<TABLE id=ctl00_ContentPlaceHolder1_tbtitle style="FONT-WEIGHT: bold; WIDTH: 100%; HEIGHT: 24px" border=0><TBODY><TR><TD>
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<TABLE width="100%"><TBODY><TR><TD dir=rtl style="WIDTH: 100%; TEXT-ALIGN: right" vAlign=top><TABLE id=ctl00_ContentPlaceHolder1_tbldetails style="FONT-WEIGHT: bold; WIDTH: 100%; HEIGHT: 24px" border=0><TBODY><TR><TD class=gen_Red>اخــــــــتلال المـــوازين</TD></TR><TR><TD class=textiside></TD></TR><TR><TD><o:p></o:p>
الحمد لله والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد بن عبد الله صلى الله وسلم عليه . <o:p></o:p>
إن من الأمور التي ينبغي أن نتفكر فيها جيداً ونمعن النظر فيها ونأخذ منها العبر, الفروق بين موازين الله وموازين البشر ، نحن نعيش الآن في عصر غابت فيه شمس القيم النبيلة و ظهرت عوضاً عنها قيم الأخلاق الفاسدة التي جرفت أمامها كل شيء جميل و عفوي و نظيف , انقلبت واختلت الموازين وأصبح اختلال القيم سمةٌ بارزةٌ من سمات هذا الزمان , فالأقزام يتعملقون ، والهوامش يُشار إليهم بالبنان، والتوافه هم الأكثر جاذبية ويسيل لعاب الأمنيات نحوهم، وفي مقابل ذلك لا نرى أثرًا للعمالقة ؛ وإذا ما ذُكروا فإما تهمّش أدوارهم أو تشوه صورتهم، وما تزال صورة المعلمين وعلماء الدين على شاشات التلفاز أو السينما تثير الاشمئزاز والسخرية ، فذهبت هيبة الدين واللغة والتقاليد ، وتحطمت الأخلاق والقيم بتحطيم هذه الشخصيات وتشويهها .<o:p></o:p>
حتى إننا في كثير من الأحيان من حيث لا ندري نشارك في انقلاب الموازين , نحكم على الأشخاص والأحوال من منظار الدنيا , ونقوم الناس والمواقف والأحداث من المناظير الدنيوية التي تنظر إلى هؤلاء الأشخاص والأحوال من خلالها , بينما يكون الأمر عند الله مختلفا تمام الاختلاف . <o:p></o:p>
ومن هنا كان لا بد أن ُنعدّل النظرة , وان ُنقوّم الميزان حتى ننظر للأمور من خلال منظار الشرع لا من خلال منظار الهوى والعادات والتقاليد وما استحدثه الناس من موازين ، جاء في الصحيح عن أنس رضي الله عنه : { أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهراَََ , كان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم- الهدية من البادية , فيجهزه الرسول - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يخرج , لذلك قال النبي { إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه} وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يحبه وكان رجلا دميماً, قبيح المنظر والخلقة ليس فيه جمال, فأتاه النبي يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال الرجل: من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي ويقول - ممازحاً لزاهر- من يشتري العبد ؟! فقال زاهر : يا رسول الله ! إذاً والله لتجدني كاسداً- من يرغب في ؟ ومن يطمع في شكلي ؟! فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : ولكنك عند الله غالٍٍ} بالله عليكم... كم من المواقف والأحداث حكمنا فيها على الناس بموازين البشر من خلال أشكالهم ! ومناظرهم! وملابسهم ! وسياراتهم! وبيوتهم!..... وحكمنا عليهم وعند الله اختلف الميزان , تجد الرجل بين الناس عظيم ذو جاه ذو سلطان ُيخفض له وُيرفع , وهو في حقيقة الأمر فاجر كافر لا يزن عند الله جناح بعوضة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال : اقرءوا ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناًً) } .<o:p></o:p>
ربما يكون الرجل أجمل الناس وهو عند الله من أحقر خلقه , وربما يكون الرجل أكثر الناس تشويهاًً وهو من أعظم الناس عند الله يوم القيامة . لقد كان عطاء بن رباح – رحمه الله – مفتي مكة وقاضيها , عبدا اسود مجدوع الأنف اعور مشوه الخلقة رأسه داخل جسده لا يكاد يوجد له رقبة ومع ذلك كان مقدم على الناس.<o:p></o:p>
إذاً ما هو الميزان عند الله ؟؟؟ <o:p></o:p>
ما هو المنظار الذي يجب علينا أن ننظر إلى الناس من خلاله ؟<o:p></o:p>
إنه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قال :{ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } هذا هو الميزان الرباني ( قلوبكم وأعمالكم ) , إذاً ليس الأمر بالمظاهر والملابس والهيئة رغم أهميتها . عن سهل بن سعد الساعدي انه قال : { مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي : ما رأيك في هذا ؟ - والنبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فكان يعلم حال هذا الرجل انه منافق أو فاجر- فقال الرجل : رجل من اشرف الناس , هذا والله حريٌ إن خطب أن ينكح , وإن شفع أن يشفع وإن قال يسمع كلامه , فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له الرسول وما رأيك بهذا؟ قال : يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين , هذا حريٌ إن خطب ألا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال ألا يسمع لقوله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم- هذا ( الرجل الفقير) خيرٌ من ملء الأرض من مثل هذا } .<o:p></o:p>
كثيرٌ منا من يوزن و يقيم و ينظر إلى الناس من مناظير دنيوية ,هذا رجل صاحب منصب .. غني .. قوي .. جميل الخلقة .. وهو عند الله قد يكون أحقر الناس , وإذا ما نظرنا إلى شخص بسيط الحال فقير المال ضعيف لا مكانة ولا وظيفة محترمة كما يقولون لا وجه ولا جاه ماذا نعتقد فيه ؟ كيف نعامله ؟ , لان نظرتنا دنيوية بموازين الدنيا، روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { ُسئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أيُ الناس أكرم؟ - كانت قضية القبلية والنعرات والتفاخر بالأنساب مسألة لها ثقل كبير ووزن عظيم عند العرب – قال: أكرمهم عند الله أتقاهم؟ - أجابهم بميزان الشرع – قالوا: ليس عن هذا نسألك قال الرسول: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله, قالوا: ليس عن هذا نسألك , قال فعن معادن العرب تسألونني ؟ قالوا: نعم , قال : فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا } .<o:p></o:p>
كذلك مسألة الدنيا عندنا هي أموال وعمارة وقصور وبساتين وزروع وثمار وذهب وفضة وسيارات , وهي تعني عندنا أشياء عظيمة ولهذا تثقل في نفوسنا , وذا معروف ومشاهد في الواقع ولا يحتاج إلى شرح وتفسير وهذا تصديق لقول الله عز وجل : { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا } هذا ميزان البشر للدنيا أما الميزان عند الله يختلف تماما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء } لو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئا ما أعطى الكافر منها شيئا , تأمل كل هذه الدنيا وزخارفها وبريقها لا تساوي في ميزان الله جناح بعوضة وعندنا كم تساوي؟؟!! ها هو جبلة ابن الأيهم جاء مسلما وهو ملك من ملوك العرب , رحب به عمر بن الخطاب رضي الله عنه من باب ( انزلوا الناس منازلهم ) , وفي أثناء الطواف بينما كان يطوف جبلة فإذ بإعرابي من فزاره يدوس طرف ردائه دون قصد فانخلع الرداء من على كتف الملك فالتفت نحو الأعرابي وضربه ضربة على انفه فهشمه , ثم ذهب الإعرابي لأمير المؤمنين عمر شاكيا الملك , <o:p></o:p>
فاستدعى عمر جبلة وقال له : أصحيح ما ادعى هذا الجريح.<o:p></o:p>
قال جبلة : نعم , أنا لست ممن ينكر شيئا أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيدي أنا ملك .<o:p></o:p>
عندها غضب عمر وقال له : ارض الفتى لا بد من إرضائه ما زال ظفرك عالقا بدمائه أو ليهشمن الآن انفك . <o:p></o:p>
فصعق جبلة وقال : كيف ذاك يا أمير المؤمنين ؟ !! هو سوقة - يعني إنسان من عامة الشعب لا يساوي شيء - وأنا عرشٌ وتاج هذا من عامة الناس ! كيف ترضى أن يخر النجم أرضا ! <o:p></o:p>
قال له سيدنا عمر : هذه نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها وأقمنا فوقها صرحا جديدا , وتساوى الناس أحرارا لدينا وعبيدا.<o:p></o:p>
قال جبلة : كان وهماً ما جرى في خلدي إنني عندك أقوى واعز ! أنا مرتد إن أكرهتني .<o:p></o:p>
قال عمر : عنق المرتد بالسيف تحز عالم نبنيه كل صدع فيه بشبا السيف يداوى , واعز الناس بالعبد الصعلوك تساوى. <o:p></o:p>
بتحقيق هذه الموازين استطاع الرعيل الأول من الصحابة أن يسودوا الأمم ويخرجوها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , تخيل.. تأمل .. تفكر.. لو كانت هذه الحادثة في هذا الزمان زمن انقلاب الموازين كيف ستكون النتيجة؟؟!! في الختام أيها الأحباب فليسأل كل منا نفسه بأي ميزان يوزن ويقيم وينظر به إلى الناس والأشخاص والدنيا هل بميزان الشرع ؟ أم بميزان الهوى والعادات والتعصب القبلي والتقاليد والموضة ؟
</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR></TBODY></TABLE>
اخــــــــتلال المـــوازين<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com
ffice
ffice" /><o:p></o:p>
</TD></TR></TBODY></TABLE><TABLE id=ctl00_ContentPlaceHolder1_tbimgbrows style="WIDTH: 446px"><TBODY><TR><TD style="TEXT-ALIGN: center">
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<TABLE width="100%"><TBODY><TR><TD dir=rtl style="WIDTH: 100%; TEXT-ALIGN: right" vAlign=top><TABLE id=ctl00_ContentPlaceHolder1_tbldetails style="FONT-WEIGHT: bold; WIDTH: 100%; HEIGHT: 24px" border=0><TBODY><TR><TD class=gen_Red>اخــــــــتلال المـــوازين</TD></TR><TR><TD class=textiside></TD></TR><TR><TD><o:p></o:p>
الحمد لله والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد بن عبد الله صلى الله وسلم عليه . <o:p></o:p>
إن من الأمور التي ينبغي أن نتفكر فيها جيداً ونمعن النظر فيها ونأخذ منها العبر, الفروق بين موازين الله وموازين البشر ، نحن نعيش الآن في عصر غابت فيه شمس القيم النبيلة و ظهرت عوضاً عنها قيم الأخلاق الفاسدة التي جرفت أمامها كل شيء جميل و عفوي و نظيف , انقلبت واختلت الموازين وأصبح اختلال القيم سمةٌ بارزةٌ من سمات هذا الزمان , فالأقزام يتعملقون ، والهوامش يُشار إليهم بالبنان، والتوافه هم الأكثر جاذبية ويسيل لعاب الأمنيات نحوهم، وفي مقابل ذلك لا نرى أثرًا للعمالقة ؛ وإذا ما ذُكروا فإما تهمّش أدوارهم أو تشوه صورتهم، وما تزال صورة المعلمين وعلماء الدين على شاشات التلفاز أو السينما تثير الاشمئزاز والسخرية ، فذهبت هيبة الدين واللغة والتقاليد ، وتحطمت الأخلاق والقيم بتحطيم هذه الشخصيات وتشويهها .<o:p></o:p>
حتى إننا في كثير من الأحيان من حيث لا ندري نشارك في انقلاب الموازين , نحكم على الأشخاص والأحوال من منظار الدنيا , ونقوم الناس والمواقف والأحداث من المناظير الدنيوية التي تنظر إلى هؤلاء الأشخاص والأحوال من خلالها , بينما يكون الأمر عند الله مختلفا تمام الاختلاف . <o:p></o:p>
ومن هنا كان لا بد أن ُنعدّل النظرة , وان ُنقوّم الميزان حتى ننظر للأمور من خلال منظار الشرع لا من خلال منظار الهوى والعادات والتقاليد وما استحدثه الناس من موازين ، جاء في الصحيح عن أنس رضي الله عنه : { أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهراَََ , كان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم- الهدية من البادية , فيجهزه الرسول - صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يخرج , لذلك قال النبي { إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه} وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يحبه وكان رجلا دميماً, قبيح المنظر والخلقة ليس فيه جمال, فأتاه النبي يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال الرجل: من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي ويقول - ممازحاً لزاهر- من يشتري العبد ؟! فقال زاهر : يا رسول الله ! إذاً والله لتجدني كاسداً- من يرغب في ؟ ومن يطمع في شكلي ؟! فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : ولكنك عند الله غالٍٍ} بالله عليكم... كم من المواقف والأحداث حكمنا فيها على الناس بموازين البشر من خلال أشكالهم ! ومناظرهم! وملابسهم ! وسياراتهم! وبيوتهم!..... وحكمنا عليهم وعند الله اختلف الميزان , تجد الرجل بين الناس عظيم ذو جاه ذو سلطان ُيخفض له وُيرفع , وهو في حقيقة الأمر فاجر كافر لا يزن عند الله جناح بعوضة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال : اقرءوا ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناًً) } .<o:p></o:p>
ربما يكون الرجل أجمل الناس وهو عند الله من أحقر خلقه , وربما يكون الرجل أكثر الناس تشويهاًً وهو من أعظم الناس عند الله يوم القيامة . لقد كان عطاء بن رباح – رحمه الله – مفتي مكة وقاضيها , عبدا اسود مجدوع الأنف اعور مشوه الخلقة رأسه داخل جسده لا يكاد يوجد له رقبة ومع ذلك كان مقدم على الناس.<o:p></o:p>
إذاً ما هو الميزان عند الله ؟؟؟ <o:p></o:p>
ما هو المنظار الذي يجب علينا أن ننظر إلى الناس من خلاله ؟<o:p></o:p>
إنه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قال :{ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } هذا هو الميزان الرباني ( قلوبكم وأعمالكم ) , إذاً ليس الأمر بالمظاهر والملابس والهيئة رغم أهميتها . عن سهل بن سعد الساعدي انه قال : { مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي : ما رأيك في هذا ؟ - والنبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فكان يعلم حال هذا الرجل انه منافق أو فاجر- فقال الرجل : رجل من اشرف الناس , هذا والله حريٌ إن خطب أن ينكح , وإن شفع أن يشفع وإن قال يسمع كلامه , فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له الرسول وما رأيك بهذا؟ قال : يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين , هذا حريٌ إن خطب ألا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال ألا يسمع لقوله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم- هذا ( الرجل الفقير) خيرٌ من ملء الأرض من مثل هذا } .<o:p></o:p>
كثيرٌ منا من يوزن و يقيم و ينظر إلى الناس من مناظير دنيوية ,هذا رجل صاحب منصب .. غني .. قوي .. جميل الخلقة .. وهو عند الله قد يكون أحقر الناس , وإذا ما نظرنا إلى شخص بسيط الحال فقير المال ضعيف لا مكانة ولا وظيفة محترمة كما يقولون لا وجه ولا جاه ماذا نعتقد فيه ؟ كيف نعامله ؟ , لان نظرتنا دنيوية بموازين الدنيا، روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { ُسئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أيُ الناس أكرم؟ - كانت قضية القبلية والنعرات والتفاخر بالأنساب مسألة لها ثقل كبير ووزن عظيم عند العرب – قال: أكرمهم عند الله أتقاهم؟ - أجابهم بميزان الشرع – قالوا: ليس عن هذا نسألك قال الرسول: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله, قالوا: ليس عن هذا نسألك , قال فعن معادن العرب تسألونني ؟ قالوا: نعم , قال : فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا } .<o:p></o:p>
كذلك مسألة الدنيا عندنا هي أموال وعمارة وقصور وبساتين وزروع وثمار وذهب وفضة وسيارات , وهي تعني عندنا أشياء عظيمة ولهذا تثقل في نفوسنا , وذا معروف ومشاهد في الواقع ولا يحتاج إلى شرح وتفسير وهذا تصديق لقول الله عز وجل : { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا } هذا ميزان البشر للدنيا أما الميزان عند الله يختلف تماما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء } لو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئا ما أعطى الكافر منها شيئا , تأمل كل هذه الدنيا وزخارفها وبريقها لا تساوي في ميزان الله جناح بعوضة وعندنا كم تساوي؟؟!! ها هو جبلة ابن الأيهم جاء مسلما وهو ملك من ملوك العرب , رحب به عمر بن الخطاب رضي الله عنه من باب ( انزلوا الناس منازلهم ) , وفي أثناء الطواف بينما كان يطوف جبلة فإذ بإعرابي من فزاره يدوس طرف ردائه دون قصد فانخلع الرداء من على كتف الملك فالتفت نحو الأعرابي وضربه ضربة على انفه فهشمه , ثم ذهب الإعرابي لأمير المؤمنين عمر شاكيا الملك , <o:p></o:p>
فاستدعى عمر جبلة وقال له : أصحيح ما ادعى هذا الجريح.<o:p></o:p>
قال جبلة : نعم , أنا لست ممن ينكر شيئا أنا أدبت الفتى أدركت حقي بيدي أنا ملك .<o:p></o:p>
عندها غضب عمر وقال له : ارض الفتى لا بد من إرضائه ما زال ظفرك عالقا بدمائه أو ليهشمن الآن انفك . <o:p></o:p>
فصعق جبلة وقال : كيف ذاك يا أمير المؤمنين ؟ !! هو سوقة - يعني إنسان من عامة الشعب لا يساوي شيء - وأنا عرشٌ وتاج هذا من عامة الناس ! كيف ترضى أن يخر النجم أرضا ! <o:p></o:p>
قال له سيدنا عمر : هذه نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها وأقمنا فوقها صرحا جديدا , وتساوى الناس أحرارا لدينا وعبيدا.<o:p></o:p>
قال جبلة : كان وهماً ما جرى في خلدي إنني عندك أقوى واعز ! أنا مرتد إن أكرهتني .<o:p></o:p>
قال عمر : عنق المرتد بالسيف تحز عالم نبنيه كل صدع فيه بشبا السيف يداوى , واعز الناس بالعبد الصعلوك تساوى. <o:p></o:p>
بتحقيق هذه الموازين استطاع الرعيل الأول من الصحابة أن يسودوا الأمم ويخرجوها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , تخيل.. تأمل .. تفكر.. لو كانت هذه الحادثة في هذا الزمان زمن انقلاب الموازين كيف ستكون النتيجة؟؟!! في الختام أيها الأحباب فليسأل كل منا نفسه بأي ميزان يوزن ويقيم وينظر به إلى الناس والأشخاص والدنيا هل بميزان الشرع ؟ أم بميزان الهوى والعادات والتعصب القبلي والتقاليد والموضة ؟
</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR></TBODY></TABLE>