- - * ///قصص عن الخاتمة ( القصة الثالثة )/// * - - ( طيور العلمة )

korbali

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
9 جوان 2008
المشاركات
4,644
نقاط التفاعل
2
النقاط
157
العمر
39
icon.aspx
بسم الله الرحمن الرحيم

282838217.jpg




قصص عن الخاتمة





نحن اليوم مع قصه النهاية . نعم النهاية التي لطالما غفلنا أو تغافلنا عنها مع أننا مستيقنين بها .
إنها اللحظات الأخيرة من عمر لعله يكون طويلا أو قصيرا..


أنها اللحظات التي قال المولى عز وجل : { كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق } .
نعم عباد الله إنه الفراق ... إنه ليس فراقا عاديا وليست رحله عاديه يودع فيها المرء أهله وذويه فترة
ثم يعود إليهم وليست تجربه حرة يؤديها الإنسان فإن فشل فيها لجأ إلى غيرها
حتى يرتاح إلى نتائجها .إنها تجربة نادرة مع المرء .. ورحلة إلى عالم آخر وفراق في غاية الألم والحرقة .


إنها لحظات تكون فيها حالة الزفير أطول من الشهية ويضيق مجرى التنفس
حتى وكأن المرء بتنفس من ثقب إبرة والمهم هنا وقبيل توديع الحياة في اللحظات الأخيرة ..
في الدقائق الأخيرة من العمر .. بماذا يتلفظ الإنسان ؟


مما يشار إليه هنا أن المرء لا يقدر أن يتلفظ بما خطط له في حياته ولا يستطيع أن يقول الكلمات التي دبلجها سابقا
الله اكبر ما أعظمها من لحظات .



القصــــــة الثالثة


تـــــوبة محمد


يقول أحد الشباب :
نحن مجموعة من الشباب ندرس في إحدى الجامعات وكان من بيننا صديقٌ عزيزٌ يقال له محمد .

كان محمد يحيي لنــا السهرات ويجيد العزف على النّاي حتى تطرب عظامنــــــا.
والمتفق عليه عندنا أن سهرة بدون محمد سهرةٌ ميتـــــــة لا أنس فيها.
مضت الأيام على هذا الحال.

وفي يوم من الأيام جاء محمد إلى الجامعة
وقد تغيّرت ملامحه ظهر عليه آثار السكينــــة والخشوع فجئت إليه أحدّثه فقلت :
يا محمد ماذا بك؟ كـأن الوجه غير الوجه. فرد عليه محمد بلهجة عزيزة وقـــال :
طلّقت الضياع والخراب وإني تائبٌ إلى الله.

فقال له الشاب على العموم عندنا الليلة سهرة لا تفوّت وسيكون عندنـــــا ضيفٌ تحبه إنه المطرب الفلاني .
فرد ّ محمد عليه : أرجو أن تعذرني فقد قررت أن أقاطع هذه الجلسات الضائعـــــــة
فجنّ جنون هذا الشاب وبدأ يرعد ويزبد . فقال له محمـــد:
اسمع يا فلان . كم بقي من عمرك؟ ها أنت تعيش في قوة بدنية وعقلية .

وتعيش حيوية الشباب فإلى متى تبقى مذنباً غارقاً في المعاصي .
لما لا تغتنم هذا العمر في أعمال الخير والطّاعات وواصل محمد الوعظ وتناثرة باقة ٌمن النصائـح الجميلة .
من قلبٍ صادق من محمد التائب. يا فلان إلى متى تسوّف؟ لا صلاة لربك ولا عبادة .
أما تدري أنك قد تمــوت اليوم أو غداً . كم من مغترٍ بشبابه وملك الموت عند بابـــه
كم من مغتر عن أمره منتظراً فراغ شهره وقد آن إنصرام عمره .
كم من غارقٍ في لهوه وأنسه وما شعر . أنه قــــد دنا غروب شمسه .
يقول هذا الشاب : وتفرقنا على ذلـــك وكان من الغد دخول شهر رمضان .
وفي ثاني أيام رمضان ذهبت إلى الجامعة لحضور محاضرات السبت فوجـــــــدت الشباب قد تغيّرت وجوههم .
قلت : ما بالكم ؟ قال أحدهم:
محمدٌ بالأمس خرج من صلاة الجمعة فصدمته سيــــــارة مسرعة ..

لا إله إلا الله توفاه الله وهو صائم مصـــلّي الله أكبر ما أجملها من خاتمة .
قال الشاب : صلينا على محمد في عصر ذلك اليوم وأهلينا عليه التراب وكان منظراً مؤثراً
 
...................​
 
ربي يجازيك الجنة ان شاء الله
بوركت " كوربالي " على القصة و الله رائعة
" يا أرحم الراحمين . يا ارحم الراحمين . يا أرحم الراحمين برحمتك نستغيث فأغثنا وابدل سيئاتنا حسنات "
 
بارك الله فيك الاخت سحر​
 
اللهم أرزقنا حسن الخاتمة

بارك الله فيك على القصة
 
بارك الله فيكم​
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top