوة و القتال مع تنظيم القاعدة و أصبحت عملياتها مباركة من طرف أسامة شخصيا، و كلنا يعلم أن الجزائريين قد عانوا الأمريين من هؤلاء الذين يدعون التدين و السلفيية، لذا رفع الجزائر أيديهم عن أيدي بن لادن و أصبحت القاعدة غير مرحب بها في الجزائر.

كل هذه النقاط و كل من يرى الأمر بموضوعية و تمعن يرى فعلا أن في الأمر لعبة و أن من أراد التغيير فليبدأ بنفسه و لم تكن المليشيات أو الحكومات حلا، الحل و التغيير يبدأ من الشعوب و من التصرفات البسيطة التي قد لا نوليها اهتماما.

هذا تحليلي للأمر و أنا في انتظار ردودكم و تقييمكم و ملاحظاتكم.
بقلم
Chemssou007
~~Change We Need~~