التفاعل
17
الجوائز
617
- تاريخ التسجيل
- 14 فيفري 2009
- المشاركات
- 2,568
- آخر نشاط
1/1

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تمرّ ذكرى وعد بلفور مرور الكرام، فلا تجد اعتصاما ولا تجد مسيرة ولا تجد حملة تواقيع، ولا تجد أي شيء غير عاديّ، فلا بدّ أن نتوقّف قليلا!! لم تخرج تظاهرة واحدة في أوروبا، ولم تخرج مظاهرة واحدة في أنحاء العالم الإسلامي قاطبة، لتجدد القول بأن وعد بلفور كان خطيئة في حق الشعب الفلسطيني. لا أريد الإستفاضة كثيرا في الأمر، فيبدوا بأن الأمر هو عدم إدراك لأهميّة العمل المدني للأسف، وما يشكّله من أهميّة في تشكيل الرأي العام ولفت الإعلام لأهميّة القضية. فها هي قافلة مدنيّة تعاني منذ أكثر من 23 يوما، ولم يتصدى لمساندتها أحد في هذا العالم، لا بمظاهرة ولا باعتصام، ولا حتى بحملات تواقيع......
لا يعني الإيمان بالمقاومة المسلّحة أن تترك الساحة الإعلامية للإحتلال يقول فيها ما يشاء ويزعم دفاعه عن النفس بينما هو قاتل محتل لا يملك قانونا حقا في الدفاع عن النفس. وانظر ماذا يكتب التاريخ: أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض. لقد قامت الحركة الصهيونية بعمل جادّ واستمر طيلة عقود من الزّمن كانت نتيجته وثمرته، وعد بلفور. ولم تبدأ القصة من وعد بلفور. وللعلم، فقد أوقفت الإمبراطورية البريطانية في فترة من الفترات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ولكن إصرار الحركة الصهيونية على استمرارها واستغلالها لبعض المتغيّرات التي حصلت بعد الحرب العالميّة، أدّى في النهاية إلى إعادة السماح للمهاجرين اليهود بالهجرة إلى فلسطين، ثم إقامة الخطط العسكرية في أواخر الأشهر التي سبقت نهاية الإنتداب، والتي حصلت فيها اشهر المجازر كمجزرة دير ياسين.
ولا تزال الحركة الصهيونية تعمل بذلك الإرث من الإصرار والعمل، ولو على الباطل، لكي تدعم استمرار دولة الإحتلال على إجرامها، وهذا متوقّع منهم!! ولكن ما ليس متوقّعا، وما يثير أنواع الشجون في النفس، أن ترى أبناء الأمّة لا يبحثون عن كيفية نصرة قضيّتهم وهم على الحق، فهل عجزوا عن إقامة حتى مسيرة أو اعتصام، أم استقلّولها ولم يعرفوا بأن "عدم إطلاقها" هو أقل من القليل وقبلوا بأن يلحقهم الإثم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. فماذا يكون حكم القادر على إطلاق المسيرات والإعتصامات (لسان المجتمع) ولا يقوم بذلك ؟؟
فعندما يمرّ وعد بلفور مرور الكرام، فهناك مشكلة!! أم نقول، هناك أزمة ؟؟