أولا: الاستدلال المباشر:
حين نستنتج من قضية واحدة فقط ـ قضية أخرى ـ نسمي العملية (الاستدلال المباشر)، وحين نستنتجها من قضيتين أو أكثر نسميها (الاستدلال غير المباشر).
الاستدلال المباشر:
كشرط أساسي في أي استدلال ينبغي رعاية هذا الأمر ألا يكون في القضية المستدل اليها شيء زائد عن القضية المستدل منها، وبالتالي: (لا يكون المدعي أكثر من الدليل).
فإذا كان في القضية (أ) استغراق يمكن أن يكون في القضية (ب) استغراق كما يمكن بالطبع ألا يكون استغراق، أما إذا كانت القضية (أ) مستغرقة فهل يمكن أن تكون القضية (ب) مستغرقة؟ بالطبع لا.
وينقسم الاستدلال المباشر قسمين: نقض المحمول؛ العكس المستوي:
*****************
أ- نقض المحمول:
مع مراعاة شروط ثلاثة، نستطيع الحصول على نقض المحمول وهي:
1- أن تكون القضية قضيتين متحدتي الموضوع والمحمول.
2- أن يكون محمول الثانية نقيض المحمول في الأولى (إضافة لا مثلا إلى المحمول في الثانية أو حذف لا هذه).
3- أن ينعكس كيف القضية من الأولى إلى الثانية ففي الأولى إذا كانت إيجابية تكون الثانية سالبة، والمثل يأتي آنئذ كالتالي وبالترتيب:
أ- الإنسان ناطق.
ب- (ليس من الإنسان) (لا) ناطق.
والتعريف المنطقي لهذه العملية هو: النقض في المحمول وهو: الاستدلال المباشر نتوصل به من قضية إلى قضية أخرى محمولها نقيض المحمول الأصلي.
والأمثلة التالية توضيح لهذه العملية:
1- كل مجتهد مثاب (ك) لا مجتهد غير مثاب (ل).
2- لا مجرم هارب (ل) كل مجرم غير هارب (ك).
3- بعض الناس أدباء (ب) ليس بعض الناس غير أدباء (س).
4- ليس بعض الناس أدباء (ب) ليس بعض الناس غير أدباء (ب).
إن الشروط الآنفة الذكر قد توفرت جميعا في هذه القضايا، فالموضوع والمحمول متحدان في الشرطين، والمحمول في الثانية، منقوض (غير مثاب ـ غير هارب ـ غير أدباء ـ غير أدباء) (وكيف القضية)1 متحول مع الاحتفاظ بشرط الاستغراق أي إذا أمعنت النظر رأيت ان القضية الثانية من ناحية الأفراد الذين تشملهم كالقضية الأولى تماما! فالكلية تقابل الكلية، والجزئية تعاكس الجزئية وهكذا.
*************
ب- العكس المستوي:
التعريف المنطقي لهذه العملية هو: العكس، الاستدلال المباشر، تستدل فيه من قضية على أخرى، بشرط ان يكون موضوع الثانية محمول الأولى، فالموضوع يكون ـ وفق هذا التعريف ـ محمولا في القضية الثانية ويكون المحمول موضوعا والشرط الأساسي هو أن نلاحظ الاستغراق في القضية الأولى في الموضوع والمحمول معا، فلا بأس بالعكس وبدون أي تغيير في (كم)2 القضية مثلا: لا راهب متزوج. لماذا لأن القضية الأولى (ل) مستغرقة في الموضوع والمحمول معا. إذ إن النفي استغراق والقضية بذاتها (ل) قضية سالبة.
أما لو لم يكن كذلك، بل كان الموضوع فقط مستغرقا.. في المحمول دون العكس فلا نستطيع أن نعكس إلا إذا غيرنا (كم) القضية أي بدلنا الكلية إلى جزئية وكمثل كل إنسان حيوان لا يكون عكسها إلا (بعض الحيوان إنسان).
والموجبة الجزئية غير مستغرقة لا في الموضوع ولا في المحمول، فيمكن عكسها كذلك ـ بدون الاستغراق ـ مثلا: بعض أفراد الإنسان، أبيض نعكسها بعض ما هو أبيض إنسان.
تبقى السالبة الجزئية لا يمكن أن نعكسها إذ ان المحمول حين يأتي مكان الموضوع ويدخل عليه النفي يصبح مستغرقاً في الموضوع الذي يصبح آنئذ محمولا له، فيكون العكس أوسع استغراقا من أصل القضية وبالتالي يكون الاستدلال المباشر فاقدا لشرط المطابقة في الاستغراق.
مثاله: ليس بعض الناس أدباء، عكسه.. ليس بعض الأدباء أناسا؟ فهل هذا صحيح؟ كلا.
لذلك قالت المناطقة: ليس للسالبة الجزئية عكس.