الصبر والرضا

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

نزف الحنين

:: عضو منتسِب ::
إنضم
4 جوان 2007
المشاركات
49
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ،،،

أما بعد ...

اخوانى أحبت أن تقرأوا معى هذا الفصل لابن الجوزى فهو مُعين - باذن الله - على البلاء .. نفعنى الله واياكم به ...

فصل فلسفة الصبر والرضا

ليس في التكليف اصعب من الصبر على القضاء ولا فيه افضل من الرضى به‏.‏

فاما الصبر‏:‏ فهو فرض‏.‏ ............................ واما الرضا فهو فضل‏.‏

وانما صعب الصبر لان القدر يجري في الاغلب بمكروه النفس وليس مكروه النفس يقف على المرض والاذى في البدن بل هو يتنوع حتى يتحير العقل في حكمة جريان القدر‏.‏

فمن ذلك انك اذا رايت مغموراً بالدنيا قد سالت له اوديتها حتى لا يدري ما يصنع بالمال فهو يصوغه اواني يستعملها‏.‏
ومعلوم ان البلور والعقيق والشبه قد يكون احسن منها صورة غير ان قلة مبالاته بالشريعة جعلت عنده وجود النهي كعدمه‏.‏
ويلبس الحرير ويظلم الناس والدنيا منصبة عليه‏.‏
ثم يرى خلقاً من اهل الدين وطلاب العلم مغمورين بالفقر والبلاء مقهورين تحت ولاية ذلك الظالم‏.‏
فحينئذ يجد الشيطان طريقاً للوسواس ويبتدي بالقدح في حكمة القدر‏.‏
فيحتاج المؤمن الى الصبر على ما يلقى من الضر في الدنيا وعلى جدال ابليس في ذلك‏.‏
وكذلك في تسليط الكفار على المسلمين والفساق على اهل الدين‏.‏
وابلغ من هذا ايلام الحيوان وتعذيب الاطفال ففي مثل هذه المواطن يتمحص الايمان‏.

ومما يقوي الصبر على الحالتين النقل والعقل‏.‏

اما النقل فالقران والسنة :-

اما القران فمنقسم الى قسمين

القسم الأول :- بيان سبب اعطاء الكافر والعاصي فمن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ اِنَّمَا نُملي لهمْ ليزْدَادُوا اثماً ‏"‏‏.‏
‏"‏ وَلَوْلاَ اَنْ يَكونَ الناسُ امة واحة لجَعْلنا لمنْ يكفُرُ بالرَّحمن لبُيوتهم سقفاً مِنْ فِضَّةٍ ‏"‏ ‏"‏ وَاِذَا اَرَدْنَا اَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً اَمَرْنَا مُتْرَفِيْهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ‏"‏‏.‏
وفي القران من هذا كثير‏.‏

والقسم الثاني‏:‏- ابتلاء المؤمن بما يلقى كقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ اَمْ حَسِبْتُمْ اَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَم اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمُ ‏"‏ ‏"‏ اَمْ حَسِبْتُمْ اَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَا يَاْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَاسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ‏"‏ ‏"‏ اًمْ حَسِبْتُمُ اَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ‏"‏ وفي القران من هذا كثير‏.‏

واما السنة فمنقسمة الى قول وحال‏.‏

1- اما الحال‏:‏ فانه صلى الله عليه وسلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه فبكى عمر رضي الله عنه وقال‏:‏ كسرى وقيصر في الحرير والديباج فقال له صلى الله عليه وسلم‏:‏ افي شك انت يا عمر الا ترضى ان تكون لنا الاخرة ولهم الدنيا‏.‏

2- واما القول : فكقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ لو ان الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء‏.‏
واما العقل‏:‏ فانه يقوي عساكر الصبر بجنود منها ان يقول‏:‏ قد ثبتت عندي الادلة القاطعة على حكمة المقدر‏.‏

فلا اترك الاصل الثابت لما يظنه الجاهل خللاً‏.‏

ومنها ان يقول‏:‏ ما قد استهولته ايها الناظر من بسط يد العاصي هي قبض في المعنى وما قد اثر عندك من قبض يد الطائع بسط في المعنى لان ذلك البسط يوجب عقاباً طويلاً وهذا القبض يؤثر انبساطاً في الاجر جزيلاً فزمان الرجلين ينقضي عن قريب‏.‏
والمراحل تطوى‏.‏
والركبان في السير الحثيث‏.‏

ومنها ان يقول‏:‏ قد ثبت ان المؤمن بالله كالاجير وان زمن التكليف كبياض نهار ولا ينبغي للمستعمل في الطين ان يلبس نظيف الثياب بل ينبغي ان يصابر ساعات العمل فاذا فرغ تنظف ولبس اجود ثيابه‏.‏
فمن ترفه وقت العمل ندم وقت تفريق الاجرة وعوقب على التواني فيما كلف فهذه النبذة تقوي ازر الصبر‏.‏

وازيدها بسطاً فاقول‏:‏ اترى اذا اريد اتخاذ شهداء فكيف لا يخلق اقوام يبسطون ايديهم لقتل المؤمنين افيجوز ان يفتك بعمر الا مثل ابي لؤلؤة وبعلي الا مثل ابن ملجم‏:‏ افيصح ان يقتل يحيى بن زكريا الا جبار كافر ولو ان عين الفهم زال عنها غشاء العشا‏.‏
‏.‏
لرايت المسبب لا الاسباب والمقدر لا الاقدار فصبرت على بلائه‏.‏
ايثاراً لما يريد ومن ههنا ينشا الرضى‏.‏

كما قيل لبعض اهل البلاء‏:‏ ادع الله بالعافية فقال‏:‏ احبه الي احبه الى الله عز وجل‏.‏
ان كان رضاكم في سهري ........................... فسلام اللّه على وسني
 
بارك الله فيك على النقل التافع ونفعني الله واياكم به وبارك الله فيك
 
والله كلام نفيس لابن الجوزي رحمه الله جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
 
بارك الله فيك ونفعنا به امين
 
شكرا على الموضوع الرائع بارك الله فيك وجزاك كل خير ان شاء الله
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top